كل يوم يزداد الحراك الشعبي في الجزائر ،عنفوان مسجلا اروع.صور في كيفية الحراك الشعبي السلمي ، ومشهدا في رفض الأمر الواقع بطرق حضارية ،انبهر لها القاصي والداني ،لقد سجل الشعب الجزائري المنتفض في مليونيات جابت الشوارع ،لم يترك للقدم مكان في الشارع ،فكل شوارع الجزائر على قدر مساحتها الجغرافية ،نزل الشعب في طوفان بشري اربك النظام الذي لم يكن يتوقع هذا السيل الهائل من الشعب يخرج عن طاعته، و هو يجوب الشوارع ،لمقارب شهره الأول ،ولم يسجل أي إنزلاق يعكر صفو سلمية الحراك ،الذي يسجل مع مر الايام صور رائعة في كيفية الاحتجاج السلمي،رغم أن هذا الحراك لم يقتنع بأنصاف الحلول الى رمى بها النظام الى شارع بغية امتصاص الغضب و الالتفاف على المطالب التي حركت الشارع بطريقة عفوية لم تؤطر من أي تنظيم سياسي وهذا ما اكسب الحراك قبولا لدى كل شرائح المجتمع،إذ لم. يتلون الحراك. بأي لون إيديولوجي معين ،وهذا ما أضفى على سيرورة الحراك الاستقلالية في اتخاذ القرار من قبل رواد الحراك ،إذ لم يتم تبني الحراك من قبل تنظيم حزبي ،ولم ترفع أي من الشعارات الحزبية أو الفئوية،وهذا. مأكسب الحراك مصدقية لدى غالبية الشعب الجزائري الذي التف حول الحراك الذي أصبح المتنفس له في التعبير عن سخطه على النظام ،و المطالبة بتغيير هذا النظام ،و اصبح وسم ترحلوا يعني ترحلوا ،هو العملة المتداولة بين الشعب المنتفض في الشوارع، من رفض العهدة الخامسة الر رفض التمديد لرابعة ، وهي الصيغة التي توصل إليها. النظام بغية ترتيب أوراقه ،لكن الشارع الذي انتفض تفطن إلى المخرج الذي أراد النظام اللجوء إليه بغية كسب المزيد من ربح الوقت ،قصد انهاك الشارع بالحلول مجتزئة، لكن خاب هذا المسعى و أصبح ترديد ترحلوا يعني ترحلوا ،يصنع الحدث في الجزائر ،ويبقى سيد صيحات المنتفضين في شوارع و ازقة الجزائر
ومازال هو المدوي في أصقاع الجزائر ،يعكر صفو أركان النظام ،الذي بدأ التململ يتسلل الى أركانه ،ولحاق العديد من الرموز الى الحراك، حتى من أقرب حلفاء. الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ، الذين كانوا يوصفون باليد اليمنى له ويبدو أن الرسائل أصبحت هي لغة الحوار بين الرموز السيادية في النظام ، وهي سابقة لم تكن متداولة منذ بدأ الحراك ،اذا مباشرة بعد رسالة ڨايد صالح رئيس أركان الجيش والتي ،يستشف منها انحياز الجيش الى الحراك خاصة وأن هذا الحراك لم يذكر مؤسسة الجيش بسوء ،بل العكس ،كان يردد مقولة جيش شعب ، خاوة خاوة بمعنى إخوة ،لذا نستشرف رفع الغطاء عن عبد العزيز بوتفليقة الرئيس المنتهية ولايته يوم 28 نيسان أبريل 2019،لذا لا استبعد ان تكون لهذه الرسالة تداعيات في الأيام القادمة قبل حلول هذا الموعد الموعود ،في. سيرورة الحراك ، الرسالة التى أعتقد أنها ربما القشة التي قسمت ظهر البعير، أعقبتها رسالة من رئاسة الجمهورية منسوبة الى الرئيس تشير الى التأكيد على أن الحلول المقترحة في خارطة الطريق التي رسمتها الجهات النافذة في رئاسة الجمهورية ،والتي هي ممثلة في إخوة الرئيس المعلول صحيا ، تبقى هي المخرج من عنق الزجاجة و الحل السياسي للأزمة السياسية التي تعصف بأركان النظام في الجزائر ،التي تشهد انتفاضة سلمية أبهرت شعوب العالم في دقة سلميتها و تنظمها المحكم ،في الاحتجاج السلمي ، منذ نزول الطوفان البشري الى الشوارع ،ولم يسجل أي انزلاق أو حوادث تذكر ،رغم الحشود الكبيرة، ودقة المصالح الامنية في كيفية التعامل مع هذا الطوفان البشري ،الذي يغزو الشوارع ظهيرة كل يوم جمعة وهي عطلة نهاية الأسبوع ما يعني أنها اصبت كبوس
للنظام ،ولم تخرج الأجهزة الأمنية عن نطاق التأطير الأمني للاحتجاج السلمي،بعض الأقلام في الضفة الأخرى. تنعت الحراك على الطريقة الجزائرية .
رسائل المؤسسة العسكرية والرئاسة ،سوف يكون لها تداعيات في المنظور القريب ،اول مرة منذ بدا الحراك يكون هناك غياب التناغم بين الخطابين ،إذا هناك شيء يطبخ على نار هادئة من قبل المؤسسة الصامتة وهي الكنية التي توصف بها مؤسسة الجيش في الجزائر من قبل الإعلام في الجزائر التي تبقى حبلى بالأحداث المتسارعة.
مدين غالم
فيينا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق