هل صلوات الفجر في الأقصى... ستكون"بروفا" لهبة جماهيرية قادمة/ راسم عبيدات

صلوات الفجر في الأقصى والتي تاتي في إطار التصدي لمشاريع الإحتلال المستهدفة السيطرة على القسم الشرقي من المسجد الأقصى مصلى باب الرحمة ومقبرة باب الرحمة مروراً بالقصور الأموية الى حائط البراق، الذي غير الإحتلال اسمه مؤخراً الى الحائط الغربي للمسجد الأقصى،ربما تكون " بروفا" جديدة لهبة شعبية مقدسية واسعة تذكر بهبة باب الإسباط التي إقتلعت البوابات الألكترونية التي وضعها الإحتلال على بوابات الأقصى في 17/ d/2017 ...الإحتلال بجمعياته التلمودية والتوراتية وحاخاميه يستهدفون مصلى باب الرحمة،من اجل ان يكون لهم موطىء قدم في المسجد الأقصى،الذي هو بكل ساحاته ومصاطبه واسواره وبمساحته المعرفة ب 144 دونماً،هو مكان مقدس لأتباع الديانة الإسلامية دون غيرهم من اتباع الديانات الأخرى ...الإحتلال ربما يريد من خلال محاولة السيطرة على باب الرحمة او منع اعادة فتحه وتحويله الى مصلى،ان يحول الصراع من صراع وجودي وطني سياسي الى صراع ديني،لكي يدول الصراع حول الأقصى وبالتالي يجد له موطىء قدم فيه،الأقصى له مكانته الدينية والروحانية sوالإنسانية والوطنية في قلوب كل العرب والمسلمين،والتعدي عليه يشكل لعباً بالنار لحريق قد يشتعل ويمتد اشتعاله الى كامل المنطقة...الإحتلال ربما يتوهم بأن الحالة الفلسطينية المتشظية والمنقسمة على نفسها وكذلك حالة الإنهيار العربي وتعفن النظام الرسمي العربي،الذي جزء منه شريك في المؤامرة على القضية الفلسطينية والقدس والأقصى،حيث تشرع ابواب التطبيع العلني والشرعي بدون مواربة بين دولة الإحتلال واغلب دول النظام الرسمي العربي،وكذلك امريكا اصبحت شريك مباشر في العدوان على شعبنا وقضيتنا وقدسنا وأقصانا،ولعل الجميع شاهد السفير الأمريكي المتصهين "ديفيد فريدمان" وهو يحمل مطرقة حديدية ثقيلة ويشارك الى جانب المتصهين جرينبلات وساره نتنياهو وعدد من القيادات والوزراء الإسرائيليين في افتتاح نفق يمتد من اسفل بلدة سلوان وحتى القصور الأموية،الجدار الغربي للمسجد الأقصى ...تعنت الإحتلال وإصراره على استمرار اغلاق باب الرحمة،قد يدفع بالأوضاع نحو الإنفجار،فالحجج والذرائع التي يتحجج بها الإحتلال،بأن عملية اغلاق المكان منذ عام 2003،كمركز للجنة التراث الإسلامي،يدار من قبل منظمة "إرهابية" والمقصود هنا حركة حماس الفلسطينية،تسقطه الوقائع على الأرض،فالمكان يفتح من اجل العبادة والصلاة،وحركة حماس تدرك جيداً بأن اي تدخل في شؤون الأقصى سيشكل حجج وذرائع للإحتلال،من اجل ان ينفذ مشاريعه ومخططاته،ولذلك هي تحرص على ان يكون الأقصى مكان عبادة بعيداً عن التوظيف السياسي،طبعاً حماس وغيرها من المكونات والمركبات السياسية الفلسطينية الأخرى ..

إستهدف المسجد الأقصى في هذه الفترة والفترة المقبلة سيتصاعد،خاصة بان الأحزاب الإسرائيلية المتصارعة على الحكم في الإنتخابات المبكرة للمرة الثالثة خلال عام،تريد ان تحقق مكاسب وأصوات انتخابية،وطبعاً قضية الأقصى جزء من المزاد الإنتخابي،والحصول على أصوات الجماعات التلمودية والتوراتية،يتطلب ان تقوم تلك الأحزاب الصهيونية يمينية علمانية متطرفة او يمينية دينية متطرفة على اتخاذ قرارات واجراءات من شأنها السعي لفرض اكبر قدر ممكن من السيطرة على المسجد الأقصى،فعلى سبيل المثال لا الحصر وزير ما يسمى بالأمن الداخلي الإسرائيلي " جلعاد" أردان" قال أكثر من مرة بان الوقت الذي سيصلي فيه اليهود في " جبل الهيكل" والمقصود هنا المسجد الأقصى ليس بالبعيد،وكذلك نتنياهو والعديد من الوزراء الصهاينة تحدثوا في هذا الإتجاه،مما يؤكد على توظيف قضية الأقصى في المزاد الإنتخابي.

في قضية الأقصى نحن نشهد تطورات غير مسبوقة،انفاق حول وأسفل المسجد الأقصى والبلدة القديمة وسلوان،بلغ مجموعها 104 أنفاق،منها عشرة لوحدها أسفل المسجد الأقصى،واقتحامات متصاعدة تجاوزت في عام 2019 أكثر من 27000 عملية إقتحام،ناهيك عن الإستهداف بحق حراس وسدنة وموظفي المسجد الأقصى،حيث جرى ابعاد اكثر من 55 مواطناً مقدسياً خلال العام الماضي عن الأقصى والبلدة القديمة من يوم وحتى ستة شهور او اكثر،ناهيك عن منع المصلين والمرابطين من التواجد في باب الرحمة،وقمعهم والتنكيل بهم،والحفريات التي تجري في مقبرة باب الإسباط بمقبرتيها اليوسفية وباب الرحمة التي جرى الإستيلاء على قسم منها،حيث سيتم نصب 15 عاموداً ضخماً بإرتفاع 26 متراً،سيحفر لها قواعد خرسانية ضخمة في مقبرة باب الرحمة،كقواعد لمحطة القطار الطائر " التلفريك" الذي سيلتف حول المسجد الأقصى ويشوه معالمه التاريخية والدينية.
الإحتلال ماض في مشاريعه ومخططاته،ويرسم استراتيجياته التي يريد الوصول اليها في القدس والمسجد الأقصى،وهو يستغل سياسياً بشكل ممتاز القرار الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية من تل ابيب الى القدس واعتبارها عاصمة لدولة الإحتلال،ويحول إدارة الأوقاف وإشرافها الإداري على المسجد الأقصى الى إدارة شكلية،ويفرغ الوصاية الأردنية على المقدسات الإسلامية والمسيحية وفي مقدمتها المسجد الأقصى من مضمونها،فهي يعتبر بأن كل الظروف فلسطينية وعربية ودولية مؤاتية له من اجل تنفيذ برامجه ومخططاته في القدس والأقصى.

الرهان الأساسي في إفشال مخططات ومشاريع الإحتلال بحق الأقصى،يعتمد على الحلقة المقدسية،والتي تبدو حتى اللحظة صلبة ومتماسكة،وخبرها الإحتلال جيداً في أكثر من معركة،معركة البوابات الإلكترونية في تموز /2017، حيث انتصر المقدسيون بسجاجيد صلواتهم المقاومة،وبصمودهم ورباطهم وثباتهم على بوابات الأقصى وشوارع وساحات القدس،وأجبروا الإحتلال على إزالة تلك البوابات.

معركة باب الر حمة تبدو بانها ككرة الثلج تتدحرج وتطور،وبقدر ما سيلجأ الإحتلال الى التصعيد ومحاولة فرض الأمر الواقع،فإنها ستاخذ زخمها والتفافها الشعبي والجماهيري.

الإحتلال عليه ان يراجع حساباته،فقضية الأقصى من القضايا التي يتوقف عليها مصير المنطقة باكمله،فهي ليس لها بعد ديني وتاريخي وحضاري وإنساني فقط،بل لها بعد وطني سياسي بإمتياز.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق