جامعة هلسنكي
هذه ترجمة عربية لمقال بهذا العنوان، نشرته صحيفة الحزب الشيوعي الإسرائيلي - زو هديرخ - هذه الطريقة، مؤخرًا، أنظر الرابط أدناه.
في السابع والعشرين من كانون ثانٍ عام ١٩٤٥، قبل خمسة وسبعين عامًا، وصل جنود الجيش الأحمر التابع للاتّحاد السوڤياتي، إلى معسكر الإبادة أُوشڤيتس في جنوب بولندا، وحرّروا آخر الناجين. وقبل أربع عشرة سنة قرّرت منظّمة الأمم المتّحدة بالإجماع، أن يكون السابع والعشرون من شهر كانون ثانٍ، يوم ذكرى دوليا للمحرقة.
منذ العام ٢٠٠٥، يلتئم منتدى المحرقة الدولي كلَّ بضع سنوات، باشتراك رؤساء الدول. وقد عُقد اللقاء الأوّل في كراكوف في بولندا لإحياء ذكرى المحرقة، ولتجنيد قِوى مناهضة اللاسامية والعنصرية. وفي هذا الأسبوع، ولأوّل مرّة، ينعقد هذا المنتدى ليس في شرق أوروبا، ولكن وبخاصّة في القدس، بدعوة من منظّمة يَد فَشِم/يد واسم. يشترك في هذا المنتدى، ستّة وأربعون رئيس دولة، من روسيا شمالًا إلى الأرجنتين جنوبا.
رئيس الحكومة الانتقالية، المتّهم جنائيًا، بنيامين نتنياهو، سيستغلّ بالتأكيد كعادته، هذا الحدثَ الهامّ بشكل ساخر لنشر رسائله الكاذبة، ولتجميع أصوات إضافية للاستمرار بحُكمه الفاشل. ويمتاز نتنياهو منذ سنين بالتحريض العنصري المستمر. وقد سنّت حكومته قوانين التمييز القومي، لا سيّما ”قانون القومية“ الذي يرمي إلى إقصاء السكان العرب. وزراء الحكومة وأعضاء الكنيست في الائتلاف اليميني الحريدي (المتديّن المتزمّت) الحاكم، يتسابقون لإحراز لقب ”عنصريّ العام“، ويُذكَر أنّ التنافس على قدر كبير من الحدّة والشدّة.
تنادي حكومة نتنياهو بالتمييز ضد جماهير كاملة: العرب، النساء، الفلاشة، مهاجرو العمل، طالبو اللجوء والميم أي: مثليو الجنس، مزدوجو التوجّه الجنسي والمتحوّلون جنسيا. كما أنّ الحكومة تشجّع باستمرار الأبرتهايد - الفصل العنصري الاستعماري - تجاه العرب الفلسطينيين في الأراضي المحتلّة. علاوة على ذلك ، تحتكر الحكومة اليمينية المعركة ضد معاداة السامية، للتستر على جرائمها، وللقيام بحملات ضد أيّ شخص ينتقد سياساتِ الاحتلال والنهب في إسرائيل وفي العالم بأسره. ولزيادة الطين بلّة، يقوم نتنياهو بإقامة علاقات مع أحلك الأنظمة في جميع القارات، بما في ذلك الأنظمة العلنية أو المقنعة التي تتّخذ مواقف عنصرية ولا سامية.
بعد مضي خمس وسبعين سنة لتحرير الجيش الأحمر معسكر أُوسڤيتش، آن الأوان لتذويت الدروس المركزية من المحرقة، ومن النضال ضد النازية والفاشية. إنّ الدرس الرئيسي هو معركة بلا هوادة، وبلا تسويات ضدّ العنصرية وإدانة العنصريين.
من المستحيل للمنادي بالعنصرية تجاه العرب، أن يتباهى بريش النضال ضد العنصرية إزاء اليهود. العنصرية، إنّها العنصرية ، إنّها العنصرية ، والحكومة الإسرائيلية ورئيسها عنصريان. لو كان المجتمع الدولي مذوِّتًا لهذا الدرس الأساسي حقًا، لكان يتعيّن عليه عزل الحكومة اليمينية في إسرائيل. أضف إلى ذلك، لو كان المنتدى الدولي حول المحرقة، قد سلك وَفق مبادئه، لكان قد ألغى دعوة الحكومة الإسرائيلية إلى هذا الحدث. للعنصرية والفاشية لا مكان عندنا وفي مدرستنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق