بيروت تتألم وتدمع عيناها ليس بسبب قنابل الغاز المسيلة للدموع لكن بسبب بؤس أبناءها.
ماذا فعلتْ تلك المدينة الجميلة لكي تدفع على مَرِ التاريخ ضريبة نضالها المستمر!؟
ماذا فعلتْ لكي تَتَشوه صورتها بسواد حِقدهم؟!
حطّموا أعمدتها وحَوَّلوا ساحاتها إلى ساحات حرب.
مدينتي الجميلة، لم يتركوها تتنفس خنقوها بدخانهم.
أعادوها الى سنوات الذل والعري الى سنوات استباحوا فيها المحرمات وسرقوا منها البراءة.
مدينتي الجميلة، زرقة عينيها تغيرت، أصبحت شاحبة رَموا بوجهها قذاراتهم ووقفوا يضحكون.
الحب يؤلم. عشاقها جعلوها تتألم،أحبوها واستعملوها لنزواتهم ولغرائزهم. أحبّوها ليس لشخصها ولكن لكبريائهم وليتباهوا بامتلاكها.
بيروت تلك المدينة الجميلة،أصبحتْ تَخْتَصِرُ وَطَنْ بأرزةٍ مطبوعةٍ على جواز سفر.
لا تبكي يا مدينتي، لا تبكي مَنْ أذلّك وأهانك وخانك لا تبكيه. امسحي دموعك، دعي المطر يغسل شعرك وابتسمي للشمس، مهما عَلَتْ ابراجهم وسواترهم الفولاذية فالشمس أعلى والسماء اكبر واوسع من مطامعهم.
مدينتي الجميلة لا تخافي، تريدين ان تغضبي؟ اغضبي.
ولكن عند الغضب إرحمي.
تريدين ان تثوري؟ ثوري.
تريدين ان تنتفضي؟ انتفضي، ولا تسأليهم ان يسمحوا لك. لا…لا تسأليهم..
دعيهم يغرقون بحقدهم، دعيهم يركعون ويطلبون المغفرة..
دعيهم ... يبكون ما فعلوه بك لَعَلَّ دموعهم تغسل حِقدَ قلوبهم.
وأنتِ، أنتِ... اغمضي عينيك وتنفسي هواء الحرية ..
وارفعي يديك نحو السّرمديّ بصلاة ٍ فالرب يسمع تنهد المتألم..
اما أنا، أنا يا مدينتي الجميلة، دعيني أغرقُ في حُبك، دعيني أغفو في حضنك لَعَلّي أصحو على زرقة بحرك السماوي ، وعلى صوتٍ ملائكي ينشد:
"لبيروت من قلبي سلام لبيروت..."
من قلبي سلام لكِ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق