شهر رمضان المبارك ومخاطر وباء كورونا/ سري القدوة

يحل على  المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها شهر رمضان المبارك الذي يجب عليهم صيامه إيماناً واحتساباً لله رب العالمين لنيْل الأجر العظيم وإن هذا الشهر الكريم له قدسية كبيرة في نفوس جميع المسلمين مع حلول شهر رمضان المبارك الذي ينتظره المسلمون كل عام بفارغ الصبر ولكن هذا العام مختلف عن الاعوام السابقة في ظل  تفشي فيروس كورونا خلال الشهر الفضيل مما يتسبب في إعادة النظر في أي احتفالات دينية جماعية دينية وأن صلاة التراويح وصلاة العيد ستقامان في المنزل مما سيكون لها واقع خاص وتجربة جديدة سيعيشها المجتمع في نطاق الاسرة الواحدة.

اننا وفي ظل هذا الوباء نكون معنيين إلى تغيير السلوك فيما يتعلق باللقاءات والتجمعات وعادات التسوق خلال شهر الصيام ومن المهم جدا أن ندرك في هذه المرحلة أن شهر رمضان هذا العام يختلف عن الأعوام الماضية ويجب أن نعدل من سلوكنا لتتناسب مع الأوضاع الراهنة وضرورة الاستفادة من هذه التجربة على مستوى الاسرة ووحدة التلاحم العائلي وأهمية التعايش مع الإمكانيات المتوفرة لكل الناس لكي يواصلوا أعمالهم عن بعد وذلك باستخدام تقنيات جديدة للاتصال أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي والاستفادة منها وبشكل مباشر من اجل تخفيف صعوبة الموقف والتخفيف من سياسة الحظر الاجباري المفروضة على المسلمين وأننا لا نمتلك الا الدعاء والتضرع الى الله ان يرحمنا في هذا الشهر الفضيل وان يزيدنا من كرمه وان يحفظنا ويحفظ اولادنا وأحفادنا في ظل هذه الإجراءات الاحترازية التي أقرتها اغلب الحكومات العربية والإسلامية والتي تهدف للحد من انتشار فيروس كورونا والتقليل من الإصابات وأن بقاء الناس في منازلهم (حتى في شهر رمضان) فيه حماية للمجتمع من تفشي الفيروس وانتشاره والتسبب في مخطر تهدد حياة المواطنين اينما تواجدوا.

إن إدارة هذه الأزمة الراهنة التي يواجهها العالم بأسره وخاصة البلدان الاسلامية ومع حلول شهر رمضان المبارك وبرغمِ من ثقلها وضروراتها الصعبة في ظل تواصل انتشار فيروس كورونا وتصاعده عبر العالم وفي موجات متجددة وعدم اكتشاف اي من انواع اللقاح لمعالجة الوباء ومنع تطوره حتى الان حيث ينتشر كما تنتشر النار في الهشيم مما أجبر رجال الدين والعلماء المسلمين على التعامل مع هذا الوباء القاتل وحرصهم على اغلاق المساجد وأماكن العبادة حيث يحي المسلمين في جميع انحاء العالم طقوس شهر رمضان المبارك في منازلهم مع اسرهم وأولادهم ولأول مرة منذ عقود تظهر المساجد خاليةً تماماً في الكثير من الدول الإسلامية جراء الإجراءات التي تم اتخذتها من قبل الدول لأجل مواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد وهذا الامر يدفع المسلمين الي ان يكونوا امام تحدي حقيقي وواقعي في نفس الوقت والسعى الي ان يكون شهر رمضان له ما يميزه على صعيد الواقع الاسري ضمن الحجر المنزلي الاجباري وإن أمانةَ المسؤولية تقع على عاتق الجميع من اجل الحفاظ على صحة المجتمع وعدم تعرض المواطنين للمخاطر والإصابة بالوباء ويجب على الجميع ضرورة الالتزام بالتعليمات الصادرة عن اللجان الخاصة بمتابعة تفاصيل وباء كورونا فان الامر لا يحتمل لمزيد من المعاناة وهذا يفرض على الجميع أن يستمر في تفهم تلك السياسات التي تم اتخاذها لاحتواء هذا الوباءِ الخطير وأن نواصل الالتزام بذات الإجراءات الوقائية حفاظا على ارواح الاخرين وعدم اصاباتهم بالوباء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق