Grandfather and
his Father’s Trip to London
يُعتبر يعقوب بن عزّي بن يعقوب بن أهرون بن سلامة بن
غزال الكاهن اللاوي (١٨٩٩-١٩٨٧، كاهن أكبر منذ ٢٠ تشرين أوّل ١٩٨٤ - ٢٦ كانون ثانٍ ١٩٨٧)، المعروف اختصارًا بأبي شفيق، من أبرز الشخصيات السامرية في العصر
الحديث. لن أتطرّق هنا لحياته ومؤلّفاته فقد كتبتُ عن هذا الموضوع، وكتبَ أحد
أبنائه من قبل.[1] النصّ التالي مقتبس كما هو بدون تصحيح الهفوات
اللغوية[2] من مصدر،
بروايتين بقلم أبي شفيق:
تاريح حياتي وفيه ٢٢٦ صفحة (الصفحات ١٨٩-٢٢٦ لا علاقة لها بالشأن السامري)، نابلس ١٩٧٢؛ وصيتي وتاريخ
حياتي ويضم ٣٩٤ ص.
(الترقيم في الكتاب ٣٦٥ وهو غير صحيح
نابلس، ١٩٧٤.
والمادة المثبتة أدناه موجودة في الصفحات ١٠-١٥ في النصّ
الأوّل وفي ص.
١٦-
٣٠ وفق الترقيم الأصلي في النصّ الثاني، ولم نأتِ به لأنه
لا يختلف كثيرًا عن الأوّل).
بحوزتي نسخة مصوّرة لهذين النصّين، حصلت عليها بإذن المرحوم أبي شفيق في أواخر سبعينات
القرن العشرين.
كتب أبو شفيق سيرة حياته تلبية لطلب صديقه د. يسرائيل ولفسون، أبو ذؤيب. هذا الخطّ
المائل / يشير إلى نهاية
سطر وبداية آخر في الأصل،
أمّا الخطّان //
فيشيران إلى نهاية صفحة وبداية أُخرى.
تعتبر هذه الرحلة التي قام بها أربعة سامريين ـــ والد
أبي شفيق وإسحق بن عمران الكاهن وناجي بن خضر لكاهن وچلبي بن يعقوب الدنفي ــ في
العام ١٩٠٥[3](؟) من أولى
الرحلات السامرية إلى أوروبا.
آونتها كان القاصّ أبو شفيق ابن خمسة ـ ستّة أعوام، وسمع عن
أخبارها فيما بعد من عمّه أكثر من مرّة. ينعت أبو شفيق هذه الرحلة بالمشؤومة؛ سببها الطفر أو الطمع، وكان هدفها بيع مخطوطات سامرية
وجمع تبرّعات بغية فتح مدرسة سامرية في نابلس. من ضمن تلك
المخطوطات المكتوبة على الجلد،
توراة قديمة جدًا،
فنحاسية،
حجمها صغير يعود تاريخ نسخها كما قيل الى زمن الهجرة الإسلامية. وهذه التوراة
وغيرها من مخطوطات، كان قد نسخها جدّ أبي شفيق. استغرقت رحلتهم
إلى لندن زهاء الثلاثة شهور،
وفي غضونها تعرّفوا على سيّدة إنجليزية داهية ماكرة تُدعى مسز فين التي
تمكّنت من استغلالهم.
اعتمد هؤلاء السامريون الغرباء عن البلد لغة وثقافة وعادات، على هذه السيّدة
التي كانت تُجيد العربية ووعدتهم بالشيء الكثير. إنّّها روّجت
في الصحافة لهذه الزيارة الفريدة من نوعها. دأبت هذه السيّدة على جمع التبرّعات في قبّعتها بعد كلّ
لقاء تمّ بين هؤلاء السامريين وممثّلين عن الجمعيات والأثرياء والتجّار، وكانت تعطيهم
القليل فقط. بمرور الزمن،
ساءت أحوال السامريين، مرض شفيق ابن الكاهن يعقوب بمرض عضال، فعاد هو وقريباه إلى
البلاد، وظلّ چلبي في لندن.
رحلتهم البحرية من لندن لميناء يافا، كانت حافلة بالصعاب والأهوال. ومن يافا
استقلّوا عربة تجرّها الخيول ووصلوا نابلس بعد يوم وليلة. ظلّ والد القاصّ
أبي شفيق طريحَ الفراش نصف سنة ثم وافته المنية عام ١٩٠٦.
ص. ١٠ ذكرياتي مع جدي ووالدي
اذكر[4] لِمامًا يوم
سافر والدي الى اوربا بصحبة خال امه الكاهن اسحق بن / عمران ومعهما كاهنًا شابًا آخرًا يدعى
ناجي (אבישע) بن خضر (פינחס) / من ابناء عمهما
ورجلًا سامريًا رابعًا يدعى چلبي بن يعقوب من آل الطيف، /
سافروا بقصد بيع الكتب السامريه وجمع بعض التبرعات. ووصلوا عن طريق
/ البحر الى
مدينة لندن عاصمة انكلتره العظمى.
حيث مكثوا هناك مدة تزيد عن /
الثلاثة اشهر؛ في اثنائها أو فى أولها، لا ادري تعرفوا
أو تعرفت عليهم سيدة /
انكليزية داهية تدعى مسس فين[5]، سمعت بهم أو
سمعوا بها، فزارتهم بالفندق /
الرخيص الذي كانوا فيه[6] حيث تحدثت
معهم ورأت ما معهم من الكتب السامرية الخطيه / ومن الجلديه
الاثريه. كان من جملتها
توراة جلدية صغيرة ملك جدي الكاهن / يعقوب، اخذها والدي
معه يرجع عهد كتابتها الى ما قبل الاسلام وعددًا آخرًا من مختلف / ألكتب[7] الخطيه
السامرية، منها القديم ومنها ما هو بخط جدي الكاهن يعقوب. /
كما كان يوجد مع الكاهن اسحق وابن اخته الكاهن ناجي ما يماثل هذا /، وقد
طمعت هذه السيدة بهم وبما معهم واتبرعت [8]لمساعدتهم
واعلنت عن / وصولهم كبعثه
محترمه[9] من الطائفه
السامريه التاريخيه، التى اوشكت ان تنقرض / لشده فقرها واضمحلالها، وعدم وجود من
يمدّ يد المساعدة لها.
ثم اخذت تدعو / كبار الاثرياء والمنظمات الى اجتماعات بعضها تعقده في
بيتها وبعضه في احد بيوت /
المتبرعين او في قاعات احدى المنظمات الخيريه، وتأخذهم معها بألبستهم / التقليديه
وعمامتهم الحمراء التى تستلفت الأنظار[10]، وتقدمهم
كممثلين للطائفة السامريه /
الذين ارسلتهم هذه الطائفه المسكينه لكي يجمعوا لها[11] بعض المال،
ويفتحوا به مدرسة /
لأولادهم وفتيانهم الذين لا يتكلموا الا اللغه العربيه، ويكادوا ان
ينسون / لغتهم العبريه[12] وحتى قوميتهم
ودينهم. وكانت تكلف
احيانًا الكاهن اسحق بالقاء /
كلمة وتتولى هي ترجمتها من العربيه (التى كانت قد تعلمتها اثناء وجودها / كمبشره في
فلسطين)[13] الى
الأنكليزيه. وكان عليه ان
يتكلم مهما شاء /
وعليها ان تقول ما يلائمها[14] هي، بدون ان
يعرفوا ما تقوله.
لم تحمل /
قبعتها وتجمع فيها ما كان ينهال عليها من الدراهم المختلفه، فتأخذه / ومنه الشيكات
والحوالات والأوراق النقدية.
فكانت تضعه كله في محفظتها الكبيره / التى كانت[15] لا تفارقها
وتأخذه //
ص.
١١
معها الى بيتها[16]، وتحتفظ به في
محفظتها ومتى ما انتهت الحفلة التى كان معظمها يجري ليلًا /، تزورهم في ثاني يوم في مقرهم لكى تسلمهم
النزر القليل من النقود الفضية، اما
/ الباقى فتحتفظ به لنفسها بدون ان يجرأ واحدًا منهم على عن الكم
او اين /، لأنهم كانوا يخشون غضبها وتخليها عنهم،
وهي قد اصبحت كل شيء لهم لا يستطيعوا / ان يقوموا بأي حركة بدونها في بلاد يجهلونها[17] مع لغتها، وقد
اعتقدوا اولًا/
انها نعمة ارسلها الله[18] لهم. ولكنهم لم
يلبثوا ان ادركوا انها نقمة اخذت تستغلهم / الى ابعد درجة الأستغلال وبالوقت الذي لا[19] يستطيعون ان
يستغنوا عنها.
/ ولما كان ما
كانت تجود عليهم به لا يكفى اجرة الفندق، الذي كانوا يحتلون احدى / غرفه وقد باعوا
كل ما كانوا قد جلبوه معهم من الكتب واكلوا به ما سد رمقهم /، الا ما احتفظوا به لسداد ما كانوا
استلفوه من تجار نابلس لقاء رهونات من كتب / ومصاغ.[20]/
وأخيرًا نزلت الكارثه، ووفدت الوافده حين مرض احدهم وهو
والدي شفيق /
ابن الكاهن يعقوب بمرض خبيث هو السل في الحنجرة، اعجز كبار
الاطباء / وال؟سيون عن
مداواته، والذين نصحوهم[21] بوجوب الرحيل
به الى بلاده بعد ان ابواه
/ ايوائه لأ رأوايوائه في أحد المستشفيات هناك، نظرًا لكونهم لا
يمكنهم الانفاق /
عليه والمكوث في لندن بعد ان فرغت بضاعتهم- ولم يبق معهم
ما يكفى لرحيلهم /، ولما عرضوا أمرهم هذا على ولية نقمتهم[22] المس فين اذ
ارتاحت؟ لذلك[23] واشارت عليهم
بالأسراع بالرحيل /
متعهدة لهم بالحصول على نفقة تسفيرهم من منظمه البارون روتشلد، الذى لا
يبخل / عليهم بذلك
نظرًا لكونهم اسرائيلين،
شأنه مع غيرهم من اليهود المقطوعين والمملقين / ثم حررت
لهم كتابًا بهذا المعنى واوصلتهم إلى احدى
المكاتب التى تختص بهذا المحسن الكبير / فزودهم بتذاكر سفر مكنتهم من الوصول على ظهر سفينه تخص
شركة بريطانيه /
الى ميناء يافا،
بعد ان عانوا اثناء سفرهم الأمرين[24] من هياج البحر
الأمر الذى / كاد ان يودي
بهم، وقد اضطروا ان
يضحوا بقسم كبير من ا[25] مزاودهم[26] التى كانت
معهم / شأن غيرهم من
المسافرين، الذي صدر امر ربان السفينه بالقائها في / البحر الهائج
تخفيفًا عن السفينه،
التى كانت الأمواج العاتيه تتلاعب بها / وتكاد ان تطيح
بها وتفرقها بمن فيها.
//
ص.
١٢
رجعوا كلهم وهم في حالة من اليأس والحزن بعد ان فقدوا كل
ما يملكون من /
كتب وصحة.
وبقى والدي بعد وصوله طريح الفراش مدة طويله تزيد عن الستة اشهر / يعاني المًا ؟[28] من تأثير قرحة
في حنجرته؛ يتردد عليه اثنائها مختلف الأطباء يُزودونه / بالمسكنات ولا
يعرفون له علاج شفاء.
ووالده المسكين ماضٍ في الاستلاف وبيع / كل ما يحتوي
بيته باذلًا كل غالٍ ورخيص في سبيل معالجته عبثًا وبدون ان يتقدم / خطوة واحدة في
سبيل الشفاء بل وبالعكس بل حالته اخذت[29] تسؤ يومًا بعد يوم، حتى / وافته المنيّه
في ليلة اسود مساءها وتعكر جوها.
في ليلة الأحد ١٨ من شهر /
…. سنه ١٩٠٦ م.[30] مأسوفًا على
شبابه. تلك ليلة ليلاء
لا ازال اذكرها رغم /
طفولتي وحداثة سني.
ولا يمكن ان تمحى من ذاكرتي.
اذكره وهو مُسْجًا على أرض غرفة / ابيه مغطًا وجهه بمنديل وجسمه المدار نحو جبل جريزيم[31] (قبلة السامريين) ملفوفًا بملأته
/ بيضاء. والرجال
والنساء من اقاربه يحيطون به يلطمون ويُولولون ويدقون الصدور / اما أمي
وشقيقاته فقد رأيتهم وهُن يُقطعن شعورهن ويلطمون وجوههن[32] بصورة / هستيرية لا
شعورية. وجدّي المسكين
اغمي عليه من شدة اللوعة والصدمة /
التى كانت بالنسبة له ولغيره متوقعه. ولما استفاق بعد برهة وجيزة تحامل على / نفسه واخذني مع
شقيقتي الطفلة الصغيرة الى خارج الـ هذه الغرفة المكهربه / واخذ يضمنا الى
صدره وهو يرتعش وينتحب بانفعالٍِ رهيب. وبالطبع فقد شاركناه / انتحابه بدون
ان نشعر بهول مصيبنا في ابونا ولده.
ولا ادرى كم مكثنا في حضنه /
ولا متى اخذونا لكى ننام في بيت غير بيتنا وبعيدًا عنه. واذكر فقط انهم
/ جاؤنا في
الصباح ببعض الطعام وارغمونا على تناول شيئًا منه. أما بقية الأهل
/ ومعظم رجال
ونساء الطائفه فقد بقيوا طيلة الليل . النساء يبكين وينحن / وهن[33] حول الميت. والرجال
انتقلوا الى بيت الكاهن اسحق فى الكائن
في الجهه /
القبليه من نفس دار الكهنه واخذوا يتلون قراءة التوراه بصوت مسموع / يتخللها بعض
قطع المراثي والبكوات بلغة عبرية واراميه قديمه[34] وبلحن محزنٍ[35] معروف //
ص.
١٣
ثم أخذت مع شقيقتى وأُرجعنا الى بيتنا حيث شاهدت والدتي
وقد لبست
/ ارتدت لباس عُرسها.
وتزينت وجلست على كرسي امام جثة زوجها التى / كانت مجللة
بالحرير ومغطاة بالأزهار والرياحين تفوح منها رائحة الورود / مما رُشّ عليها
عابقة. وكل النساء من
حولها وقد أَرخين شعورهن /
وتجللن بالسواد وقد اخذن بالردح[36] واللطم
والنواح. ينطقن
بكلمات بعبارات[37]
/ مقفية يُكررنها خلف امرأة (ربما تكون
مستأجرة) تحسن مثل هذه
العبارات / التي تبعث
اللوعة والحزن الى الأعماق.
ورغم كوني لم اكن اعرف مما تقوله / شيئًا فقد شُدهت لهذا المنظر الغريب المُستهجن وجعلت
أتسائل هل / امي اصبحت عروس، وهل ابي فقط هو[38] نائم. ولماذا هو مزين بهذه الصورة / ولماذا لم
يستيقظ بعد. ولذا فقد ركضت
مع اختى الصغيره وركضنا نحوها /
وارتمينا عليها فاخذتنا في احضانها وضمتنا الى صدرها واخذت تبللنا[39] / بدموعها. ثم اغمى عليها، ووقعت على
الأرض مغشيًا عليها فأُسعفت /
واخذنا نحن الى مكان آخر وحُبسنا في غرفة واغلق الباب دوننا فجعلنا / نصرخ ونبكى، ثم غلبنا
الأعياء فرقدنا على الا ارض الغرفه. ولا /
ادرى كم من الوقت استغرق ذلك.
وكل ما اذكر انهم اقتادونا بعد / ذلك الى حضير الكنيس (في نفس الدار) حيث كان هناك
جميع رجال / الطائفه، يتوسطهم نعشًا مجللًا
بقماش احمر واسود، ومزين بالأزهار /
يحيطه رجالًا يحملون كتبًا يقرأون فيها. ولا بد ان تكون
هي[40] التوراه / الخمسة اسفار
يُقاطعها من آن الى اخر قيام احدهم والقاءه بكوةً / او قطعة رثاء
شعرية بالعبريه السامريه.
/
ولما حان وقت الدفن وذلك في الساعة الثانيه بعد الظهر، / حضر اربعة رجال
غرباء من غير الملة،
واحتملوا التابوت وسار المجتمعون / امامهم وخلفهم ونحن معهم ممسكين بيد جدى الشيخ الذى كان
منهكًا متعبًا /
قد اضناه الحزن والألم ذلك بين صياح النساء وولولتهن التى كانت / تصمّ الآذان
وتزيد فى الم الاقارب والاحباب.
/
ص.
١٤
האזינו بلحن مُحزن
رهيب (هكذا كنت
اتخيله ولا ازال)
وعندما وصلنا / الى الحُفرة
التى أُعدت له تلى الامام (اعتقد أنه كان
الكاهن اسحق) الكلمات / الأخيرة من هذه
الأنشوده وهي قوله הרנינו גוים עמו / כי דם עבדיו יקם: ונקם יישב לצריו: וכפר /
אדמת עמו[42] / ثم انزلت الجثه
بالتابوت[43] الى داخل / الحفرة المبنية
من الداخل بأحجارًا منقوشة على ارتفاع ٧٥ سانتي وبعد ان
غطت / بالسواقيف (احجارًا
مستطيلة ١٠٠ س [44]منقوشة) أهال الرجال
الأربعه عليها التراب
/
كل هذا شاهدته وانا مشدوه. وجدي لا يزال
ممسكًا بيدي لا يشاء ان يتركني /
رغم الحاح الكثيرون من شيوخ طائفته واصدقاءه من وجهاء البلد الذين حضروا / الجناز، وكنت اراه وهو
ينتحب ويقول دعوني وشأني مع هذا الحفيد[45] الصغير فاني / لا اريد ان
اتركه حتى أُغيب انا الآخر في لحدى هنا مع ولدى، راجيًا من الله / ان لا يطول
غيابي عنه وان يكون هذا اليوم قريب،
فكانوا يتركونه[46] وهم / حزانى باكون /.
نعم لقد كان حزنه طويلًا وشاقًا ولم يشأ جدى[47] ان يتعزى عن
ولده طيلة[48] بقية / حياته التى
امتدت بعد والدى زهاء العشرة سنوات.
/ بعد الفراغ من عملية الدفن أُخذنا الى بيث[49] القراء ولا
اذكر بيث كا من كان /
من السامريين حيث دُعينا مع جميع من حضر الجناز[50] لتناول طعام كثير اعدّ لهذه / الجموع التى لا
تقل عن المئة.
ومثله ارسل الى دارنا حيث كان هناك جميع نساء / الطائفة
تقريبًا وكلهن[51] اقرباء
وكعائلة واحدة، ولا غرابة في ذلك قط.
/ ومكتت عماتي شقيقات الميت في بيتنا بضعة ايام يترددن معنا الى قبره لقراءة / الفواتح والختم[52]
كما أن رجال السامريون كانوا[53] يأتون كلهم في
اول يوم سبت بعد وفاة /
الميت ويحضرون معهم اطباقًا من المأكولات الخفيفه وبعد ان يقرأون //
ص.
١٥
على روحه جميع التوراه الخمسة السفر اسفار. السفر الأول (التكوين) يقرأونه معًا / واما الاسفار
الاربعه الباقيه فيُوزعونها على اربعةً من المشايخ او الكهنة/ ومتى ما انتهوا
منها يَهديها الكاهن لروح المتوفي داعيًا لأهل له بالرحمة/ والغفران ولأهله
بالسلوان. بعدها يحضرون
الطعام ويدعون اهل المتوفي /
بمشاركتهم فيه فيفعلون.
/
وإذا كان المتوفي شيخًا من العلماء ومن اركان الصلوات
فانهم لا يقيمون /
في ذلك السبت صلاة جماعية في بيت الكنيس حِدادًا عليه وذكرى له. / وانا شخصيًا لا
ادري[54] من اين تطرقت[55] اليهم هذه
العادة التى لا زالت ساريه بينهم /
حتى اليوم. كما انهم لا يستسيغون انشاد ألاناشيد الدينية الفرديه / التى تُقال في
ايام الأعياد اثناء الصلوات حتى يمرّ كمال العام على وفاة هذا / العالم أو ذاك
الكاهن. واذا قيل بعضها في عيد كبير كيوم השמיני مثلًا / فان قائلها
يختمها بابيات شعريه (عبريه) يرثي فيها
المتوفي ويعدد بها مآثره/
ومواقفه الـ ومكانته الدينيه ويتحسّر عليه كرُكن من أركان الدين
خسِرته الكنيسه /
والطائفة.
مثل هذه العادات لا تزال موجودة ومعمولًا بها / .
[1] . Haseeb Shehadeh, ‘‘A Case
of Palestinian Arab Justice Between Minority and Majority’’. In: Menachem Mor
and Friedrich V. Reiterer in collaboration with Waltraud Winkler (eds.), Samaritans:
Past and Present, Current Studies. De Gruyter 2010, pp. 205-219;
عزيز يعقوب الكاهن، ثلاثون عامًا على
رحيل الكاهن الأكبر يعقوب بن شفيق عزي (١٨٩٩-١٩٨٧)؛ رحمه الباري. أ. ب. أخبار السامريين ١٢٢٦-١٢٢٧، ١٥ كانون الثاني ٢٠١٧، ص. ٩٣-١٠١.
[2] . لغة أبي شفيق العربية تستحقّ بحثًا منفردا؛ إنها غنية
وسلسة ولكنّها ليست سليمة من حيث وجهة نظر قواعد العربية الفصحى، وهي مطعّمة
باللهجة النابلسية. أَذكر هنا في هذه العُجالة ما يلي: اوربا، انكلتره؛ من المعروف أن القاف والنون في آخر
الكلمة تكتبان بدون وضع النقطة ويستعاض عنها بمدّ طرف الحرف الأخير بشرطة قصيرة
نحو الأسفل. هذا النهج يرد عند أبي شفيق بالنسبة لحرف الضاد في الكلمات:
تنقرض، مرض، بمرض؛ ظاهرة شبيهة هي
كتابة الياء المتطرفة في كلمات مثل ”في“ باتجاه اليسار كما هي الحال في الكتابة اليدوية؛ ترد الطاء والألف كصاد
دائرة في كلمة مثل الطائفة؛ بلبلة بين الألف الممدودة والألف المقصورة مثل تلى
بدلًا من تلا؛ سقوط الهمزة؛ وضع النقطتين على التاء المربوطة في حالة الإضافة ولكن
ليس دائمًا مثلا: لشده فقرها ومن جهة أُخرى: مدرسة لأولادهم؛ ألف مقصورة بدلًا من الياء مثل:
يكفى أجرة الفندق؛ هفوات في موضوع
التذكير والتأنيث مثل: إحدى المكاتب، رايتهم بدلًا من رأيتهن؛ الذي مستعملة مثل إلّي بالعامية، لا
تتبدّل في السياقات المختلفة؛ الصاد تقلب سينا في مثل مساغ بدلًا من مصاغ؛ في الإعراب هنالك أمثلة كثيرة
مثلًا لنصب بدلا من الجرّ إلخ. وفي الأفعال: أن يقرأون؛ في الجانب المعجمي: تستلفت الأنظار بدلًا من تلفت الأنظار، يلاهمها بدلا من
يلائمها؛ فرغت بضاعتهم أي نفدت؛ مهما بمعنى شو ما بالعامية؛ ومتى ما انتهت الحفلة؛
الكتب الخطية أي المخطوطات؛ وتبرعت أي وتطوّعت؛ يحتلون إحدى غرفه أي ينزلون/ييتون في…؛ تختصّ بدلا من تخصّ؛ تطرقت أي طرأت والسبب إفراط في التصحيح،
תיקון יתר, hyper
correction.
[3] . تلقيت من صديقي الكاهن عزيز يعقوب ابن أبي شفيق رسالة
جوابية إلكترونية في ٢٦ كانون أوّل ٢٠١٩، يقول فيها ما
معناه: لا يعرف
بالتحديد في أيّ عام قام جدُّه، أبو أبيه بالرحلة إلى لندن؛ عمر والده آنذاك لم
يتجاوز الستّ سنوات؛ أي أنّ الرحلة قد جرت سنة ١٩٠٥.
[26] . مَزاد، مزادات، مزايد ومزاود جمع مَزادة أي:
وعاء للماء والزاد في السفر،
زوّادة في العامية، وربّما كان المقصود حقائب
بتأثير العبرية מזוודות.
[42] . في الأصل أوّلًا بالأحرف السامرية وثانيًا بالحروف
العبرية الحالية، والجملة مقتبسة من سفر تثنية الاشتراع ٣٢: ٤٣ ”اغبطوا/سبحو/امدحو يا/يا ايها شعوب/شعب/الامم قومه ان دم عبيده يقتصّ/انتقم/ينتقص وبالانتقام/والنقمه/وانتقامًا يجازي/يردها على/ يجلب معانديه /معاندي/اعدايه/لمعانديه ويطهّر/ويغفر تربة/ترب قومه/بلاده/قومه/وعبيده“؛ أنظر حسيب شحادة، الترجمة العربية لتوراة السامريين، المجلد الثاني: سفر اللاويين، سفر العدد وسفر تثنية الاشتراع، القدس:
الاكاديمية الوطنية الاسرائيلية
للعلوم والآداب، ٢٠٠١، ص. ٦١٤-٦١٥.
[52] . الفواتح: هى طلب الرحمه في للمتوفي في عبارات وابتهالات مألوفه يحفظها كل /
راشد من السامرين.
واما الختم وهي قراءة جميع التوراة
الخمسة اسفار في / البيت. واهدائها للمتوفي على قبره./
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق