في بيتنا شرّير وقصص أخرى قصيرة جدّا/ حسن سالمي

 قراصنة الأثير
    قال الجنّ بعد رحلة من السّماء:
لمسنا في الأثير طرائق، فوجدناه قد ملئ نباحا ونهودا عارية، وشيوخا يخطبون: أمّا بول الجارية... وأمّا بول الغلام...
أمّا بعد
ونار ما رُئي مثلها قطّ، تحشر النّاس من شرق الأرض إلى غربها، صعد الإمام المنبر بلحية تبلغ ركبتيه، فأثنى على الله بما هو أهله ثمّ قال: أمّا بعد. موضوعنا اليوم حول صفة ضراط الشّيطان... 

الماسِخ

    العمّ سام يفعل ولا يخطب..
قبض قبضة من ورق الدّولار وبال عليها، ثمّ عجنها وسوّى منها شكلا.. قال خلقت إنسانا جديدا.. 
جعل المؤخّرة مكان الرّأس، وجعل الرّأس مكان المؤخّرة..  
وقبل أن يرسله في العالمين أوحى إليه: "إنّا جعلنا لك الهواء سكنا، وسخّرنا لك جياد النّات تطوي بها المسافات في رمشة عين..."

في بيتنا شرّير

    سمعت فحيحا فرميت هاتفي.. من شقّ أحدثه ارتطامه على الأرض برزت ثِنية ثعبان... اقشعّر بدني وأنا أراه يخرج جبّارا مخيفا.. 
ويبدأ بالهجوم... أصرخ في أذن العالم فلا يحرّك ساكنا... 
"ابتعدي".
أمّي كالبلهاء، تسمعني ولا تسمعني...
وبفأس كانت في يدي هويت عليه فذبحته.. نهض مترنّحا في صورة رجل، فما إن بلغ الباب الذي أغلقته دوني حتّى أخذ يغالبني في دفعه... استصرخت أمّي التي كانت تقف وراءه فلم تزد على بعث قهقهات مجنونة...

العصا والثّعبان
     
     منذ فترة والثّعبان يسيطر على عريشنا. لم أره إلّا في خيالي.. أُوحِيَ إلينا أنّ مقاليدنا كلّها بين طيّاته والويل لمن خالفه منّا...
ذات فجر زلزلت الأرض فسقط الثّعبان... تعالت الصّرخات: "اقتلوه قبل أن يفيق"...
     تسابقنا إليه.. بلغه خصمه القديم.. قبلنا وتصايحنا: "تلك العصا.. اضرب." 
يهمس مرتعشا وعجاجة تثور من حوله: "إنّها مجرّد إسفنجة."
يعلو غبار... غير بعيد كانت ثعابين تتناسل من ضلع الثّعبان الأوّل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق