أبي قدْ طواكَ الرّدى يا أبي/ كريم مرزة الأسدي


 من  قصيدة (رثاء أبي) -  البحر المتفارب.

أبي قدْ طواكَ الرّدى يا أبي*** كفاك صلاةً؛ وعشقَ النّبي

كفتكَ الدموعُ ثرى كربـــــلاء***تثرُّ بها ليلــــــةَ المنحـبِ

وكمْ مرّةٍ قدْ تُثار الشجونْ***عليــــكَ عليـــكَ؛ ولــمْ أنحبِ

لعلَّ أبي من ثنايا الحتوفْ****سيشرقُ فـــي وجههِ الطّيّبِ

 وأخبرهُ كيفَ دارَ الزمانْ ***وأنْحبُ فــــي صدرهِ المُتعبِ

وكيف يمجُّ الشقيقُ الشّقيقْ*** ويُطعنُ غدرًا مـن الأقربِ

فيا خسّةَ المرءِ ! أنّى يلوذْ**** إلى زوجهِ بالنّفاق الغبي

فمنْ أينَ يأتي الرّدى للرّدى؟!***وتبقى الحياةُ ولمْ تُســلبِ

وإنَّ المنايـــا؛ لها خبطــــةٌ****تســـيّرها قـــدرةُ المُقْلـــبِ

فعقبى الحياةِ مماتُ الفتى**** وضحكُ الحِمامُ من المهربِ

وإلّا  لماذا يطلُّ الوليــــد****بكاءً على العـــــالمِ الأرحـــبِ

كأنّهُ يعْلمُ سرَّ الوجــــــودْ*****شــــقاءً على القادم المُنكبِ

كريم مرزة الأسدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق