فيلـيب سالــم منــارة لبنانيـــة كونيـــــة/ الدكتور الياس الحاج


تتهيّبُه وأنتَ في حضرته.
مِن جبينه العالي، يَرشَحُ الوقاران: العلمُ والمنطقُ، يدعمهما الإيمان.
إنْ جالستَه، وإنْ أصغيتَ،
تدفّقتْ محبّةٌ يدعمها تواضعُ كلِّ الكيان.
... علاّمةٌ من لبنان. موسوعةُ أدْهُرِ الطّب.
مكّنه تفوقّه مِن تبوّءِ أعلى كرسيّ مجدٍ في علوم الأرض.
وإنْ قرأتَ له، شَدّك سحرٌ يحدوك على الجهرِ:
لو كان لبنانُ دولةً، بالفعل لا بالقوّة،
هل كان ليترك فيليب سالم منارةً يستضيءُ بأنوارها الخارج؟!!
في الداخل، أهلُ الكهفِ المظلمِ نحن. نُزلاءُ سجونِ المعانيات.
قوْتُنا الجهلُ والعتمات... وأرغفة المعاجنِ سمسراتٌ على حسابِ صحّة الوطن والمواطن.
عقولٌ مكثّفةُ التحصيلِ، كانزةٌ دررًا مِن أوزانٍ ثقيلة، تتحكّمُ بها، بل تطمسها غباوات وكلاء وقيّمين...
كفاءاتُ الوطن، تُهجّرها إلى مجاهلِ اللّاأدريّة، عربداتُ ساسةٍ لا مُبالين.
فإذا السّوى يَرْفُلُ، وإذا الأغيارُ يَنعمون...
تلمعُ إبداعاتُهم في أصقاع الإنتشار،
ولا شأن لنا إلاّ أن نتباهى اليوم، بمن هجّرْنا بالأمسِ، وما!!!

فيليب سالم كبيرٌ من كبارنا.
بل رأسُ الكبارِ هو، وطليعُ الأطباء والمفكّرين.
راكَمَ في عقله نَوويّات الطبّ، 
مذ أبُقراط، حتّى آخِرِ المُجلّين؛
قَمَّشَ وجَمَعَ واختبرَ وخَبِرَ، فكانت له في الخواتيم شخصيّةٌ فريدة، خوّلته أنْ يكونَ عن جدارةٍ وزير الحياةِ عند معابرِ الموت.

... مِن مقارعاته الفلسفية مع نسيبه شارل مالك، ومِن مطالعاته التي ذخّرتْ ما حباه الله،
بَنى في أعلاه عقلاً قَوامهُ منطقٌ يستقرئُ ولا يُدحَض.
يُوقِظُ وعيَكَ إنْ حاوَر. يأسِرُكَ إنْ كتب.
يَخطَفُ منكَ الثّقةَ اغتصابًا، متى ارتدى لَبوسَ الرسالة.
وهو يستنْفرُ فيك الأحاسيس،
بل يهزُّ قلبكَ مِن عمقِ الأعاميق،
كلّما عَرَضَ أطروحاتِه في المحبّة.
... لم يَدّعِ الكمالَ، لكنّه قاربَه، حتّى غدا فتاه المدلّل.
لم يَزعمِ العصمةَ، لكنّه ضاهى الأترابَ، وبامتيازٍ تَفوَّق.
لم "يَتَشَرْبلْ" في طبّه اجتراحًا للعجائب، 
بل، بإذعانه لإرادةِ الله، 
فَجَّرَ بعلمِه عجائبَه فوق مرضاه...

هي حلقات مُتلفزة تشرّفتْ بها فضائيةُ تلي لوميار-نور سات، باستقبال البروفسور فيليب سالم على مراحل. ونظرًا الى أهميتها، وإلى كونها تحمل أوجهًا كثيرة من شخصيةِ فيليب سالم الطبيب والمفكر والمسيحي والوطني، آلينا على انفسنا جمْعَها ونشرها في هذا المؤلَّف، ترسيخًا للفائدة وإقرارًا بحبّنا لهذا الطبيب اللبناني الذي اعتلى بابتكاراته ذروة المجد العالمي. 

مَن هو هذا اللبناني الذي تَعَولَمَ وعَوْلَمَ لبنانَنا قبل العولمة؟ 
وماذا في هذا الكتاب؟!

هو إبن بطرّام في الكورة. ربيبُها هو، بكلّ شحناتِ الضّيعويةِ المستحبَّة. دَرَجَ في الهناك. لعبَ، رافَقَ، تشَيْطَنَ، وزادُه أبدًا أرغفةُ المحبةِ مِن معجن أبويه الكريمين.
تَعلّقَ قلبُه في هوى بطرّام، كمثل ما سيتعلّقُ لاحقًا في هوى كلّ لبنان. ولطالما كان يردّد: "بيتي في ضيعتي نعمةٌ، فيه أنزعُ عنّي غبارَ المتاعب". وبنزوله إلى بيروت، لتحصيل مزيدٍ من العلوم، تكوّنتْ في عمقه قناعاتٌ غالبًا ما جَهَرَ بها: "مَن لا ينغرس في الأرض، لا يبلغ السماء"، أو "مَن لا يملك الجذور، لا يملك شيئًا".
لم يخجل في بيروت من لكْنتهِ الكورانيّة.
إستمدّ قوّتَه من محبّةٍ ذخّرتْه بها أمُّه، ومِن دفعٍ إلى علومٍ ومعرفات بتوجيهٍ ملحٍّ من والدٍ معروف.
على مقاعد الجامعة الأميركية في بيروت، وقَفَ ضدّ طريقة التّلقين في التعليم، لأنّه لاحظ أنّ ذا التّلقينَ يخدّرُ عقلَ المتلقّي. وكان هو يؤمن بصقل عقلٍ مستحدثٍ بالكليّةِ، في وجه عقلٍ وارث.
النَّفَسُ الثّوريُ في دمه مذ بداياته.
حزبُه، نهضةٌ قوميّةٌ حضاريّةٌ لبنانية.
أحبَّ لغةَ الضّادِ وكان بعدُ في يفاعته.
لم يكن مفكّرًا تصادميًّا، لكنّه لم يرتضِ إلا أن يكونَ ذا موقف.
وبوجه أستاذه نعيم خوري الذي كان يعلّمه أن يقول: "تحيا سوريا"، كان فيليب يجهر مردّدًا: "يحيا لبنان".
في بيروت وفي الولايات المتحدة، دافع عن قضايا العرب، وبخاصةٍ عن القضية الفلسطينية، لكنّ ذلك الدفاعَ لم يكن لمرّةٍ على حساب لبنان. وهو أول مَن طرحَ المعادلة: "لبنانُ أولاً".
ومن قناعات فيليب سالم، أنّ علينا أنْ نُحبَّ العالمَ العربي، ولكن ليس إلى حدود الذّوبانِ فيه.
... وترسَّلَ هذا الرّجلُ ليلتزمَ طولَ مسيرةِ حياتهِ بقضيتين: القضيّة اللبنانية وقضية الصراع مع أنواع السّرطانات...
موتُ صديقةٍ له، كما يروي، جعله يتحوّل من متخصّص في طبَ الكلى، إلى متخصّص في طبّ السرطان... وكان يومذاك العربيَّ الوحيدَ في هذا الإختصاص.
ميزةُ الطبيب فيليب سالم أنه تعاطى مع المريض كإنسان، بكلّ النّبل، بكلّ المحبّة، في حين يتعاطى زملاؤه مع المريضِ كمريض.
ومن خلال مشاهداته لمعانيات مرضى السرطانات، بل من خلال سماعه مواجعَهم المضنية، ركبَ الطبيبُ رأسَه مصرًّا على وجوب ربح المعركة ضدّ هذا المرض.
حقّقَ انتصاراتٍ في مسيرةِ أبحاثه الطبية.
بَزّ اسرائيل على رغم غيابِ السلطاتِ "السّاهرة" في لبنان. ولم يُخْفِ امتعاضَه من الطبقةِ الحاكمةِ عندنا، إذ كان يردّد: "ابتُلينا في لبنانَ بقادةٍ لا يَحملونَ عظمةَ لبنان".
"هم لا يركّزون على فلاسفةِ لبنان، بل هم سلبوا الوطنَ أمجادَه".
... وعُرفَ البروفسور سالم بتواضعه. يسخّر كلّ المعرفات والإستشارات في خدمة المريض. شعاره دائمًا: "إنّ الطبيبَ الذي لا يحبُّ مريضَه، لا يُمكنُ أنْ يشفيه". وقد رأى أنّ العرب الذين أبدعوا في اكتشافِ الله، لم يُبدعوا في اكتشاف الإنسان. ولا يكون تمجيدٌ لله، إلاّ مِن خلالِ تمجيد الإنسان. ومشكلة الطبّ في الشرق، الاهتمامُ بالحجر على حسابِ البشر. أي غياب أيّ احترامٍ للفكرِ والإنسان. فقبْلَ الحجرِ، وقبْلَ أيّ دواء، يحتاجُ المريضُ إلى المحبّة. 
فِعلُ المحبة، أخذه الدكتور سالم من إيمانه المسيحي المعمّق: "أؤمنُ أنا بوجود الله. يدُه أبدًا تأخذ بيدي. وحين أكون مع مريضٍ، فأنا قريبٌ من الله. هذا الواجب الذي أقوم به إزاءَ أيّ مريض، هو عينُه يقرّبني من الله. لذا، أنا أشكر الله دائمًا، وسأشكره حتى الرّمقِ الأخير".
لا يَعزو فيليب سالم إلى نفسه منفردًا، إكتشافَ كلّ شيء. بل كان يتعاون مع زملاء وأصدقاء وطلاب ومرضى. من أهمّ إنجازاته: نظريّةٌ حول الإلتهاب الجرثومي. إذ كان الشّائعُ أنّ السرطان يؤدي إلى إصابة الأمعاء، فأثبتَ أنّ العكسَ هو الصحيح. ونظريةُ سالم هذه، أهّلتْ طبيبين استراليّين فيما بعد للفوز بجائزة نوبل. وهو مَن يجزم بأنّ سرطان الرّئة سبُبه التدخين. وأن سرطان الكبد سببه تكرار الإلتهاب الجرثومي. وبعلاجنا الالتهابات الجرثومية، نمنع حدوث السرطان...
يحلم الطبيب سالم، بمركز عالمي في لبنان، للسرطان. لكنه يحلمُ بعدُ بأن يَنهضَ لبنانُ مِن غيبوبتهِ، بل من موته، من خلال التخلّي عن حبّ السلطة وعبادة المال.
"خلاص لبنانَ في "ربيع عربي" مِن خلال المجتمع المدني، شريطة أن ينزلَ من دون أخطاء. وكل ما ينقص المفكرين عندنا: الجرأة".
وإن شئتَ التعرّفَ به وبمسلّماته، والغوص أكثرَ في كنْه شخصيّته، فها هو في أفكار وسطور:
"أَفتخر جدًّا بأصولي اللبنانية، على الرّغم من أنّ السّاسة عندنا وضعوا لبنانَ في مهبّ الرّيح".
"نفْسي لبنانية، ولا يسعني أنْ أتنصّل مِن نفسي".
"وجودي في الولايات المتحدة الأميركيّة، نَمّى شعوري بالإنتماء إلى وطني لبنان".
"لم أمارِس السياسةَ في لبنان، لكنّني أمارسُ أبدًا الفكر السياسي".
"لن يَبقى في الشرق إلا لبنان، دولة لا دينيّة".
"أنا أخشى على لبنان، إنْ لم نجعله بالفعل دولةً محايدة، وذلك بامتلاك سياسةٍ صحيحة. ففي العصرِ الحاضرِ تُضاهي مساحةُ الفكرِ مساحةَ الأرض".
"التّوارثُ السياسيُّ عندنا هو نتيجة التخلّف السياسي: وهذا مناقضٌ للديموقراطية".
"إنّ انتخاب رئيس للجمهورية، لن يُبدّلَ المشهدَ، ما لم يكن إصلاحٌ للنظام".
"وجوب النّظرة إلى المواطن، من خلال عطاءاته، لا مِن خلالِ مذهبه".
"الانتخابات النّيابية وفاقًا لقانونِ النسبيّة ضروريّةٌ، ولكن غير كافية، إذ مهمٌّ أيضًا النظر إلى مؤهّلات كلّ مرشّح".
"الخلل في الدولة هو وراء هِجرةِ الكفاءات".
"الخطر الأكبر على لبنان اليوم، أنّ اللبنانيين بلغوا قِمّةَ اليأس. وكما في الطبّ، كذا في الوطن، أدعو إلى التمرّد ضدّ اليأس".
"الدولةُ لا تُبنى بالخطب. وحدها الطبقةُ السياسيّةُ الجديدة المتعلّمةُ والمثقّفة، والتي ولاؤها للبنان فقط، تبني الدولة".
"عيادتي هي كنيستي، وصلاتي في عملي. كلّما شكرتُ الله على ما أعطاني، أكونُ في صلاة".
"لا أنبلَ مِن تخفيف آلام المريض، ووهبه امتدادَ العمر".
"ناديتُ عبر منبرِ الأممِ المتحدةِ بوجوب صونِ حقِّ الإنسان في الحياة. يعني الحقّ في صحة سليمة ومعافاة. لذا، طالبْتُ بتعديل في "الشِّرعة العالمية لحقوق الإنسان، بإدراج مادّة مستحدثة قوامُها أنّ حقّ الإنسان في الحياة يمرّ بحقّه في الصحّة".
"علاج المريض يتطلّب سلاحين: المعرفة العِلْميّة ثم المحبّة".
"أخذتُ المآثرَ التي في الغرب. لكنّ الغربَ لم يخلقني مِن جديد. فمداميك عظمةِ الإنسان هي: المحبّة والنّبل والشّهامة والكرامة والحنان والعاطفة. ومِن واجبِنا ألاّ نَسمحَ للتكنولوجيا بتدميرِ هذه المداميك".
"يُخيفني المستقبل لأن الأيام آخذةٌ في التّنازل عن معادلةِ "أنّ الإنسانَ قبل أي شيءٍ آخر". إذْ مِن دونِ الإنسانِ لا قيمةَ لأيّ شيء. وجريمةٌ أن نَسمحَ بتغلّب الآلةِ على الإنسانية".
"لكلّ نَفَقٍ نهايةٌ  مضيئةٌ بالرّجاءِ والأمل: على المريض ألاّ يعرفَ اليأس. والفشلُ لا يقتلنا، بل يقوّينا".
"والطبيبُ العظيم والنّاجحُ، هو مَن يُتْقنُ إخفاءَ "أناه"، لمصلحةِ المريض".
"الموتُ حقيقةٌ كما الولادة. هو مِن مستلزمات دورةِ الحياةِ الطبيعية. قد يُسهم العِلمُ في إطالةِ عمرِ الإنسان، ولكنْ مستحيل أنْ يَهزمَ الموتَ".
"لا يُرعبني الموتُ. ما يُرْعبُني حقًّا، أنْ أفقدَ كرامتي وعقلي وفكري، فلا أعود سيّدَ نفسي. أنا أتقبّلُ فكرةَ الموتِ لأني أعرفُ أنّه حقيقةٌ واقعة".
"لا أعرفُ ماذا بعد الموت. حياةُ الهناك في الماوراء، غيرُ هذه التي على الأرض".
"كلمتي الأخيرة على فراش الموت: أريدُ أنْ أشكرَ الخالق".
"إيماني بالمسيح، لم يأتِني وراثيًّا، بل كان نتيجة عِلمٍ ومعرفةٍ وقراءاتٍ وأبحاث".
"لقد نزلَ المسيحُ ليرتفعَ البشر".
"أُؤمنُ أنا بتاريخانيّة المسيح، وأُؤمنُ برسالته".
"المسيح هو الوحيدُ في الأديان الذي غَفَرَ لقاتليه، والذي دعانا إلى أنْ نُحبَّ حتى من لا يُحبّنا".
"لذا، فالمسيحيّةُ كونيّةُ الطّابع، لا تُلغي الآخرين. والمنتمون إلى غير المسيحيةٍ يَعرفون عظمة هذه الرسالة".
"علّمني الكتابُ المقدس: البساطة والتّواضع والغفران اللاّمتناهي".
"لا يُخيفُني مُشكّكٌ بالمسيح. فالشكُّ حقٌ له".
"أنا المسيحيّ المتعمّق، أنظرُ إلى المسلمِ كأخٍ لي. ففي الإسلام أشياء عظيمة".
"للمُلحد قناعاتُه. ما يهمُّني إيمانُ الإنسانِ بالله أو عدمه. ما يَهمُّني سلوكيّة هذا الإنسان، ومدى تجسّد إنسانيته".
"الملحدُ المتأنسنُ مع أخيه الإنسان، هو أفضلُ عندي مِن مؤمنٍ داعشيٍّ متوحّش".
"المسيح عندي هو الشّافي الأول".
"أعانقُ أنا كلَّ إنسانٍ، بيني وبينه أوجه شَبَه، بمعزلٍ عن الإنتماء الدّيني. فإيماني المسيحي، يَحثّني على محبّة كلّ الناس، وعلى محاورة كلّ الناس".
كلُّ دينٍ يحاولُ إلغاءَ دينٍ آخر، فيه خَلل".
"العقلُ البشريّ أكبرُ أعجوبةٍ صَنَعَها الله. ووحدَه الله صانعُ العجائب".
"فالطبيب يَدعمُ الحياةَ التي هي نعمةٌ مِن الله". وضعيفٌ كلّ طبيبٍ يَعتقدُ أنّه بات سيّدَ الحياةِ والموت".
"أُمارسُ الطبَّ ككاهنٍ في صومعتهِ".
"حتى المريض المجرم هو مقدّسٌ عندي".
"المعرفة القليلة خطرٌ على حاملها. وبالمعرفةِ المعمّقةِ، تَركعُ أنتَ أمامَ هيبةِ الله، إذ تُدرك أنك ذرّةٌ في عالمٍ لا ينتهي".
"مِن أمّي تَعلّمتُ ما يُضاهي العلمَ والمعرفة، تعلّمتُ المحبّة. وعالمُ اليوم يفتقر إلى المحبة. وهذا هو بعينه الخطر على الإنسانية".
"تَرفضُ المحبّةُ دخولَ الكومبيوتر. فبزوال المحبة، يزول الإنسان. أهم من المعرفة هي المحبة. وتَفقدُ كلُّ معرفةٍ قيمتها حين تنزلُ مِن غيرِ المحبة، تمامًا كما يسقط كلُّ علمٍ لا يتواضعُ أمام الله والعالم والإنسان".
"الطبُّ رَهْبنةٌ وليس وظيفة".
"حجارةُ بيتِنا في بطرّام ترشحُ محبّة".
"الحربُ قائمةٌ بيني وبين كلّ الفلسفات المادّية التي تُشيّء الإنسان".
"أومنُ أنا بفلسفة المحبة والحوار والعقل. أؤمن بحضارةِ المعرفة، وأقاوم أنا كلّ فلسفةٍ تدعو إلى الكراهية والقتل والتقاتل".
"أغفرُ أنا كلَّ الأخطاء، ما عدا خطيئة انتماء اللبناني إلى غير لبنان".
"السياسيون هم نكبة لبنان، وليس التعدّدية الطوائفية".
"ثالوثُ السماءِ: الآب والابنُ والروحُ القدس، وثالوثُ لبنانَ: الحريةُ والتعدّديةُ الحضارية والدّيموقراطية".
"الحياة السياسية في لبنان مهترئة، والوضعُ السياسي مُذلُ".
"يسير الساسةُ عكسَ إرادةِ الشعب، واستسلامُ اللبناني اليومَ، أكبر خطرٍ على لبنان".
"السّاسةُ في لبنان لا يُريدون رفعَه من القعر. كلُّ زعيم هو الدّولة. وهو مستزلمٌ لدولةٍ في الخارج على حساب لبنان".
"أؤمنُ أنا بثورةِ الفكر، لا بثورةِ النار والسّلاح".
"خلاصُ لبنانَ في مجتمع مدنيٍّ يَستلمُ الزّمام، يُغيّرُ الطّاقمَ السياسي، يُقيمُ الفصلَ بين الدين والدّولة، وصولاً إلى الدولة المدنيّة".
"السياسيون عندنا خطِفوا الدّينَ واستعملوه أداةً سياسيّة. وكلُّ تطرفٍ في الدين، باسم الدين، هو ضدّ الدّين نفسه".
"الدّويلاتُ الطائفية، لا يناسبُها بناءُ وطنٍ للجميع، يكونُ فيه المواطنُ متساويًا في الحقوق والواجبات".
"الشّعبُ اللبناني مِن أهمّ شعوب العالمَ، لكنّه يحتاج إلى تربية سياسيّة".
"مشكلتي مع المثقف، أنه لا يلتزمُ قضايا شعبه".
"أَدعو إلى وجوبِ تفعيل دور المنتشرين، وإلى وقفِ هدْرِ عَظَمةِ لبنان. وأدعو المجتمعَ المدنيَّ في لبنانَ إلى ثورةٍ بيضاء".
"مطلوبٌ أنْ تَحترمَ دولتي نفسها، وتَمنعَ كلَّ حزبٍ لا يؤمن باستقلالية لبنانَ ونهائيته. فهذه هرطقة إيديولوجية وسياسية في لبنان".
...

فيليب سالم،
يا نبيًّا لم يتفرّغْ لتكريمه لبنانُنا الرسمي.
بآرائك السّديدة، بمواقفك الحكيمة، بقلبك الممتلئ فقط بالمحبة، إقتحمتَ التّاريخَ وقلوبَ كلِّ عارفيك وقادريك ومحبّيك. 
نحن أقمْنا لكَ مذابحَ التكريم. ما إلاّ بك، وبأمثالك، تَليقُ قيادةُ سفينةِ الوطن.
أنتَ المعرفة. أنتَ الوفاءُ وأنت الضمير. أنتَ الولاءُ، والإنتماءُ أنت. 
نُحبُّك نحن. وعلى خطاك القويمةِ سائرون.
ما أعظمك يومَ قلتَ: "لو لم يكن لبنانُ وطني، لما عرفتُ مَن أنا".
ما انبلك يوم قلتَ: "طموحي أنْ أرى لبنانَ خارجَ قبرِه، قبلَ أن أموت أنا".
مَن كان كمثلك، لن يُدركه موتٌ. بكَ وبأمثالك، سيدحرجُ لبنانُ الحجر.
في عقولنا أنت، في قلوبنا والضمائر.
أمدَّ الله بعمرِك،
يا مَن تَدين لكَ الحضارةُ الإنسانيةُ العلمية،
في كلّ آنٍ، في كلّ أين.

*نص مقدّمة كتاب "المعرفة تقودك الى اللّه" الصادر عن "مكتب إعلام الشّرق الأوسط" العام 2020
*الدكتور الياس الحاج: أستاذ الفلسفة في الجامعة اللبنانية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق