الجوّالُ/ د. عدنان الظاهر

1 ـ جوَالاً طبّقتُ الآفاقا
أبحثُ عن رُكنٍ ناءِ يؤيني
يسقيني ماءَ العًنْبرِ عَذْباً حُرّا
سَفرٌ طالَ وحوّلَ شاراتِ ممرّاتِ الأنهارِ
أطفأَ في بئرٍ نارا
كانتْ تتوهّجُ قنديلا
خطّطَ أنْ يسمعَ صوتَ الجاني
يُصغي لهبوطِ الهيبةِ في جُنْحِ الليلِ
ومَقامِ شموخِ طلوعِ الفجرِ
أنْ يغدو أُفُقاً توّاقاً للشوقِ
يحملُ سِرّاً رمزيّاً جِدّا
يتأبّطُ أخيارَ الأخبارِ
يتحرّرُ من رِقِّ الأعراقِ
يخلطُ ما بينَ الجارةِ قولاً والجارِ
هذا ما أحصى إذْ وصّى
هزَّ الرأسَ ونالَ مَراماً عفويّا
يبتزُّ الغافي والماشي ليلا
والحاملَ في الصُرّةِ أوراقَ التسفيرِ
هذي دُنياكَ فلا تَقْهرْ عَبْداً أو تنهرْ
شَمّرْ قامرْ لا تتقهقرْ
الدقّةُ في الساعةِ أحرى أنْ تُعفى
لا تحسبْ للعبءِ الساقطِ وَزْنا
أحببْ مَنْ شئتَ مَدينُتَكَ الأوُلى أوْلى
الملعبُ خَزّانُ أمانِ الأخوانِ 
حَرّاً قَرّا
جرِّبْ أنْ تركبَ حَظّا 
حتّى تنهارَ جفونُ الخمْرةِ في عينِ الليلِ كؤوسا
جَهِّزْ خيلَ الحفلِ
حوذيُّ السهرةِ يحملُ سوْطا ...
2 ـ إسعِفْ جاركَ لا جاري هذا
بالشافي من طبِّ العطّارِ المُختارِ
عاِلجْ شَفَةً ظمأى
روحُكَ تصميمُ الملأِ الأعلى
علّقْ ما لا يَعنيكَ وحلِّقْ للبعدِ الأقصى
تلقَ المخزونَ الصافي
لَهَباً يتوهّجُ شدّاً جّذْبا
العَبَقُ الأنقى طَلْقٌ يستوفي المدّا
خَفِفْ عِبَئكَ لا تلزمْ حَدّا
كلِّمها ـ لا ترفعْ صوتاً ـ هَمْسا
ضعْ صَدرَ الشَبَقِ المُستشري عَبْدا
داعِبْ أوتارَ ملامِحها صوتاً صوتا
سيُفاجئكَ الكنزُ المخبوءُ ينوءُ بأثقالٍ شتّى
هَدئْ تسكينَ مجسّاتِ العَصبِ الأقوى تسخينا
إذْ تنوي أنْ تُدلي في بئرٍ حبلا
أو تُعلي سَقْفَ الطاقةِ للأعلى .
3 ـ القاصي يخنقُ أنفاسي
دقَّ البابَ ونادى ليلا
يا ماسكَ أقفاصِ التغريدِ سلاما
خفّفْ إحكامَ ولوجِ الشمعةِ في حقلِ مدارِ النارِ
جسَدٌ يغلي يستلقي يغلي
ينفثُ جبّاراً جَمْرا.   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق