الشاعر صالح جرار يوثق تجربة القيد/ عمر عبد الرحمن نمر

   ولد الشاعر صالح محمد محمود جرّار سنة 1931 في قرية " برقين " التابعة لمحافظة جنين بفلسطين ، ونشأ في أسرة ريفية متدّينة .. وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة القرية ، والثانوي في مدرسة جنين الثانوية ، ونال شهادة الدراسة الثانوية عام 1950م . وعمل معلماً في وزارة التربية والتعليم الأردنية من سنة 1951 – سنة 1981 ، كما عمل أمين مكتبة في مدارس تلك الوزارة . وحصل في أثناء عمله على شهادة الليسانس في اللغة العربية من جامعة بيروت العربية سنة 1975م. كما حصل على مؤهلات في التربية والتعليم ، وفي علم المكتبات..
وبعد تقاعده من العمل في وزارة التربية والتعليم، عمل معلماً في ثانوية جنين الشرعية سبعة عشر عاما (17)، وعمل مدرساً للغة العربية في مدرسة الإيمان التابعة للجنة زكاة جنين سبعة أعوام 
حتّى 2005 , وبهذا يكون قد عمل معلّما أربعة وخمسين عاماً.

آثاره العلمية والأدبية:  
1- ديوان شعر بعنوان " رحلة الأيام " ، صدر عام 1410هـ - 1989م .
2- ديوان شعر بعنوان " جهاد وشهادة " ، صدر عام 1411هـ - 1990م .. سجّل فيه جوانب مشرفة من بطولة وجهاد الأهل في فلسطين ، وبخاصّة بطولة الفتية المؤمنين .
3- ديوان شعر بعنوان " إشراقات " صدر عام 2014
4- ديوان شعر بعنوان " أسير " صدر عام 2013 
5-  ديوان شعر بعنوان " خفقات قلب " صدر عام 2016 
6-ديوان شعر بعنوان " ديوان زوجتي الحبيبة رجاء " صدر عام 2016 
7- سيرتي وشعري من 1931-2001 صدر 2071 من دار المأمون
8- ديوان شعر بعنوان " نظرات وإطلالات " مخطوط
9- ديوان شعر بعنوان" ثورات على الطّغيان " مخطوط 
10- ديوان شعر بعنوان " من شعر هوى الشّباب " مخطوط 
11- ديوان شعر بعنوان " رثاء " مخطوط 
12- ديوان شعر بعنوان " تعليقات ومناسبات " مخطوط 
13- ديوان شعر بعنوان " معارضات " مخطوط 
14- ديوان شعر بعنوان " هجير الأيام " مخطوط
15- طاقة من النّثر مخطوط
16- وقل رب زدني علما – في علم المكتبات - مخطوط
17- مقالات ورسائل أدبية - مخطوط
18-أبحاث أدبية أربعة أجزاء - مخطوط
19- سيرتي وشعري - مخطوط
20- مختارات من شعري - عدة أجزاء - مخطوط
21- لقاء صحفي - مخطوط 
22- ديوان غزّة - مخطوط 
23-ديوان حفيدتي بيسان - مخطوط 
24-شعر نظمته في كندا - مخطوط
25- من رياض شتّى -شعر - مخطوط 
26- ديوان قريتي برقين - مخطوط
28- متفرّقات - عدّة أجزاء - مخطوط
نشر بعض شعره ونثره في عدد من الصحف في الضفة الغربية، والبلدان العربية ، منها صحيفة " هدي الإسلام " و " النهار " و " الدستور" الأردنية، وصحيفة " الشهاب " و " المجتمع " اللبنانية ، و" المنتدى " الخليجية ، و "الصراط " ، و " صوت الحق " ، و " الحرية " الصادرة في   .وفي مواقع أدبية مثل رابطة أدباء الشّام و بوابة الشّعراء وغيرها الأرض المحتلة 1948، 
وكُتِبتْ في شعره عدة رسائل جامعيّة, ونشرت كثير من المواقع الأدبية جزءاً من شعره.
 ووردت فصول في عدّة مؤلفات عن سيرته وشعره، مثل: (أدباء من جبل النار) للمؤلف حسني جرار، وكتاب (شعراء الدعوة الإسلامية) للمؤلف حسني جرار وزميله أحمد الجدع.

  إذا افترضنا صعوبة أن يعزل الشاعر بين الموضوعي والخاص، فكذلك شاعرنا عندما كتب سيرته الذاتية، كتبها من خلال المراحل النضالية التي عاشها شعبه، فهو يشهد ثورة ال 36، ويرى والده ثائراً ضد الاستعمار الإنجليزي، ثم يشهد نكبة 1948، وكيف قُتل الناس واقتُلعوا من أراضيهم وهُجّروا من ديارهم... ثم حرب 1967 ومزيداً من التهجير والاقتلاع والنفي...
  كتب الشاعر في هموم شعبه كافة، استعرض في شعره نضالات هذا الشعب، ومرارات نكباته، كما كتب عن أفراحه ومسراته... بالمجمل كتب عن الجوانب الحياتية كافة، حتى أنه كتب عن أولاده... عن  ميلادهم وتعليمهم وحياتهم... فيما عرّفه الشاعر "بأدب الأسرة"، لكن اللافت في شعره ذاك الذي قاله متغزلاً بزوجته، في تجربة حب عنيفة قبل الزواج... ثم ما قاله فيها في حياتهما... وراثياً لها بعد وفاتها...
  تركز هذه الورقة البحثية على شعر المقاومة عند شاعرنا، حيث أضحى الأدب المقاوم رافداً أساسياً من روافد الأدب العربي... إذ أسهم بشكل كبير في تأسيس خطاب معرفي نضالي... وفي الحالة الفلسطينية خصوصية كبيرة في هذا المضمار، فالثورة الفلسطينية استمرت زمناً طويلاً بين مدّ وانحسار... مما مكّن من تأسيس أدب مقاوم بامتياز، في فروع الأدب كافة، الشعر بأشكاله، والنثر بأنواعه... ومن بين فروع منوعة متشابكة في أدب المقاومة استقلت هذه الورقة في أدب الأسر – إن دقّ التعبير- وهنا نتوقف لنقول إن الأسير الفلسطيني أرّخ لتجربته ووثّقها، وحوّل الفدائي الفلسطيني زنزانته إلى منصة تربوية ثقافية، حيث تعلم ونال أرفع الشهادات، وكتب القصص والحكايات، وغنى وأنتج الدواوين الشعرية... لكن تدرس هذه الورقة البحثية الشق الآخر من أدب الأسر، حيث نجد شاعرنا ينظم ألحانه، ويُقَصّد شعره لتوصيف هذه التجربة المرة، من خلال تجربة ولده " إسلام " النضالية، الذي يقبع في زنزانته منذ 2003 ولغاية الآن ومحكوم بمؤبدات أربعة...
  تسلط هذه الدراسة الضوء على التجربة الاعتقالية في ديوان " أسير" ... من وجهة نظر الوالد الشاعر، في ترحالية حول محطات بنيوية في النص، تم رصدها بعد قراءة النص وتأمله، والنزول في هذه المحطات، لرؤية مبناها ودلالاتها، ومركزية معماريتها في النص... وذلك من خلال تكرارها في نصوص الديوان، وسواء أصَدَرَ هذا الشعر عن الوعي، أو اللاوعي، فإنه وبلا أدنى شك يترك أثراً جلياً في نفس المتلقي، وينقل له صورة الواقع الغيري، ويحيلها إلى صورة واقع ذاتية، وكأن المتلقي بطلها، وممارساته أحداثها... وهذا كله لا يمكنه أن يتحقق إلا بمنهجية الدراسة التحليلية التفكيكية، التي تفكك النص، ثم تدرس إمكاناته العلائقية، وأثر عناصر بنائية النص في بعضها بعضاً، ثم تحاول إعادة إنتاجه، منطلقة من محور النص المركزي، وهو التجربة الاعتقالية، التي خاضها الفلسطيني، باعتباره شعباً ينحو نحو التحرر والاستقلال وبناء الوطن... مما جعل أعداداً من الفلسطينيين في زنازينهم داخل المعتقلات، يمارسون فيها حياتهم... وأضحى الحديث عنهم أدباً قائماً بذاته، ويؤسس لمادة فكرية ثقافية، تصور المعاناة، وساديّة المحتل، والتعذيب، والصراع المستمر الذي يعانيه المناضل ضد من سرق أرضه، وحاول الاعتداء على كرامته، فتصدى له... وفي هذا التركيز على عمل الشاعر صالح جرار، فإنه بإمكاننا أن نتعرف على نتاجات الشاعر من خلال النصوص، بقراءة تحليلية، ودراسة تبتعد عن الإنشائية والشخصنة، ووضع العبارات في قوالب جاهزة لتجفيفها وتعليبها... على العكس من ذلك فإن الدراسة تنحو باتجاه محاكمة العمل في بوتقة تجارب تفاعلية، تدرس إمكانات النصوص، وطاقات عباراتها، وتفاعلات علاقاتها مع بعضها بعضاً. 
الوقوف على عتبة النص:
  صورة الغلاف لها دلالة سيميائية واضحة، تشي بالمضمون، وتقدمه للمتلقي، فخلفية الصفحة جاءت بلون أسود حالك... واستطالت من أسفلها إلى أعلاها قضبان القيد، يدان قويتان تمسكان بالقضبان بشدة، وهنا بروز واضح للصراع، الذي ظهر دموياً أحمر في العنوان " أسير " التي تضخمت حروفها... وظهرت صورة الأسير خلف هذه الدلالات، صورة المتأمل الصامد... وفي اليمين العلوي للغلاف، كان عنوان فرعي آخر، دلت على هوية النص " شعر " وعلى الغلاف الثاني: ظهرت صورة الأسير " إسلام " نفسها على خلفية سوداء أيضاً، كتب تحتها: هويته الاعتقالية، اسمه، وتاريخ اعتقاله، وحالته الاجتماعية، وعنوانه. إضافة لذلك فقد ظهر مكان الصدور وتاريخه، حيث صدر الديوان عن دار المأمون للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، ط1، سنة 2013م. يقع الديوان في 86 صفحة من القطع المتوسط، ويحتوي على صفحة للتصويبات، وأخرى للفهرس، ويتضمن الديوان 25 نصاً، تقص حكايات الأسر. أما عتبة النص الرئيسة " أسير" فتمتلك من خلال تنكيرها، طاقات وشحنات تستقبل المتلقي، فهي وإن دلّت على واحد مفرد، فإنها بالقطع تمثل النضال الجمعي لشعبنا، فإسلام هو نموذج نضالي يجسد معاناة شعب في مرحلة تاريخية، كذلك تفتح هذه اللفظة المفردة نوافذ التأويل بإسميتها، فهي قطعاً جملة إسمية، حذف مبتدؤها (إسلام أسير) لمعرفته القطعية، أو حذف خبرها (أسير تعرفوا على معاناته) وفي الحالتين فإن العتبة تثير فضول المتلقي، وتستفزه لقراءة النص.

الدخول:
  أول ما يطالعنا في النصوص، هو البدهية التي تتأسس عليها المعتقلات الصهيونية، وما تتضمنه من محاولات قهر للمناضلين، فالمعتقل هو كهف النفي العميق والبعيد، الذي يهدف المحتل من ورائه إلى قطع صلة المعتقل بالعالم بشكل عام، وعالمه الخاص بشكل خاص، قد يكون المعتقل زنزانة انفرادية بمترين أو ثلاثة مربعة، يمنع فيه المعتقل من الكلام، وحتى السمع إلا ما يريده الجلاد... إنهم يريدون قتله ببطء، لقد رسم لنا الشاعر جرار صورة المعتقل البدهية، وأظهر صراع المعتقلين مع جلاديهم، ومعاناتهم، رسمها برؤية ابنه المحكوم بالمؤبدات، ولكن بريشة الشاعر:
أيظل بالقيد اللعين مكبلا ...... ... ويسام كل مريرة ويكدر
أيظل يجتر الأذى متجلببا......   برداء خوف من عدو يفجر
أسر وذل ليس من شيم الألى ...... باعوا النفوس لربهم وتخيروا   (ص81)
هي صورة القهر، التي ولدت في رحمها الصراع، وديمومته، فهي من جانب تشي بالمعاناة، ومن جانب آخر يطل علينا الصراع.
فهم الأسود وإن غدو في قيدهم..... فالأسد تعلن سخطها وتحذر
أفيقدر السجان نزع عزيمة ....... من قلب أسرانا وأسد تزأر        (ص82)
والسجان يخشى غضبة الأسد المعتقل:
يخشون غضبته إذا ما قعقعت...... منه القيود وثار فيه الغضب    (ص8)
وتكاد هذه الصورة بأشكالها تذرع الديوان كله، فرغم القهر والألم، هناك تجلد وصبر، وصراع... بين مُطالب بحق يدافع عنه، وسارق لهذا الحق... ويتسلح المعتقلون بكل ما استطاعوا من أسلحة، حتى وظفوا الإضراب عن الطعام، وخاضوا معارك الأمعاء الخاوية، فإما نصر أو شهادة، وهو المعيار الأساس في خوضنا لحروب الحق، خاضوها جماعة ومنفردين كما اقتضى الحال:
زأروا بصوت صيامهم كي يفطروا ....... إما على نصر عزيز يمهر
أو أن تكون الروح في دار الرضى ..... عند الرحيم بنوره تمتطر       (ص83)
وهنا لا بد أن يعرج الشاعر على نضال ابنه المعتقل " إسلام " ويفخر به، ويعتز بشجاعته، وتظهر عاطفة الوالد الشاعر، يخالطها الدمع:
أما فتى الفتيان إسلام الرضى....... فبعزمه الجبار إنا نفخر
فعسى الإله يتم فرحتنا به ........... فنراه في ساحاتنا يتبختر         (ص83)
وصور الشاعر محاكمة لولده إسلام، احتج فيها القاضي الصهيوني على اسم المعتقل (إسلام) لكرهه لعقيدة الإسلام، ولما يوحيه الاسم من دلالات الجهاد في سبيل الله، واتهم القاضي (إسلاماً) بأنه يرفض الاحتلال، ويريد كنسه عن الأرض، ويتهمه أنه يقاتل لبناء وطن، ويبيح لنفسه محاربة الأعداء، ولنتأمل إجابة المناضل المعتقل للقاضي المجرم:
أيها القاضي الذي غطى الحقيقة... إن ديني رحمة للعالمين... وفلسطين ديار المسلمين... وأنا فيها غراس المرسلين... أرفض الظلم وحب المعتدين...وأحب السلم يعطينا الحقوق... يرجع الأهل إلى أرض الجدود... وإلى الأقصى يعيد العابدين... يرفعون العلم الخفاق للحق المبين... ويعود العهد عهد الراشدين... وبهذا سيتم السلم بين العالمين... 
إنها أرض الإسلام والمسلمين، فلسطين مهد الديانات، ونحن خلف العابدين فيها، نرفض الظلم، نرفض سلبنا حقوقنا، نرفض تهجيرنا، نقاتل من أجل السلام، ودفع الظلم عن المظلومين... الأقصى أقصانا، والقدس لعابدي الله، وليست للمجرمين.
إنها عناوين نضال شعبنا، والمنطلقات الأساسية التي يحارب من أجلها، وهنا يأتي قرار القاضي وحكمه:
أيها الجند، إلى السجن خذوه!
كل ما شئنا فإنا فاعلوه!
نحن صناع قرار!
أفهموه!           (ص25- ص 26)
إنها سادية المحتل وغطرسته، وتلذذه في تعذيب أبناء شعبنا، تعذيباً جسدياً ومعنوياً.
وتتشعب المعاناة، وتتمدد في حنايا المعتقل:
هو ذا يئن لفقد حرية..............   منذورة للكرّ والجَولَان
هو في عذاب قيوده وحنينه....... من ذا يعيد لنا الأسير العاني
من ذا يعيد إلى إسلام الفدا...... من ذا يخلصه من الطغيان؟         (ص40)
وتعيش الأسرة المعاناة، ففي طقوسها كلها لا ترى إلا ابنها المعتقل (البعيد جسديا، القريب روحياً): وتركت يا إسلام شيخاً ثم أمّاً في حزن
أكذا حرمنا من شبابك وهو حصن في المحن ؟                       (ص13)
ويتحطم الفرح في قلب الوالدين: 
وتمر يا ولدي السنون ..... وزادنا أبدا أنين
ها كل ثانية تمر ....... كأنها ريب المنون
فالغمّ يمتلك الفؤاد... ويملك الفكر الشجون 
كيف السرور... وغاب عن عيني ريحان السنين؟                  ( ص20)
وفي قصيدة زيارة أسير (ص)44 تتجلى معاناة الشاعر ابتداءً من ليلة السفر إلى المعتقل، وفي السفر والانتظار هناك حتى تحين الزيارة:
من فجر يومي أستعد لسفرة ....... مشحونة بالهمّ ذات كؤود
بل إن ليلتها أكون مسهداً...... متوجساً من صبحها المعهود
وفي المعبر، حيث ينتظر الزوار التفتيش والإهانة:
هيا انظرونا في المعابر خشعاً... وفتاتهم زأرت زئير أسود
انظر بغاث الأرض فينا استنسرت... فتخطفتنا عبر كل حدود
ويكون التفتيش المذل، ولنتأمل صورة الذل عندما يجبر العربي الفلسطيني على نزع عقاله للتفتيش، إنها مهانة  وأي مهانة:
هيّا انزعوا عنكم عقال رجولة........ بل وانزعوا خمراً وستر جلود
حتى يبين لنا الخبيء وما حوت..... هذي الجسوم من الأذى المعهود
ويطول الانتظار: نقضي النهار بطوله ويعمنا... ليل يغشينا بثوب همود
ويكون اللقاء، وبيننا وبين إسلام حاجز زجاجي، ونظهر فرحاً بدل الحزن حتى يستبشر إسلام:
نلقى الأسير وقد ضوت أجسامنا.......... من طول سفرتنا وصعب قيود
نبدي له فرح اللقاء وبهجة............... حتى ولو كنا وراء سدود
ومن خلف الزجاج نراه، ونعانقه بالعيون:
تلك الحواجز من زجاج شاهد............ كيف العيون عناقها لأسود            (ص46)
تلك هي التراجيديا حالكة السواد، يصورها شاعرنا في مشاهد بعنوان " زيارة أسير في سجون الاحتلال الصهيوني... ص 45، 46، 47... يُفصّل الرحلة برؤية الشاعر على المشاهد فينقلك معه في رحلته، ويصل بك تذويت الفكرة إلى تقمص شخصية الشاعر، وتجرّع مرارة الرحلة... وبذا تظهر إمكانات شاعرنا الشعرية، فالشعرية عنده هي مكون التجربة، وتعليقها بحروف وألفاظ دالّة، ومن ثم تتخلق الثنائيات وتتراوح بين النفي والصمود، والنضال والاعتقال، وفرح اللقاء الجزئي المشوب بحزن البعد والفراق... ولعل ثنائية اللقاء الحقيقي والخروج من الزنزانة إلى العالم الحقيقي، هي التي تتناقض وديمومة العذاب والاعتقال... 
يتساءل الشاعر بحزن ومرارة:
 أتعود يا إسلام تروي سمعنا........... بندى الحديث وطرفة الشبان
أتعود تمسح بالحنان جراحنا.......... أتعود تبصر بدرك العينان      (ص41)
هل تعود؟ وتفرح الحياة بعودتك، وتملأ الدنيا فرحا وسعادة؟ ننتظرك يا إسلام:
أنا في انتظارك فلتعد بدرا ينير لي الطريق
أنا في انتظارك فلتكن حبل النجاة لذا الغريق                       (ص43)
وإن لم يتحقق الواقع، يرى الشاعر الوالد ابنه في حلمه:
إني رأيتك يا إسلام في حلمي......... حراً طليقاً، فما أحلاه من حلم
فهل يحقق ربي حلمنا فنرى......... عينا تقر بجمع الشمل في حرمي       (ص56)
ويتأكد الشاعر من تحقيق الحلم بمشيئة الله:
غداً سيجمعنا ربي بمنزلنا ....... ويرجع الطير يشدو وهو محبور
غداً سيرجع إسلام فيوردنا ........ نهر السعادة والأنغام تكبير            (ص72)
ولعل في جملة ( يجمعنا)، معاني اجتماع الأسرة الجسدي والروحي، واجتماع الأسرة هو بديل النقص فيها بسجن أحد أفرادها، وفي ظرف الزمان (غداً) معاني الأمل وتحقق الحلم:
يا حبذا الأيام تجمع بين حبات القلوب
يا حبذا العيش النضير كأنه الغصن الرطيب
فالوُلد حولي يعزفون لروحي اللحن الحبيب 
رأيت نسرين القلوب تبذ أزهار الربيع
والفكر مأسور بإسلام..... وإسلامي منيع                         (ص12)     
وتجتمع العائلة في حبور وسرور:
أنتم يبنيّ ربيع العمر مزدهرا... لكنني بقضاء الله محدود
نسرين قلبي، وإسلام النهى بصري..... وذا محمدنا، في عمرنا عيد
إن أنسَ لا أنسَ أحفاداً لنا نجباً....... أحيوا خريفا!! فهم للعمر تجديد     (ص)29
لقد استطاع شاعرنا بما امتلك من أدوات اللغة والفكر، وعمق التجربة، والعواطف الجياشة، والإحساس بالمرارة، استطاع أن يجمع بين أدب الأسْر، وأدب الأسْرَة، من خلال قيد الزنزانة، وظل الأسرة الوارف... فها هو أنشد لابنته نسرين، ولأولاده، وأحفاده، لكن بدا ذلك كله برعاية الغائب عن العين الحاضر في القلب " إسلام ".
السؤال الذي يلح: 
ما الأدوات التي وظفها الشاعر لتحقيق مضامين نصوصه ومعانيها؟ 
الجذر الذي امتد، وتفرع  ضارباً يذرع أرضية النصوص كلها، هو الجذر الإسلامي، تكاد تحس هذا التوجه في مضامين النصوص، وتزين المفاهيم الإسلامية بما تحتوي من الإيمان الحق بالله، والتوكل عليه، وبما يتفرع من ذلك، من مفاهيم الجهاد في سبيل الله، والشهادة، تزين نتاج الشاعر بأكمله، وقد ساعد في ذلك  التحدث عن نضال الأسير " إسلام" والتضحيات التي يقدمها، ولنتأمل هذه المقاطع التي اتكأت على العقيدة، بل شكلت تناصّاً دينياً:
أنتم يا من حملتم راية .............. في سبيل الله، والقوم نيام
أنتم الصفوة من أمتنا ................ أنتم الأقمار والدنيا ظلام
إن ما أنتم به من كربة.............. هو باب الأمن في يوم الحساب
يوم يغشى الناس كرب هائل ........... وتلوذون بأكناف رحاب
فعسى أن تكرهوا أمراً، به........... كل خير ومع المكروه يُسْرُ
كتب الله لكم رضوانه ............. فهنيئا إن عفو الله خير                 (ص34)
ومن هذا المنطلق العقدي الإيماني الشعري، عادة ما يختتم الشاعر معمارية نصه بالدعاء إلى الله، والتوسل إليه، أن يفرج عن ولده، وباقي الأسرى، ويعيد الوطن لأهله:
إنا لندعو الله حسن خلاصهم........ من أسرهم فهو القدير الأوحد            (ص49)
سبحانك اللهم أنت ولينا............. فانصر مجاهدنا وكل طريد                (ص47)
عساك يا عيد تأتينا، وقد كشفت.......... هذي الكروب، وفي الأقصى لنا عيد  (ص31)
رباه يا رحمن إنا عند بابك في رجاء
رباه قد ضعف القوي، وشأننا أبدا بكاء
رباه فارحم ضعفنا بسراح إسلام الهناء                (ص14)
وقد استلهم شاعرنا القصص القرآني في بناء حكايته الشعرية، تلك القصص التي تجلي المعنى وتعززه، وتعيد إنتاجه في سياق حداثيّ، يلائم الأسر والقيد:
وعدو الله لن ينجو من .............. قبضة الجبار فالأمر إليه
أنجا فرعون من قبضته؟ ........ أم طواه البحر مغضوباً عليه؟          (ص34)
تلك هي قصة عذاب فرعون لما طغى، لخصها شاعرنا ليذكر الطغاة بوعيد الله لهم وعذابه... وها هو يأتي بحزن النبي الصابر يعقوب وبثّه، ليعبر عن حنينه وأنينه لولده إسلام القابع في الأسر: 
والآه بعد الآه في أحشائنا.......... نذر الفناء فهل لنا من يغضب
يعقوب فاض حنينه وأنينه........... والحزن يسكن في حشاه ويغلب
وابيضت العينان من فرط الأسى......... أو بعد الأسر همّ يتعب             (ص9)
وتتشكل صورة حزينة أخرى لقصة يعقوب وحزنه نتيجة فراق ابنه يوسف عليهما السلام:  
يعقوب جنّ جنونه بحبيبه ......... وابيضّ منه الطرف من أحزان
فهل الحبيب يعود عودة يوسف...... فأرى الضياء بثوبه الريحان             (ص37)
ويتنوع التناصّ، وقد يتحول إلى تناصّ أدبي، أتى ذلك في سياق جمع الأسرة ولمّها، وقد عاد الأسير إلى حضنها، ولنتأمل كيف استعار الشاعر بيت ابن قيس الرقيات ( حبذا العيش حين قومي جميع):
يا حبذا الأيام تجمع بين حبّات القلوب
يا حبذا العيش النضير كأنه الغصن الرطيب           (ص11)
ويتكىء على بيت المتنبي: (عيد بأية حال عدت يا عيد) فيقول وقد حل العيد بغياب فلذة الكبد:
عيد بأية حال عدت يا عيد............ بما مضى أم بأمر فيه تجديد؟
يا عيد، يا عيد، ها قد عدت مضطرباً.... فقد حللت وما في الروض تغريد        (ص27)
ويأخذ " إن البغاث بأرضنا يستنسر " للتدليل على ضعف الأمة ومهانتها، وصلف عدوها، أتت تلك خاطرة في ذهن الشاعر وهو يصطف في طابور الذل والمهانة لزيارة ابنه في المعتقل: 
انظر بغاث الأرض فينا استنسرت ......... فتخطفتنا عبر كل حدود
ها نحن مصطفون قيد أوامر............ تلقى علينا من لدن نمرود           (ص45)
إن من الظواهر الأسلوبية التي تذرع فضاء النصوص، هي التكرار، وقد وظف الشاعر هذه التقنية أيما توظيف، خدمة للمبنى والمعنى، ولا شك أن مهمة التكرار عند الشاعر قد تعدت مسألة التوكيد، وانزاحت لتأدية معانٍ جديدة. فالتكرار يأتي بصور الماضي، ويجعل في ترديده نشيداً وأغنية ولحناً، وعندها يكبر الحنين، ويتعاظم أثره:
أيام كانت لنا الآمال ضاحكة .......... ونسأل الله أن نجني زواكيها
أيام كانت رياض الوُلد ناضرة ........ تسقى الغيوث وعين الله تحميها
أيام كان لنا طفل نداعبه ............ فتنتشي الروح إذ كانوا أمانيها            (ص65)
وهنا يفتح التكرارا بوابة واسعة على حدّية المقارنة، بين زمان مضى، وواقع نعيشه، فقد اعتقل إسلام، وهو في المعتقل يقضي مؤبداته، ونحن نقضي حزننا وألمنا، لقد هيأ التكرار جوقة تنشد الإنشاد الحزين، إنشاداً يستدعي الدموع، والتكرار ولنتأمل حدّية المقارنة:
حتى تبدل ما كنا نؤمله ..................... يا ويح أيامنا هبت سوافيها
وكان ما كان من غمّ ومن كدر...... هل تسمَعَنْ في رياض الدار شاديها
قد غيب البلبل الصداح عن فنن ........... فهل تراه على الأفنان حاديها       (ص67)
وفي نبرة الحزن نفسها (ص53) وفي سياق عودة المعتقل، التي تنتظرها الأسرة بلهفة:
أيعود هذا البيت يجمع شملنا ........... أيعود روضي ناضر الأوراق؟
أيعود ذا المشتاق يلثم أرضه .............. ويقول فيها قولة المشتاق؟
لاحظ كيف تستدعي صورة الفرح، الروض الحسن، بأزهاره وبلابله وأطياره... وصورة الحزن وقد أتت الرياح المحملة بالغبار ودمرت هذه الرياض، وحيث هجرت الطيور أشجارها... وفي تتابع الصور نفسها، حيث الرياض، والأزاهير... وقد دمرت:
أنا ما ولدتك يا بني لكي تعذب في السجون 
أنا ما ولدتك يا بني لكي تزيد لي الشجون
أنا ما غرست الورد في الأحشاء كي أجنيه شوكا 
أنا حببت العيش في البستان كي أحياه ضنكا                    (ص 42)
أنا (ضمير المتكلم) يقص عن حالين بصيغة التقرير، ويرسم الروض وقد امتلئ شوكا َ بدلا من الأزاهير ونلاحظ التناص الديني في (أحياه ضنكا ً)، ونرى صورة أخرى لعودة المعتقل إلى أسرته كعودة البلبل إلى روضه، وكأن الشاعر اتكئ على معاني البساتين والرياض واشتقاقاتها ليعبر عن الفرح، ويملؤها شوكا ً وحزنا ً عندما يشعر بالفقد والفراق وعدم العودة. وهنا يمتزج التكرار بالتساؤل، ولعل التساؤل أيضا ً من التقنيات الأسلوبية التي وظفها الشاعر فهي تدعو إلى الشك تارة ً والحيرة تارة ً أخرى، كما تمثل الدهشة في تعزيز الانفعال الوجداني، يقول الشاعر :
أتعود يا إسلام، تأسو أيام الفراق ؟
أتعود، يا إسلام، تمنحنا الرعاية والعناق؟
أتعود للروض المشوق وغرسه يوم التلاقي                (ص13)
ثم يذهب في تكرار دعائه، يتوسل الله أن يرحم شيبته وضعفه:
رباه، يا رحمن، إنا عند بابك في رجاء
رباه، قد ضعف القوي وشأننا أبدا بكاء
رباه، فارحم ضعفنا بسراح إسلام الهناء                (ص14)
لعل معمارية النص، نص الأسر والقيد والمعاناة ، نص الانتظار والحنين وتمني اللقاء، هذا النص يتطلب تقنية التكرار، كما يتطلب تقنية السؤال ، السؤال الذي يستفز المتلقي ويحرضه على التفكير:
أتظل آساد الشرى في أسرها            ويسود فينا أرنب وثعالب       (ص7)
فالسؤال فتح آفاق الفضول والاستفزاز لدى المتلقي بالمقارنة الضدية بين الأسد والأرنب، ولعل التساؤل يكشف عن ألم الشاعر وحزنه وأنينه بل وخوفه وقلقه، فهو الذي يوظف علامات السؤال كلها للكشف عن مرامي بوحه: 
من ذا يعيد إلي ريحان الطفولة في شذاها 
من ذا يعيد شوارد الأنغام يثملني صداها 
من ذا يرد ّ إلي أحلام الفتوة في قواها؟             ( ص)11
جاءت هذه الأبيات في نصٍ بعنوان (ماضٍ جميل وحاضر أليم)، ويكشف فيه الشاعر عن ثنائيات ضديّة بين رياحين الطفولة وأشواك الحاضر.
ولا يفوتني القول أنه لا تكاد ُ تخلو صفحة من صفحات الديوان من تكرارٍ أو تساؤل، وكأن في ذلك امتلاك الشاعر لوسيلةٍ نفسية ٍ دفاعية ٍ، تبرز الحقيقة وتخلق الحيرة والدهشة عند المتلقي.
كما أن للتكرار إمكانات ٍ تعبيرية، تتضمن إيقاعات ٍ موسيقية ٍ يمكن أن تلحن، وتكون أغنية ً ذات تأثير ٍنفسي لافت، موضحة ً المعنى بشكل ٍ جلي ّ:
وتمر ّ يا ولدي السنون وزادنا أبدا ً أنين
ها كل ثانيةٍ تمر كأنها ريب المنون  
هذه مقدمة لحنية شجيّة تستمطر الدموع، ويتبعها تكرار التساؤل:
كيف السرور وغاب عن عيني ّريحان السنين؟ 
كيف السرور ووجه إسلام ٍ تغيبه السجون؟
كيف السرور وغاب عنا الروض والماء المعين؟  
كيف السرور وذا الشباب يغيب عن هذا العرين؟ 
كيف السرور ولم تمتعنا بهذا العمر الثمين؟ 
ومن بدهيات القول أن الشاعر يلتقط ألفاظه البسيطة، التي لا يُحتاج إلى قاموس ٍ لفهم معناها وكأنه في هذا الديوان يريد أن يوجه معانيه بأبسط الصور وأكثرها تأثيرا ً إلى عامة الناس، فهو يتجول في روضه، فينتقي البلبل والفنن والعبير، ثم ينتقي عناصر دمار هذا الروض في الحال الحزين، وفي الوقت ذاته فهو يتسلح بالأفكار الإسلامية، ويجد ّ ويجتهد في إبرازها، تلك الألفاظ التي تلائم الأسر، كالجهاد في سبيل الله، وتحرير الأقصى، والتضحية لتحرير فلسطين.
أتمنى أن أكون قد سلطت بعض الضوء على عمل من أعمال شاعرنا "صالح جرار" وهو الذي أنتج أكثر من ثلاثين عملاً، وآمل أن أكون قد أبرزت بعض المحطات الأسلوبية في نصوصه، تلك المحطات التي لفتت انتباهي، وظننت ُ أنها تستحق الدراسة، في الوقت ذاته أقرّ أن إنتاج الشاعر يستحق دراسات ٍ جدّية أكثر، ويستحق الوقوف على عناصر بناء نصوصه من حيث: الألفاظ و المعاني، والدلالات، والموسيقا، والعواطف، والصور الشعرية، والعلاقات بين هذه العناصر جميعها.

وصلتني رسالتك/ اشرف دوس

أمس زرت قبر أمي وأبي لأقص عليهما
وأسمع منها فلم يعد لي حديث مع أحد
بعد الله إلا هما لكن حبسني عن المكوث معهما
حابس الفيل
قلت لهما حبيباي ما شأنكما قالا نحن في نعيم
مقيم لا يحول ولا يزول نسمع عنكم ونري اقوالكم
وافعالكم ولدي لماذا تلون الناس من حوالك اين مالك
واهلك وولدك وزوجك أهم إحياء بلغتكم أم واراهم الثري
قالت ولدي من هذه التي معك التي تقرأ الفاتحة لا أعرفها
أني اراها في ثياب مزركشة وبيدها شنطة اعتقد بها مالها ولدي هل هي التي شغلتك عنا نسأل أنا وابوك اهذه الهدي والهداية أم حب الذات والنكاية أراها سارة وسهيلة في يوم
صباح نهاره خالد وليله تالد واقفة تقرأ كأنه لحن السنباطي وكلك بجوارها أماني خبرني يا ولدي هل تقرا لنا الفاتحة أم ترنيمة داود ماذا تقول ان صوتها خافت ووقفها جوارك باهت ..
أم الدنيا في سنواتها الخداعات .نتساءل لماذا لم يبقي منك الا
أسمك ورسمك شحب وجهك وغارت عينك وتقاربت عظمك وتقوس ظهرك وغاص قزانك وخارت قدميك وارتعدت يديك
هل ارعشهما ولديك ذكرني بأسمائها ومالهما وهل قالا لك قولا كريما واحسنا إليك أم قالا أف ونهروك وجحدوك

وايه دا

سقط شعرك واشتعل رأسك شيبا يا ولدي ماذا فعلت بك الواقفة أمامنا ..
قلت يا أمي ذهب الذين أحبهم وبقيت مثل العود وحيد
ونحن يا أبويا في السنوات الخادعات وهذه السيدة
الواقفة امام قبرك هي دنيتي التي ركلتني بقدمها
ركلة اتت بي اليكما لأستنجد بكما انا وهي ممن حوالنا
لكن حين حديثي معكما تركتني بلا سبب ولا إنذار وركبت
سيارتها تلك هي كانت دنيتي الماضية الحاضرة الغائبة.
قالت أمي ولدي دعك منها ومن نرجسيتها وأنانيتها ومالها
وسيارتها وملابسها وعشقك لها وهلم ألينا نواسيك وحضن
والدك يكفيك اترك لها مالها وزخارفها اظنها خدعتك لأنها مشت من امامنا ولم تودعنا غرها مالها وشبابها دعها يا ولدي
انها لم تقرأ خافضة رافعة ومداولة الأيام
يا ولدي الزيارة القادمة يا ولدي لا تجبلي أيمان ولا لميا ولأشهد ولا هند ولا هدي واماني ولا اي حد تأني

ياريت يا ولدي تيجي وحدك تاركا دنياك الفانية وملذتها ومابها ومن فيها انهم صور كرتونية نفسي احضنك
وأبوسك ابوك وسع مكان لك بينا وقال دا مكان ولدنا الوقف لازم يبقي بيننا ابوك مهد المكان وعملك مخدة كمان من الرمال وقال
يا أم العيال أبنك تعبان من اللي كانت معها اللي بيسميها دنياه
تعبته وتركته وركلته رغم حبة لها وعشقه لها والتفت لغيره من الشباب صغير السن حديثي الاسنان هكذا عهدي بك دائما
تعشقي الصغير وتتركي الكبيرة وتتداولين من يد إلي ومن حضن إلي حضن انها الوهم انها دنياه ركلته وتركته ترحل
وتختفي انها الدنيا جربناها انا وانت كثيرا لم تترك صغيرا
أو كبيرا من تعلق بها لفظته  ومن ادارا لها ظهره ركضت
خلفه حتي سبقته فرحها نادر وحزنها سرمدي وايامها قليلة
وأيلامها واقع ما له من دافع .رحم الله من سايرها ورحم الله من غادره.
لكن يا امي اللي كانت امام قبرك تدعواك هي دنياي ولسه
بحبها ولي بقيته معها الأجل لم ينتهي والعمر ممدود وانتما شهود ..

يا ولدي وهم انا شفتها وعرفتها لا يا ولدي لا تحبك الدنيا هي اقل من جناح بعوضة اعبرها يا ولدي ولا تعمرها عركناها وعرفناها قبلك هلم إلى حضني الدافئ الشافي العافي نؤنس وحشتك وندمي جراحك هنا يقولون بيت الدود لكن ليس فيه
صدود ولا جمود ولا جحود ولا ردود وكل فرد يشغله حاله ومئاله هنا كل شيء جميل لا تصنع ولا تنمر ولا تكلف ومنان ولاحنان
جربنا العيشتين ولا وجه للمقارنة..

مكانك جنبي والزيارة وحدك وبلا عودة انا موافق
أمي سؤال هل وفاتك كانت وفاة لك أم لي
قولي لأبي لماذا لم يعلمني ما ينفعني من غش وخداع ونفاق
وغدر لماذا علمني الالتزام وصيانة الوعد والعهد والامان ولم يعلمني بضاعة زماني
عارفة يا أمي كل اللي حصل لي بسبب كلمة واحدة وعهد

كل ما جري وشفتيه سببه كلمة لان كل شيء في الدنيا كلمة حياة ووفاة وزواج وميراث .
ووفيت بكلمتي يا أمي حتى لا يقال رفع والوفاء بالعهد من الأرض
ابي وامي القاكم وأقيم معكما للأبد ... ابنكما البار
هذه كانت زيارة حقيقية لصديقي الغالي وغادر الدنيا بعدها بساعات قليلة

  أعيد نشرها دون تدخل منى وكما هي لعلها تفيدك في رحلة الحياة القاسية واجد من يدعو له بالرحمة

العناية بالذات وأخلاقيات الرعاية السياسية عند ميشيل فوكو/ د زهير الخويلدي

"إن فن الحياة يدور حول حياة كل واحد "[1]

هل يمكن أن تهتم الفلسفة بالعناية بالذات؟ ولماذا تشترط توفر أخلاقيات الرعاية السياسية بالذات النفسية؟

المجلد الثالث والأخير في تاريخ الجنسانية هو مكرس لتدريب الفرد كما تم تطويره من خلال النصوص التي غالباً ما يتم تحليلها قليلاً ، ولكنها حاسمة في إنشاء غرض ثقافي عام تتوج بظهور شخصية فريدة قادرة على الاستفادة المثلى من جسدها وروحها المتعلمة بشكل متناغم لجعلها قادرة على تولي الوظائف السياسية التي يقصد بها على الفور. الرعاية الذاتية ليست أنانية ضيقة ، ولكن البحث عن الحياة وفقًا لترتيب يضمن استدامة المدينة ، والذي نسعى إلى استنتاجه من الطبيعة كما نفهم قوانينها. وهكذا يكشف فوكو عن نفسه بحثًا عن إعادة إنشاء روابط معينة ، تكسرها الحداثة ، بتقليد قديم كلاسيكي يجعلنا نعيد اكتشافه. وبالتالي يبدو الاهتمام بالذات وفقًا للقراءة التي يقدمها فوكو ، من خلال التأكيد على عملية العمل التي يقودها كل شخص لنفسه وللمدينة ، على الرغم من المشاكل التي تبدأ من أماكن بعيدة على ما يبدو ، يمكن مقارنته بمفهوم الرعاية الذي طورته فلسفة الصحة. الرعاية ، في الواقع ، تفترض أيضًا عملية عمل مبنية على علاقة مع الآخرين من حيث القرب والسياق. في المستوى الثاني ، تفترض الرعاية الذاتية ، مثل الرعاية من حيث هي علاقة اعتناء بالمدينة مسبقًا ، وبعبارة أخرى علاقة أخلاقية بالسياسة.

النقطة المهمة هي أن الذات ليست هنا بداهة ، حيث علمتنا الميتافيزيقيا المدرسية النظر فيها ، واستيعابها في جوهر. بدلا من ذلك ، تأثير هذه الممارسات ، التي تسمى بحق التحول الذاتي. وهذا بالضبط ما يدور حوله مفهوم الرعاية الذاتية الذي أعاد فوكو اكتشافه. كان عليه أن يحررها ، كما سنرى ، من طبقاتها الفلسفية ، التي شكلتها قرون من سوء الفهم والحجب ، قبل رؤيتها في العمل في علاقة الذات بالحقيقة.

ربما يكون الاهتمام بالذات في وقت مبكر وأكثر أهمية من المشهور الذي يعرفه الجميع حول الاغريق ، والذي هو في بعض الأحيان الأساس السقراطي. الآن يظهر فوكو أنك تعرف نفسك ، فأنت في الواقع خاضع للرعاية الذاتية. في مطالبته للبحث عن الحقيقة ، وجه سقراط هذا النقد أيضًا للمواطنين الأثينيين:

"ماذا! صديقي العزيز ، أنت أثيني ، مواطن في مدينة كبيرة ، وأكثر شهرة من أي دولة أخرى لعلمها وقوتها ، ولا تتورع في إعطائك الرعاية  لثروتك لتزيدها قدر الإمكان ، وكذلك سمعتك وتكريمك ؛ ولكن بالنسبة إلى عقلك ، فيما يتعلق بالحقيقة وروحك ، والتي هي مسألة تحسين مستمر ، فأنت لا تهتم ، حتى أنك لا تفكر في ذلك." هكذا تحدث أفلاطون في محاورة الدفاع عن سقراط مشيرا الى البُعد عن الرعاية الذاتية بوضوح نتيجة البُعد عن الحقيقة ، والحقيقة حول الذات بقدر ما تشير إلى الحقيقة بشكل عام.

في هذا الاتجاه يميز فوكو ثلاثة أبعاد أساسية في الرعاية الذاتية كان قد ذكرها في دروسه عن هرمينوطيقا الذات [2]في علاقة بالذات والعالم والآخر ، حول موضوع الموقف العام من الذات لذاتها، و طريقتها المعينة للنظر إلى الأشياء ، وحول مسألة المكوث في العالم ، للقيام بأعمال معينة ، ولإقامة علاقات مع الآخرين.

"- أولاً ، موضوع الموقف العام ، وطريقة معينة للنظر إلى الأشياء ، والتواجد في العالم ، والقيام بأعمال ، وإقامة علاقات مع الآخرين. هو موقف: تجاه الذات ، تجاه الآخرين ، تجاه العالم ؛

- ثانياً ، العناية بنفسك تعني أنك تحوّل نظراتك ، وأنك تنقلها من الخارج إلى ... كنت سأقول "بالداخل". دعونا نترك هذه الكلمة (التي تعتقد أنها تطرح الكثير من المشاكل) جانباً ، ودعونا نقول فقط أننا يجب أن نغير نظرتنا ، من الخارج ، ومن الآخرين ، من العالم ، وما إلى ذلك ، نحو : "نفسك". تتضمن الرعاية الذاتية طريقة معينة لمشاهدة ما تفكر فيه وما يحدث في الفكر. علاقة كلمة التمرين بالتأمل. (...).

- ثالثًا ، الإجراءات التي يمارسها المرء على نفسه ، الإجراءات التي يتولى المرء بواسطتها مسؤولية نفسه ، والتي يعدل المرء من خلالها نفسه ، والتي ينقي المرء من خلالها نفسه ويحول من خلالها المرء نفسه. ويقوم بتشكيلها. ومن هناك ، سلسلة كاملة من الممارسات التي ، في معظمها ، مثل العديد من التمارين التي سيكون لها (في تاريخ الثقافة والفلسفة والأخلاق والروحانية الغربية) مصير طويل جدًا. على سبيل المثال ، هذه تقنيات التأمل. هذه هي تقنيات حفظ الهوية ؛ هذه هي تقنيات الفحص الذاتي."

على هذا الأساس يدعو ميشيل فوكو الى العناية بالذات بأن"يصبح المكان المعطى لمعرفة الذات أكثر أهمية: مهمة اختبار نفسك ، فحص ذاتك ، التحكم في نفسك في سلسلة من التمارين المحددة جيدًا تثير سؤال الحقيقة - حقيقة ما نحن عليه وما نحن قادرون على القيام به - في صميم تكوين الذات الأخلاقية "[3]

يعتبر ميشيل فوكو بالفعل الرعاية الذاتية بمثابة تقنية ذاتية ، وهو فن لا يمكن ، على هذا النحو ، اختزاله إلى السجل الوحيد للمعرفة ، ولكنه يشمل ممارسات الكتابة أو التأمل بالإضافة إلى الإثارة الجنسية أو الممارسة السياسية. لم تعد مسألة صنع عمل معرفي بل جعل حياة المرء أثرا مصنوعا، يصرح حول هذا الأمر: "بالكاد نمتلك ذكرى هذه الفكرة في مجتمعنا ، وهي فكرة يتم بموجبها رعاية العمل الفني الرئيسي ، المجال الرئيسي الذي يتعين عليك فيه تطبيق القيم الجمالية هو نفسك وحياتك ووجودك"[4]. لكن أليس الاعتناء بالذات هو علامة حرية؟ وألا تمثل أخلاقيات الرعاية الذاتية ممارسة للحرية؟ وكيف يقتضي الاعتناء بالذات ممارسة الاعتراف بالتحريض على خطاب التجربة المثيرة التي تتعلق بالرغبة[5] ؟

[1] Epictète, Entretiens, I, 15, 2, cité par Hadot (P.), Exercices spirituels et philosophie antique, Paris, Albin Michel, 2002 (2e édition), p. 23.

[2] Foucault (M.), L’herméneutique du sujet, Cours au Collège de France 1981-1982, Paris, Seuil/Gallimard, 2001.

[3]  ميشيل فوكو، تاريخ الجنساية، العناية بالذات، الجزء الثالث، لقد تفاديت الترجمتين العربيتين للكتاب وهما: الانشغال بالذات والانهمام بالذات، تاكيدا على الفاعلية الانسانية في رعاية الذات والعالم والآخر.

[4] Foucault (M.), Dits et écrits, Paris, Gallimard, 1994, vol. IV, p. 402.

[5] Foucault (M.), Histoire de la sexualité, t. I, La volonté de savoir, Paris, Gallimard, 1976, p. 172.

كمبوديا تتجه أيضا للتوريث!/ د. عبدالله المدني

توريث الحكم إلى الأبناء أو الزوجات في آسيا ( حتى في دولها الديمقراطية) ظاهرة معروفة للجميع منذ خمسينات القرن العشرين، خصوصا في حالات رحيل الأب أو الزوج  بالإغتيال وما يفجره ذلك من مشاعر الحزن والعواطف الجياشة تجاه الأسرة السياسية المنكوبة، ولاسيما إذا كان الراحل بطلا للإستقلال أو رمزا وطنيا كبير أو صاحب إنجازات عظيمة. رأينا ذلك أولا في سريلانكا ثم في الهند وباكستان وبنغلاديش والفلبين، وشاهدناه في صورة تفويز أحد أفراد السلالة بعد حين كما في أندونيسيا وبورما وسنغافورة، ووجدناه نهجا غير قابل للنقاش في حالة "جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية" الشيوعية.
اليوم، أو قريبا جدا، سوف نكون أمام حالة فريدة، مكانها كمبوديا وبطلها رئيس الوزراء "هون سين" الذي يحكم البلاد، في ظل ملكية دستورية غريبة، منذ عام 1985 دون انقطاع. أما الشخص المحظوظ المرشح لخلافته فهو إبنه "هون مانيت" (43 عاما) الذي بات يكثر من الظهور رفقة والده في زيارات الأخير الخارجية، والتي كان آخرها زيارته إلى بكين في فبراير الماضي، حيث شوهد وهو يتلقى ترحيبا حارا من لدن الزعيم الصيني "شي جينبينغ".
والحقيقة لئن كان مرافقة الإبن لأبيه إلى اجتماعات القمم الرسمية هو نوع من الإعداد المبكر للإبن لوراثة المنصب الأعلى في البلاد، فإن ترحيب الزعيم الصيني به بحرارة فســر على أنه تزكية صينية لما سيقدم عليه الزعيم الكمبودي. وهذه التزكية مهمة إذا ما أخذنا في الإعتبار أن كمبوديا هي الحليف الأبرز للصين ضمن دول الهندالصينية، وأنها صاحبة مواقف ثابتة في تأييد بكين سواء في قضية الجزر المتنازع عليها في بحر الصيني الجنوبي بين الصين وعدد من دول آسيان أو في قضيتي هونغ كونغ وإقليم تركستان الشرقية. ثم إذا ما أخذنا في الإعتبار أيضا حقيقة أن واشنطون تنافس بكين على النفوذ في هذه الدولة، مما يعني أن لكلتا القوتين مصلحة في انتقال السلطة في فنوم بنه بطريقة سلسلة من "هون سين"، الذي سحق كل معارضيه على فترات متقطعة وبات الآمر الناهي الأوحد، إلى إبنه.
وهكذا، تحبذ الصين موضوع التوريث كي تضمن استمرارية سياسات فنوم بنه الحالية تجاهها. أما الولايات المتحدة، التي تدهورت علاقاتها مع كمبوديا منذ عام 2017 على خلفية العقوبات التي فرضتها واشنطون ضد حكومة فنوم بنه بسبب قمعها للحريات السياسية، فتبدو هي الأخرى غير معارضة لمسألة التوريث على أمل أن يكون الزعيم المقبل أكثر قربا منها، وهو أمل يراهن عليه الأمريكيون من منطلق أن "هون مانيت" تلقى علومه العسكرية على نفقتهم في أكاديمية ويست بوينت النخبوية، كما نال درجة الماجستير من جامعة نيويورك الأمريكية قبل حصوله على الدكتوراه في الإقتصاد من جامعة بريستول البريطانية. أما رهانهم الآخر فمنطلقه أنه ينتمي إلى جيل الشباب، وبالتالي فإن طريقة تفكيره ونظرته إلى القضايا المحلية والخارجية لابد وأن تكون مختلفة عن جيل والده، وقد يعيد التفكير في وضع كل البيض الكمبودي في السلة الصينية.
إلى الآن لم يصدر من "هون سين" أي تلميح حول موعد تخليه عن السلطة لإبنه، وبالتالي فقد يستغرق ذلك زمنا طويلا، خصوصا وأنه كان قد أعلن في وقت سابق أنه سيحتاج إلى عشر سنوات أخرى في زعامة الدولة والحزب الحاكم (حزب كبوديا الشعبي)، ناهيك عن وجود تصريح آخر له قال فيه أن حزبه سيظل ممسكا بالسلطة لمدة مائة عام مقبلة. لكن إعداد الإبن "هون مانيت" جار على قدم وساق. ففي عام 2018 مثلا تم تعيينه عضوا ضمن أعضاء النخبة في اللجنة الدائمة للحزب الحاكم، كما تمت ترقيته في العام نفسه وتنصيبه قائدا للقوات الملكية الجوية. وفي شهر يونيو المنصرم عهدت إليه رئاسة لجنة الشباب في الحزب الحاكم، وبالتالي صار مسؤولا عن حركة الشبيبة الكمبودية في المهجر. أما قبل ذلك فقد لوحظ تعدد زيارته إلى الخارج بصفتيه الحزبية والعسكرية، وكثرة مشاركته في الأنشطة الرياضية وفعاليات تخريج طلبة الجامعات، والظهور على صفحات الفيسبوك (يمتلك حسابا هو الأكثر متابعة بعد حساب والده)، الأمر الذي فسره المراقبون على أنه عملية تسويق ذكية متدرجة لشخصه، وتحديدا في أوساط الجيل الجديد.
قد يتساءل البعض عما إذا كان الكمبوديون سيقبلون وينتخبون"هون مانيت" زعيما لهم بدلا من والده؟ وهذا التساؤل لا قيمة له لأن كمبوديا تتبع النظام البرلماني، وبالتالي فإن الشعب يصوت لصالح أحزاب ولا يختار شخصا معينا لقيادة البلاد. وبما أنه لا توجد في البلاد أحزاب معارضة قوية، فإن فوز "حزب كمبوديا الشعبي" الحاكم في الانتخابات القادمة المقرر إجراؤها سنة 2023 مؤكد. وعليه يجب أن يكون التساؤل هو عما إذا كان الحزب الحاكم سيقبل بالرجل زعيما له وللدولة؟
هنا، ورغم الهيمنة الأخطبوطية لوالده على دهاليز الحزب، قد يواجه "هوت مانيت" شيئا من المعارضة من قبل عواجيز وجنرالات الحزب القدامى ممن حاربوا في التسعينات ويعتبرون أنفسهم أحق بزعامة كمبوديا، إلا إذا استبق "هون سين" الأمور ونصب إبنه خليفة له قبل عام 2023.
د. عبدالله المدني
*أستاذ العلاقات الدولية المتخصص في الشأن الآسيوي من البحرين
تاريخ المادة: يوليو 2020 
الإيميل: Elmadani@batelco.com.bh



محارق الصهيونازية.. الأسير الفلسطيني كمال أبو وعر نموذجاً/ حسن العاصي

معتقل منذ العام 2003، ومحكوم بالسجن 6 مؤبدات و50 عاماً. مصاب بسرطان الحنجرة والحبال الصوتية، تدهورت صحته وفقد صوته، وأخيراً تمت إصابته بفايروس كورونا، حياته في خطر ومهدد بالموت. هذا حال الأسير الفلسطيني كمال أبو وعر الذي يبلغ من العمر 46 عاماً، من بلدة فباطية في مدينة جنين والمعتقل في سجن "جلبوع" النازي، بعد أن أمضى للآن 18 عاماً في زنازين المحارق الصهيونازية.

أمين شقيق الأسير يذكر أن أخاه قد أصيب بسرطان الحنجرة في العام 2019 وأن الفحوصات الأخيرة أظهرت أن "حجم الورد يزداد". وتقول شقيقته نسرين أن "حالة كمال المعنوية مرتفعة جدا، لكن وضعه الصحي خطيراً " تضيف "أتمنى أن يتم إنقاذه قبل فوات الأوان"

الأسير الذي يصارع المرض اعتقلته قوات الاحتلال في بداية عام 2003 ووجهت له تهمة الانتماء لكتائب شهداء الأقصى والقيام بأعمال المقاومة ضد الاحتلال وقتل العديد من جنود العدو الصهيوني. الأسير أبو وعر والذي يكنى "أبو أمجد" أعزب من بلدة قباطية جنوب جنين، وله شقيقين وشقيقة واحدة.

كان من الرجال الصناديد في مواقع العمل الوطني بصفوف كتائب شهداء الأقصى في مدينة نابلس "جبل النار". مناضل شجاع لا يهاب شيئاً، كريم وصاحب شهامة ومروءة كما يقول جميع من يعرفه. اعتقلته قوات الاحتلال حين قام بطعن جندي صهيوني حاول التحرش بفتاة فلسطينية قرب مدينة نابلس، حتى الموت.

تعرض للتعذيب الشديد طوال شهور عديدة، أثناء فترة التحقيق في أقبية جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشين بيت"، قبل أن تصدر المحكمة العسكرية الإسرائيلية عليه حكماً بالسجن المؤبد 6 مرات و50 عاماً إضافية.

الشهداء الأحياء

ما يتعرض له الأسير أبو وعر، يتعرض له جميع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني، منهم ما يقرب من 1000 أسير يعانون أمراضاً مزمنة وخطيرة، 100 اسير منهم على الأقل يعانون من أورام سرطانية بدرجات متفاوتة.

ورغم خطورة الظروف الصحية لهؤلاء الأسرى إلا أن إدارة السجون لا تقدم لهم سوى المسكنات والمنومات، رغم أن غالبيتهم يعانون من الشلل والإصابة بالرصاص والأمراض المزمنة، ويتنقلون على كراس متحركة، ويعتمدون على أسرى آخرين للقيام باحتياجاتهم اليومية.

تتعمد سلطات الاحتلال مواصلة سياسة الإهمال الطبي الكشفي والعلاجي والدوائي بحق الأسرى الفلسطينيين. وتماطل في إعطاء الأسرى المرضى بعض الأدوية. وتحول السجون إلى محارق جديدة، اشبه بالمحارق التي تعرض لها اليهود أنفسهم في أربعينيات القرن الماضي.

 فقد استشهد في العام المنصرم فقط بالسجون الإسرائيلية أحد أقدم الأسرى الفلسطينيين، الأسير فارس بارود، 51 عاماً، وقد قضى 28 عاماً في الأسر. وبعده أُعلن عن استشهاد الأسير ياسر اشتية، 36 عاماً، في ظروف ما زالت مجهولة.

ثم استشهد الأسير سعدي الغرابلي 75 عاما من قطاع غزة، جراء معاناته من مرض السرطان الذي أصيب به خلال فترة اعتقاله التي دامت 26 عاما، حيث كان يشتكي من عدم اكتراث سلطات السجون لوضعه الخطر، وعدم تقديم العلاج اللازم له.

الأسرى الفلسطينيين الذين ضحوا بحياتهم، ويمضون أجمل سنين عمرهم خلف القضبان في معتقلات وحشية فاشية، يجب أن تبقى قضيتهم في مقدمة اهتمام القيادة الفلسطينية، ويجب أن يتم اعتبارها واحدة من أهم الثوابت الوطنية للشعب الفلسطيني.

إن الأسرى الفلسطينيين ليسوا أرقاماً في قوائم إدارة السجون الإسرائيلية. فلكل اسير منهم حكاية تقطر وجعاً، فهم غصة لا تبارح في قلب كل واحد من ذويهم ومن شعبهم. واستمرار اعتقالهم في الزنازين الصهيونية وصمة عار على جبين هذا العالم البغيض.

فالمخالفات التي يرتكبها الاحتلال البغيض في حق الأسرى لا تمت للإنسانية بصلة وكل ذلك يجري أمام صمت كريه ومفضوح من الأوساط العالمية، التي تتجاهل قيام إسرائيل انتهاك القانون والأعراف الدولية، ومن هذه الانتهاكات منع الأهالي من الزيارات، والتعذيب الجسدي والنفسي، والاعتقال الإداري وهو اعتقال بدون أي تهمة أو لأسباب تسميها قوات الاحتلال بالأدلة السرية وماهي إلا حجج واهية لتبرر جرائمها.

على سبيل الذكر فإن الحاجة لطيفة أبو حميد "أم ناصر" من مخيم الأمعري للاجئين قرب رام الله فقدت أي خبر عن أبنائها الأسرى الأربعة المعتقلين في سجن عسقلان والمحكومين بعدة مؤبدات، بعدما منعتها سلطات الاحتلال من زيارتهم منذ خمس سنوات على الأقل.

قضية الأسرى الفلسطينيين في المحارق الصهيونازية لم تكن يوما مجرد عناوين في الصحف وقنوات الأخبار، أو مجرد جرائم كالتي يرتكبها الاحتلال يومياً، بل تحولت لسياسة ممنهجة تهدف إلى إخضاع الشعب الفلسطيني.

لكنها بالنسبة للفلسطينيين هي عقيدة يؤمن بها ويناضل من أجلها كل فلسطيني حر، وهي أيقونة الحرية المُنتظرة.

فيما تواصل إسرائيل سياسة الإهمال الطبي والقتل العمد للأسرى الفلسطينيين في سجونها، المعتقلين في ظروف قاسية للغاية، حيث تفتقد الزنازين التي يقبعون داخلها إلى أبسط ضروريات الحياة البشرية. ويواصل الشعب الفلسطيني نضاله المشروع، ولن يتوقف حتى استعادة حريته ونيل استقلاله، ليعيش كريماً حراً في دولته الفلسطينية التي ستظل عاصمتها القدس الشريف.

الغرب المنافق

الغرب الذي يذرف الدموع لرؤية قطة تتعرص لحادث دهس في الشارع العام، لكنه يتجاهل القتل الممنهج الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، على أيدي الصهاينة النازيين الجدد. فلا يمر يوم دون ان تقوم قوات الاحتلال بإطلاق الرصاص على رأس أحد المواطنين الفلسطينيين، في مدينة أو بلدة فلسطينية، دون أن نسمع أي إدانة للكيان المغتصب.

الغرب الذي يصرف المليارات لأجل مكافحة انقراض بعض أنواع الحيوانات والنباتات في مناطق مختلفة من العالم.، لا يفعل شيئاً للإنسان الفلسطيني المهدد بذاته ووجوده وحياته وبوطنه وأرضه وعائلته وبمستقبله منذ قرن من الزمن.

يبدو أن حقوق الإنسان وكرمته ماركة غربية، لا تصلح لغير الغربيين. فالحكومات الغربية التي تثير زوبعة حول حقوق الإنسان حين يتم اعتقال مواطن غربي في أي بقعة ولأي سبب من الأسباب، لا ترى في قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ عمليات الإعدام بحق الشباب والشابات الفلسطينيين، في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من خلال إطلاق الرصاص على رؤوسهم في الشارع بتهمة الاعتداء على الجنود، لا ترى في هذا الفعل جريمة تستحق أن تُجر إسرائيل بسببها إلى محكمة الجنايات الدولية، ولا ترى أنها جريمة تستدعي مقاطعة اقتصادية للكيان الصهيوني.، وغالباً تمر هذه الجرائم دون أي إدانة من الدول الغربية.

الغرب، والعالم برمته الذي اهتزت أركانه لمقتل المواطن الأمريكي الأسود "جورج فلويد" خنقاً تحت ضغط ركبة شرطي أمريكي أبيض، وهو يستغيث "إنني أختنق، لا أستطيع أن أتنفس". من المعيب لهذا العالم ألا يحرك ساكناً، والشعب الفلسطيني برمته ومنذ قرن يتعرض للاختناق. من المخجل أن لا تهتز أركان الغرب لوجود 8000 أسير فلسطيني "لا يستطيعون التنفس"، يختنقون كل يوم، ويموتون كل يوم، ويستغيثون كل يوم، والبعض منهم أمضى 41 عاماً في الزنازين، ومعظمهم مضى على اعتقاله أكثر من 15 عاماً.

إن هدف الحصول على الحرية، الذي بسببه يوجد آلاف الأسرى الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الصهيونية، وكذلك والتحرر من الاحتلال، والانعتاق من العبودية، ونيل الاستقلال الوطني، هي مطالب وأهدف حقيقيه وسامية وعادلة لجميع الأفراد والشعوب، هذا ما تأكده جميع الثورات اليت شهدها التاريخ منذ ثورة "سبارتاكوس" الثائر القائد المُستعبد، حتى مقتل "فلويد" الأمريكي ظلماً.

جبهة واسعة

منذ أن تم استيلاد الكيان الصهيوني العنصري إسرائيل في قلب الوطن العربي فلسطين وتمكينه ودعمه سياسياً واقتصادياً وعسكرياً من قبل الدول الغربية، بريطانيا وفرنسا بداية بصورة رئيسية، ثم الولايات المتحدة، بهدف حماية المصالح الاستعمارية، والإبقاء على تقسيم العالم العربي، وتقويض قدرة أي دولة عربية تحاول تعزيز استقلالها وسيادتها الحقيقية.

 ومن أجل تحقيق هذه الأهداف الاستراتيجية عمدت الدول الغربية دائمة العضوية بمجلس الأمن على حماية الكيان الصهيوني العدواني سياسيا وتمكينه الإفلات من تنفيذ أي قرار يصدر عن مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة. واستخدمت حق النقض على مدى سبع عقود ماضية لكي تمنع صدور أي قرار يلزم إسرائيل بموجب الفصل السابع على تنفيذ القرارات الدولية.

هذا الوضع جعل من إسرائيل دولة محصنة من المحاسبة والمساءلة عن الجرائم التي ترتكبها بحق الفلسطينيين، مما جعلها دولة فوق القانون.

نحتاج إلى إنشاء جبهة واسعة تضم دولاً وأحزاباً ومنظمات مجتمع مدني ونقابات، على الصعيد العربي والإقليمي والدولي، بهدف مواجهة التعنت والغطرسة والعنجهية الإسرائيلية التي تتحدى الأمم المتحدة وقراراتها المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

 والمطالبة بعزل الكيان الصهيوني العنصري الذي يمعن بتبجح في رفض تنفيذ أي قرار صادر عن مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة. واستصدار قرار بتوجيه إنذار للكيان الصهيوني يطالب بإنهاء احتلاله للأراضي الفلسطينية، والإفراج غير المشروط عن جميع الاسرى الفلسطينيين.
ومحاولة استصدار قرار بتجميد عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة خلال الفترة الزمنية المحددة لإنهاء الاحتلال. ثم الضغط لطرد الكيان الصهيوني من عضوية الأمم المتحدة لانتفاء شرط قبولها القاضي بتنفيذ قراري 181 و194 في حال استمرار رفضه لتنفيذ هذين القرارين الدوليين.

على درب الحرية

لم يعد مقبولا عدم اضطلاع المجتمع الدولي بواجباته تجاه تنفيذ القرارات التي اتخذها عبر هيئاته الدولية. لقد حان الأوان لوضع حد لإفلات إسرائيل من المساءلة الدولية، والتملص من العقاب.

لم يعد مقبولاً ولا مفهوماً استمرار اعتقال 8000 من الأسرى الوطنيين السياسيين الفلسطينيين في الألفية الثالثة. هذه مسؤولية مباشرة للأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس المفوضة السامية لحقوق الإنسان، ورئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وجامعة الدول العربية، والدول دائمي العضوية في مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة، على عاتق هؤلاء جميعاً تقع مسؤولية التدخل وممارسة كافة أنواع الضغوط على دولة الاحتلال لوقف محرقة الأسرى، وإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين من سجونها، وإغلاق هذا الملف مرة واحدة إلى الأبد.

الحرية للأسير المريض كمال أبو وعر الذي يكابد بصمت وجع السجن، وألم المرض، ووحشة العزلة. الحرية لجميع الأسرى الفلسطينيين الشهداء الأحياء في المحارق الصهيونية.

سلاماً لك وسلام عليك أبو أمجد، فأنت ورفاقك الوجع في قلب فلسطين، في قلب كل عربي ومسلم وطني غيور، وكل حر شريف في الكون. أنتم الأحرار ونحن المعتقلين. أنتم وجع في قلب جميع الفلسطينيين الذين ينتظرون أن يمدوا أذرعهم لاحتضانكم جميعاً، وأنتم أحراراً في وطن حر مستقل.

صباحكم أجمل: سلواد حكايات الأجداد وعشق الجدات/ زياد جيوسي



"الحلقة الرابعة"

   سلواد لم تتوقف عن الهمس لي بحكاياتها وعبق تراثها وتاريخها وحكايات ابطالها وأسودها طوال فترة التجوال الذي لم نتوقف عنه منذ الصباح المبكر، وها نحن وقد تحركت برفقة مضيفيني الاستاذ عبد الرؤوف عياد والشيخ عبد الكريم عياد باتجاه البلدة القديمة التراثية للمرة الثانية، حيث جرى ترتيب الجولة على مرتين بينهما زيارة لجمعية سلواد الخيرية، وإن كان الوقت قد تسارع فعدت الى رام الله في المساء والكثير من مناطق سلواد لم نصلها  كما قال لي العزيز عبد الرؤوف، ووعدته بزيارة أخرى لاحقا إن شاء الله كي نكمل تجوالنا في رحاب سلواد، وما أن بدأنا التجوال وبدأت الأبنية التراثية تهمس لي بحكايات الأجداد وقصص عشق الجدات، حتى تذكرت بعض مما همسته الشاعرة رفعة يونس منسقة جولتي من البعيد حيث حرمت من سلواد منذ هزيمة 1967م، حين قالت بقصيدتها "في حضرة الدار" من ديوانها "مغناة الليلك": " بين الجدران التي صفعتْ سطوة الرّيحِ/  داليةٌ خبأتْ في خاصرةِ الليل/ في جنبات العتمة ..حجّة وحدتِها/  ونزيفَ الصّمتِ على جرحها/ وأطلّتْ على صفحة القلبِ ..مشرقةً/ في كاملِ ...كاملِ دهشتها/".

   صعدنا لأعلى التلة المعروفة راس علي بالسيارة لنبدأ جولتنا من عند مدرسة بنات سلواد الثانوية والتي شهدت طفولة شاعرتنا رفعة يونس، فالتقطت عدستي بعض من اللقطات من الخارج للمدرسة فهي كما باقي المدارس مغلقة بسبب الجائحة العالمية، والتقطت لقطة لشجرة الصنوبر المحاذية للبوابة والتي حدثتني عنها الشاعرة ولكنها اصبحت باسقة وشامخة عبر 53 عام في ظل الغياب، وبجوار المدرسة المسجد الشمالي وهو قديم ولكنه ليس تراثي في عمر البناء للمسجد القديم في الخلف، بينما اسفل الساحة الأمامية للمسجد مصلى النساء في مبنى تراثي وعلى ما يظهر انه كان المسجد مع البناء الخلفي قبل حصول التوسعة وتتم عملية البناء في الساحة، ومن هناك كنا نتحرك للبلدة التراثية مارين بحوش وعلية أبو عدس وهو من أثرياء البلدة، وواضح أن العلية بنيت في مرحلة لاحقة عن البناء للحوش التراثي، حتى وصلنا منطقة الصفاة في البلدة التراثية والتي قامت البلدية برصفها بالطوب كي تتناسب مع طبيعة الأبنية، فتركنا السيارة وبدأنا جولة على الأقدام كي نتنشق عبق الدروب، مارين بمجموعة من البيوت التراثية والتي كانت تشكل قلب سلواد التراثية ومنها حوش دار عيد وبيت الشيخ خليل عياد وهذه البيوت التراثية والمتقاربة بالشكل والتصميم كما كل بيوت العقود المتصالبة تقريبا تكون بوابتها قوسية من الأعلى وفي الغالب تكون النافذة مرتفعة وطولية الشكل بقوس على اعلاها، والغاية كانت من رفع النوافذ حتى لا ينكشف من بداخل البيت لعيون المتلصصين، وأيضا من زاوية أمنية لحماية البيت من اللصوص، وفي نظام الأحواش تكون مجموعة من البيوت متلاصقة وذات طبقتين تحيط بساحة مشتركة وبوابة للدخول، وغالبا ما يكون سكان الحوش اقارب أو من اسرة واحدة، وكل بناء منها مكون من القبو وعادة كان يستخدم لايواء الماشية التي يستفيدون منها يوميا من حليبها ومشتقاته، أو مخزن لحفظ المواد التموينية فهو عادة بارد بحكم سماكة الجدار وعزله، ومن ثم يصعدون على درجات حجرية للمصطبة وفي بعض البيوت تكون مساحة لحفظ المواد التموينية، والمسطبة تعلوها أو بجوارها حسب التصميم للبيت وهي مكان الاقامة والنوم، وفي الجدران فجوات لترتيب الفراش بعد النوم وأخرى لحفظ الأطعمة وطاقات لحفظ بعض المسائل الأخرى وفجوة لحفظ برودة الماء بالجرار الفخارية، ولذا كانت النوافذ لهذا القسم العلوي من البيت للتهوية، ومن هذه النماذج التي ما زالت قائمة حوش آل الهندي ومازال قسم منه مسكونا، والقسم المسكون مكون من طابقين ويتم الصعود للدور العلوي بسلم حجري ملتف حيث استأذن مضيفي عبد الرؤوف ودخلنا لساحته الصغيرة وتأملت تصميمه والتقطت بعض اللقطات له.

   والجدير بالذكر ما تفضل به الأخ عبد الرحمن صالح حامد "أبو صالح" خلال الجولة الصباحية التي رافقنا بها، أنه وخلال فترة الاحتلال البريطاني لفلسطين وحين كانت سلواد بأبطالها شوكة في عيون المحتل البريطاني وشاركت بشراسة في ثورة 1936، أن البريطانيين لم يكونوا يذكروا اسم سلواد إطلاقا ويكتفون بتسمية المنطقة بإسم "عيون الحرامية" في وسائل اعلامهم حتى يعطوا صفة اللصوص "الحرامية" على الثوار وخاصة ان العديد من الضباط الانجليز جرى اغتيالهم على أيادي ثوار سلواد وأبطالها، وفي لوحة شهداء سلواد في قاعة البلدية أحصيت 15 شهيدا من عام 1917 حتى عام 1948، وأولهم الشهيد هاشم عبد الله مسعود حماد والذي استشهد في سلواد عام 1917، ومنهم الشهيدة عزيزة أحمد عياد والتي استشهدت في حيفا عام 1937، فتأكدت أن سلواد لبؤة أنجبت الأسود واللبؤات، ومنذ الاحتلال الصهيوني عام 1967 بقيت سلواد شوكة في خاصرة الاحتلال وقدمت عشرات الشهداء والأسرى والأبطال المتميزين ببطولاتهم وقد احصيت على لوحة الشرف في قاعة البلدية 46 شهيدا وشهيدة من عام 1967 واولهم الشهيد سليمان عبد الرحيم حماد حتى عام 2016 حيث الشهيد إياد زكريا جمعة حامد، وسلواد التي تمكنت سابقا كما روى أبو صالح من الوقوف بقوة ضد محاولة انشاء مستوطنة "عامونا" على أراضيها حتى افشلت المشروع الاستيطاني، هي نفسها التي خرجت حين اغلق الاحتلال مدخل سلواد بالأتربة والمكعبات الاسمنية بكاملها واعادت فتح الطريق خلال نصف ساعة رغما عن الاحتلال، والجميل أن كل هذه المسائل موثقة رسميا وليست مجرد استعراض للبطولات.

   واصلنا المسير على الاقدام في البلدة التراثية فشاهدت علية دار أبو الشايب/ دار عطية، وهي جميلة البنيان بالحجر المدقوق والنوافذ الطولية الجميلة بجوار الأبواب مع ملاحظة أن الأقواس فوق النوافذ والأبواب منقوشة بجمالية متميزة، ويحيطها شرفة مطلة محاطة بالسياج المعدني والصعود اليها عبر درج حجري، وعلى اعلى البوابة حجر منقوش عليه آية شريفة لكن بدون تأريخ عام البناء كما المعتاد، بينما الطابق الأسفل بني على النظام التقليدي في العقود وأضيف فوقه عوارض معدنية لتكون قاعدة لبناء العلية وامتداد الشرفة، ومن الطريف ما كانت قد روته لي الشاعرة رفعة يونس أن هذه العلية كان تحتها دكان لشخص من نابلس من عائلة الخراز، وكان يبيع فيها كل ما يتعلق باحتياجات الخياطة والحرير المستخدم بتطريز الأثواب التراثية الفلسطينية، وأن عقد قران والدها على والدتها السيدة قادرية "قدرية" تم في هذه العلية حين كان والدها يبلغ من العمر 20 عام ووالدتها قدرية 13 عام، وحسب ما سمعت شاعرتنا من المرحومة أمها انها لما دخلت الديوان للحفل كان هناك عشرين صينية من القش عليها كل احتياجات العروس والنساء يحملنها على رؤوسهن مع الرقص التراثي احتفاء بالعروس، وروت لي أن جدها رهن ارض له عام 1947م مقابل 150 دينار لتغطية كل مصاريف حفل زفاف ابنه بنفس العام، وهذا كان يعتبر مبلغا ضخما بتلك الفترة ولكن الجد أراد التفاخر بزفاف ابنه أمام أهل سلواد، وبعدها مررنا بمسجد التوتة نسبة لشجرة التوت بجواره وهو مسجد صغير بني بنظام العقود وأقدم مسجد كان في البلدة، ولكنه الآن متروك ومغلق ولا يستخدم وكانت الساحة أمامه مركز تجمع لأهل البلدة، حتى وصلنا الى مبنى تراثي وهو الديوان السابق لآل عياد وهذا الديوان تأسس عام 1710م بالفترة العثمانية ويحمل روح الابنية العثمانية على نمط العقود المتصالبة، حيث كانت بالأسفل بوابات قوسية كبيرة تسمح بدخول الخيالة على جيادهم لربطها بالاسطبل الذي يكون في الطابق الأرضي، وهذه البوابات أغلقت لاحقا ربما لكسب المساحة باستخدام المبنى لمناسبات العائلة، وكان يتم الصعود للمبنى الأعلى بأدراج حجرية ملتفة للصعود، والنوافذ علوية للطابق العلوي وهي طولية مع أقواس ولكن بمساحات ضيقة للحماية، ومساحة خلف المبنى تستخدم للسكن وغيره مع أسوار مرتفعة، فهذا المبنى قائم على نظام قريب من بيوتات شيوخ العشائر وقصور الحكام مع اختلاف المساحات.

   كان الوقت يداهمنا فقد اقترب المساء ولا بد من عودتي الى بيت شقيقي في رام الله لأشد الرحال بعدها الى وكني في قريتي جيوس، ولكن كان لا بد من كسب الوقت في زيارة عدة أمكنة فمررنا ببيت تراثي ويعتبر من اقدم بيوت سلواد حسبما افادني الشيخ عبد الكريم عياد وهو يعود الى دار عبد الرحمن أبو مسعود/ حماد، وهو بيت جميل تراثي بني بطريقة جميلة وله سلم حجري على طرف البيت يصعد لسطحه، مكون من طابقين مع عناية خاصة بالباب والنوافذ والأقواس التي تعلوها ودق الحجارة، لنكمل المسير حتى دوار الشهيد عبد القادر حماد والمعروف بإسم بدران وقد قامت البلدية بتخليد ذكرى الشهيد من خلال تسمية هذا الميدان بإسمه مع نصب تذكاري، لنكمل الطريق لأطراف منطقة الحبايل حيث مررنا بمجموعة من البيوت التراثية متروك بعضها والبعض ما زال مأهولا بالسكان، وهذا ما سيكون ضمن الحلقة الخامسة من جولتي الجميلة في سلواد لبؤة الجبال.

   صباح جميل فيه نسمات طيبة من الهواء خففت من قيظ الأيام الثلاثة السابقة التي قضيتها في مدينة طولكرم، حيث كانت درجات الحرارة مع رطوبة خانقة، أحتسي قهوتي الصباحية وأنا استعد لوداع طولكرم والعودة لبلدتي الصغيرة جيوس مستذكرا رحلتي وتجوالي في لبؤة الجبال سلواد، مع شدو فيروز: "يا غريب الديار، نسيم الجنوب، ضلّ فيك المزار، غداة الهبوب، أنت من بلادنا يا نسيم، يا عبيراً يقطع المدى، حاملاً هموم أرض يهيم، أهلها في الأرض شُرَّدَا".

   فأهمس: وستبقى يا وطني الجمال والسناء والبهاء رغما عن الاحتلال وعاديات الزمان، فصباحك أجمل سلواد وصباحكم أجمل أحبة وقراء..

في رحيل الشاعر الفلسطيني الكبير هارون هاشم رشيد/ شاكر فريد حسن


توفي صباح اليوم الاثنين، الشاعر الفلسطيني الكبير، هارون هاشم رشيد، بعد حياة عريضة زاخرة بالعطاء والابداع والنضال، تاركًا وراءه ارثًا شعريَا هائلًا ورائعًا. 

هارون هاشم رشيد هو احد العلامات البارزة المشرقة ، ومن الكواكب الشعرية الفلسطينية التي أضاءت سماءنا ذات يوم ، من أمثال عبد الكريم الكرمي وعبد الرحيم محمود وابراهيم طوقان ومطلق عبد الخالق وحسن البحيري ومحمد علي الصالح وفدوى طوقان ومعين بسيسو وغيرهم . 

وهو من أكثر الشعراء الفلسطينيين استخداماً لمفردات العودة ، وممن حملوا المدن الفلسطينية في صدورهم وقلوبهم ووظفوها في قصائدهم خاصة يافا ، عروس فلسطين وعاصمتها الثقافية والفكرية ، ومدينة البرتقال الحزين ، التي أشعلت حرائق قلبه فصبغها بهالة شعرية متلألئة تميس عروساً للمدن في الشعر العربي ، ولكثرة ما كتب وتغنى وهتف ليافا ظنه الكثير أنه من مواليدها ، وهو ابن حارة الزيتون في غزة . 

هارون هاشم رشيد من مواليد العام ١٩٢٧، عاش شبابه في غزة ، وعرف أحياءها وشوارعها وازقتها ، وعاش في مصر. 

انه مسكون بتراب الوطن وهاجس العودة ، وهو شاعر الخيمة والبيارة الذي يلهج طوال الوقت بذكر فلسطين والتغني بالعودة . 

وكانت أول قصيدة له عن الخيمة حين أن تحول الفلسطينيون الى لاجئين ، ونشرت آنذاك في صحف غزة ، ويقول فيها : 

أخي مهما ادلهم الليل 
سوف نطلع الفجرا 
ومهما هدنا الفقر 
غدا سنحطم الفقرا 
أخي والخيمة السوداء 
قد أمست لنا قبراً 
غداً سنحيلها روضاً 
ونبني فوقها قصرا 
غدا بوم انطلاق الشعب 
يوم الوثبة الكبرى 
فلسطين التي ذهبت 
سترجع مرة أخرى 
من أعماله الشعرية : " مع الغرباء ، عودة الغرباء ، غزة في خط النار ، حتى يعود شعبنا ، سفينة الغضب ، رسالتان ، رحلة العاصفة ، فدائيون ، مزامير الارض والدم ، الرجوع ، مفكرة عاشق ، يوميات الصمود والحزن ، النقش في الظلام ، طيور الجنة ، وردة على جبين القدس ، المبحرون الى يافا ، وقصائد فلسطينية " . 

يمازج هارون هاشم رشيد في قصائده بصدق وحميمية بين أحاسيس الذكريات والرؤى في وطنه ، وبين صيحات التمرد والثورة التي يذيبها في كؤوس تلك الذكريات لتثير دفء العروبة والوطن الفلسطيني وحرارة الدم . 

 في شعر هارون هاشم رشيد أحزان ودموع حرى ، ولغة صافية مرهفة الحس ، تنساب مثل نهر متدفق تلامس القلب وتأسره ، وهو يوفق في بث لوعته وجوى قلبه . 

اشتهر هارون بقصائده الشجية التي تغنى في كل أصقاع الغربة والمنافي والشتات الفلسطيني ، ويتميز بشعره الحار اللاهب العذب الذي لا يصدر الا عن قلب مؤمن وملتزم بقضية شعبه الوطنية والاخلاص لها ، ولقي هذا الشعر العفوي الصادق الواضح رواجاً واسعاً على امتداد الوطن العربي . 

قصائده رشيقة خفيفة ، سريعة الايقاع ، واضحة المعنى ، سهلة التلحين والغناء ، وقد حقق بهذه البساطة ، وهذا الوضوح ، وهذا الصدق ما لم يحققه شاعر آخر . 

هارون هاشم رشيد رصد معاناة فقدان الوطن ، واتسم بالرومانسية الوطنية ، وعشقه للحرية والحياة ، وقدرته على استنهاض الهمم والمشاعر ، وقصيدته فيها الرقة والجمالية والحنين والغضب والكفاح والتمرد ومعاني العودة . 

 هارون هاشم رشيد من الشعراء الذين ذاع صيتهم على امتداد الوطن العربي ، اقترن اسمه بالقضية الفلسطينية ، وكرس حياته وشعره لخدمة هذه القضية والدفاع عنها ، إنه يرغول فلسطين الذي ظل يعزف على الجرح منتظراً العودة ..!!! 

فسلامًا لروحه، وعاشت ذكراه خالدة. 

رداً على بيان ثورة الارز بشخص رئيسها جو بعيني/ موسى مرعي

اولا عندما تتكلم بلغة التهديد والقوة عليك ان تتكلم عن نفسك وعن كم نفر ماشيين معك او بيسمعولك او ربما بيدفشوك ووقت ان تقع الواقعة تبقى لوحدك في مصيدة الفئران . 
ثانيا انا مغترب وعشرات الاف اللبنانيين المغتربين يرفضون ان تتكلم باسمائهم لأنك تمثل نفسك وحتى انت بذاتك لا تقرر عن نفسك . 
ثالثا نعود الى لبنان.. بحثت بين كل شرائح اللبنانيين لم اسمع بك ولا بما تسميه ثورة الارز . انت بحاجة للتثقيف ولدراسة التاريخ.
رابعا من صنع لك وطنا هم نحن الكنعانيون وعمرنا من الوجود 75 الف عام كوجود واما كأبناء حضارة عمرنا 11 الف عام والكنعانيون خالطهم وجانسهم عدة سلالات الاراميين والحثيين والاموريين والاشورين والكلدانين هذه السلالات تفاعلت مع بعضها وكونت قوة لا تنهزم ووحدوا سوريا الجنوبية مع الشرقية والغربية الى الشمالية واصبحوا امبراطورية كانوا اهل القوة والارادة لهذه الوحدة او الدمج والتمازج هم نحن من صيدا وصور الى فلسطين فيما بعد نحن اي اجدادنا أنشاؤا مدينة جبيل ومن صيدا وصور الى داخل القرى في جنوب صور اي جبل عامل وصولا الى سورية الحالية هي الشام ومنها الى العراق وايضا من شرق فلسطين مرتبطة ايضا بسورية فنحن امة واحدة لكن الفضل يعود للكنعانيين . 
لا يوجد سلالة اسمها الفنيقيون كما انه لا يوجد وطن اسمه لبنان الفنيقي كلمة الفنيقيون جاءت لقب من الاغريق تعني في اللغة الاغريقية البحارة لأن كان السوريون الكنعانيون مسيطرون على معظم بحار العالم ولهم اساطيلهم الحربية والتجارية . 
ممكن نقول لبنان الحديث المنتزع من الخاصرة السورية بعهد الانتداب الفرنسي في 30 تموز 1920 . بنفس الوقت والتاريخ ايضا بالمخطط انشاء دولتين دولة لمسيحيي الشرق بقيادة مارونية تنشأ على ارض بلاد الكنعانيين شمالا وشرقا من سورية ودولة لليهود ايضا تنشأ على القسم الشمالي والجنوبي من بلاد كنعان هي فلسطين .
اريد ان اطلعك على تاريخ البطاركة في الطائفة المارونية الكريمة. عام 1919 اقترح نجيب صفير ممثل البطريرك الماروني انطوان عريضة على رئيس المنظمة الصهيونية العالمية ان يكون لبنان المنشأ حديثا للمسيحيين فقط والبطركية المارونية تدعم اليهود على ان تكون فلسطين لهم لينشأ الوطن القومي اليهودي وسورية للمسلمين . 
تم توقيع الوثيقة مع الياهو يشاع منكين وسنة 1920 صدر مذكرة باسم موارنة لبنان الجديد الى موشي شاليط يعترفون فيها بحق اليهود في اقامة وطن قومي لهم في فلسطين شرط لقاء اعتراف اليهود بلبنان وطنا للمسيحيين ليكون البلدين مشرعين لبعضهم كبوابة مفتوحة بينهما .
عام 1935 قامت الكنيسة المارونية وسياسيين تقديم اقتراح الى حايم وايزمان مفادة بتسليم صيدا وصور مع كل القرى الجنوبية الى اسرائيل في حال قيامها لكي يخلصوا من الشيعة ويبقى السنة يتم توزيعهم الى سورية وهناك حديث ان من السنة الى مصر والمغرب وصاحب هذه الفكرة الرئيس السابق اميل اده . والرئيس الفريد نقاش هو بالذات حاول التحريض على المسلمين .
عام 1936 عقد اجتماع في باريس بين حاييم وايزمان ودايفيد كوهين والياهو انشتاين عن الوكالة اليهودية والبطرك الماروني واميل ادة ونجيب صفير تم التفاهم على الخطوط العريضة لاتفاق اخر يكون ايضا في باريس السنة القادمة 1937 الذي نص على دعم اقامة دولة اليهود في فلسطين واقامة حدود متماسكة وموحدة مع الدولة المارونية اللبنانية .
1945 قامت الكنيسة المارونية وسياسيين بتقديم اقتراح الى حاييم وايزمان مفاده بتسليم صيدا وصور مع القرى الجنوبية للبنان لضمهم الى اسرائيل كي يخلصوا من الشيعة
في 30/5/1946 وقع توفيق عواد عن البطرك عريضة وبرنار جوزف بالنيابة عن حاييم وايزمان نص اتفاق اعتراف الكنيسة المارونية بالرابطة التاريخية بين اليهود في فلسطين مقابل دعم اليهود لدولة لبنان المسيحي (العجب كان بينهم وبين يهود روابط تاريخية وهل هي الروابط على صلب السيد المسيح ونكران اليهود بالاعتراف به لأنه ليس منهم هل هذه هي العلاقة)
في تاريخ 5/8/1947 ارسل المطران الماروني اغناطيوس مبارك رسالة الى لجنة التحقيق الدولية يؤيد فيها قيام دولة اسرائيل في فلسطين .
سيد جو اكتفي بهذا الدرس القصير لأن جعبتي مليئة جدا عن كل البطاركة الموارنة وعندما اقول الموارنة لا اعني عموم الاخوة الموارنة المواطنين بل رجال الدين والسياسيين
تحب اذكرك عندما كانت العصابات العسكرية اليهودية تهاجم قرى الجنوب في العشرينتا والثلاثينات والاربعينات ويقتلون الاهالي ويحرقون الزرع ويقتلون المواشي ويفجرون البيوت ويرتكبون المجازر كان يوجد جيش للوطن ولكنهم كانوا يتفرجون على موت ابن الجنوب بحجة الالتزام بأوامر المؤسسة العسكرية اي القيادة العليا لم يكن انذاك مقاومة لا لحزب الله ولا لغيره ايضا الى ان اعلنوا عن دولتهم العام المشؤم 1948 كل اجتياح قامت به اسرائيل كان بطلب من السياسة المارونية والبطاركة وصولا الى اجتياح عام 1978 و1982 و1995 الى 2006 كانت هذه الاجتياحات الاجرامية من اسرائيل بطلب ال الجميل اي حوبي الكتائب والقوات والبطركية والصراحة لا تزعل الا المخطئ والمعتدي . بتحب ذكرك وذكر سيادة البطريرك مار بشارة الراعي بالمزيد من الأخير احداث سنة 1975 سببها الكتائب بمخطط صهيوني كيف بدأتم بالذبح على الهوية وكان شعاركم على الحواجز لتوقيف السيارات هو المسلم ينزل الى الذبح والمسيحي يبقى في السيارة بتحب ذكرك بالمجازر الجماعية وبالاسماء للمناطق
وبتحب ذكرك بكم عملية اغتصاب لاعراضنا بتحب ذكرك واظهر لك السموم التي عشعشت بقلوبكم وادمغتكم . انا اعطيتك درس عن تاريخكم وماذا استفاد منكم لبنان والشعب تفضل حضرتك واخبرني ماذا نحن فعلنا لكم وللوطن سوى ان اكثر من اقتصاد اللبناني هو من مصادر قرانا الجنوبية ومغتربينا وان لولا سلاحنا بعد ان تبين ان المؤسسة العسكرية للجيش هي على الشعب الجنوبي وليس على العدو المتربص بنا وبالوطن . 
لولا سلاحنا يا جو بعيني ويا كتائب وقوات لكانت بناتكم وبناتنا ونساؤكم ونسائنا ايضا يباعون في سوق النخاسة ولولا سلاحنا لكنت انت واولادك ووالديك عبيدا تخدمون فردا يهوديا واحدا وشخاخا رائحته نتنه لولا سلاح المقاومة لضاع لبنان ولا تفتكروا ان اسرائيل ستجعلكم اسياد في المنطقة كانت قبلكم اعترفت اسرائيل بمسيحيي فلسطين او كانوا قالوا ان السيد المسح ابن السيدة مريم الطاهرة هو روح الله والمرسل من الرب بدلا من صلبه ومحاولة قتله.
 بلغ هذا لسيادة البطرك الراعي واساله عن مصير رجال الدين المسيحيين في سورية الذين اختطفوا على يد الدواعش ومن وراء اختطافهم او من تواصل لاختطافهم ربما ياتي يوم افصح لكم عن المخطط اسألك يا جو لماذا ما تحمستوا لنصرة اخوانكم المسيحين في سورية هل تعرف كم شهيد قدمنا نحن المقاومة في تحرير الكنائس والقرى المسيحية من عائلتي فقط 3شهداء و7 جرحى منهم 3 معاقين وانت جالس تشرب الويسكي وتتبجح وتتقلسف انت وال الجميل وجعجع المتأمر نحن من سلم المناطق المحررة في جرود عرسال وليس بعضلات الجيش واقسم بالله حزب الله قدمها له محررة والمؤسسة عملت تصوير سنمائي خدعة لتظهر عن بطولاتها واذهب اسأل وتأكد نعم بضع من الجيش شارك مع المقاومة بدون قرار من المؤسسة العسكرية . 
وقبل الختام اطلب منك ان لا تتكلم باسم اللبنانيين في الداخل وفي الخارج واياك انت او غيرك ان تتكلموا بنزع سلاح المقاومة فاذا استجاب لكم سماحة السيد سيد الامم حسن نصر الله منقذك ومنقذ لبنان ومنقذنا بتسليم السلاح هو ممكن يتنازل عن قطعة هو يملكها اما سلاح الامة والله والله والله وربك هو ربي لا يمكن ان نتنازل عن سلاحنا اي اعراضنا وشرفنا وكرامتنا الا في حال اذا الجيش امتلك سلاحا رادعا للعدو الاسرائيلي بكل انواع القطع والاليات الحربية الدفاعية والهجومية الجوية البحرية البرية والنهرية وسلاحا لتحت الارض وان يخوض حربا ضد اسرائيل لنرى قدرته فاذا كان ناجحا وانتصر ساعتها سنسلم سلاحنا لأن الجيش صار مؤسسة نثق بها ونفتخر بهم اولادنا وغير هذا ارجو منك ان تفكر جيدا واسمع اغنية قارئة الفنجان لعبد الحليم حافظ .وفي الختام خير الانام.

هلاوس العربي الأخير الذي لم يصب بالعدوى/ ابراهيم مشارة

1-أعطني ألما أعطك قلما
أعطني سجنا أعطك شاعرا
                                                           ***
2-وطني هو الحرية ولأنني أفتقدها فأنا بلا وطن
                                                           ***
3-كل شيء في على ما يرام،إلا لساني أصابه ضمور ومن ثمة أنا بلا كرامة لأنني بلا لسان، لساني هو شرفي ووطني. 
                                                           ***        
4-الخمر تحن إلى دواليها
والأحلام إلى مخداتها 
والأحزان إلى أيتامها
وأنا أحن إلى وطن بلا خوف، بلا جوع، بلا قيود
                                                          ***    
5-المعدة بيت الداء والاستبداد أصل كل داء
                                                          ***
6-كلما أمسكت بالقلم أحسست بالرعب
                                                          ***
7-لا أؤمن بكتابة فيها متعة،فالقلم ليس عضوا تناسليا
                                                          ***
8-هم يقدرون المثقف بلاءاته، بحياته البسيطة المليئة بإنجازاته بعيدا عن الأضواء في مجتمعات تتقدم
ونحن نقدره بأوسمته وتكريماته،بمناصبه، بصوره البديعة إلى جانب كبار المسؤولين في مجتمعات تتأخر
لذا فالثقافة عندهم فعل وعندنا مصدر.
                                                          ***       
9-لا أفهم لماذا يضع كثير من الكتاب والمثقفين والأساتذة حرف الدال أمام أسمائهم ، دع المكتوب يفصح عن مستواك قد يعني حرف الدال شيئا آخر غير ما تقصد ، لم تهرب من سلطة المضمون إلى سلطة الشكل ؟ في الغرب عيب لو فعل ذلك مثقف أو أستاذ جامعي.
                                                          ***                                                                               
10-المواطن العربي مثل الورقة ببعدين فقط الطول والعرض فقد بعده الثالث الارتفاع نتيجة كثرة الدوس عليه لذا فالقول المأثور "ورقة تذروها الرياح" لا يصدق إلا عليه.
                                                                                                                                                                                                    ***                                                                      
11-يتطور العرب يوم يعرفون أن العرض ليس فقط غشاء البكارة بل شرف الكلمة وفي البدء كانت الكلمة.
                                                             ***                                                                      
12-الفاسد لا يولي المسؤوليات إلا فاسدين حتى يضمن البقاء لأن الصالحين بيئة غير مناسبة له سيموت اختناقا تماما مثل الميكروب لا يعيش إلا في القيح والدمامل والبثور.
                                                             *** 

13- الفاسد يحمي الفاسدين بسن قوانين رادعة ضد من يبلغون عن الفساد بدل المسارعة إلى التحقيق مع الفاسدين عملا بالقاعدة الذهبية الخالدة "لا دخان بلا نار" وفي وضع كهذا يشتاق النزيه إلى ذرة نسمة نقية وسط هواء ملوث بالفساد في إدارات شبيهة  بالأقبية.
    ***                                                            
14-يا الله أي جرح أنميته في !
جرح بحجم الوطن
أي حزن رسمته علي ملامحي !
حزن على شكل الخريطة
السنابل فارغة
والسيف مفلول
والبيادر ملاعب تنس
وكوة جدي التي كان يضع فيها المسرجة
وضع فيها ابني هاتفه الذكي
واستسلم للنوم العميق بعد أن مارس حقوق التمدن والمواطنة
وسمات العصر الجديد
                                                       ***
15-تتبعت الغش في قاعات الامتحان وفي الأسواق  وفي المواعظ وفي المناقصات وعلى المنابر فوصلت به إلى  مصدره ،الغش في صناديق الانتخابات، لذا يقبل الغرب منا كل شيء إلا صندوقا نزيها وحيثما كان يتدخل لإلغائه.
                                                       ***                                                                  
16-صور من هتك العرض:
-قول بلا فعل
-أجر بدون عمل
-غش في صندوق الانتخابات
-غش في الامتحانات
-قصيدة في مدح رجل  سياسي
-وعظ عن فضائل الصبر والقناعة والزهد وملايين الجياع حولك 
-المطالبة بالحقوق دون أداء الواجبات
-السكوت عن المنكر إيثارا للسلامة الفردية
هل بقي بيننا إنسان  بكر؟
                                                      ***
17-قال شرطي الحدود الأمريكي للمواطن العربي  وهو يتصفح جواز سفره:
-هل معك دفتر تلقيحات؟
- نعم سيدي لقاحات ضد السارس وآخر ضد الميرس وثالث ضد كوفيد 19 ورابع ضد كوفيد 21 وخامس ضد الإيدز
- كلا ما إلى هذا قصدت بل لقاحات ضد الأخلاق وضد فلسطين والعراق والعروبة وضد وطنك، وأن تكون مؤمنا بآلهة السوق على طريقة المحاصصة 99بالمئة مقابل واحد في المئة.
- كلا لا أملك هذا الدفتر ولن أملكه
-في هذه الحالة شرطة مكافحة الإرهاب ستتكفل بك.
(لا يعني هذا أن الفيروس إنتاج مخبري).