لا شك ان قانون التطور البشري يفرض حتمية التغيير ، لكن السؤال : هل الجيل العربي الحالي قادر على احداث التغيير المنشود والمأمول والمرتجى في المجتمع ..؟!.
هنالك من المتثاقفين والنخب المثقفة من يعوّل ويراهن على الأجيال الشبابية الراهنة في قيادة سفينة التغيير وصناعة الغد والمستقبل الافضل والاجمل ..!
لكن في نظري المتواضع أن الجيل الحالي لا يمكنه ان يقود مسيرة التغيير في مجتمعاتنا العربية . فالظروف الحالية غير مواتية ، والأوضاع السياسية والاجتماعية والثقافية متردية ولا تسمح بإجراء واحداث أي تغيير منشود .
إن مجتمعاتنا العربية ترزح تحت سياط القهر والظلم والديكتاتوريات والجهل والأمية والتخلف السياسي والاجتماعي والثقافي ، في ظل تراجع الوعي الفكري والايديولوجي الوطني والطبقي ، في حين الجيل الشبابي الحالي يفتقد للهوية ويعيش اغترابًا وحالة شيزوفرينية ، ويموج بين السلبية واللامبالاة ، ويفتقد للوعي والطاقات الثورية المبادرة ، وغير مسيس ، بخلاف الأجيال الماضية التي كان لها اهتمامًا بالفكر والانتماء السياسي والقومي والوطني ، وتسعى لأجل انتصار القيم الايجابية الجمالية الانسانية .
ثم فإن الجيل الراهن يعيش أمام الشاشات الافتراضية ومقاهي النرجيلة ،وغدت اهتماماته مختلفة ، وصارت مصلحته الفردية فوق مصالح الوطن والشعب والمجتمع ، همه السيارة الفاخرة والهاتف النقال آخر صرعة ، وشمات الهوا والسفر والتجوال ، يعني جيل استهلاكي تطغى عليه مظاهر العولمة .
وعلاوة على ذلك انه جيل استبدل الانتماء والهوية الوطنية والقومية والعروبية بالهويات القبلية والعائلية والعشائرية والتعصب المذهبي والطائفي ، ويعاني من غياب الأطر الجامعة ومحدودية القيادات المبدئية التي تأخذ بيده وتوجهه وترشده بصورة سليمة وصحيحة وقويمة .
وعليه ، فإن إجراء واحداث التغيير في مجتمعاتنا العربية وتحقيق الأهداف والطموحات التي تصبو لها شعوبنا ، فإننا لجيل شبابي عربي جديد طموح مسلح بثقافة مختلفة ومغايرة ، ثقافة وطنية وطبقية ثورية ، فكرًا وممارسة ، جيل قادر على احياء مشاريع النهضة والحداثة واستعادة القيم الانسانية العظيمة التي نفتقد لها في زماننا .
ويبدو أننا سننتظر طويلًا حتى يتحقق ذلك ويولد مثل هذا الجيل القادر على قيادة مسيرة التطور والتغيير والعصرنة والتجديد والتحديث ..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق