ملف القضية الفلسطينية يتصدر اعمال الدورة الـ 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة حيث شهد العام الماضي ابشع ممارسات للاحتلال الاسرائيلي وما زال الاحتلال يمارس الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني سواء بتجريف الأراضي وشرعنة المستوطنات، واستمرار اعتداءات سلطات الاحتلال الاسرائيلي لحرمة المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس وسائر الاراضي الفلسطينية المحتلة، فتحد من حرية العبادة وتحاصر المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة وتنتهك المسجد الإبراهيمي في الخليل وتمنع المصلين من الوصول إلى مساجدهم وكنائسهم، وفي الوقت نفسه تسمح للأحزاب اليهودية المتطرفة بالاعتداء على حرمة المسجد الأقصى المبارك بالاقتحام والتدنيس، فالظروف التي تمر بها القدس صعبة للغاية، والمخاطر الحقيقية المحدقة بالمقدسات الإسلامية والمسيحية تغير الواقع في المدينة المقدسة، كما قامت سلطات الاحتلال بالزج بالأطفال والنساء والشيوخ في المعتقلات ومازالت انتهاكات الاحتلال تعبث بالأخضر واليابس في الأراضي الفلسطينية واستمرت دولة الاحتلال في محاولات فرض واقع جديد بداخل الأرض الفلسطينية المحتلة.
ان شعب فلسطين هو اطول شعب يعيش تحت الاحتلال ومن حقه العمل على نيل حريته ويجب علي دول العالم مساعدة شعب فلسطين من اجل انهاء اطول احتلال شهده العالم ، حيث تعرض الى ابشع عمليات التطهير والتشريد من أرضه، كما أنه تمسك بقضيته وهويته وحقه الرئيسي المتمثل في العودة، وهذا يعني ان النكبة لا زالت مستمرة بل ويعيشها الفلسطيني في جميع أنحاء فلسطين وفي اماكن الشتات في ظل الاعتقال والتعذيب ومحاولات الطرد والتهجير للمواطنين الفلسطينيين من أراضيهم والحصار المفروض على قطاع غزة .
وبالرغم من ذلك تمكن الفلسطيني اثبات ذاته من خلال مقوماته النضالية حيث عملت القيادة الفلسطينية علي تحديد اوليات للعمل العربي والدولي وفي مقدمة هذه الاولويات كان العمل الدبلوماسي من اجل ايصال الصوت الفلسطيني للعالم اجمع حيث يتطلب اليوم مضاعفة الجهود وبذل كل الطاقات الممكنة من اجل ايصال صوت الشعب الفلسطيني الي المحافل الدولية، ومما لا شك فيه ان الدبلوماسية الفلسطينية حققت العديد من الإنجازات الهامة علي هذا الصعيد في ايصال رسائل فلسطينية مهمة للمجتمع الدولي وخاصة علي المستوي الأوربي ولعل تلك الاعترافات البرلمانية في بعض الدول الأوروبية تركت اثار واضحة لتسجيل اختراق هو الاول من نوعه للاعتراف بالدولة الفلسطينية .
لقد حان الوقت لإنهاء الاحتلال وإن إعلان الدولة الفلسطينية سيحقق السلام فى المنطقة والعالم وسيعزز السلم الاهلي والاجتماعي واليوم يعترف بالدولة الفلسطينية اكثر من 117 دولة في العالم ونأمل من أولئك الذين لم يعترفوا بعد بدول فلسطين أن يفعلوا ذلك في أسرع وقت ممكن، وفى ظل ذلك تبقى الوقائع الاسرائيلية وممارسات الاحتلال مطروحة امام الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث نتطلع الى ضرورة اتخاذ خطوات عملية من اجل ردع الاحتلال الاسرائيلي وإدانة حكومة الاحتلال على الجرائم التى ترتكبها بحق ابناء الشعب الفلسطيني وضرورة توفير الحماية الدولية والتدخل لوقف الاستيطان ومصادرة الاراضي، وأننا لا نتوقع بأن تمتثل حكومة الاحتلال الى قرارات الشرعية الدولية لأنها تظن وتعتقد بأنها فوق كل القوانين والشرائع وهي الابن المدلل لأمريكا ولغيرها من الدول الغربية التي كانت سببا مباشرا من الاسباب التي ادت الى نكبة شعبنا وتشريده، ومخطئ من يراهن على تغيير الواقع السياسي لدى حكومة الاحتلال ومخطئ ايضا من يقول بأن ذاك هو معتدل وذاك اكثر اعتدالا او تطرفا فالذي يحكم في اسرائيل ليس لغة الاعتدال بل لغة العداء للشعب الفلسطيني، وإن من يريد أن يكون شريكا حقيقيا عليه العمل على انهاء الاحتلال، فالسلام الحقيقي يبدأ في لحظة إعلان الجيش الإسرائيلي انسحابه من المدن الفلسطينية وإعلانه عن تفكيك المستوطنات والعمل على وقف أنشطة الجيش الإسرائيلي داخل المدن الفلسطينية، وفي ضوء ذلك لابد من أن تلتزم الحكومة الإسرائيلية بوقف أي أنشطة تهدف إلى قتل واستهداف ابناء الشعب الفلسطيني وبالتالي يتطلب أن توقف جميع الأنشطة الاستخباراتية وفك الارتباط بمؤسسات الاحتلال والإدارة المدنية الاسرائيلية العاملة بالمناطق الفلسطينية ووقف أنشطتها تمهيداً لبناء الثقة فهذا يعني أن تدخل في عملية سلام حقيقة تحت اشراف دولي وبرعاية الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعيداً عن الانحياز الامريكي وصفقة القرن وسياسة الخداع والأكاذيب واللف والدوران والمراوغة التي تتبعها الادارة الامريكية برئاسة ترامب وفريقه .
إننا بحاجة إلى قرارات جريئة تعيد الحق إلى الفلسطينيين وإقامة منظومة أمنية واقتصادية قوامها السلام العادل والشامل بالمنطقة، وأننا ندعو المجتمع الدولي وبصفة خاصة مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياتهم بالتصدي الحازم لهذه التوجهات الإسرائيلية المخالفة للقانون الدولي ووقف الاحتلال والى ضرورة التحرك الفوري لإطلاق جهد حقيقي وفاعل لحل الصراع على أساس مرجعيات عملية السلام وقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي ومبادرة السلام العربية ومبدأ حل الدولتين، وان الشعب الفلسطيني لقادر علي تحقيق طموحاته ومصر علي نيل الاستقلال فهذا الحق الفلسطيني لا يمكن ان يتنازل عنه شعبنا فهو ماضي في طريق الشهداء والانتصار والثورة والدولة المستقلة حتى نيل الاستقلال في ظل هذا المد والجهد الدولي والعربي الذي اجمع على ضرورة انهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق