ذكرى استشهاد رحيل القائد البطل نعيم أبو سيف"أبو العبد"/ سامي إبراهيم فودة

قال تعالي: "وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ " صدق الله العظيم
شهيدنا يا مقلة العين وفلذة كبدي ودفء المهج ونسيم الروح وشريان الحياة,يا ثمرة الفؤاد وساكن القلب ومجرى الدم في عروقنا, فلك منى يا أخي الشهيد دعاءً في كل صلاة من صلاتي,يا سيد الكبرياء يا من أبيت إلا الصعود فوق القمم العلياء وموشحاً بكوفية الياسر ومحلقاً كالنسور الشامخة في سماء الوطن الشماء, كيف لي أن أرثيك اليوم في ذكرى رحيلك أيها البطل الشهيد وأنت شهيد, فأي لسان هذا الذي قد يوفيك وقد سماك الله شهيد....
إخوتي الأماجد وأخواتي الماجدات أبناء الفتح الغر الميامين, فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة لحياة شهيد سقط غدراً على يد الغدر والخيانة, فكان شهدينا مثالاً للأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة وقمة في الرجولة والشجاعة والأقدام والتضحية والفداء, فتميز منذ صغر سنه على مواظبة الصلاة وطاعته لله وعلاقته الطيبة مع كل من عرفه وعاشرة عن قرب وابتسامته التي لا تفارق ثغرة الباسم.....
انه الشهيد البطل/ نعيم طلال أبو سيف والمكنى"أبو العبد"من ساكن مخيم جباليا مسقط رأس سكناه شارع الهوجه, مواليد 7/3/1975م,ابناً باراً لكتائب الفهد الأسود وصقراً لصقور الفتح وأسد لكتائب شهداء الأقصى, متزوج وقد رزقه الله بأربع من الأطفال والان اصبحوا شباب, نشأ في كنف أسرة فلسطينية لاجئة ملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف,استشهد شهيدنا بتاريخ 24/9/2002م عن عمر يناهز سبعة وعشرين عاماً على يد الغدر والخيانة.....
وتعود جذور عائلته الكريمة بالأصل إلى مدينة يافا عروسة فلسطين وعطر برتقالتها اليافاوي الواقعة على الساحل الشرقي للبحر المتوسط, فقد هاجرت أسرته مثل باقي العائلات الفلسطينية إبان النكبة 1948م والمكونة من أربعة عشرة فرداً منهم 6 ذكور وثمانية إناث بما فيهم الوالد الموقر الذي مازال على قيد الحياة أما والدته الحاجة فقد وافتها المنية أثناء وجوده بالسجن, وقد ترعرع شهيدنا منذ طفولته في المخيم ولعب في أزقتها وشوارعها وحواريها مع أبناء شعبه....
تلقى شهيدنا تعليمة الأساسي الابتدائي في مدرسة أبو حسين وواصل تعليمه الإعدادي في المدرسة الإعدادية" أ "المجاورة لسوق المعسكر وتدرج في تعليمة الثانوي بمدرسة الزراعة بيت حانون وأكمل دراسته الثاني ثانوي وتوجيهي في مدرسة حليمة السعدية,والتحق في دراسته الجامعية بجامعة القدس المفتوحة ودرس فيها الخدمة الاجتماعية ....
كان ضابط صهيوني إسمه "كوبي" فعندما يدخل إلى مدخل شارع الهوجة بالجيب العسكري ينادي علي الشهيد نعيم عبر الميكرفون بألفاظ بذيئة وسوقية جارحة تخدش الحياة,فكان شهيدنا رغم صغر سنه دينامو ومشهور برمي الحجارة في بداية الانتفاضة فكان لا يكل ولا يمل من مقارعة جنود الاحتلال في مواجهتهم في كل شارع وزقاق وحارة وقد تعرض للإصابة أكثر من أربع مرات في الانتفاضة الأولي ولم يستسلم إطلاقاً لليأس في مقاومته للاحتلال الصهيوني الجاثم على صدور أبناء المخيم رغم تعرضه للإصابات العديدة....
فقد التحق شهيدنا في مجموعات الفهد الأسود وكان أولى باكورة أعماله الفدائية بأن أطلق قنبلة يدوية على مركز الجيش في جباليا وقد هزت القنبلة أرجاء المخيم يومها ومن بعدها أصبح شهيدنا البطل/ نعيم أبو سيف مطارداً لقوات الاحتلال هو ورفيق دربه الشهيد// عبد الرحمن أبو سلامة والأخ محمود سعد في ذلك الوقت,وقد وقع شهيدنا البطل نعيم ورفاق دربه في كمين محكم لهم في شارع صلاح الدين بجوار البريج وتم إطلاق النار على السيارة التي كانت معه واستشهد اثنين من رفاقه وهم// عبد الرحمن أبو سلامه والشهيد //حرز الله وقد تم أسره بعد أن تعرض للإصابة في يده اليسرى وحكم عليه 18 سنه وقضى من مدة محكومتيه 9 سنوات وخرج في صفقة الأسرى" أوسلو" وبعد خروجه من السجن عمل في الشئون المدنية برتبه مدير"د" عمل مسئول تصاريح الممغنطة في إيرز.....
وجرى تكليف شهيدنا البطل/ نعيم أبو سيف للعمل في منظومة العمل التنظيمي بعضوية قيادة منطقة لمنطقة الشهيد"حاتم السيسي" كعضو لجنة اجتماعية" وكان دائماً بعد خروجه من السجن حريصاً على تواصله مع إخوته ورفاق دربه في الأسر وقد أعلن إضرابه عن الطعام لمدة 15 يوم تضامناً مع الأسرى في السجون الإسرائيلية, كما وشارك بالعمل في صفوف كتائب شهداء الأقصى وكان له صولات وجولات فدائية في مواجهة العدو حيث اشتبك أكثر من مرة في تصديه لاجتياح العدو الصهيوني للمخيم واستشهد رفيق دربه //سالم أبو شنار....
ملاحظة هامة//
إنصافاً لأم الشهيد نعيم أبو سيف فقد أوضح لي الأخ المناضل/ نبيل عياد" أبو حازم " صديق ورفيق الشهيد نعيم أبو سيف عن معلومة تتعلق بحياة والدته المغفور لها بإذن الله , أثناء وجودهم في سجن عسقلان, حيث أكد له أن سبب وفاة والدته, أنها أثرت بحياتها من أجل سلامة جنينها"أبنها" وقد تم اكتشاف مرضها بضعف القلب أثناء عملية الحمل وقد أخبرها الطبيب بتعرض حياتها للخطر ولابد من تنزيل جننها إلا أنها رفضت وقد ضحت بحياتها من اجل طفلها, وكان الشهيد نعيم يومها في حالة من القلق والتوتر وقد طلب الشهيد نعيم من الأخ المناضل نبيل عياد بكتابة رسالة عاجلة لوالدته بالتوسل والرجاء بالتفريط بالجنين الذي يوجد في احشائها من اجل سلامتها والحفاظ على حياتها الا ان غريزة الأمومة انتصرت وضحت بنفسها " رحمها الله رحمة واسعه واسكنها فسيح جناته وحشرها مع الانبياء والصديقين والشهداء وحسن اؤلائك رفيقاً
المجد والخلود لشهيدنا البطل/ نعيم أبو سيف "أبو العبد"
والخزي والعار للخونة المأجورين...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق