الفيروس الذي أوقف الحياة/ سري القدوة

في ظل هذه الأوضاع الاستثنائية الناتجة عن وباء كورونا فيروس (كوفيد 19) يغيب عن العالم اجمع إقامة الصلوات والاحتفالات والشعائر الدينية ويمر عيد الفصح المجيد على ابناء الشعب الفلسطيني وشعوب العالم في ظروف الاستثنائية الصعبة ولا يسعنا الا وان نتوجه بأحر التهاني بمناسبة عيد الفصح الذي يأتي هذا العام وقد توحد العالم لمواجهة الوباء وهو عدو من نوع آخر بات الجميع يعاني منه وغير قادر على مواجهته حتى الان فهو هذا الفيروس الخفي اللعين الذي لا يمكن رؤيته بالعين المجردة  ويدخل إلى الجسد متسللا فتاكا يؤدى الى هلاك الإنسان وتدمير حياته فانه الفيروس الذي أوقف الحياة ومنع الإنسان من التحرك وقد احدث وباء كورونا على وجه التحديد هذا العام أجواء حزينة خيمت على شوارع وأسواق القدس العتيقة التي بدت خالية من المواطنين والسياح في  سبت النور وعيد الفصح ففي كنيسة القيامة اضطر الكهنة إلى أداء الاحتفالات دون الحشود والطقوس المعتادة ودون الاحتفالات المميزة في هذه الأعياد وباتت الشوارع وأماكن العبادة مهجورة وخالية من المشاركين.

 ولعلها هذه هي المرة الأولى على مستوى العالم تتوقف الحياة ولا تدور عجلة التاريخ ولا يتم إقامة الصلوات وتتوقف حركة المطارات وحركة السفن في الموانئ ولعلها ايضا هي المرة الأولى التي لا يجتمع المسلمين حول الكعبة المشرفة ويتم توقف الصلاة في المسجد الأقصى وإنها المرة الأولى التي يخلو فيها طريق الآلام من المصلين وتغلق كنيسة المهد وكنيسة القيامة والمسجد الأقصى والمساجد في العالم العربي والإسلامي إلى جانب الكنائس وجميع مساجد فلسطين وبيوت العبادة حول العالم فى خطوة تضعنا امام حقائق تعيدنا الا ضرورة التمسك بتلك القيم والعودة الى الله والدعاء والتضرع الى الله ان يوهبنا الحياة ويحفظ أطفالنا ومستقبلنا.

ان العالم يقف امام مخاطر هذا الفيروس وشعوب العالم أجمع تعيش في هذه المحنة التي هي من نوع خاص ونعلم أننا وفي هذه الايام المباركة وأعياد الفصح ومع حلول شهر رمضان الكريم نكون احوج الي الدعاء لله سبحانه وتعالي والصلاة من أجل انقاذ العالم وحماية المستقبل وحماية فلسطين وشعبها وعموم الأرض المقدسة كي يحميها الله من هذا الوباء وان يزيل هذه المحنة وقد تحققت الحرية والاستقلال للشعب الفلسطيني وان يرفع عن فلسطين وباء الاحتلال وان يعيش الشعب الفلسطيني حرا كريما على أرضه وقد تحققت حريته وأزيل هذا الاحتلال عن القدس والمقدسات المسحية والإسلامية.

أنه رغم ضعف الإمكانيات في فلسطين فقد تعاملت القيادة الفلسطينية مع هذه الظروف الصعبة بكل صلابة وحكمة وأثبت شعبنا تضامنه وتكافله ليس فقط داخل فلسطين بل بين أبناء شعبنا في كل مكان تواجدوا به بالعالم حيث قدم الاطباء الفلسطينيون ووقفوا جنبا الى جنب مع زملائهم الأطباء خاصة في إيطاليا واسبانيا والولايات المتحدة وكندا ورومانيا والنمسا وغيرهم من الدول منهم من فقد حياته في هذا محاربة المرض وتقديم العلاج للمرضى ضمن المعركة العالمية لمحاربة هذا الوباء والتي تستهدف البشرية كلها وشعب فلسطين قدم فيها كل ما يستطيع ونتمنى ونسأل الله العلي القدير أن يكون عيد الفصح وهذه الايام الفضيلة ومع اقتراب شهر رمضان الكريم وقد تمكنت الشعوب من رفع هذه المعاناة وتم القضاء على الفيروس وشهد العالم ايجاد حلول عمليه وأدوية لعلاج مخطر هذا الوباء وعادت الحياة إلى طبيعتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق