حُمّى الأُمِ/ د. عدنان الظاهر

 
( للثامن من آذار )
إنْ غابتْ أو شقّتْ أُخدودا
أو ضَرَبتْ في رأسٍ فأسا
أو خَسَفتْ في حمأةِ عينِ الشمسِ
تابعتُ خُطاها ألوي طَرْفاً  أعشى
أتمزّقُ إربْاً إرْبا
أحفرُ في دربِ الذِكرى أنفاقا
لا تكشفُ لا تفضي
تخنقُ للمُدلجِ أنفاسا 
تتفاوتُ أُسّاً أُسّا
تتركني أَثَراً في بابِ الأنباءِ الموصودِ
باباً يغلقُ أبوابا
تتقلّبُ طوراً طورا
عُسْراً في ظلٍّ أو يُسرا
رُقُماً يتهجّاها أعمى
هل أُعطيها نصفَ الباقي ضعْفا
أو أقضي زمنَ المحنةِ مُلتفّا
أخشى ما أخشى
أخشى وضعاً يستشري
أفما كنتُ فتيلَ الشمعةِ إذْ تذوى
ما تركتْ من زمزمَ لي أُمّي
ضمّيني أُمّي ضُمّيني
مرَّ السهمُ بأضلاعي جَمرا
آهٍ يا آهي
قتلتني الحمّى
لو جاءتْ سقطتْ ألواحُ الطينِ 
مالتْ قاماتُ نخيلِ البيتِ المُحتلِّ
لا ينفعُ فيها طبٌّ أو سُمٌّ في نابِ
ترياقُ النكبةِ بابٌ مكسورُ
يدخلهُ صوتُ الصرصرِ مخنوقا
آهٍ منها لو جاءتْ
تهتزُّ الأرضُ وتربو ... ترتابُ
تتنقلُّ فينا ألواحا
تبحثُ عن سُفُنٍ أخرى
تاهتْ في زحمةِ خضّاتِ الأوجاعِ
تتبدّلُ صاعاً صاعاً أوضاعا
تتحطّمُ إشفاقا
جعلتني أزحفُ مُرتدّا
أبحثُ عن أُمٍّ غطّتني
بثيابِ وضوءِ صلاةِ الفجرِ
لأُقيمَ حزاماً أمنيّاً فرْطَ الإعياءِ
وأُقاضي ما يجري في الأرضِ الأُخرى عفويّا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق