توَرّدَ القلب/ سماح خليفة


إنّي امرَأةٌ مِن رَحْمِ الوَفا خُلِقَتْ
لا ضِلعَ آدمَ فيهِ كفْوُ مِتْراسي
**
النّورُ والنّارُ إلهامٌ لِقافِيَتي
لا إنسَ لا جِنَّ وَحْيٌ بَيْنَ جُلّاسي
**
أسْتَنطِقُ الْماءَ في كَفّي اُحاجِجُهُ
ما بالُ صَدْري جَفَّتْ فيهِ أنْفاسي
**
يَسْتَعذِبُ الماءُ لَحنًا شابَهُ شَجَني
فانْداحَ في الوَجهِ يَسْتَهويهِ ألْماسي
**
أُعيذُ قَلبي إذا ما مَسَّهُ وَجَلٌ
مِنْ فِتْنَةِ الشَّوقِ في رَشْفاتِ ذا الكاسِ
**
أُلقي فُؤادِيَ ذا غضًّا بِراحِلَتي
علَّ الرَحيلَ يُواري قَهرَ وَسْواسي
**
يَنسَلُّ خيطُ الرّجا مِن خَطوِ قافِلَتي
فَيَقطَعُ الخيطَ جَفوٌ ويْحَهُ قاسي
**
وَتَصْفُرُ الرّيحُ في ذِكْرى تُعَزِّزُها
خَريفُ عُمْرِي أَتاني ما أَنا ناسي
**
غَدوتُ فَصْلا لِلأَفْراحِ معتَقِدَه
وَجْدتُ أنَّ الحُزنَ وَسْمُهُ راسي
**
وأنَّ مِنْ أصْداءِ الوَهمِ ناياتٌ
شَدَوْنَ لَحنًا وما أسْمَعنَ حُرّاسي
**
يا أيُّها العابِرُ المفتونُ في لُغَتي
إنّي فُتِنتُ بِبَدْرٍ في الدُّجى ساسي
**
الظُّلمُ مَوئِلُني والعَتمُ مَوئلُهُ
ذا اللونُ لا يُنبي عن خيرِ أجْناسي
**
أُرَمِّمُ النّفسَ، روحي شابَها وَجَعٌ
تَفَتّقَ الجُرحُ مِنْ فَرْطٍ بِإحْساسي
**
يا فاطِرَ القلبِ مِن نَبضٍ وَمِن لَهَفٍ
لَهْفي على ما فاتَ شَجَّ أنْفاسي
**
إنّي امرأةٌ وإنْ في مَوتِها اكْتَمَلتْ
تورَّدَ القلبُ...مِنهُ مَعبَقُ الآسِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق