الحطاب/ عبدالقادر رالة

 


    كان قائد فرقة حماية الغابات يشتد علينا وفي نفس الوقت يشفق علينا وهو يعرفنا ، وأشد ما يحس بنا ويتألم لنا في أشهر ديسمبر وجانفي وفيفري  فقال لنا بأنهم يسمحون لنا بالاحتطاب لكن في الليل  أما في النهار فممنوع....

   بعد تردد اقتربت منه وهمست في أذنه مبتسما:   ــ لكن القليل منا من يستطيع أن يذهب للاحتطاب في الليل! البرد أشد ما يكون  قارسا في الليل ، الظلام أشد ما يكون دامسا في الليل ، الذئاب ، بنات آوى  والخنازير أشد ما تكون عدوانية  وجرأة في الليل!

 نظر إلي طويلا ثم تحول نحو جيراني الآخرين من الحطابين وقال :  

   ـ  أمركم عجيب ! إذن لماذا تسكنون الغابة إذ لم تستطيعوا خلق ألفة معها ؟  وغابتنا هذه   ليست بالواسعة ولا الكثيفة مثل غابات النرويج التي عاش فيها الحطاب هانس  وجاور وصادق المسوخ والغيلان الشريرة ، واستطاع الانتصار عليها فقط لأنه أحب الغابة بنفس قدر محبة الوحوش لها....

   تسآلت في نفسي  : ـ هل هانس الذي تحدث عنه حطاب حقيقي مثلي  أما هو بطل إحدى القصص الأدبية التي يقرأها الناس؟ فأنا أعرف الفرق جيدا بين أن يكون المرء بطلا على الورق او في الواقع....

   لكني لم أسأله خشية أن يتهمني بالجبن...

    


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق