قطاع غزة بين المصير المجهول وغياب الحقيقة/ سري القدوة


لقد شكل واقع الحياة التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة واقعا مؤلما وظروفا صعبة نتيجة تراكمات ما يقارب اثنى عشر عاما يسميها سكان القطاع بالسنوات العجاف والتي فرضت ظروف الحياة المعيشية بعد تلك السنوات التي سيطرت فيها حركة حماس على الحكم بالقطاع مما افرز واقعا من الصعب تخيله نتيجة تراكم الاخطاء والنتائج للحروب والمجازر البشعة التي ارتكبتها سلطات الاحتلال والتي كان اخرها ما عرف بمجزرة الشجاعية والتي ارتكبتها قوات الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين الأبرياء في حي الشجاعية مما أدى إلى استشهاد أكثر من ستين مواطنا وإصابة نحو 400 آخرين وهدم احياء سكانية شاملة بجميع محتوياتها من خدمات منازل وشوارع وكهرباء ومياه وليعيش اغلب سكان القطاع بعد هذا التجريف الكامل دون توفير الحد الادنى من مقومات الحياة ودون ان يصل أي دعم لهذه العائلات التي تفترش الارض وتبحث عن معنى ومفهوم للحياة وتراكمت هذه الظروف واشتدت وتوسعت دائرة الفقر على امتداد مخيمات قطاع غزة واليوم وبعد انتشار وباء كورونا أصبحت الحياة كأنها جحيم حقيقي يصعب ان تتصور كيف تعيش عائلات بأكملها دون أي امكانيات حيث باتت حياة السكان مهددة بالمخاطر الوبائية والموت بالوباء ينتظر اغلب السكان الذين يفتقدون لإمكانيات السلامة والأمان الطبي.

ان ما يشهده القطاع هو نكبة جديدة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى تتمثل بعشرات آلاف من المهجرين والذين تم هدم وتدمير منازلهم وأصبحوا بدون مؤوى مما يهدد حياتهم للخطر الشديد ويحرمهم من ابسط حقوقهم المجتمعية والتي تعتد من جرائم الحرب المستمرة وتستوجب التدخل الفورى من قبل المؤسسات الدولية لتوفير الحماية للمدنيين في القطاع بموجب اتفاقات جنيف.

في ظل ذلك بات المطلوب من المجتمع الدولي بهيئاته السياسية التدخل الفوري لوقف العدوان على قطاع غزة ورفع الحصار وإدخال فرق دولية لحماية السكان وتوفير الخدمات الاساسية لأبناء الشعب الفلسطيني الذين يعيشون بظروف صعبة ومساعدة السكان على تامين حياة صحية امنة كما المطلوب من المؤسسات الدولية الاغاثية المختلفة التدخل لتوفير ابسط الحقوق الخاصة بالإنسان والحماية لإنقاذ أهالي في القطاع من وباء كورونا ووقف انتشاره.

ان الأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي مطالبون بتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والسياسية والقانونية في وضع حد للعدوان الإجرامي على المدنيين وإنقاذ حياتهم من آلة البطش والغطرسة الاسرائيلية وتقديم المساعدات والدعم الانساني الطارئ لضحايا العدوان وأننا نتطلع الى موقف عربي ودولي عاجل وسريع وإجبار الاحتلال على رفع الحصار عن قطاع غزة والى وقف التدخل في شؤون وإدارة قطاع غزة من قبل حكومة الاحتلال.

إن صمت العالم المخجل والمعيب يوفر الحصانة لقوة الاحتلال ويطلق يدها لاستباحة المزيد من الدم الفلسطيني وعليها وقف سياسة الكيل بمكيالين ودعم حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف وعلى رأسها حقه في تقرير مصيره على أرضه، لقد آن الأوان لاتخاذ مواقف جدية وعملية لإنهاء نصف قرن من الاحتلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس باعتبارها الضمان الوحيد للسلام في المنطقة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق