كنت أنتظر أن يسمح لي مجلس النواب اللبناني الموقَّر أن أعتلي منبره، في جلسة الثقة، واعطي رأي مواطن لبناني مغلوب على أمره ببيان الحكومة الجديدة. هل كنت سأمنحها ثقة المغلوبين، وهم الاكثرية الساحقة من اللبنانيين مقيمين ومنتشرين، أم لا؟ وبما أن المجلس لم يسمح، ولن يسمح أبداً لمثلي، لذلك سأفترض أني اقتحمت عليهم جلستهم وخاطبتهم بكل تهذيب:
حضرة رئيس مجلس النواب الذي لا نعرف غيره منذ حوالي ثلاثين سنة والذي يعمل دائما لأجلنا، المحترم
حضرة رئيس مجلس الوزراء الماثل أمامنا اليوم، واثق الخطوة تمشي ملكا، لأن الصفقة التي أبرمتها مع باقي القوى السياسية ستتوَّج بالثقة اليوم، والعامل أيضاً لأجلنا، المحترم،
حضرة أعضاء المجلس النيابي الذين حصلتم على مقاعدكم اما بالوراثة او بالمال او بالصفقات او بالارتهان، أو بلسح الاقفية المخملية، الذين تعملون لأجلنا، المحترمين،
حضرة الوزراء الاغنياء منكم على حسابنا، والذين ستغتنون على حسابنا أكثر، الذين ستحكمون بالموبايل، أي تتصلون بمن سيتَّخذ القرار عنكم، والعاملين لأجلنا أيضاً، المحترمين،
حضرة النواب المحترمين فعلاً وانتم أقلية مغلوبة على امرها مثلنا، وحضرة الوزراء المحترمين فعلاً وانتم أندر من الصدق على أفواه المسؤولين
حضرة ممثلي الاعلام المبايِع والمبارِك، والقابض ثمن مواقفه سلفاً، والممجِّد لولي نعمته كل صباح ومساء، المحترمين،
حضرة ممثلي الاعلام الصادق، الصريح، الذين لا تهتمون بغير الحقيقة، وانتم أندر من المياه النظيفة في لبنان،
يا رجال الامن الذين ستلقون القبض عليَّ قبل أن انهي هذا الخطاب، وانتم تعملون لأجلنا أيضاً، المحترمين،
يا شعب لبنان العظيم الذي انتخب هؤلاء العظام، ليعملوا لأجلنا، المحترم،
حضرة سفراء دول الوصاية علينا، والذين تمنياتكم اوامر، والذين تعملون لأجلنا، المحترمين،
حضرة رجال الدين من كل الطوائف والمذاهب والدكاكين، والعاملين بكل ما تملكون من قوة لأجلنا، المحترمين،
حضرة العملاء المبثوثين في كل زاوية ومفرق والذين تحصون عليهم أنفاسهم، وتعملون لأجلنا، المحترمين،
أولاً باسم الأغلبية الساحقة المسحوقة من اللبنانيين اخاطبكم. إذا كنتم كما ذكرنا أعلاه أي انكم كلكم محترمون فلماذا الوضع في بلادنا غير محترم؟ والمال العام غير محترم؟ والبيئة غير محترمة؟ والرأي الآخر غير محترم؟ ولماذا لا يوجد قانون واحد محترم؟ لا شيء في لبنان محترم الا حضرتكم.
ثانياً لا شك انكم "جبتم اجلنا" ولا زلتم تعملون لإتمام المهمة. فاللبناني، بفضلكم، يموت على الطرقات وأمام أبواب المستشفيات، أو من التلوث أو يحرق نفسه أو ... ومن لم يمت بفضل صفقاتكم يموت يومياً من القهر على الحالة التي وصلنا لها بفضلكم أيضاً.
ثالثاً: لن أناقش أية نقطة واردة في البيان. فهو نسخة عن البيان السابق. بحكومة شبيهة جداً بالحكومة السابقة. بنتائج كارثية نعايشها على الارض. ومن "جرَّبَ المجرَّب كان عقله مخرَّب". لذلك لا نأمل منكم تحقيق نتائج أفضل. وعلى هذا الاساس أمنحكم تقتنا.
رابعاً: لو عجَّلتم قليلاً في الاتفاق على الحصص لكان بمقدوري أن أصطحب معي جورج زريق ومعه صهريج بنزين. هذه المرة، وقد تعلَّم الدرس، فيغسلكم جميعاً بملابسكم الانيقة، وليغسل كل المقاعد التي جلستم عليها، وبعد أن يغلق كل المنافذ والابواب، يشعل النار فيكم، حتى لا ينجو منكم احد.
خامساً وأخيرا: وحتى توافر البطل الذي سينفِّذ البند الرابع لكم منا كل اللعنات والشتائم من العيار الثقيل. والسبب لأنكم حوَّلتم جنَّة الله على الارض الى مزبلة لا تليق الا بكم، متى استيقظ الشعب وأدرك أن مصلحته الحقيقية هي بحرقكم عن بكرة أبيكم.
سدني في 16/02/2019
غضبة لا يستيطيعها إلا نظيف القلب والعقل واللسان. غضبة لا يستطيعها إلا جرئ القلم نقي الضمير. غضبة لا يستطيعها إلا جورج هاشم
ردحذف