الإپونيم/مسماة، eponym، مصطلح يوناني دخل لغاتٍ كثيرةً منذ العام ١٨٣٣، ومعناه إطلاق اسم شخص معيّن على شيء ما، مكان، مفهوم، شعب، فترة إلخ. وهذا النهج الإپونيمي موغل في القِدم. الأشوريون في الألف الأوّل قبل الميلاد مثلًا دعوا كلّ سنة باسم شخصية بارزة. وفي روما القديمة المشتقّ اسمها من مؤسّسيها روموس ورومولوس، حملت بعض السنوات أسماء قناصلة معيّنين، فسنة ٥٩ ق. م. عُرفت باسم قنصلية يوليوس وقيصر. واسم أثينا أُطلق عليها نسبة لإلهة الحكمة والعدل والفن والمسؤولة عن زيت الزيتون والنسيج في الميثولوجيا الإغريقية.
ومن المعروف للكثيرين، أن الكنيسة الكاثوليكية، هي التي أوجدت التقويم المسيحي، الذي اتّخد ولادة يسوع المسيح نقطة البداية، ويسمّى باللاتينية Anno Domini أيّ لسنة السيّد. والتقويم العامّ المستعمل هو التقويم الغريغورياني نسبة لاسم البابا غريغوريوس الثالث عشر، والتقويم السابق له المعروف باسم يولياني يحمل اسم يوليوس قيصر. واسما الشهرين تموز وآب، يوليو وأوغست باللغات الأجنبية جاءا نسبة للقيصرين يوليوس قيصر وأوغوستوس قيصر.
وفي العالَم العربي يمكن الإشارة إلى مدينة الخليل الفلسطينية التي تحمل اسم أبينا إبراهيم الخليل (خليل/صديق الله)؛ الحقبتان الأموية والعباسية عرفتا بهذين الاسمين نسبة لبني أميّة وبني العباس وفي العصر الراهن يمكن التنوية بالمملكة العربية السعودية نسبة لآل سعود. وفي البلاد دعيت مدينة نتانيا بهذا الاسم نسبة لناتان شتراوس (١٨٤٨-١٩٣١) رجل الأعمال اليهودي الأمريكي والألماني الأصل.
في ما يلي مقتطفات من الإيپونات.
* لِحية هارون؛ عصا هارون- Aaron’s beard; Aaron’s rod
إنّهما اسمان لنبتتين. الأولى تُدعى أيضًا باسم وردة شارون أو نبتة القدّيس يوحنّا، زهورها صفراء كبيرة. وأصل التسمية يعود إلى الكتاب المقدّس، إلى سفر المزامير ١٣٣: ١-٢ ”ما أطيبَ وما أحلى أن يُقيم الإخوةُ معا، فذلك مثل الزيت الطيّب على الرأس، النازلِ على اللحية، لحية هرون، النازل على طوق قميصه“. ”عصا هارون“ اسم نبتة ذات سنابل طويلة، فيها زهور صفراء وأوراقها زغبية. وأصل التسمية يعود إلى أحد القضبان التي وضعت في خيمة الاجتماع/الشهادة، وعصا هارون كانت قد برعمت وأزهرت في اليوم التالي، وأنضجت لوزا (سِفْر العدد ١٧: ١-١٣). وهارون، كما هو معروف، مؤسّس الكهنوت في اليهودية.
* حِضن إبراهيم- Abraham’s bosom
تشير هذه العبارة إلى مكان رُقاد الشخص المبارك. وهذا معروف عند شكسبير في روايته رتشارد الثالث، الفصل الرابع، المشهد الثالث ”أبناء إدوارد يرقدون في حضن إبراهيم“؛ أمّا الأصل فيعود إلى إنجيل البشير لوقا ١٦: ١٩-٣١، وفي العدد الثاني والعشرين نقرأ ”ومات الفقير فحملته الملائكة إلى جوار إبراهيم“. الجدير بالذكر أن ّعبرية التلمود تستعمل ”الجلوس بحضن إبراهيم“ بمعنى ”دخول الجنّة“.
* أكاديميا- academy
أصلها بالإغريقية academeia ومعناها روضة المُتْعة التي كانت في ضواحي أثينا، حيث كان الفيلسوف أفلاطون يعلّم في أواخر القرن الرابع ق. م.، ويعود اسم الحديقة إلى بطل الميثولوجيا الإغريقية أكاديموس. معنى اللفظة اليوم، كما لا يخفى على الكثيرين، هو مدرسة تدريب مثل أكاديميا عسكرية؛ وفي أُسكتلندا تعني مدرسة ثانوية. ومن معاني اللفظة أكاديميا جمعية أناس متعلّمين منظّمين لتطوير الفنون والعلوم: الأكاديميا الملكية، الأكاديميا الفرنسية إلخ.
* تفّاحة آدم - Adam’s apple
إنّها النتوء البارز في القسم الأمامي من العنق، الغضروف الدرقي. عادة تظهر هذه التفاحة عند الذكور في سنّ البلوغ وتكبُر تدريجيا. يُعتقد وَفق التقاليد السائدة أنّ التسمية ”تفّاحة آدم“ (جوزة الحلق) تعود إلى الاعتقاد القائل بأنّ قطعة من تفّاحة الشجرة المحرّمة قد علقت بحلق آدم. وممّا يجدُر ذكره أنّ الكتاب المقدّس لا يذكر بأنّ تلك الفاكهة كانت تفّاحا.
* أدونيس -Adonis
في الميثولوجيا الإغريقية هو شاب وسيم جدّا، اشتهر بوسامته الفائقة وأحبّته أفروديت، إلهة الجمال والجنس والحبّ والإنجاب، ولدى الرومان هي فينوس. خِنزير قتل أدونيس بينما كان يمارس الصيد فأحيته بيرسيفون ابنة ديمتير ربّة الأراضي المفلوحة. وقد احتفل به في الكثير من الأعياد كإله النباتات، ويرمُز موته وإحياؤه إلى التعفّن الموسمي وولادة الطبيعة من جديد.
* كهف علاء الدين - Aladdin’s cave
يدُلّ على مصدر أو مكان ثراء هائل، يعود أصله إلى القصّة الشرقية: علاء الدين أو المصباح السحري. علاء الدين، ابنُ الخيّاط الصيني الفقيرُ يستخدمه ساحر بربري لجلب فانوس ذي قوى سحرية من كهف تحت الأرض.
* ألْچورثم algorithm (خوارزمية)
طريقة حلّ مسائل رياضية، مستخدمة خطوة خطوة بتسلسل منطقي رياضي. لفظة algorithm تحوّلت من algorisme الإنجليزية في القرون الوسطى المتحدّرة من الفرنسية القديمة ولاتينية القرون الوسطى. ومصدر اللفظة هو اسم الرياضي العربي محمد بن موسى الخوارزمي (٧٨٠- ٨٥٠ م.) الذي لُقّب بأبي الحاسوب. والخوارزمي أدخل النظام الهندي العَشري واستخدام الصفر في الرياضيات العربية.
* مرض ألْزهايمر Alzheimer’s disease
سُمّي هذا المرض الخطير الذي يصيب خلايا المخ ويؤدّي إلى فُقدان الذاكرة، إلى الضبابية والاستصعاب بالقيام بمهام يومية. قد يصيب هذا المرض الذي لا علاج له حتّى اليوم الفئة العمرية ٤٠-٥٠ عاما. اسم هذا المرض يحمل اسم مكتشفه، طبيب الأمراض العصبية الألماني، Alois Alzheimer, 1864-1915.
* أمبير Ampere
أو اختصارًا amp. اسم وَحْدة التيّار الكهربائي، وكذلك قانون أمبير الأساسي في دراسة الديناميكا الكهربائية، وهذا الاسم يعود لاسم العالم الفرنسي المخترع André Marie Ampère, 1775-1836، وقلِ الأمر نفسَه بالنسبة للڤولت والواط، وهما اسمان لعالمين إيطالي Volta وأُسكتلندي Watt.
* أمازون- Amazon
إنّها امرأة رياضية قويّة فارعة الطول. وفي الميثولوجيا الإغريقية كان آل أمازون أمّة من المقاتلات اللواتي عشن على شواطىء البحر الأسود. ومعنى لفظة ”أمازون“ هو ”بدون ثدي“ وذلك لأنّ الأمازونيات، كما قيل، قد نزعن الثدي الأيمن ليتسنّى لهنّ شدّ القوس بشكل أسهل. ويُعتقد أنّ نهر الأمازون في جنوب أمريكا، قد سمّي بهذا الاسم لأنّ المكتشف الإسباني فرانسيسكو دي أوريلّانا، ادّعى أنّه شاهد مقاتلاتٍ هناك في العام ١٥٤١. اللفظة اليونانية غالبًا ما ترد بصيغة الجمع وقد يكون أصلها من لفظة في لغة غير هندو-أوروبية وغير معروفة، ومن المحتمل أنّها متحدّرة من اللغة الفارسية ”هَمَزَن“ بمعنى ”مقاتل معًا“ وفي التأثيل الشعبي (folk etymology) يُقال إنّها مشتقّة من a- بمعني بدون و mazos أو mastos أي ثدي = بدون ثدي. واستخدمت هذه اللفظة ”أمازون“ في عصر الإنجليزية الحديث المبكّر بمعنى ”مقاتلة طويلة وقوية، إمرأة رجالية، الملكة في لعبة الشطرنج“.
* أريستارْش Aristarch
هذه اللفظة تعني ”ناقد صارم متحذلق“ وهي مستمدّة من Aristarchus of Samothrace circa 220-circa 145 BC الذي كان نحويًا وناقدًا ومدير مكتبة الإسكندرية لمدة ثلاثة عقود تقريبا. أشرف على تحرير آثار مؤلّفين إغريقيين كثيرين، ولا سيّما ملحمتي هوميروس الإلياذة والأوديسة فرتّبهما في ٢٤ كتابا.
* Assasin- الحشّاشين
معنى هذه اللفظة ”الشخص الذي يقتل آخر بارزًا بدوافع سياسية في الأساس“. واللفظة مشتقّة من العربية من اسم لطائفة إسلامية سرية وأصولية عملت في بلاد فارس وسوريا في القرنين الحادي عشر والثاني عشر، زمن الحروب الصليبية بقيادة حسن بن الصباح المكنّى بـ ”شيخ الجِبال“. ولهذه الطائفة سمعة سيّئة من جرّاء حملتها الإرهابية التي رمت للهيمنة على العالم الإسلامي. ”الحشاشين“ أي ”أكلة الحشيش“ لأنّهم، كما يُعتقد، كانوا يتناولون الحشيش أو أنّهم دخّنوه قُبيل قيامهم بأعمالهم الشرّيرة. ومن العربية دخلت هذه اللفظة إلى الفرنسية والإيطالية واللاتينية في منتصف القرن الثالث عشر ثم إلى لغات أخرى.
* Banting - إنقاص الوزن/تنْحيف
اسم نظام لإنقاص الوزن عن طريق تناول الكثير من الطعام الغني بالبروتين، وتجنّب السكّر والنشويات والدهنيات. أطلق اسم هذا النظام على اسم متعهّد لندني يدعى وليم بانتچ (William Banting 1797-1878) الذي عانى من وزن زائد فظيع، جرّب عدّة طرق لإنقاص الوزن، مثل الحمّام التركي والتمارين الشاقّة ولكن بدون نتيجة، ولذلك لجأ إلى حِمْية صارمة بدون كاربوهيدرات رسمها له د. هارڤي أخصائي الأذنين . وقد أدّت هذه الحمية إلى فقدان ٤٦ باوندًا أي ٢١ كغما وتقصير محيط الخاصرتين بـ٣٢ سما. وقد ألّف بانتنچ كتابًا عن تجربته هذه حمل العنوان ”رسالة حول البدانة“ (Letter on Corpulence) وصدر عام ١٨٦٣ وفيه عرض بالطبع سُبله في التنحيف. يذكر أن بانتنچ كان في عَقْده السادس حينما شرع في نظامه التنحيفي وقد عاش إحدى وثمانين سنة.
* البندكتيون Benedectine
الرهبان البندكتيون أو الرهبان السود بسبب لباسهم الأسود، هم الأقدم في أوروبا، ويسيرون وَفق أحكام صارمة و يدمجون الواجبات الدينية بالدراسة بالتعليم والأعمال اليدوية المختلفة. هذه الرهبنة تحمل اسم مؤسّسها Benedict of Nurcia circa 480- circa 543 ، كرّمته الكنيسة الكاثوليكية قدّيسًا وشفيعًا لأوروبا والطلاب. أهم أعماله ”مبادىء القدّيس بندكت“ وهو مؤسس الرهبنة الغربية. وعلى اسمه أيضًا سمّي نوع من المشروب liqueur Benedectine ويحمل الاختصار DOM أي Deo optimo maximo أي: لله، الأحسن والأعظم.
* مريم الدموية - Bloody Mary
كوكتيل مُسْكِر موثّق منذ العام ١٩٤٧، مكوّن بالأساس من الڤودكا وعصير الطماطم، سمّي باسم ملكة إنچلترا وإيرلندا Mary Tudor (١٥١٦-١٥٥٨ وملكة من ١٥٥٣-١٥٥٨) التي حظيت بهذا النعت لأنّها اشتهرت باضطهادها الشديد للبروتستانت في محاولتها إعادة الكاثوليكية اللاتينية إلى إنچلترا. قرابة الثلاثمائة رجل وامرأة حُرقوا على عمود، ومن ضمنهم ملكة إنجلترا السابقة السيّدة جين چري وزوجها ومطرانان وبطريرك كانتربيري توماس كرانمر وآخرون كثيرون سُجنوا واضطُهدوا.
* لِحية زرقاء - Bluebeard
هذه اللفظة وبالفرنسية la barbe bleue، تشير أصلًا إلى شخص في الفولكلور الأوروبي، كان يتزوّج ثم يقتل الزوجة الواحدة تلو الأخرى، ويُخفي الجثت في حجرة مغلقة. يذكر أنّ أقدم حكاية خيالية كتبها شارل بيرو (Charles Perrault, 1628-1703) ونشرت عام ١٦٩٧ وفيها يقتل الزوج المغري ستّ زوجات ولكن السابعة نجت بمجيء أشقائها الذين قضوا على الزوج المجرم بالسيف. ويظنّ أن ذلك الزوج القاتل هو غيل دي ريز (Gilles de Rais, 1405-1440) ومصادر أخرى تشير إلى تاريخ أقدم. ويُحكى أنّ دي ريز كان ثريًا وذا لحية زرقاء.
* بوچُس - bogus
ما زال أصل هذه اللفظة غير مثبت. هنالك عدّة نظريات بشأن أصل هذه اللفظة التي تعني ”مزيِّف، مزوِّر“. تذهب بعض النظريات إلى أنّ هذه اللفظة معدّلة عن الاسم Borghese وهو رجل إيطالي عاش في ثلاثينات القرن التاسع عشر، وكان قد زوّد أمريكا بأوراق نقدية مزوّرة. واختصر الاسم Borghese وأصبح bogus وبهذا الاسم سُمّيت عِملته. ثمة مصادر تذهب إلى أن لفظة bogus كانت في الأصل تدلّ على جهاز لصنع مسكوكات معدنية مزيّفة. ويبدو أن الكلمة قدِ استخدمت للمرة الأولى عام ١٨٢٧. ونظرية أخرى تقول إنّ أصل bogus من bagasse الفرنسية ومعناها ”قُمامة، هُراء“.
* بوليڤيا - Bolivia
هذه الدولة شاسعة المساحة (أكثر من مليون كم٢) في أمريكا اللاتينية، تحمل اسم الجندي ورجل الدولة
(Simón Bolívar 1783-1830) الذي بذل جهودًا متواصلة وموفّقة لتحرير ڤنزويلا وكولمبيا والإكوادور وپيرو من الحكم الإسباني. نجح في تحرير هذه الدول إلا أنّه أخفق في تكوين اتّحاد كونفدرالي جمهوري منها. وفي العام ١٨٢٥ أصبحت دولة منفردة وحملت الاسم بوليڤيا تكريمًا لبوليڤار الذي أصبح لاحقًا رئيسها. إنّه من القلائل جدّا في التاريخ الذين أطلق اسمهم على الدولة ورسموا دستور البلاد.
* ينقّي/يشذّب - bowdlerise
القيام بتنقية أو بتشذيب كتاب ما يعني حذف كلّ الألفاظ والفقرات التي تعتبر بذيئة. ويُعتقد أنّ هذا الفعل الإنجليزي مشتقّ من اسم الطبيب البريطاني Thomas Bowdler, 1754-1825 الذي اشتهر بكتابه ”عائلة شكسبير“ الذي صدر عام ١٨١٨ وكان قد أسقط منه كلّ ما رآه كريهًا بغيضًا من حيثُ الكلمات والتعابيرُ وحتّى الشخصيات والحبكات. معنى ذلك أنّه تمّ حذف كلّ ما لا يمكن تِلاوته جهارًا وباحتشام في العائلة. وبعد خمس سنوات أصدر باودلر نصًّا منقّحًا لكتاب إدوارد چبّون ذي الاثني عشر مجلدا ”تاريخ انحدار وسقوط الإمبراطورية الرومانية“. ثمة من يقول إنّ شقيقة توماس، هنريتا ماريا (Henrietta Maria) المعروفة بالاسم Harriet هي التي قامت بتحرير النصّ الأصلي لعائلة شكسبير وليس شقيقها وكان ذلك عام ١٨٠٧.
* بالتناوب، مرّة هذا ومرّة ذاك، فلان/علّان - Box & Cox
يرجع أصل هذه العبارة إلى المسرحية الهزلية التي كتبها الكاتب المسرحي البريطاني John Maddison Morton, 1811-1891 ونشرها عام 1847. وفي المسرحية رجلان، بوكس وكوكس، كانا يعيشان في الغرفة ذاتها، واحد في النهار والآخر في الليل، ولم يعرف الواحد عن الثاني شيئا. في العام ١٨٦٧ حُوّلت المسرحية إلى أوبرا فكاهية. هكذا أخذت هاتان الكلمتان تعنيان ”بالتناوب/بالدور“.
* يقاطع، مقاطعة - boycott
هذا الفعل الإنجليزي الشائع، مشتقّ من اسم مدير عَقارات إيرلندي، هو كابتن تشارلز كاننچهام بويكوت (Captain Charles Cunningham Boycott, 1832-1897). بعد خروجه للتقاعد من الجيش البريطاني عمل بويكوت مديرًا لإدارة ممتلكات إيرل، نبيل في إيرلندا. وفي العام ١٨٨٠ اقترحت جمعية الأراضي تخفيضات في الإيجارات ومن لم يستجب لذلك نفي بلا محاكمة وكان من ضمنهم بويكوت. اضطرّ عمّاله تركه ورفض التجّار التعامل معه وهُدّدت زوجته وفي آخر المطاف أُرغم بويكوت وزوجته على الهروب إلى إنجلترا وأضحى مثلًا أوّلًا لنجاح المقاطعة. وسُرعان ما انتشرت هذه اللفظة إلى لغات أوروبية كثيرة أخذة من الصوامت ب ك ت ما يشبه الجذر كما تبيّن العيّنة العشوائية التالية.
boikotoida، boicotear، boicot، boycot، boicottare، בויקאַט، boicot، boycott، boycott، boikott،
boicote, boycotter, bojkotta, boykottieren.
* بريل - Braille
إنّه نظام قراءة نِقاط بارزة يستخدمه المكفوفون بطريقة اللمس، ويحمل اسم مخترعه الفرنسي لويس بريل (Louis Braille, 1809-1852) الذي فقد بصره عندما كان ابن ثلاث سنوات من جرّاء مِخرز في ورشة والده. وفي العاشرة من عمره، التحق للدراسة في المعهد الوطني للمكفوفين في باريس، وأصبح معلمًا للعميان بسن التاسعة عشرة. والجدير ذكره أنّ لدى المعهد المذكور كانت ثلاثة كتب فقط، وكلّ واحد منها مكوّن من عشرين قسمًا ويزن مائة وثمانين كيلوغراما. في تلك الفترة اخترع ضابط في سلاح المدفعية تشارلز باربيي (Charles Barbier, 1767-1841) طريقة بدائية لما سمّي بالكتابة الليلية، وهي عبارة عن دمج النقاط والشرطات، وتقرأ بحاسّة لمس الأنامل. وبعد عرض باربيي اختراعه هذا في المعهد، أُلهم بريل لصقل ذلك الاختراع ليستعمله المكفوفون. وكان بريل عند بلوغه عشرين ربيعًا قد أصدر كتابه الأوّل Braille حول نظامه الجديد، مطبّقًا مهارته الموسيقية، إذ أنّه كان عازفًا على الأرغن في كنيسة في باريس، وبقي معلمًا في المعهد حتّى مماته. طريقة برايل لتعليم المكفوفين منتشرة الآن في كافّة أنحاء العالم وأعداد كبيرة من الكتب بشتّى المواضيع متوفّرة بهذه الأبجدية إن صحّ التعبير. ويذكر أنّ مخترع هذه الطريقة قد توفي في الثالثة والأربعين من عمره قبل قَبول طريقته والاعتراف بها كاختراع هامّ بوقت طويل. وبرايل لم ير أيّ كتاب من كتبه بالبرايل إذ أنّه كما نوّهنا قد فقد بصره في الثالثة من عمره.
* البوخمانية Buchmanism
ومن المعروف للكثيرين، أن الكنيسة الكاثوليكية، هي التي أوجدت التقويم المسيحي، الذي اتّخد ولادة يسوع المسيح نقطة البداية، ويسمّى باللاتينية Anno Domini أيّ لسنة السيّد. والتقويم العامّ المستعمل هو التقويم الغريغورياني نسبة لاسم البابا غريغوريوس الثالث عشر، والتقويم السابق له المعروف باسم يولياني يحمل اسم يوليوس قيصر. واسما الشهرين تموز وآب، يوليو وأوغست باللغات الأجنبية جاءا نسبة للقيصرين يوليوس قيصر وأوغوستوس قيصر.
وفي العالَم العربي يمكن الإشارة إلى مدينة الخليل الفلسطينية التي تحمل اسم أبينا إبراهيم الخليل (خليل/صديق الله)؛ الحقبتان الأموية والعباسية عرفتا بهذين الاسمين نسبة لبني أميّة وبني العباس وفي العصر الراهن يمكن التنوية بالمملكة العربية السعودية نسبة لآل سعود. وفي البلاد دعيت مدينة نتانيا بهذا الاسم نسبة لناتان شتراوس (١٨٤٨-١٩٣١) رجل الأعمال اليهودي الأمريكي والألماني الأصل.
في ما يلي مقتطفات من الإيپونات.
* لِحية هارون؛ عصا هارون- Aaron’s beard; Aaron’s rod
إنّهما اسمان لنبتتين. الأولى تُدعى أيضًا باسم وردة شارون أو نبتة القدّيس يوحنّا، زهورها صفراء كبيرة. وأصل التسمية يعود إلى الكتاب المقدّس، إلى سفر المزامير ١٣٣: ١-٢ ”ما أطيبَ وما أحلى أن يُقيم الإخوةُ معا، فذلك مثل الزيت الطيّب على الرأس، النازلِ على اللحية، لحية هرون، النازل على طوق قميصه“. ”عصا هارون“ اسم نبتة ذات سنابل طويلة، فيها زهور صفراء وأوراقها زغبية. وأصل التسمية يعود إلى أحد القضبان التي وضعت في خيمة الاجتماع/الشهادة، وعصا هارون كانت قد برعمت وأزهرت في اليوم التالي، وأنضجت لوزا (سِفْر العدد ١٧: ١-١٣). وهارون، كما هو معروف، مؤسّس الكهنوت في اليهودية.
* حِضن إبراهيم- Abraham’s bosom
تشير هذه العبارة إلى مكان رُقاد الشخص المبارك. وهذا معروف عند شكسبير في روايته رتشارد الثالث، الفصل الرابع، المشهد الثالث ”أبناء إدوارد يرقدون في حضن إبراهيم“؛ أمّا الأصل فيعود إلى إنجيل البشير لوقا ١٦: ١٩-٣١، وفي العدد الثاني والعشرين نقرأ ”ومات الفقير فحملته الملائكة إلى جوار إبراهيم“. الجدير بالذكر أن ّعبرية التلمود تستعمل ”الجلوس بحضن إبراهيم“ بمعنى ”دخول الجنّة“.
* أكاديميا- academy
أصلها بالإغريقية academeia ومعناها روضة المُتْعة التي كانت في ضواحي أثينا، حيث كان الفيلسوف أفلاطون يعلّم في أواخر القرن الرابع ق. م.، ويعود اسم الحديقة إلى بطل الميثولوجيا الإغريقية أكاديموس. معنى اللفظة اليوم، كما لا يخفى على الكثيرين، هو مدرسة تدريب مثل أكاديميا عسكرية؛ وفي أُسكتلندا تعني مدرسة ثانوية. ومن معاني اللفظة أكاديميا جمعية أناس متعلّمين منظّمين لتطوير الفنون والعلوم: الأكاديميا الملكية، الأكاديميا الفرنسية إلخ.
* تفّاحة آدم - Adam’s apple
إنّها النتوء البارز في القسم الأمامي من العنق، الغضروف الدرقي. عادة تظهر هذه التفاحة عند الذكور في سنّ البلوغ وتكبُر تدريجيا. يُعتقد وَفق التقاليد السائدة أنّ التسمية ”تفّاحة آدم“ (جوزة الحلق) تعود إلى الاعتقاد القائل بأنّ قطعة من تفّاحة الشجرة المحرّمة قد علقت بحلق آدم. وممّا يجدُر ذكره أنّ الكتاب المقدّس لا يذكر بأنّ تلك الفاكهة كانت تفّاحا.
* أدونيس -Adonis
في الميثولوجيا الإغريقية هو شاب وسيم جدّا، اشتهر بوسامته الفائقة وأحبّته أفروديت، إلهة الجمال والجنس والحبّ والإنجاب، ولدى الرومان هي فينوس. خِنزير قتل أدونيس بينما كان يمارس الصيد فأحيته بيرسيفون ابنة ديمتير ربّة الأراضي المفلوحة. وقد احتفل به في الكثير من الأعياد كإله النباتات، ويرمُز موته وإحياؤه إلى التعفّن الموسمي وولادة الطبيعة من جديد.
* كهف علاء الدين - Aladdin’s cave
يدُلّ على مصدر أو مكان ثراء هائل، يعود أصله إلى القصّة الشرقية: علاء الدين أو المصباح السحري. علاء الدين، ابنُ الخيّاط الصيني الفقيرُ يستخدمه ساحر بربري لجلب فانوس ذي قوى سحرية من كهف تحت الأرض.
* ألْچورثم algorithm (خوارزمية)
طريقة حلّ مسائل رياضية، مستخدمة خطوة خطوة بتسلسل منطقي رياضي. لفظة algorithm تحوّلت من algorisme الإنجليزية في القرون الوسطى المتحدّرة من الفرنسية القديمة ولاتينية القرون الوسطى. ومصدر اللفظة هو اسم الرياضي العربي محمد بن موسى الخوارزمي (٧٨٠- ٨٥٠ م.) الذي لُقّب بأبي الحاسوب. والخوارزمي أدخل النظام الهندي العَشري واستخدام الصفر في الرياضيات العربية.
* مرض ألْزهايمر Alzheimer’s disease
سُمّي هذا المرض الخطير الذي يصيب خلايا المخ ويؤدّي إلى فُقدان الذاكرة، إلى الضبابية والاستصعاب بالقيام بمهام يومية. قد يصيب هذا المرض الذي لا علاج له حتّى اليوم الفئة العمرية ٤٠-٥٠ عاما. اسم هذا المرض يحمل اسم مكتشفه، طبيب الأمراض العصبية الألماني، Alois Alzheimer, 1864-1915.
* أمبير Ampere
أو اختصارًا amp. اسم وَحْدة التيّار الكهربائي، وكذلك قانون أمبير الأساسي في دراسة الديناميكا الكهربائية، وهذا الاسم يعود لاسم العالم الفرنسي المخترع André Marie Ampère, 1775-1836، وقلِ الأمر نفسَه بالنسبة للڤولت والواط، وهما اسمان لعالمين إيطالي Volta وأُسكتلندي Watt.
* أمازون- Amazon
إنّها امرأة رياضية قويّة فارعة الطول. وفي الميثولوجيا الإغريقية كان آل أمازون أمّة من المقاتلات اللواتي عشن على شواطىء البحر الأسود. ومعنى لفظة ”أمازون“ هو ”بدون ثدي“ وذلك لأنّ الأمازونيات، كما قيل، قد نزعن الثدي الأيمن ليتسنّى لهنّ شدّ القوس بشكل أسهل. ويُعتقد أنّ نهر الأمازون في جنوب أمريكا، قد سمّي بهذا الاسم لأنّ المكتشف الإسباني فرانسيسكو دي أوريلّانا، ادّعى أنّه شاهد مقاتلاتٍ هناك في العام ١٥٤١. اللفظة اليونانية غالبًا ما ترد بصيغة الجمع وقد يكون أصلها من لفظة في لغة غير هندو-أوروبية وغير معروفة، ومن المحتمل أنّها متحدّرة من اللغة الفارسية ”هَمَزَن“ بمعنى ”مقاتل معًا“ وفي التأثيل الشعبي (folk etymology) يُقال إنّها مشتقّة من a- بمعني بدون و mazos أو mastos أي ثدي = بدون ثدي. واستخدمت هذه اللفظة ”أمازون“ في عصر الإنجليزية الحديث المبكّر بمعنى ”مقاتلة طويلة وقوية، إمرأة رجالية، الملكة في لعبة الشطرنج“.
* أريستارْش Aristarch
هذه اللفظة تعني ”ناقد صارم متحذلق“ وهي مستمدّة من Aristarchus of Samothrace circa 220-circa 145 BC الذي كان نحويًا وناقدًا ومدير مكتبة الإسكندرية لمدة ثلاثة عقود تقريبا. أشرف على تحرير آثار مؤلّفين إغريقيين كثيرين، ولا سيّما ملحمتي هوميروس الإلياذة والأوديسة فرتّبهما في ٢٤ كتابا.
* Assasin- الحشّاشين
معنى هذه اللفظة ”الشخص الذي يقتل آخر بارزًا بدوافع سياسية في الأساس“. واللفظة مشتقّة من العربية من اسم لطائفة إسلامية سرية وأصولية عملت في بلاد فارس وسوريا في القرنين الحادي عشر والثاني عشر، زمن الحروب الصليبية بقيادة حسن بن الصباح المكنّى بـ ”شيخ الجِبال“. ولهذه الطائفة سمعة سيّئة من جرّاء حملتها الإرهابية التي رمت للهيمنة على العالم الإسلامي. ”الحشاشين“ أي ”أكلة الحشيش“ لأنّهم، كما يُعتقد، كانوا يتناولون الحشيش أو أنّهم دخّنوه قُبيل قيامهم بأعمالهم الشرّيرة. ومن العربية دخلت هذه اللفظة إلى الفرنسية والإيطالية واللاتينية في منتصف القرن الثالث عشر ثم إلى لغات أخرى.
* Banting - إنقاص الوزن/تنْحيف
اسم نظام لإنقاص الوزن عن طريق تناول الكثير من الطعام الغني بالبروتين، وتجنّب السكّر والنشويات والدهنيات. أطلق اسم هذا النظام على اسم متعهّد لندني يدعى وليم بانتچ (William Banting 1797-1878) الذي عانى من وزن زائد فظيع، جرّب عدّة طرق لإنقاص الوزن، مثل الحمّام التركي والتمارين الشاقّة ولكن بدون نتيجة، ولذلك لجأ إلى حِمْية صارمة بدون كاربوهيدرات رسمها له د. هارڤي أخصائي الأذنين . وقد أدّت هذه الحمية إلى فقدان ٤٦ باوندًا أي ٢١ كغما وتقصير محيط الخاصرتين بـ٣٢ سما. وقد ألّف بانتنچ كتابًا عن تجربته هذه حمل العنوان ”رسالة حول البدانة“ (Letter on Corpulence) وصدر عام ١٨٦٣ وفيه عرض بالطبع سُبله في التنحيف. يذكر أن بانتنچ كان في عَقْده السادس حينما شرع في نظامه التنحيفي وقد عاش إحدى وثمانين سنة.
* البندكتيون Benedectine
الرهبان البندكتيون أو الرهبان السود بسبب لباسهم الأسود، هم الأقدم في أوروبا، ويسيرون وَفق أحكام صارمة و يدمجون الواجبات الدينية بالدراسة بالتعليم والأعمال اليدوية المختلفة. هذه الرهبنة تحمل اسم مؤسّسها Benedict of Nurcia circa 480- circa 543 ، كرّمته الكنيسة الكاثوليكية قدّيسًا وشفيعًا لأوروبا والطلاب. أهم أعماله ”مبادىء القدّيس بندكت“ وهو مؤسس الرهبنة الغربية. وعلى اسمه أيضًا سمّي نوع من المشروب liqueur Benedectine ويحمل الاختصار DOM أي Deo optimo maximo أي: لله، الأحسن والأعظم.
* مريم الدموية - Bloody Mary
كوكتيل مُسْكِر موثّق منذ العام ١٩٤٧، مكوّن بالأساس من الڤودكا وعصير الطماطم، سمّي باسم ملكة إنچلترا وإيرلندا Mary Tudor (١٥١٦-١٥٥٨ وملكة من ١٥٥٣-١٥٥٨) التي حظيت بهذا النعت لأنّها اشتهرت باضطهادها الشديد للبروتستانت في محاولتها إعادة الكاثوليكية اللاتينية إلى إنچلترا. قرابة الثلاثمائة رجل وامرأة حُرقوا على عمود، ومن ضمنهم ملكة إنجلترا السابقة السيّدة جين چري وزوجها ومطرانان وبطريرك كانتربيري توماس كرانمر وآخرون كثيرون سُجنوا واضطُهدوا.
* لِحية زرقاء - Bluebeard
هذه اللفظة وبالفرنسية la barbe bleue، تشير أصلًا إلى شخص في الفولكلور الأوروبي، كان يتزوّج ثم يقتل الزوجة الواحدة تلو الأخرى، ويُخفي الجثت في حجرة مغلقة. يذكر أنّ أقدم حكاية خيالية كتبها شارل بيرو (Charles Perrault, 1628-1703) ونشرت عام ١٦٩٧ وفيها يقتل الزوج المغري ستّ زوجات ولكن السابعة نجت بمجيء أشقائها الذين قضوا على الزوج المجرم بالسيف. ويظنّ أن ذلك الزوج القاتل هو غيل دي ريز (Gilles de Rais, 1405-1440) ومصادر أخرى تشير إلى تاريخ أقدم. ويُحكى أنّ دي ريز كان ثريًا وذا لحية زرقاء.
* بوچُس - bogus
ما زال أصل هذه اللفظة غير مثبت. هنالك عدّة نظريات بشأن أصل هذه اللفظة التي تعني ”مزيِّف، مزوِّر“. تذهب بعض النظريات إلى أنّ هذه اللفظة معدّلة عن الاسم Borghese وهو رجل إيطالي عاش في ثلاثينات القرن التاسع عشر، وكان قد زوّد أمريكا بأوراق نقدية مزوّرة. واختصر الاسم Borghese وأصبح bogus وبهذا الاسم سُمّيت عِملته. ثمة مصادر تذهب إلى أن لفظة bogus كانت في الأصل تدلّ على جهاز لصنع مسكوكات معدنية مزيّفة. ويبدو أن الكلمة قدِ استخدمت للمرة الأولى عام ١٨٢٧. ونظرية أخرى تقول إنّ أصل bogus من bagasse الفرنسية ومعناها ”قُمامة، هُراء“.
* بوليڤيا - Bolivia
هذه الدولة شاسعة المساحة (أكثر من مليون كم٢) في أمريكا اللاتينية، تحمل اسم الجندي ورجل الدولة
(Simón Bolívar 1783-1830) الذي بذل جهودًا متواصلة وموفّقة لتحرير ڤنزويلا وكولمبيا والإكوادور وپيرو من الحكم الإسباني. نجح في تحرير هذه الدول إلا أنّه أخفق في تكوين اتّحاد كونفدرالي جمهوري منها. وفي العام ١٨٢٥ أصبحت دولة منفردة وحملت الاسم بوليڤيا تكريمًا لبوليڤار الذي أصبح لاحقًا رئيسها. إنّه من القلائل جدّا في التاريخ الذين أطلق اسمهم على الدولة ورسموا دستور البلاد.
* ينقّي/يشذّب - bowdlerise
القيام بتنقية أو بتشذيب كتاب ما يعني حذف كلّ الألفاظ والفقرات التي تعتبر بذيئة. ويُعتقد أنّ هذا الفعل الإنجليزي مشتقّ من اسم الطبيب البريطاني Thomas Bowdler, 1754-1825 الذي اشتهر بكتابه ”عائلة شكسبير“ الذي صدر عام ١٨١٨ وكان قد أسقط منه كلّ ما رآه كريهًا بغيضًا من حيثُ الكلمات والتعابيرُ وحتّى الشخصيات والحبكات. معنى ذلك أنّه تمّ حذف كلّ ما لا يمكن تِلاوته جهارًا وباحتشام في العائلة. وبعد خمس سنوات أصدر باودلر نصًّا منقّحًا لكتاب إدوارد چبّون ذي الاثني عشر مجلدا ”تاريخ انحدار وسقوط الإمبراطورية الرومانية“. ثمة من يقول إنّ شقيقة توماس، هنريتا ماريا (Henrietta Maria) المعروفة بالاسم Harriet هي التي قامت بتحرير النصّ الأصلي لعائلة شكسبير وليس شقيقها وكان ذلك عام ١٨٠٧.
* بالتناوب، مرّة هذا ومرّة ذاك، فلان/علّان - Box & Cox
يرجع أصل هذه العبارة إلى المسرحية الهزلية التي كتبها الكاتب المسرحي البريطاني John Maddison Morton, 1811-1891 ونشرها عام 1847. وفي المسرحية رجلان، بوكس وكوكس، كانا يعيشان في الغرفة ذاتها، واحد في النهار والآخر في الليل، ولم يعرف الواحد عن الثاني شيئا. في العام ١٨٦٧ حُوّلت المسرحية إلى أوبرا فكاهية. هكذا أخذت هاتان الكلمتان تعنيان ”بالتناوب/بالدور“.
* يقاطع، مقاطعة - boycott
هذا الفعل الإنجليزي الشائع، مشتقّ من اسم مدير عَقارات إيرلندي، هو كابتن تشارلز كاننچهام بويكوت (Captain Charles Cunningham Boycott, 1832-1897). بعد خروجه للتقاعد من الجيش البريطاني عمل بويكوت مديرًا لإدارة ممتلكات إيرل، نبيل في إيرلندا. وفي العام ١٨٨٠ اقترحت جمعية الأراضي تخفيضات في الإيجارات ومن لم يستجب لذلك نفي بلا محاكمة وكان من ضمنهم بويكوت. اضطرّ عمّاله تركه ورفض التجّار التعامل معه وهُدّدت زوجته وفي آخر المطاف أُرغم بويكوت وزوجته على الهروب إلى إنجلترا وأضحى مثلًا أوّلًا لنجاح المقاطعة. وسُرعان ما انتشرت هذه اللفظة إلى لغات أوروبية كثيرة أخذة من الصوامت ب ك ت ما يشبه الجذر كما تبيّن العيّنة العشوائية التالية.
boikotoida، boicotear، boicot، boycot، boicottare، בויקאַט، boicot، boycott، boycott، boikott،
boicote, boycotter, bojkotta, boykottieren.
* بريل - Braille
إنّه نظام قراءة نِقاط بارزة يستخدمه المكفوفون بطريقة اللمس، ويحمل اسم مخترعه الفرنسي لويس بريل (Louis Braille, 1809-1852) الذي فقد بصره عندما كان ابن ثلاث سنوات من جرّاء مِخرز في ورشة والده. وفي العاشرة من عمره، التحق للدراسة في المعهد الوطني للمكفوفين في باريس، وأصبح معلمًا للعميان بسن التاسعة عشرة. والجدير ذكره أنّ لدى المعهد المذكور كانت ثلاثة كتب فقط، وكلّ واحد منها مكوّن من عشرين قسمًا ويزن مائة وثمانين كيلوغراما. في تلك الفترة اخترع ضابط في سلاح المدفعية تشارلز باربيي (Charles Barbier, 1767-1841) طريقة بدائية لما سمّي بالكتابة الليلية، وهي عبارة عن دمج النقاط والشرطات، وتقرأ بحاسّة لمس الأنامل. وبعد عرض باربيي اختراعه هذا في المعهد، أُلهم بريل لصقل ذلك الاختراع ليستعمله المكفوفون. وكان بريل عند بلوغه عشرين ربيعًا قد أصدر كتابه الأوّل Braille حول نظامه الجديد، مطبّقًا مهارته الموسيقية، إذ أنّه كان عازفًا على الأرغن في كنيسة في باريس، وبقي معلمًا في المعهد حتّى مماته. طريقة برايل لتعليم المكفوفين منتشرة الآن في كافّة أنحاء العالم وأعداد كبيرة من الكتب بشتّى المواضيع متوفّرة بهذه الأبجدية إن صحّ التعبير. ويذكر أنّ مخترع هذه الطريقة قد توفي في الثالثة والأربعين من عمره قبل قَبول طريقته والاعتراف بها كاختراع هامّ بوقت طويل. وبرايل لم ير أيّ كتاب من كتبه بالبرايل إذ أنّه كما نوّهنا قد فقد بصره في الثالثة من عمره.
اسم لأتباع حركة قام بها Frank Nathan Daniel Buchman, 1878-1961 إنجيلي أمريكي، مفادها أن التغيير في عقول الناس قد يؤدّي إلى تغيير العالَم من خلال تغيير الحياة. وفي أعقاب محاضرة ألقاها في أكسفورد عام ١٩٢١ تأسّست ما سمّيت ”مجموعات أكسفورد“ من أتباعه. وفي العام ١٩٣٨ قام بحملة ”التجنيد الأخلاقي من جديد“ (MRA). ويقال إنّها حظيت بأصداء عالمية. لعبت شخصية بوخمان الكاريزماتية دورًا بارزًا في نشر مبادىء حركته وبعد موته انحدرت شعبية الحركة.
* حمار بوريدان- Buridan’s ass
أمامنا توضيح لموقف فلسفي بشأن معضلة حريّة الإرادة عبر المثال: حمار جائع يقف على بعد مسافة متساوية من بالَتي/رِزْمتي تبن متماثلتين، ويموت جوعًا لأنّه لا وجود لسبب عنده يجعله يختار هذه الرِزمة وليس تلك. ويقال إن المأزق يُظهر عدم حسم الإرادة عند مواجهة بديلين متساويين. وهذا المثال الفلسفي مرتبط بمعلّم الفلسفة واللاهوت الفرنسي جان بوريدان (Jean Buridan, 1295-1365)، بالرغم من وجوده في فلسفة أرسطو في كتابه ”عن السماء“، de caelo ويدور الحديث هناك عن إنسان جوعان وظمآن وأمامه غِذاء وماء. وبما أنّ الحمار كان على نفس القَدْر من الجوع والعطش، بقي في مكانه. ولدى أبي حامد الغزالي (١٠٥٨-١١١١م) نجد جملًا ينفُق جوعًا بين كرمين من التمر.
وهنالك رأي يذهب إلى أنّ الحمار وقف مرتبكًا بين كومة من العلف وإناء مليء بالماء، وهما على المسافة ذاتها من الحمار.
* عملية قيْصرية - Caesarean section
المعنى كما يعرف الجميع هو ولادة عن طريق عملية جراحية، شقّ جدران البطن والرحم . ويعتقد في التراث الشعبي أنّ يوليوس قيصر (١٠٠-٤٤ ق. م.) قد وُلد بهذه الطريقة، ومن هنا جاءت التسمية. نظرية ثانية تقول إن أصل اللفظة اللاتينية هو caesus المشتقّ من الفعل caedera ومعناه يقطع.
* عديم الضمير، فاسق - casanova
هذه اللفظة التي تدلّ على شخص عديم الضمير والأخلاق، مستمدّة من اسم المغامر الطلياني چيوڤنّي جاكوبو كازانوڤا (Giovanni Jacopo Casanova 1725-1798) المولود في ڤينسيا، وهو ممثّل ابن ممثّل وقد طُرد عندما كان ابن ستّة عشر ربيعًا من معهد لاهوتي للرهبان، بسبب تصرّف غير أخلاقي. تنقّل وعاش في مدن أوروبية كثيرة، وزاول عدّة مِهن مثل الواعظ، الفيلسوف، الدبلوماسي، المقامر وعازف كمان والممثّل ولعب أدوارا كثيرة مثل الجندي، الكاهن، الطبيب الدجّال، المقامر، الموسيقي. في آخر المطاف فقد ثروته وأصحابه حيثما حلّ ثمّ استقر في عمله أمينًا في مكتبة في بوهيميا وثمّة كتبَ ذكرياتِه في اثني عشر مجلدًا، وفيها حوالي مليون ونصف المليون من الكلمات، وصدرت بين السنتين ١٨٢٦/١٨٣٨ (Mémoires écrites par lui-mĕme = مذكّرات مكتوبة بنفسه) وتمتاز بصراحة شديدة وبتفاصيل حميمية عن حياة كرّست، كما يظهر، للفسق والدسائس. ومن أصدقائه يمكن ذكر الإمبراطورة كاترين، ڤولتير، مدام پومپادور وحتّى البابا.
* سِلْزيوس - Celsius
إنّه اسم مقياس درجة الحرارة وفيه الصفر يشير إلى نقطة تجمّد الماء ودرجة ١٠٠ هي درجة الغلَيان. وهذا الاسم مأخوذ من اسم العالم والفلكي السويدي البروفيسور أنديرز سلزيوس (Anders Celsius, 1701-1744) المولود في أُپسالا والذي ابتكر المقياس قبل وفاته بسنتين. وهذا المقياس الجديد قد بسّط سابقه مقياس الفهرنهايت بتقسيمه الحرارة لمائة جزء متساو. يذكر أنّه في مقياس سلزيوس الأصلي أشارت درجة الصفر إلى نقطة غليان الماء ودرجة المائة دلّت على درجة التجمّد.
* الشوفينية -chauvinist/chauvinistic/chauvinism
الجميع يعرف أنّ الشوفينية تعني التفاني غير العاقل والمفرط لوطن القائل، وهذا يعني معاداة دول وثقافات وأجناس أخرى. ولكن لا يعرف الكثيرون، على ما يبدو، أنّ أصل هذه اللفظة عائد إلى اسم الجندي الفرنسي الأسطوري نيكولا شوڤان من روشفور (Nicolas Chauvin of Rochefort) المولود حوالي العام ١٧٨٠. هذا الجندي شارك في جيش نابليون، جرح سبع عشرة مرّة، كما يُروى، وكان زملاؤه الجنود يسخَرون منه لتفانيه المتعصّب لنابليون. حتى عند خروجه للتقاعد منح شوفان سيف مبارزة ومبلغ تقاعد ضئيل قدره مائتا فرانك سنويًا، ومع هذا لم تخبُ حماسته الوطنية. في الواقع اكتسب شوفان شهرته عن طريق مسرحية هزلية باسم شريط القبعة ذي الألوان الثلاثة عام ١٨٣١ بقلم شارل وجان كوجنيار. وفيها ينشد شوفان المجنّد عدة أناشيد برفقة جوقة ومن ضمنها العبارة: أنا فرنسي، أنا شوفان (Je suis français, je sui Chauvin) وبمرور الوقت ذاع صيت شوفان من خلال المسرحيات الهزلية. وسُرعان ما دخلت الكلمة إلى الإنجليزية لتصف الوطنية المتعصّبة ثم اتّسع حقلها الدلالي ليشمُل كلّ اعتقاد متحيّز وغير عقلاني بفوقية جماعة ما أو قضية ما مثل الشوفينية الذكورية.
* مسيحي؛ عيد الميلاد؛ عمّد - Christian; Christmas, christen
على ضوء الآيات الثلاث التالية في العهد الجديد - أعمال الرسل ١١: ٢٦؛ ٢٦: ٢٨؛ رسالة القدّيس بطرس الرسول الأولى ٤: ١٦ وكتابات المؤرّخ الروماني تاكيتوس (حوالي ٥٦-١٢٠م.) يمكن الاستدلال أو الاستنتاج بأنّ لفظة ”مسيحي“ كانت تدلّ على من يتبع يسوع المسيح في فترة العهد الجديد. ورد في أعمال الرسل ١١: ٢٦ ”فلما وجده جاء به إلى أنطاكيةَ. فأقاما سنة كاملة يجتمعان إلى جماعة الكنيسة، فعلّما جمْعًا كبيرا، وفي أنطاكيةَ تسمّى التلاميذ أوّلَ مرّة بالمسيحيّين“. تتحدّر لفظة Christ من christus اليونانية ومعناها ”الممسوح، المسيح“ وهي منقولة من العبرية מָשִיחַ. ولفظة Christmas متحدّرة من الإنجليزية القديمة Cristes maesse أي ”قُدّاس المسيح“. ويُذكر أن الاسم Christian بالإنجليزية يعود إلى بدايات القرن السادس عشر. يسوع المسيح أو يسوع الناصري حوالي ٤ ق.م. -٣٠م. مؤسِّس المسيحية واسمه دخل في كلمات كثيرة أكثر من أي شخص آخر مثل: Jesuitry, Christendom, christening, Christmas, Christolatry, christophany etc.
* يا سلام، مفاجأة رائعة - Christopher Columbus
اسم البحّار والمكتشف الإيطالي كريستوفر كولومبوس (بالإيطالية Cristoforo Colombo) هذا ١٤٥١-١٥٠٦ أحد أعظم مكتشفي البلدان، الذي هبط على أرض سمّاها سان سلڤادور في الثاني عشر من تشرين ثانٍ عام ١٤٩٢ يستخدم للتعبير عن دهشة كبيرة . كما سمّيت جمهورية كولومبيا باسمه وعدد كبير من المدن الأمريكية.
* بحسب كوكر، بشكل صحيح، دقيق ، يعوّل عليه - Cocker, according to Cocker
هذه العبارة جاءت لتبجّل الخبير في علم الحساب البريطاني إدوارد كوكر (Edward Cocker 1631-1675) الشهير بمؤلّفه الشعبي Arithmetick الذي حظي بأكثرَ من مائة طبعة. وقد عُمّمت العبارة بعد استخدامها في مسرحية ”المتمهّن المبتدىء“ - The Apprentice عام ١٧٥٦ بقلم الكاتب المسرحي والممثّل آرثر مورفي (Arthur Murphy, 1717-1805). وتقابل هذه العبارة في الإنجليزية الأمريكية according to Hoyle نسبة للسير إدموند هويل (Edmund Hoyle, 1672-1769 المولع بحياة النوادي والخبير بالألعاب. في ذلك الوقت كانت لعبة الهويست (whist) بأوراق/بورق الشدّة/اللعب رائجة جدّا وكان هويل أوّل من كتب دليلًا موثوقًا به لقواعد اللعبة نشر عام ١٧٤٢ وحمل العنوان: A Short Treatise on the Game of Whist أي رسالة موجزة عن لعبة الهويست. كما صنّف هويل كتابًا آخرَ باسم ألعاب هويل المعيارية وهو كتاب يعوّل عليه بموضوع مبادىء وقوانين أوراق اللعب (Hoyle’s Standard Games). وهكذا غدت العبارة according to Hoyle لا تعني الامتثال لقواعد اللعب بحسب هويل بل وعلى نحو أعمّ، تنمّ عن سلوك سليم وجدير بالاحترام.
* الكونفوشية Confucianism
الكونفوشية تطوّرت وَفق المُثل في الأخلاق والآداب والعلاقات الاجتماعية التي نادى بها كونفوشيوس (孔夫子) بعد موته ٥٥١؟-٤٧٨ ق.م. وأصبحت إحدى الديانات الرئيسية في الصين بالرغم من أنّ هذا الفيلسوف الصيني لم يقدّم نفسه كمعلّم ديني. وقد انتشرت هذه التعاليم إلى شعوب شرق آسيا مثل اليابان وڤيتنام وكوريا. واليوم في جمهورية الصين الشعبية يرى قسم كبير من سكّانها بأنّ كونفوشيوس كان رجعيّا. اسم هذا الفيلسوف في الأصل كان K’ung Futzu/Kung Futse أي: الفيلسوف كونچ وقد أُطلق عليه اسم ”معلّم/حكيم“. تعاليمه لم تدوّن ولكن أقواله سجّلها أتباعُه وهي معروفة جيّدًا في كلّ مكان في العالم. ومنها ”لا تفعل للآخرين ما لا ترغبه لنفسك“. هنالك تسع كتابات صينية قديمة تشمُل المبادىء الكونفوشية.
* ربْطة عُنُق - cravat
رَبْطات العنق، أو الكراڤتات الأولى كانت أوشحة أو شالات، كان يرتديها كراوتيون مرتزقة خدموا في فرنسا في حرب الثلاثين عاما، ١٦١٨-١٦٤٨. وقد بُهر بعض محبّي الموضة الفرنسية بها فأخذوا يستخدمون هذا الأسلوب مطلقين على هذا الشال اسم Hrvat على اسم شعب الكروات وتلفظ كرڤات ومعناها ”ابن كرواتيا“. والأصل المكوّن من الصوامت ك/چ ر ڤ ت مشفوع بالحركات قد دخل لغاتٍ كثيرة كالفرنسية والألمانية والإسبانية والإيطالية والبرتغالية والبولندية والنرويجية والآيسلندية والكردية والفارسية والسويدية والفنلندية المحكية.
* كيريلي - Cyrillic
إنّه اسم الأبجدية التي تُكتب بها اللغات السلاڤية/السلاڤونية مثل الروسية والأوكرانية والبيلوروسية والبلغارية. التقليد السائد يقول إنّ شقيقين يونانيين، القدّيس كيريل أو قسطنطين التسالونيكي (St. Cyril, 827-869) والقديس ميثوديوس (, c. 815-885، St. Methodius) كانا قد طوّرا هذه الأبجدية خلال ترجمة الكتاب المقدّس والليتورجيا إلى السلاڤية. ويذكر أنّ الخطّ الكيريلي مستمدّ من الأبجدية اليونانية، وما لم يكن فيها من أصوات استُكمل من العبرية. ويقال إنّ الشقيقين قد نقلا الأناجيل وكتبًا ليتورجية مختلفة إلى السلاڤية القديمة.
* الدَّلْتونية، عَمى الألوان - daltonism
أي عدم القدرة على التمييز بين الألوان وخصوصًا بين الأحمر والأخضر. ومصطلح الدلتونية مقتطع من اسم العالِم البريطاني جون دالتون (John Dalton 1766-1844) الذي عانى هو وأخوه من هذا العجز. ويبدو أنّه كان أوّل من وضع وصفًا مفصّلًا لهذه الحالة في كتابه الموسوم بـ ”حقائق غير عادية بخصوص رؤية الألوان“ - Extraordinary Facts Relating to the Vision of Colours, 1794. شهرة دالتون في الواقع نابعة من عمله في الفيزياء والكيمياء والرياضيات، فهو يعتبر منشىء/مبدع نظرية الذرّة الحديثة، وهو الذي استنبط القانون بخصوص ضغط الغازات المعروف بقانون دالتون. كما تُستخدم لفظة الدلتونية أو خطّة دلتون للتعبير عن نظام تربوي مدرسي يتّسم بمنح التلميذ حرية كبيرة في اختيار ودراسة مواضيعه وتشجيعه للعمل بانفراد، وليس في الإطار التقليدي في مجموعة أو صفّ. ويُذكر أنّ هذا النظام قد طُبّق للمرّة الأولى في مدينة دالتون الأمريكية عام ١٩٢٠ التي تحمل اسم John Call Dalton, 1825-1889، المولود في ماساشوسيتس وأوّل بروفيسور أمريكي في علم وظائف الأعضاء.
* كأس ديڤِس - Davis Cup
كلّ الرياضيين ومحبّي الرياضة المثقفين على دراية ببطولة التنس السنوية للرجال على المرجة الخضراء. وسمّيت الكأس بهذا الاسم نسبة لرياضي ورجل دولة أمريكي - دوايت فيلي ديڤس (Dwight Filley Davis, 1879-1945) الذي أسّس المباراة سنة ١٩٠٠ ومنح الجائزة للفائزين. ديڤس كان لاعب كرة المضرب الأرضية/ تنس من الطراز الأوّل، وحصل ذات مرّة على بطولة التنس الزوجية في أمريكا، كما شغل منصب وزير الحرب بين العامين ١٩٢٥-١٩٢٩ ومنصب حاكم عام في الفلبين بين السنتين ١٩٢٩-١٩٣٢.
* دليلة - Delilah
هذا الاسم التوراتي يرمز إلى المرأة الخائنة والمغرية لا سيّما العشيقة أو الزوجة. وفي القصّة التوراتية في سفر القُضاة ورد اسم دليلة ستّ مرّات، الإصحاح ١٦: ٤، ٦، ١٠، ١٢، ١٣، ١٨ ونرى أنها ارتشت من قِبل الحكّام الفلستيين لإفشاء سرّ قوّة شمشون الجبارة، سفر القضاة ١٦: ٤-٢٢. وكان شمشون قد كذب عليها في ثلاث مناسبات ولكن دليلة داومت وألحّت لمعرفة مصدر قوّته فأخبرها إنّه كامن في طول شعره. عندها كشفت دليلة السر للفلستيين وبينما كان شمشون نائمًا في حضن دليلة قصّ شعره فانتفت قوّته.
* نظام ديوي العَشري - Dewey Decimal System
هذا النظام في تصنيف الكُتب يحمِل اسم أمين المكتبة ميلڤل ديوي (Melvil Dewey, 1851-1931). وقد ابتكر ديوي نظامه هذا عام ١٨٧٦ بينما كان يعمل في مكتبة في ماساشوسيتس، ووَفق هذا النظام تصنّف الكتب بحسب المواضيع من خلال أعداد ذات ثلاثة أرقام، تبيّن الصنف الأساسي، تعقبها أرقام بعد النقطة العشرية للإشارة إلى الفروع. هذا النظام ذو المجالات العشرة العامّة، شائع في مكتبات العالم وينقّح باستمرار.
* يغُشّ، يبتزّ - to diddle
أمامنا مثال لاشتقاق فعل من اسم عائلة، من شخصية جيريمي ديدلر (Jeremy Diddler) الرئيسية في المسرحية الهزلية ”رفْع الريح“ -Raising the Wind، عام ١٨٠٣، بقلم الكاتب المسرحي البريطاني والإيرلندي الأصل، جيمس كِنّي (James Kenny, 1780-1849). ومن عادات ديدلر المتأصلة اقتراض مبالغ مالية ضئيلة دون تسديدها وقد أدّى نجاح هذه المسرحية لدخول الفعل diddle بهذا المعنى في اللغة الإنجليزية المحكية منذ العام ١٨٠٦. وللفعل معانٍ أخرى بحسب زمن استخدامه فمثلا ورد بمعنى ”إضاعة الوقت“ منذ العام ١٨٢٥ ومعنى ”ممارسة الجنس مع“ منذ العام ١٨٧٩ ومعنى ”الاستمناء أو ممارسة العادة السرية خاصة لدى النساء“ منذ خمسينات القرن الماضي.
* ديزل Diesel
اسم هذا المحرّك يعود إلى اسم مخترعه المهندس الألماني المولود في باريس Rudolf Diesel 1858-1913، عام ١٨٩٢ وبعد خمس سنوات أنتجت شركة Krupp أوّل محرّك كهذا بنجاح. ويذكر أنّه في عام ١٨٩٠ كان مهندس بريطاني باسم Herbert Akroyd-Stuart قد سجّل براءة اختراع لمثل هذا المحرّك الذي شكّل بالفعل النموذج الأوّلي لمحرّك الديزل الحديث. وبما أنّ اللفظة ديزل كانت راسخة في اللغة الإنجليزية فمن غير المرجّح أن تحِلّ محلّها الكلمتان Akroyd-Stuart.
* دوبِرْمان - Dobermann pinscher
نسل من الكلاب، الشعر قصير، الحجم متوسّط والذيل قصير. والاسم مستمدّ من جابي ضرائب ومربّي كلاب ألماني اسمه لودڤيچ دوبرمان ( Ludwig Dobermann, 1834-1894) ومن الكلمة الألمانية pinscher ومعناها صنف من الكلاب التي طوّرت أصلا لاصطياد الجرذان في الحقول وللقتال والحراسة، أمّا في أيامنا فهو عادة حيوان أليف. والسيد دوبرمان طوّر في ثمانينات القرن التاسع عشر سلالة شرسة بنحو خاصّ من الكلاب لمساعدته في تأدية واجباته. راهنًا تستخدم مثل هذه الكلاب للحراسة.
* دراكوني، وحشي، قاسٍ جدّا - draconian
تستخدم هذه الصفة لوصف القوانين والمقاييس والأنظمة وهي مشتقّة من الاسم دراكو Draco، المشرِّع الأثيني ابن القرن السابع ق.م. في العام ٦٢١ ق.م. صاغ، على ما يظهر، مجموعة القوانين الشاملة الأولى في أثينا. قبل ذلك كانت القوانين تفسّر اعتباطيًا من قبل أعضاء الهيئة الإدارية في المدينة. وكانت مجموعة قوانين دراكو قاسية وصارمة، إذ أنّ كلّ جريمة تقريبًا ذُكرت كان عقابها الحكم بالإعدام، وهكذا غدت الصفة دراكوني/وحشي رديفة لقوانين القسوة غير المعقولة. ويُذكر أنّه في العام ٥٩٠ ق.م. صاغ رجل الدولة الأثيني سولون -Solon، قوانين أقلّ قسوة وصرامة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق