حصدت القائمة المشتركة 15 مقعدًا في الانتخابات الثالثة للكنيست التي جرت اول امس الاثنين، وهي زيادة في قوتها ووزنها. وهذا يعتبر انجازًا سياسيًا وبرلمانيًا وتاريخيًا هامًا غير مسبوق في حياة جماهيرنا العربية. وهو مبعث فخر واعتزاز وأمل لنا جميعًا، ويزيدنا لحمة ويعمق وحدتنا الشعبية والوطنية والميدانية، ويجعلنا أقوى أكثر من أي وقت مضى، في مواجهة التحديات المفروضة علينا ومقاومة كل المشاريع السلطوية والقوانين العنصرية التي تستهدف حياتنا ووجودنا وبقائنا في هذا الوطن المقدس الذي لا نرضى ولن نقبل بديلًا له.
وما من شك أن الفوز التاريخي للقائمة المشتركة بعمقها الفلسطيني، وطابعها الديمقراطي التعددي، لتصبح القوة السياسية الثالثة في السلطة التشريعية، لا يمكن لأحد مهما تغطرس وتبجح تجاهلها، هي رسالة سياسية واضحة بأن مشاريع الابرتهايد لن تمر، وأن التهويد لن ينتصر على ملح هذه الأرض بروحها الفلسطينية.
أما بخصوص نتائج هذه الانتخابات التي اعطت اغلبية كبيرة لنتنياهو وحزب الليكود، فلم تكن مفاجئة لكل من يتابع الشأن الاسرائيلي والتحولات والتغيرات في المجتمع الاسرائيلي الذي يجنح ويسير نحو اليمين أكثر، والعلاقات بين امريكا واسرائيل في عهد وحقبة ترامب، والدعم غير المحدود الذي يلقاه نتنياهو من ترامب، حيث أن العنصرية والفاشية والشعبوية والأصولية تتمدد فوق الأرض.
وقد أظهرت هذه الانتخابات أن التصويت هو للنهج والسياسة العنصرية الاحتلالية والعدوانية المناهضة للفلسطينيين جميعًا ولقضيتهم الوطنية العادلة، ومدى ضعف وتأثير القوى اليسارية والليبرالية في المجتمع الاسرائيلي، وأفولها عن ساحات التأثير والفعل.
وفي حال نجح نتنياهو من تشكيل حكومة جديدة، فسوف تكون حكومة أشد عنصرية وأكثر يمينة وتطرفًا وشراسة، وسوف نشهد استفحالًا لمظاهر العنصرية والفاشية وللعنف المجتمعي وتعمق أشكال التمييز والاجحاف بحق جماهيرنا العربية، وتزايد عمليات الهدم والمصادرة، ومحاولة تنفيذ بنود صفقة القرن والتبادل السكاني.
كذلك ستتعمق وتتعزز العلاقات الاسرائيلية الامريكية، وستصل لدرجة غير مسبوقة من التعاون، خصوصًا إذا ما فاز ونجح ترامب في الانتخابات القادمة، وستتسارع وتيرة التطبيع العربي مع اسرائيل، وستصعد اسرائيل حصارها وغزوها العسكري على قطاع غزة وعلى الدولة السورية والتدخل في الصراعات الاقليمية وفي المنطقة.
ولذلك يجب الاستعداد والجهوزية للمرحلة المقبلة، وهذا يتطلب المزيد من الوعي واليقظة والتلاحم الوطني وتنظيم البيت الفلسطيني، وتعزيز النضال الشعبي ليترافق مع النضال البرلماني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق