الانتخابات الإسرائيلية وصفقة القرن والتوسع الاستيطاني/ سري القدوة

ارتبطت الانتخابات الاسرائيلية بالدعم الامريكي من قبل الرئيس ترامب وإدارته لحليفه رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهذه هي المرة الاولي التي يتم فيها التدخل المباشر من قبل الادارة الامريكية لتأثير على الناخب الاسرائيلي وتوجيه الانتخابات الاسرائيلية لدعم حليف محدد لضمان فوزه والتحالف معه ولقد ارتبط هذا الموقف الامريكي بعد الاعلان المشترك من قبل الرئيس الامريكي وحليفه نتيناهو لبدا تنفيذ صفقة القرن والتي تدعم في مجملها الاستيطان الاسرائيلي وتهدف الى ضمان سرقة ما تبقى من الاراضي الفلسطينية ومصادرتها لصالح الاحتلال وما بات يعرف بخطة الضم التي اقرتها حكومة تسير الاعمال  والتي تسعى من خلالها الي ضم اجزاء كبيرة من الضفة الغربية المحتلة الى دولة الاحتلال وتتسارع وتيرة هذا الاشتباك الاستيطاني مع بدا الانتخابات الاسرائيلية الثالثة بعد فشل الاحزاب الاسرائيلية المشاركة من تشكل الحكومة وتأتي هذه الانتخابات في ظل منافسة قوية بين الاحزاب الاسرائيلية التي تطرح مزيدا من العنصرية والعدوان ضمن فاتورتها الانتخابية على حساب القضية الفلسطينية والاستمرار في العدوان على الشعب الفلسطيني .
إن نتنياهو أصدر اوامر هستيرية للتوسع الاستيطاني لاستمالة أصوات المستوطنين في انتخابات الكنيست ووعد ناخبيه بتنفيذ صفقة القرن وضم مناطق في الضفة الغربية المحتلة وهو غير مكترث بالرفض والإدانات الدولية لهذا الاجراء المخالف للقانون الدولي وأصدر تعليمات لبناء 3500 وحدة استيطانية في المنطقة المسماة E1 الواقعة بين مستوطنة «معاليه أدوميم» والقدس المحتلة في تحد ٍصارخ لجميع القرارات الدولية، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن (2334) كما صادق ما يسمى المجلس الأعلى للتخطيط التابع لسلطات الاحتلال على مخطط استيطاني كبير، لإنشاء حي سكني بهدف توسيع مستوطنة «هار حوما» على جبل أبو غنيم من خلال بناء 2200 وحدة استيطانية، ومخطط بناء 3000 وحدة أخرى في مستوطنة «جفعات همتوس» كان قد تم تجميد البناء فيها بضغوط دولية منذ أعوام سابقة .
وفي خطوة للعمل المشترك بين حكومة اليمين المتطرف لدى الاحتلال وإدارة الرئيس ترامب الامريكية شرعت لجنة إسرائيلية - أميركية مشتركة بعقد اجتماعات بهدف ترسيم الحدود ووضع خرائط الضم الإسرائيلية لمناطق في الضفة الغربية المحتلة بموجب خطة الإملاءات الأمريكية الإسرائيلية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية والمعروفة بـصفقة القرن .
وبالرغم من الادانة الدولية الواسعة لإعلان الاحتلال الإسرائيلي عن خطط بناء وحدات جديدة في مستوطنتين بالقدس المحتلة والتوسع الاستيطاني حيث نددت اغلب دول العالم باستمرار الاستيطان وأكدت على أن مواصلة الاستيطان يهدد حل الدولتين ويحول دون إنهاء الصراع وبالغرم من ذلك تستمر حكومة الاحتلال في نفس سياستها الهادفة الى استكمال تهويد القدس ومصادرة الاراضي الفلسطينية وسرقة ما تبقى منها والإسراع في ضمها مستفيدين من الغطاء الامريكي والدعم المطلق من قبل الادارة الامريكية المنافي لكل القيم والشرعية الدولية وحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية.
ان التوسعات الاستيطانية ستقطع التواصل الجغرافي بين القدس وبيت لحم وستعزل الفلسطينيين الذين يعيشون في هذه المناطق وإن تلك الجرائم الاستيطانية وممارسات حكومة الاحتلال واستهداف المقدسات الإسلامية والمسيحية وسلب الأرض الفلسطينية المحتلة وضمها وغيرها من الجرائم البشعة جميعها تعكس حقيقة تفشي ثقافة الكراهية والعنصرية في المجتمع الإسرائيلي وسيطرة عقلية الاحتلال والاستيطان والهيمنة الاسرائيلية على الاراضي الفلسطينية بغير حق  وهو أمر يتطلب فرض عقوبات دولية على حكومة الاحتلال ووضع حد لأطول احتلال في العالم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق