دراسة نقدية عن العلاقة بين الأحلام والسينما/ الدكتور حمدى حمودة

دور الحلم فى السينما ، العلاقة بين الحلم والسرد الروائى
الرقيب فى الحلم والسينمااااااااا والصحافة
                                                        
مقدمـــــــــــــــــة
الربط بين الأحلام والسينما

نتحدث أولا عن الحلم قبل أن نضعه فى مقارنة مع فن أو صناعة السينما ، فاذا ما كان الحلم ظاهريا أو باطنيا ، واقعيا دون تحريف أو تخيل لعناصره كما هو عند الأطفال ، أو الأحلام عند الكبار المحرمة أو المشمولة ببعض تخيلات أصحابها عند استرجاعها ، أو حذف بعض عناصرها التى يجدون فيها خزى وعار عند سردها ، مما يجعل الحلم يخرج عن الواقع ويصبح فى شكل أكثر تخيلا عن واقعه الباطنى .
الحلم اذن هو بناء نفسى ذو معنى ، يمكن الربط بينه وبين شاغل اليقظة فى موضع معلوم ، هذا التعريف البسيط للحلم قد جاء به سيجموند فرويد فى كتابه تفسير الأحلام والذى كان يعتمد فيه على التنويم المغناطيسى فى تحليل الأحلام وتفسيرها .
أما تعريف أرسطو للحلم وهو أول من فصل وعرف (بوضع شدة على ال ص وعلى ال ر) الحلم بطريقة علمية بعد ان كان السابقين عليه يعتبرونه نوع من الخرافة ، وله علاقة بعالم الكائنات فوق الأنسانية ، حيث كانوا يؤمنون بوجودها ، وأن الأحلام تحمل كواشف عند الآلهة والجن ، لذلك كانوا يلجأون الى العرافة وأهل الدجل لتفسير أحلامهم التى كانوا يعتقدون فى أنها تأتى لتنبئهم عن الغيب .
لكن أرسطو استبعد هذا الفهم ووضع منهج علمى لتصحيح نظرية الأحلام التى أعترف بأنها لاتصدر الا عن طبيعة النفس البشرية ، فالحلم هو الذى يجسد ما يعرض أثناء النوم من المنبهات . ويذكر جرويه 1906 عن فالربيوس وأرتيمدروس تسمية للأحلام شبيهة بهذه ، اذ يقول ( كانت الأحلام تقسم طبقتين ) فأما الأولى فيقال انها تأثرت بالحاضر أو الماضى ولكنها خالية عن الدلالة على المستقبل وكانت تشمل المنامات التى تصورها مثل الكاميرا أو ضدها كالجوع أو الأشباع تصويرا مباشرا ، ثم الخيالات التى تضخم الفكرة تضخيما مغرقا فى الخيال مثل الكابوس، اما الطبقة الأخرى فكان يقال على العكس أنها تحدد المستقبل .                            1- كانت تشمل النبوأة المباشرة التى يسمعها المرء فى الحلم                                           
2- الرؤية تسبق الى حدث مستقبلى                                                                       
3- الحلم الرمزى الذى يحتاج الى تأويل ، ولقد دامت هذه النظرية قرونا طويلة 
ومن وراء ذلك يمكننا المقارنة أو المقابلة بين الحلم وبين فن وصناعة السينما بعد ان وضحنا بالقدر القليل من تعريفات كل من فرويد وأرسطو وغيرهم والسابقين عليهم مفهوم الحلم الذى سنتحدث فيما بعد عنه باستفاضة عن خصائصه ودوافعه .
فالسينما عند تعريفها أو وضع مدلول لها ، يمكننا أن نقول بأنها الرؤية الظاهرة عن فكرة كانت قد تكونت وتجسدت فى النفس البشرية لأى انسان قادر على اخراجها بالشكل الذى تحتل عنده الفكرة بداخله ، فهناك الملاين من البشر الذين يملكون هذه الأفكار ولكنهم غير قادرين على اخراجها أو استرجاعها من دواخلهم ، فاذا ما استطاع شخص ما على استرجاع هذه الفكرة فى شكل رواية كما يروى الحلم لدى صاحبه دون تحريف ليشمل فكرة واقعية تعايش معها هذا الشخص داخل نفسه فترة من الزمن ، يمكنه ان يجسدها فى شكل فيلم روائى بعد أن يقوم الآخر على تحريك هذه الشخصيات بالأفكار المنوطة لهم باخراجها لمشاهدته على الواقع ، وهذا ما يقابل الأحلام الواقعية التى يخرجها أصحابها دون تزيف أو تجريف أو اسناد شيئ لها من الخيال . 
لكن عندما يقوم صاحب الحلم بتحريفه أو تزويره أو تصويره بالخيال فهو يكون بذلك شمل بعضا من الواقع مزودا بالخيال لحبك الرواية ، وهذا مانجده عند كثير من الأشخاص القادرين كما قلنا غلى القيام بتجسيد أفكارهم واخراجها من دواخلهم البشرية ودمجها بالخيال لتأليف الرواية التى تسند الى الشخص المناسب الذى يمكنه القيام باخراجها على الشاشة المرئية . 
وكما هو معروف لدى الحالمين أو بالأحلام من وجود رقيب عليها وكثيرا ما يعتريها الرمز عند استرجاعها أمام الطبيب أو الآخرين، والرواية السينمائية تشمل كل هذه العناصر التى يشتمل عليها الحلم ومكوناته من رقابة ورمز وخيال.. الخ والتى سنتعرض لكل منها بالتفصيل فى هذا البحث .

العلاقة بين الحلم والسينما

أولا: علاقة الحلم بحياة اليقظة ومثيلتها فى السينما
كثير من كتاب القرن السابع عشر ، كانوا يعتقدون بأن الحلم ليس له علاقة بواقعنا المعايش ، فنحن نجهد أنفسنا ونشقى ونتألم طوال النهار ويأتى الحلم للشخص مخالفا تماما عما كان يتعايش معه فى يقظته ، وظل هذا الفكر سائدا عند كل من يورداخ 1838 وفيخته 1864 الى ثبت عند الغالبية العظمى من الكتاب بعكس ما قال به سابقيهم مثال هافتر 1887 الذى قال ان أول شيئ - أن الحلم يتابع حياة اليقظة ، حيث أن أحلامنا تتصل دائما بالأفكار التى كانت تشغل الشعور قبيل وقوعها ، وأن هناك خيطا رفيعا يصل الحلم يخبرات اليوم السابق لمن دقق تدقيقا ملوحظا فى ذلك .          
ثم جاء فيجانت 1893 ليقول أن الحلم يعود الى مألوف الحياة بدل أن يخلصنا منه، ويصوغ موريه 1878 أننا نحلم بما رأيناه أو رغبنا فيه أو ما حققناه ، أما يسن يقول فى كتابه ( فى علم النفس ) 1805 ان محتوى الحلم تحدده دائما شخصية الحالم الفردية وعمره ونوعه ووظيفته ومستوى تعليمه واسلوبه المألوف فى الحياة وما اشتملته حياته السابقة جميعها من التجارب والأحداث ، ما قال به يسن هذا يعتبر أقرب شيئ بالفعل لو قارناه بالشخص الذى يجد فى أعماقه الباطنية فكرة يصوغها فى شكل رواية يمكنه أن يسترجعها من بين طيات نفسه سواء نقلها نقلا حرفيا دون تحريف او تزويد أو خيال ، أو سواء وضع عند استرجاعها شيئا من خياله ، وزاد فيها لتتمشى مع المشاهد أو المستمع .
لذلك يأتى هذا العمل من هذا الشخص تبعا لعمره ووظيفته وخبرته ونوعه وتعليمه ومستواه الأجتماعى واسلوبه المتميز عن غيره من أمثال القادرين على صياغة أفكارهم واخراجها من دواخلهم بما يتفق مع ميولهم وثقافتهم .فاذا كان الحلم هو ما يراه النائم فى منامه عن كل ما كان يتمناه وهو يقظا ، فلابد وبالضرورة أن يكون هذا مشابها تماما للشخص الذى يصور لنفسه قصة تشغله ليلا ونهارا ويستطرد التفكير فى حبك أفكارها وعناصرها لكى تكون واقعا مؤلوفا ، فيعمل جاهدا باخراجها من بواطن نفسه بعد صياغتها بالأسلوب الذى يتمشى مع تعليمه ونوعه وعمره وثقافته ، لتتناولها الشاشة مجسدة اياها بالصياغة الفنية التى تناولها المخرج المكلف بأن يترجم لنا ترجمة فعلية واقعية عما ظل يحلم به صاحب هذه الفكرة الى أن صاغها بهذا الشكل الذى به تمكنا من مشاهدتها بالشكل المرئ على الشاشة .
لنستمع الى رأى الفيلسوف ( ى. ماس 1805 ) الذى يقول قولا بليغا فى هذا الصدد يتمشى مع الحلم أو الشخص الذى يخرج الحلم وكذلك الشخص الذى يخرج الرواية للسينما ، يقول ( تؤيد الخبرة بما نذهب اليه من اننا نحلم فى معظم الأحايين بالأمور التى يتجه اليها أشد انفعالاتنا ، وبذلك تكون انفعالاتنا لها تأثير فى أحداث أحلامنا – فهل هناك شك فى أن انفعالات الشخص المبدع ليست السبب فى اخلااج أو تدوين ما يتكالب من أفكار الشخص بدواخله والتى يمكن ان تكون مكبوتة باللاشعور ويمكنه استرجاعها على أوراقه لينسج منها شكل الرواية التى يقوم بتشخيصها عدد من الشخصيات التى تخيلها أثناء غرضها المرئى على الشاشة .
يقول ماس ان كل الرغبات الحسية ، وحركات النفور الغافية فى القلوب ، ستطيعه – اذا حركها محرك ، فتثير حلما ينبعث من الأفكار المرتبطة بها ، أو أن تجعل هذه الأفكار تدخل فى حلم دائر بالفعل .
اذن عندما تثار الأفكار داخل النفس البشرية لحالم أو لراوى فانها تتداخل فى شكل حلم للنائم أو شكل رواية لليقظ الحالم لفكرة يتمنى تحقيقها بالشكل الملموس ، وبذلك تكون أحلام الأشخاص هى تحقيق رغبات وأمنيات كل ما يتمنوه أن يتحقق وهم فى يقظتهم تماما ، ذلك مثل الأشخاص الذين يحلمون بتحقيق رغباتهم لأفكار تعتصرهم من الداخل لأخراجها فى شكلها الواقعى .
ثانيا: الرقابة فى الأحلام ومثيلتها فى الصحافة والسينما 
ان تحريف الحلم هو مايجعله يبدو لنا غريبا غير مفهوم ، وهناك أشياء أخرى يجب أن نعرفها عن هذا الموضوع .
أولا: مصدر التحريف أو ديناميكيته                                                                      
ثانيا: وظيفة التحريف                                                                                     
ثالثا: كيف يؤدى هذه الوظيفة 
يمكننا القول أن التحريف هو نتيجة عملية اخراج الحلم ، وسوف نقوم بوصف هذه العملية بعد أن نستمع لهذا الحلم الذى سجلته الدكتورة هليموت فى دوائر التحليل النفسى عن سيدة متقدمة فى العمر ذى ثقافة عالية وموضع تقدير عظيم حيث أنها رفضت تأويل الحلم وحكمت عليه وأدانته .         
الحلم يروى أن هذه السيدة التى بلغت من العمر الخمسين ولا يشغلها شاغل فى الدنيا الا ابنها ،  يدور حلمها حول ( ادارة شئون الحب أثناء الحرب ) ذهبت السيدة الى المستشفى العسكرى رقم 1 وقالت للحارس المناوب على البوابة ، ان عليها أن تراجع كبير الأطباء لأنها تريد ان تهب نفسها للخدمة بالمستشفى ، وقد ظهر للجندى بأنها تؤكد كلمة خدمة وتشد عليها بحيث أنه أدرك انها تتكلم عن الخدمة فى ادارة شئون الحب فتركها تدخل وهو متردد ، لكنها بدلا أن تبحث عن كبير الأطباء كما زعمت ، دلفت الى حجرة واسعة مظلمة كان بها نفر من الأطباء وضباط من الجيش يجلسون حول مائدة طويلة ، ثم اتجهت نجو اركان حرب وأخبرته باقتراحها بأنها تريد أو ترغب هى وبعض سيدات من داخل منظمة فى ( فيينا ) وفتياتها المحترمات أن يقمن بالترفيه عن الجنود أثناء الحرب لتجنبهم الأتصال بالساقطات من النساء ، وسرعان ما فهم ما تريده ، وما كادت السيدة الحالمة أن تنتهى من هذه العبارة التى قالتها لأركان حرب الا وسمعت فى نومها " دمدمة ولغط " وعندما نظرت فى وجوه الحاضرين المرتبكة لكونهم فطنوا جميعا لما تريده السيدة ، شعرت بأنهم فى حالة من الدهشة لما يسمعوه من امرأة فى هذا العمر ، فاستطردت تقول ، أنا أعرف أن عزمنا هذا يبدوا مستهجنا وغريبا ، لكنا نحمله محمل الجد ، وبعدها حدث صمت شديد عدة دقائق ، ثم بعدها لفها الطبيب بزراعه وقال افرضى ياسيدتى أن الأمر قد انتهى الى هذا الحد فعلا .. اذا .." تسمع دمدمة ولغط " فانتزعت نفسها من زراعه وقالت لنفسها " الرجال جميعا سواء " ثم أجابت ، رباه انى امرأة مسنة وقد لايتاح لى البتة أن أكون فى هذه الحال فثم شرط يجب أن يلاحظ – ذلك ان العمر يجب أن يحسب له حساب بحيث أن سيدة عجوز وشابا يافعا قد يسمح لهما أن " دمدمة ولغط " انه أمرا فظيعا ، .. فقال طبيب أركان حرب ، انى أفهمك حق الفهم ، ثم طلبت السيدة منه ان يرشدها الى كبير الأطباء فهى تعرفه ، لكى يضع الأمور فى نصابها – فأشار لها طبيب أركان حرب الى سلم حديدى ضيق لولبى يسلم الى الطوابق العليا ، قائلا لها أن كبير الأطباء قى الدور الثانى .. وبينما تصعد السلم سمعت ضابطا يقول ( ياله من تصميم هائل ، صغيرة كانت أم كبيرة كل أحترامى لهذه السيدة ) فمضت صاعدة على درج لانهاية له يدفعها شعور بأنها تؤدى واجبا عليها .
هذا الحلم فى شكله المطرد يصلح لأن يكون مادة جيدة لفيلم سينمائى، فهو يمثل سرد متواصل لرواية محبكة بشدة لها بداية ونهاية وفيها العقدة المطلوب حلا لها ، ولكن مايهمنا فى هذه القصة أو الحلم الذى تردد على السيدة أكثر من مرة ، هو التوقف عند فقرات حلت محلها " دمدمة ولغط " هذه الفقرات التى حدث فيها التوقف والأنقطاع أحدثت كثيرا من الفجوات ليس فى تذكره واسترجاعه بل فى مضمونه ومحتواه ، فعندما تحدث الفجوات ينقطع حديث السيدة ويحل محله " دمدمة ولغط " حيث أن أجزاء الحديث التى تسبق اللغط مباشرة بها حاجة لابد ان تستكمل .         
من هنا يمكننا الخروج بفكرة مضمونها أن السيدة مستعدة أن تهب نفسها عندما يدعوها الواجب لأرضاء الحجات الجنسية لدى الجنود والضباط  دون النظر الى رتبهم . وليس من شك أن هذا امر فظيع ومخذى ، بل أنه نموذج لخيال شبقى فاضح ، غير أن الحلم لايفصح عن ذلك ولا يقول عنه شيئا ، بيد ان هذه اللحظات التى يجب أن تظهر فيها الملابسات ، تبدوا فى الحلم الظاهر لغط مبهم ، وكأن الأعتراف قد أستبدل به لغط ، بمعنى أن شيئ بواسطته أحدث نوع من القمع ، هذا القمع ما يسمى بالرقابة أو الرقيب الذى جعل الفقرات المحزوفة غير مستكملة وغير واضحة ، وهذا ما يحدث بالفعل مثله فى الصحافة او السينما أو فى بعض الروايات التى تم نشرها بعد ان حذف الرقيب ما يراه يتنافى مع الأخلاق أو العقيدة أو السياسة ، ويتم ذلك أيضا فى الصحافة حيث يفعل الرقيب ببعض مقالات الكتاب التى يقوم بحذف ما يراه غير متمشيا مع سياسة الجريدة التابعة لسلطة الدولة وهذا ماحدث تماما مع رقيب السيدة التى تروى الحلم ( الأنا الأعلى ) الذى يمثل الرقابة والذى من خلاله لم تستطيع السيدة أن تعلق على الأشياء الغامضة أو المقززة ليحل محلها "دمدمة ولغط" ومثلما هو فى الحلم والصحافة والرواية ، هناك أيضا رقابة على الفيلم السينمائى ، فنجد هناك بعض المشاهد التى يقوم بحذفها الرقيب ليسلم من اثارة رجال الدين أو الحكومة ، كذلك بعض المقاطع الحوارية التى يضع يده عليها الرقيب اذا كانت فاضحة أو سياسية ، وللأسف أن هذه اللقطات أو الفقرات الحوارية أو الجمل فى المقالة المحذوفة تعتبر هى "زبدة" الأفكار التى يريد بها المؤلف أو المبدع أن يرقى بها لقمة الحدث ، الا ان الرقيب يأتى ليضع أصابعه عليها فيأتى العمل وكأنه به خلل فى مواضع غير مكتملة .
لكن ماذا لو ان الكاتب او المبدع للمقالة او الرواية أو الحلم السردى ، ماذا لو أراد ألا يضع الرقيب أصابعه على عمله .؟ هنا يكون من الواجب عليه أن يقوم باحلال الفقرات أو المقاطع أو الكلمات التى يراها بخبرته وتجاربه يرصدها الرقيب ، يقوم بابدالها وذلك باعادة صياغتها بضرب من الأشارة أو التلميح عن ما يريد ان يطرحه من أفكار – لكن المشاهد للفيلم يلاحظ أن المبدع هنا أخذ على نفسه اللف والدوران ليوصل له الفكرة التى كانت تجول فى خاطره . 
من هنا نستطيع ان نقول أن العبارات التى تم حذفها أو موه عليها اللفظ فى حلم السيدة ، كانت ضحية رقابة من نوع ما ، وهى رقابة الأحلام ، وهذا يحدث عندما يصيب الحلم تشويه وتحريف ، فكلما حدثت فى الحلم فجوات وثغرات ، عرفنا أن الرقابة هى المسئولة عن ذلك ، أو حتى اذا التقينا فى الحلم بعنصر شاحب ملتبس غير محدد وسط عناصر تفوقه وضوحا وتحديدا – فهذا شاهد على أثر الرقابة ، وهناك ثلاثة دروب من الرقابة فى الحلم هى :                                             
1- الدمدمة واللغط                                                                                          
2- التلميح والأشارة                                                                                        
3- ازاحة مركز الأهتمام 
هذا الدرب الثالث لايوجد فى السينما أو الصحافة ، ولكنه من الوسائل الرئيسة التى تحرف بها الأحلام ، وهى التى تجعل الحلم فيه بعض الغرابة لدرجة ان صاحبه يشك فى انها ليست وليدة عقله هو ، وبذلك يكون الحذف والتحوير ، واعادة تنظيم العناصر ، هى الأسباب التى تترتب على عملية الرقابة والوسائل التى تستخدم لتحريف الأحلام وتشويهها ، 
هذا يتشابه كلية مع الفيلم السينمائى عندما تضع الرقابة أصايعها عليه ، فيتم تحويره وتحريفه ليشوه بعض المشاهد فى عين المتلقى ، ومن هنا يمكننا أن نستخلص بأن هناك نوعين من النزعات هما : 
1- النزعات التى تفرض الرقابة                                                                           
2-النزعات التى تفرض عليها الرقابة                                                                     
أما عن النزعات التى تفرض الرقابة ، فتلك التى يرضى عنها النائم ويصادق عليها وهو فى حالة اليقظة والتى يشعر بأنه على وفاق ووئام معها .                                                         
أما عن النزعات التى تفرض عليها الرقابة فهى نزعات مستنكرة تتنافر مع وجهة نظرنا الأخلاقية والجمالية والأجتماعية وأشياء لانجرؤ على التفكير فيها ، وهى كذلك النزعات التى تحرف من الأحلام ، فهى تعد مظاهر لأنانية مستترة لا حد لها ، فلا يوجد حلم لايظهر فيه ( الأنا ) للحالم ولايقوم فيه بالدور الرئيس ، فاذا ما تحللنا
 من قيد أخلاقى امتثل لمطالب الغريزة الجنسية وهى التى تتعارض مع قواعد الأخلاق كلها ، عند ذلك تنطلق الشهوة ( اللبيدو ) وهو النزوع الى التماس اللذة .
لذلك نقول ان الشخص المبدع اذا ترك العنان لأناه دون أن يجعل الأنا الأعلى ( الرقيب ) مسلطا عليه ليحد من كبواته وشهواته ، لظهر العمل فى مواضع كثيرة وقد نزعت منه مناطق الجمال والأخلاق التى تتمشى مع الأعراف والعقيدة والعادات المحمودة وأصبح لابد من الرقيب الذى يجور ويشوه من جماليات العمل الذى ترك العنان فيه لأناه .
ومن امثلة هذه الأعمال أو الأمنيات التى تأتى من الأحلام أو يحلم بها الشخص المبدع عندما تجسد روايته على الشاشة ، فانه ليس من الممكن أن يسمح لأى رجل أن يشتهى أمه أو أخته أو أن المرأة تشتهى أباها أو أخاها أو ابنها ، لذلك كان حلم السيدة ذى الخمسين يتضمن حلمها اشتهائها لأبنها ، ولذا كانت لاتريد تأويل الحلم بواسطة الطبيبة ايفون لأنها كانت تعلم فحواه جيدا وكانت تستبعد ذلك وتستنكره – وقام الرقيب أثناء الحلم باحلال " دمدمة ولغط " فى الأماكن التى لم تستطيع فيه السرد.
وهناك نماذج اخرى مثل الرغبة فى الأنتقام وتمنى الموت لأشخاص هم أعز شيئ لدينا كالأبوين والأخوة والزوج والزوجة ... الخ وهذا ما كشفت عنه بعض الروايات فى السينما وجسدته ( زوج يخطط لقتل زوجته ليتزوج من أخرى – ابن يخطط لموت أبيه لكى يرثه – زوجة تتخلص من زوجها لكى تفوز بوثيقة التأمين على الحياة بملاين الدولارات أو العكس ) كل هذه نماذج جسدتها وصورتها السينما وطرحتها للمشاهدين ، وهى اذا عبرت فانما تعبر مكنون النفس البشرية المخزونة فى اللاشعور والتى تمثل عن حاملها عقد نفسية وجب اخراجها قبل أن يصاب بالجنون .
بذلك يمكننا القول بأن السينما ( المخيلة ) تتقارب تماما مع مخيلة النفس أو ال ( هى ) فهى مرآة لما فى الداخل أثناء النوم يصور ويخرج فى اليقظة فى شكل رواية كبرت أو صغرت ، هذه الرواية مثلها مثل الفكرة الدائرة فى نفس الكائن التى يتم حبكها فى الشكل المرئى أمام المشاهد المتلقى للعمل بعد تصويره فى المكان والزمان الذى يحدده الراوى أو الكاتب أو الحالم كما لو كان حلما عايشه بكل مشاعره وأحاسيسه منذ اللحظة الأولى لولادته .
ثالثا: الرمز فى الأحلام والسينما
سوف نطلق مسمى على العلاقة الثابتة بين عنصر الحلم وترجمته أو تأويله ، سنسميها بالعلاقة الرمزية ، اما عنصر الحلم نفسه يرمز للفكرة اللاشعورية فى الحلم ، ولقد تعرضنا سابقا أثناء الحديث عن الرقابة لثلاثة انواع من العلاقات هم ، استبدال الجزء بالكل ، والتلميح ، والتصوير المجازى ، وهناك علاقة رابعة لم نتعرض لها سابقا ، هى العلاقة الرمزية التى نحن بصددها الآن حيث أن هذه العلاقة ربما كانت أظهر الفصول وأكثرها استدعاءا للنظر فى نظرية الأحلام والسينما نقول أن العلاقة بين الرمز والفكرة المرموزة ، علاقة ثابتة لاتتغير ، اى ان الفكرة ترجمة للرمز ، فالرمزية اذن تحقق الى حد ما المثل الأعلى للتأويل الشعبى للأحلام ، وما هو أدعى للغرابة هو ان نذكر شيئين هامين فى هذا الموضوع .                                                                    
1- أن الرمزية ليست وقفا على الأحلام وحدها وليست خاصة مقصورة عليها دون غيرها .         
2- أن الرمزية فى الأحلام ليست من كشوف التحليل النفسى والذى أتانا بذلك فى العصر الحديث فى أبحاثه و كشوفاته هو الفيلسوف شرنر 1861 ، وبعد ان جاء التحليل النفسى عزز ذلك وأيده .  ولنضرب بعض الأمثلة عن الرمزية فى الحلام وتطابقها بعد ذلك على المخيلة أى السينما ، ولكن قبل ذلك علينا أن نحدد فكرتنا عن الرمز تحديدا واضحا لأنها تلتبس بفكرتى ( الأبدال والتصوير ) وربما تقترب جدا من فكرة التلميح قربا كبيرا . 
هاهى طائفة من الرموز تكون المقارنة التى تقوم عليها وافرة جلية ، غير أن هناك رموزا أخرى تحتاج الى البحث والتدقيق لمعرفة العامل المشترك او الجامع فى هذه المقارنة المفترضة . ان عدد الأشياء التى تصور فى الأحلام تصويرا رمزيا ليست بكثير ، منها جسم الأنسان فى جملته ، والأموات ، والأطفال والأخوة والخوات والولادة والموت والعرى والأعضاء التناسلية .
والتصوير النوذجى الوحيد أى المطرد لجسم الأنسان فى جملته هو ( المنزل ) هذا ماقاله الفيلسوف شرنر من قبل ، فكثيرا مايرى النائم نفسه يهبط من واجهة منزل وقد لبسه شعورا سارا لذيذا ، او شعور بالرعب والفزع ، فاذا كانت جدران المنزل ملساء فانه يعنى بذلك فى تاويله انه رجلا ، وان كانت تعترضها نتوءات وشرفات بارزة يمكن المساك بها فالمنزل هنا يرمز للمرأة ، أما الأبوان فيبدوان فى الأحلام فى صورة ملك وملكة وامبراطور وامبراطورة أو غيرها من الشخصيات الفخمة أو العتيدة ، أما الأطفال والأخوة فهو يرمز لها بالحيوانات الصغيرة أو الديدان ، والولادة يصورها الحلم دائما بالأشارة الى الماء – فيرى النائم انه يلقى بنفسه فى الماء ، أو انه يخرج منه –أو ينتزع شخصا من الماء ، او ان أحدا يتفقده فى الماء ، وفى هذا رمز للعلاقة بين الأم والطفل ، وعندما يرمز الحلم الى الموت المرتقب فان الحالم يجد نفسه على أهبة رحلة أو على سفر فى قطار اما العرى فيرمز له بملابس وبزات رسمية .
من ةهذا نرى ان الحد الفاصل بين التصوير الرمزى وبين التصوير بالأشارة والتلميح يميل أن يتلاشى فى هذه الحالات ، فما هى العلاقة اذن بين الرمز فى الأحلام وبين الرمز فى السينما .؟ أليست هناك صلة وثيقة بين كل منهما .؟ ألم نرى فى كثير من الأفلام السينمائية وخاصة فى المشاهد التى يصور فيها المخرج بعض الأجزاء الجنسية أو الولادة او الغتصاب أو الزواج بأن يرمز لها بأشياء بديلة تنم عن مدلولها الحقيقى الذى يقصده الكاتب بالفعل ، والرمز فى السينما كثير جدا يبتكره أو يتعارف عليه المخرجين حتى يكون الوقع على المشاهد وقعا خفيفا دون جرح أو بدون تستر أو وازع أخلاقى يتنافى مع العقائد ، كذلك يكثر الرمز فى الأفلام السياسية حتى يتجنب المؤلف الوقوع فى المسئولية أمام الحكومات .
اذن فالرمز او التصوير بالتلميح يؤدى هدفا كبيرا فى الأعمال السينمائية وخاصة فى المشاهد التى تتعارض مع العقائد السماوية حيث يؤاخذ عليها المؤلف والمخرج من قبل السلطات الدينية سواء كانت اسلامية أو غير ذلك ، نعود مرة أخرى الى الأحلام والرمز بها –فلقد قلنا آنفا ان جسم الأنسان غالبا ميرمز له بالمنزل ، فاذا بسطنا هذا التصوير الرمزى ، كانت النوافذ والأبواب والبوابات عبارة عن اشارات الى مداخل تجاويف الجسم ، أما وجهات المنازل اما تكون ملساء واما تكون ذات شرفات وطنف يمكن الأمساك بها والأرتكاز عليها ، ومن امثلة الأدوات التى تستخدم فى أنواع مختلفة من الأعمال – المحراث وزهرة الزنبق المسماه بالفرنسية ذات الشعب الثلاثة وكذلك بعض الحيوانات والطيور ، ولاشك ان الطبيعة زاخرة بالكثير من الأشياء التى ترمز الى الأعضاء التناسلية الذكورية والأنثوية والتى يستعين بها المخرجين استعانة كاملة أثناء أمالهم السينمائية لتحل محل أى عملية ( الأحلال ) وتكون واضحة ومرموز لها فى بعض المشاهد الجنسية بين الجنسين أو أثناء ولادة الأم أو أثناء اغتصاب رجل لأمرأة ، هنا يمكن للمخرج أن يستبدلها بزهرتان متعانقتان أو بطائرين أو حيوانين متآلفين كى يعبر عما يريد توصيله للمشاهد أثناء تصوير المشهد ، ومن خلال القليل الذى سردناه يمكننا استخلاص بعض النتائج                                               
1- من تلك النتائج أن الحالم يقدر على اسلوب رمزى للتعبير ، لكن لايعرفه فى حالة اليقظة ، وكل ما يمكن ان نقوله هو أن معرفة صاحب الحلم بالرمزية معرفة لاشعورية وانها تنتمى الى حياته النفسية اللاشعورية .                                                                                       
 2- ان هذه العلاقات الرمزية ليست وقفا على الحالم وحده أو على عملية اخراج الحلم التى تعبر عن هذه العلاقات الرمزية بعيمها – فهى تستخدم فى الأساطير والأغانى الشعبية وأخيلة الشعراء والسينما – والمعروف ان نطاق الرمزية يتسع ليشمل العديد من النواهى ، وليست الرمزية الا جزءا صغيرا منه .                                                                                         
3- أما النتيجة الثالثة فتدور حول أن الرمزية فى الميادين الأخرى التى ذكرت من قبل ، لاتحصر فى دائرة الموضوعات الجنسية وحدها – فى حين انها فى الحلام تكاد تكون مقصورة على الرموز والصلات الجنسية – خاصة عامل لعامل الرمز فى الأحلام والسينما ، يمكننا أن نقول أنه اذا كان الحلم يستعصى على الفهم والتأويل ان لم تكن ثمة رقابه ، فانه يتحتم علينا فى هذه الحالة ان نترجم اللغة الرمزية للأحلام الى لغتنا فى حالة اليقظة ، فالرمزية اذن عامل ثان مستقل عن عوامل مسخ الحلم وتحريفه - تقوم جنبا الى حنب مع الرقابة ، لذلك يكون كل من الرقابة والرمزية يخدم غرضا بعينه ، هو الذى جعل الحلم مستغلقا غير مفهوم ، وهذا بالطبع ما يحدث فعلا فى الفيلم السينمائ عندما تكثر فى مشاهده الرموز وتعمل فيه الرقابة أعمالها ، فانه يخرج هو الآخر مستغلقا غير مفهوم الا عند البعض القليل من الأشخاص الذين تكثر عندهم الخبرة والمعرفة والثقافة فى هذا المجال .  
رابعا: اخراج الحلم والعلاقة بينه وبين السينما 
سبق وان تحدثنا عن العلاقات القائمة بين عناصر الحلم والأفكار الحقيقية المستترة ورائها ، ووجدنا ان هذه العلاقات على أربعة انواع رئيسة هى .                                                          
1- علاقة الجزء بالكل                                                                                     
 2- الأشارة أو التلميح                                                                                       
3- العلاقة بالرمزية                                                                                       
 4- تصور الألفاظ تصويرا ذهنيا 
والان يكون قد تبقى لنا فى هذه العلاقات ، علاقة اخراج الحلم ، وهى العملية المتممة لبحثنا هذا ، وعلينا أن نعرف جيدا أن العملية التى يتحول بها الحلم الى حلم ظاهر تسمى اخراج الحلم ، وأن العملية المضادة لذلك تلتمس الأفكار الكامنة من الأفكار الظاهرة هى عملية التأويل ، اذن عملية التأويل تهدف الى تقويض ما بنته عمليه الأخراج ، ويجب علينا أن اول حيلة يتوسل بها اخراج الحلم هى تكثيف الحلم ، وهذا ما يجعل محتوى الحلم الظاهر أقل ثراءا من محتوى الحلم الكامن ، فكأن الحلم الظاهر ترجمة مختصرة للحلم الكامن – ويحدث النكثيف باحدى الطرق الآتية :        
 1- بأن تحذف بعض العناصر الكامنة برمتها                                                             
2- بألا يبدوا فى المحتوى الظاهر الا جزء واحد فقط من مركبات كثيرة فى الحلم الكامن           
3- بأن تلتحم العناصر الكامنة ذات الصفات المشتركة ببعضها ببعض فى الظاهر – فعملية التكثيف حينئذ هى التى تنتج الصور المركبة من أشياء أو اماكن ، كما تؤلف من أشخاص على شرط أن يكون بين الأشياء أو الأماكن المفردة صفة مشتركة يريد الحلم الكامن أن يؤكدها بوجه خاص .اذن انصياغ أمثال هذه الصور المركبة لابد أن تكون له أهمية كبرى فى اخراج الحلم ، فاذا كان تأليف صور مركبة من عدة أشخاص فى الأحلام له ما يناظره فى كثير من منتجات الخيال التى تلتحم فيها أجزاء وعناصر لاصلة بين بعضها وبعض فى الواقع فان هذا الخيال الأبداعى لايبتكر فى الواقع شيئا جديدا فهو لايعدو أن يؤلف بين عناصر من مصادر مختلفة ، لكن الغريب فى عملية الأخراج هو طريقتها فى صياغة الحلم ، ومما يستدعى الأنتباه ويستعصى على الفهم فانه يستخدم فى عملية النقل هذه – وكأنها ترجمة من لغة لأخرى ( اسلوب التجميع والأدماج )                               
ققى حين يعمل المترجم عادة على مراعاة خصائص النص الأصلى وما به من فوارق ، كما يعمل بوجه خاص على التميز بين الأشياء المتشابهة غير المتطابقة ، نرى الأمر عكس ذلك فى اخراج الحلم ، لأن اخراج الحلم اذنيتبع اسلوبا على جانب كبير من الشذوذ فى مسخ أفكار الحلم – فهو لايقوم بترجمتها كلمة بكلمة وعلاقة بعلاقة ، كما انه لايقوم بعملية اختيار وفق قاعدة معينة .      ان اخراج الحلم عملية من طراز قد لانجد له الى الآن نظيرا فى الحياة النفسية ، فهذه الألوان من التكثيف والنقل والترجمة والتراجعية للأفكار الى صور مستحدثات طريفة ، لكن نظائر عملية الأخراج فى الميادين الأخرى قد كسفت لنا عن الصلات الى تربط التحليل النفسى بغيره من البحوث وخاصة تلك التى تدور على تطور اللغة والفكر .
بهذا نجد أمامنا متسعا من النماذج الوثيقة الأرتباط بين اخراج الحلم وبين الأخراج السينمائى – فكما فصلنا كيف أن عملية اخراج الحلم عملية معقدة وليست بالسهلة وتدخل فيها كما رأينا التكثيف وكما شرحناه والنقل والترجمة للأفكار التى تربط الصور بعضها ببعض لتعطى صورة مركبة .          
كل هذا الفكر الظاهرى والجوانى ، لانوجهه فى هذه المرة للحالم ، ولكن نوجهه للمؤلف الذى يعانى كما يعانى الحالم فى كيفية اخراج أفكاره الباطنية الى الظاهر وكيف يتعايش مع هذه الأفكار ، وكيف يصورها أو يترجمها وينقلها من داخله الى الخارج ، وكيف يربط هذه الصور بعضها لبعض لتكون فى النهاية صورة واحدة مركبة مثله مثل الحالم عندما كون بالفعل هذه الصورة المركبة بعد ربط الصور بعضها ببعض .

خااتمة
هكذا نرى القيمة النظرية لدراسة الحلم والعلاقة بينه وبين السينما فيما تضيفه هذه الدراسة من جديد الى معرفتنا السيكولوجية ، لكن ماذا عن القيمة العملية لهذه الدراسة من حيث هى وسيلة الى فهم النفس والى الكشف عن الخصائص المختبئة للأفراد المختلفين .                                        
أليس للأندفاعات اللاشعورية التى يفرغها الحلم قيمة القوى الحقيقية فى الحياة النفسية .؟ فهل يمكن لنا أن نستخف بالمغزى الحقيقى للرغبات المكبوتة – وهى رغبات تولد اليوم الحلم ن ولكنها ممكن أن تولد أشياء أخرى فى يوم ما ..!؟
من هنا يمكن أن نذكر قول أفلاطون ( أن الرجل الفاضل يكفيه الحلم حيث يقدم الشرير على الفعل ) لذلك نرى من الأفضل أن نترك للأحلام حريتها .. ولكن هل ينبغى أن نضيف الى الرغبات اللاشعورية صفة الواقع .؟ فاذا ما نظرنا الى الرغبات اللاشعورية وقد ردت الى أول أشكالها وأصدقها ، وجب القول أن الواقع النفسى صورة من صور الوجود لاينبغى الخلط بينها وبين الواقع المادى ، وهكذا لايوجد مبرر لنفور الناس من أن يتحملوا مسئولية انتقاء الأخلاق فى أحلامهم ، ويمكننا أن نستمع لعبارة هانز ساكس التى يقول فيها ( اذا نظرنا فى شعورنا عن أمر حدثنا به الحلم فى حدود الحاضر أو الواقع ، فلا يجب أن ندهش اذا رأينا المسخ الذى شاهدناه تحت عدسة التحليل المكبرة ، ينقلب الى حيوان نفعى )                                                                       
 ان الأفعال والآراء التى يعرب عنها صاحبها اعرابا شعوريا تكفى عادة من حيث المقاصد العملية فى الحكم على طبائع الناس ، والحق أن أمثال هذه الدوافع قد لا يلاقى تقدمها حوائل نفسية فى كثير من الأحيان ، والسبب فى ذلك على التحديد هو ثقة اللاشعور من كونها لامحالة واقفة فى مرحلة أخرى من المراحل ، ومهما يكن من المر فان من المفيد دائما أن نتعرف على هذه التربة التى كثر تقليبها والتى منها تنبعث فضائلنا ، اذ انه يندر كل الندرة أن يخضع تعقد الطبع الأنسانى بما يضمه من قوة دينامية تحركه فى كل اتجاه لأختيار يقطع بين احتمالين .
هذا تصور ربما يكون غير كامل فى ذلك الوقت عن علاقة الحلم الذى يحلمه الأنسان بكل مكوناته الداخلية والظاهرية فى عدة عمليات تعرضنا لها بموجز مختصر يتفق بمقارنته بمفهوم السينما التى التى تداخلت فيها كل العناصر التى كونت الحلم والتى استطعنا توضيح ما يمكننا توضيحه خلال هذه الدراسة الموجزة . 

المــــــــــراجع 
1- محاضرات تمهيدية فى التحليل النفسى
   تأليف ، سيجموند فرويد / ترجمة ،أحمد عزت رابح                                                   
 الناشر / مكتبة الأنجلو المصرية        
2- تفسير الأحلام 
    تأليف / سيجموند فرويد / ترجمة مصطفى رضوان                                                     
الناشر / دار المعارف  

مصطلحـــــــــات
Insomnia                 المنامات 
Ephialtes                     الكابوس
Qraculum                         الحلم
         Viso حدث مستقبلي                     
ٍSomnivm تأويل                        
 Dream work            اخراج الحلم             
Love service اداره شؤون الحب      
Deplocoment of assent ازاحه مركز الاهتمام  
Egoالـأنا                                  
Libido                         الشهوه   
Condenation             تكثيف الحلم       
                                            

                                                                                                                                                   
   
       

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق