بعد مرور أربعين يوما ًعلى الرحيل المرير والمفاجئ لابن أختي وصديقي
المأسوف على علمه وأخلاقه ، وذكائه وذوقه الشاب الدكتور المرحوم : وسام
يوسف زحلوق الذي ودعنا من هذه الأرض المحمومة منتقلا ًمن جحيم الآلام
والفناء إلى نعيم الخلود الأزلي والراحة الأبدية ، فلترقدْ روحه الطاهرة
بسلام بينَ الأنقياء الأبرار :
مفيد نبزو
مدخل إلى رثائية اللوعة والأسى :
أتعلم ُ كيفَ يَختنقُ الكلام ُ وضَوءُ الفجرِ يَغزوهُ الظلامُ
غُرابُ البين يَنعَبُ في رُبانا ويَرحلُ عن مرابعنا الحَمامُ ؟ّ!.
أتدركُ كيفَ يغدو العمرُ زيفا ً ولا زمنٌ يَطيبُ ولا مَقامُ ؟!.
إذا وحشُ الرَّدى التهمَ الأمَاني ولا أملٌ ، على الدُّنيا السَّلامُ
فيا دكتورنا الغالي سَلاما ً حرقتَ الصبرَ بَعدكَ يا وسامُ
لأن الأمُّ ثكلى لا تُعزَّى وإنْ جنَّتْ ندى لا لا تُلامُ ؟!
وبعدكَ أينَ يوسفُ أينَ صُوفي بأنيابِ الفجيعةِ يا حَرامُ
سلامُ الأتقياءِ بكلِّ ذكرى لروحكَ كلَّما ُذكِرَ الكِرامُ .
وسام ٌ يابنَ أختي يارفيقي تركتَ القلبَ في غمٍّ وضيقِ
وما بينَ الضلوعِ الجمرُنارٌ وآهٌ بالزفير وبالشَّهيقِ
وسامٌ يا طبيبَ الروح ضعنا لقد ضاعَ الطريقُ من الطريقِ
غيابكَ هزَّ أركانَ الأماني وزلزلَ قلعة الأملِ الحقيقي
رحلتَ عن القلوبِ وأنت فينا كغصنِ الزنبقِ الغضِّ الوريقِ
وسيما ً كنتَ ذا حسٍّ وذوقٍ وتلهفُ للقريبِ وللصديقِ
خسرنا فيكَ إنسانا ً تسامى بنورِ العلمِ والفكرِ العميقِ
فما أصفاكَ عاطفةً وقلبا ً وما أحلاكَ معسول الرَّحيقِ !.
فقدنا الجوهرَ المكنونَ ينأى عنِ الوهمِ المخادعِ والبريقِ
فلاعتبٌ على زمنٍ خؤونٍ لَيغدرُ بالوسيمِ وبالأنيقِ
غرقنا والرَّدى بحر ٌخضمٌّ فهلْ ينجو الغريقُ من الغريقِ؟!.
وسامٌ يا حنونَ القلب فينا جحيمُ الروح من وهْجِ الحريقِ
طبيباً كنتَ موثوقا ً خبيرا ً وتقطعُ كلَّ شكٍّ بالوثيقِ
أتأفلُ هكذا نجما ً مُضيئا ً أيهوي الصوتُ في الوادي السَّحيقِ ؟!.
وسامٌ كنت َ مَحبوبا ً مُحبِّا ً مثالَ الهادئ الحرِّ الطليقِ
فيا أسَفِي على طيبِ السَّجايا ويا لهَفِي على الطبعِ الرقيق ِ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق