​زعماء العرب والتشبث بكرسي الحكم/ عادل محمد

نزارباييف يهاتف زعماء المنطقة بعد استقالته من رئاسة كازاخستان
شاهدوا الفرق بين الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة المتشبث بكرسي الحكم، ورئيس كازاخستان نور سلطان نزار باييف، الذي أعلن تنحيه بشكل مفاجئ أمس بعد نحو ثلاثة عقود من توليه السلطة في هذه الدولة الواقعة في آسيا الوسطى والغنية بالموارد الطبيعية

لقد نشرت وكالات الأنباء في أكتوبر 2017 أخبار زيارة بوتفليقة إلى روسيا، وتجدد الجدل حول صحة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بعد لقائه مع رئيس الحكومة الروسي دميتري مدفيديف، إذ ظهر في لقطات بثها التلفزيون الرسمي دون حركة، وتبادل بضع كلمات مع ضيفه.
كان الاستقبال هو الأول من نوعه الذي يقوم به بوتفليقة، البالغ من العمر 80 عاماً، لمسؤول أجنبي منذ شهر يناير الماضي، بعدما تدهورت حالته الصحية، إذ يعاني من تداعيات صحية منذ أبريل من عام 2013، وسبق أن تعذر عليه استقبال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الماضي.

وكان مدفيديف وصل إلى الجزائر، ولم يسمح سوى لوسائل الإعلام الجزائرية بتغطية الزيارة. وتجنبت رئاسة البلد إعلان برنامج تحرك المسؤول الروسي، لكن ظهور بوتفليقة أثار الكثير من الجدل حول صحته المتدهورة، وإصراره على الترشح إلى الرئاسة طمعا في ولاية خامسة.

ويأتي الظهور التلفزيوني لعبد العزيز بوتفليقة بعد يومين من نداء ثلاث شخصيات بارزة إلى تشكيل جبهة تعارض ترشحه لولاية خامسة، في انتخابات عام 2019، حسب بيان وقعه الحقوقي علي يحيى عبد النور، ووزير الشؤون الخارجية الأسبق أحمد طالب الإبراهيمي، والجنرال المتقاعد رشيد بن يلس.

أحمد طالب الإبراهيمي هو وزير سابق ومرشح للانتخابات الرئاسية في 1999، قبل أن ينسحب منها ويفوز بها بوتفليقة، والمحامي علي يحيى عبد النور يعتبر أقدم مناضل حقوقي بالجزائر ووزير سابق، والجنرال المتقاعد رشيد بن يلس كان قائد للقوات البحرية.

يتزامن الجدل حول صحة الرئيس الجزائري بوتفليقة مع أزمة اقتصادية ومالية قاهرة تواجه الحكومة الجزائرية، في ظل انخفاض أسعار البترول الذي تعتمد عليه الجزائر بصفة خاصة.

في المقابل، قال علي بلحاج، القيادي في حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ الممنوع، إن "استمرار النظام الجزائري الحالي في التمسك بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة وهو في حالة من العجز التام عن القيام بمهامه، وغير قادر على الكلام، هو دفع بالجزائر نحو المجهول".

وأضاف بلحاج في تصريحات إعلامية أن "بث وسائل الإعلام الجزائرية الرسمية لصورة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وهو يستقبل الوزير الأول الروسي، دميتري مدفيديف، كانت محاولة يائسة للرد على المبادرة التي أطلقها سياسيون وعسكريون جزائريون طالبوا فيها برفض مطالب العهدة الخمسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة".

وزاد بلحاج: "المتفحص في وجه بوتفليقة في المقطع الذي تم بثه خلال لقائه الوزير الأول الروسي، دميتري مدفيديف، يتأكد أنه مريض، فنظراته زائغة وحركة يده بطيئة جداً، ولم نسمع صوته بالمطلق، وهذا في الحقيقة إثبات مادي أن الرئيس مريض وعاجز عن قيادة البلاد".

ودعا بلحاج "عقلاء وحكماء الجزائر إلى التداعي لإنقاذ بلادهم من مصير مجهول"، بسبب ما وصفه بـ"العناد والإصرار على التمسك بقيادة رئيس عاجز أثبتت كل التقارير الطبية أنه غير قادر على تولي مهمة إدارة الدولة"، على حد تعبيره.

ويعود آخر ظهور علني لبوتفليقة إلى 6 شتنبر المنصرم، إذ بث التلفزيون الرسمي لقطات له خلال جلسة لمجلس الوزراء، وظهر حينها جامد الوجه وهو يقلب ببطء ملفاً بحضور أعضاء الحكومة الجديدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق