شهر، و، انتظار/ بسكال بلّان النشّار


مدينتي تشتعل،

اجتاحها البرق والرعد.

مدينتي تحتضر،

هدير ، هيجان بحر،

انفجار تبعه موت

أبطال الإطفاء، بشر

عديد من ناس، سقط،

قلب بيروت احترق...


نحو السماء أجساد، حلّقت

بثيابها إليه... صعدت...،

وبعض أجساد تحت

الحطام رقدت...

انهيار.... ضياع

لحقه عنفوان..  وقع...

عاصمة بعرضها تغتصب...


شهر ... ومن،

واجبهم حماية بيروت،

ومعالجة ظلم طال ساكنيها

حجارتها،. تاريخها، بيوتها

كنائسها وجوامعها،

مسؤولون هم،

عن ألمها، وجعها واغتيالها،

يمتعضون، يثرثرون،

يتمنون لبعضهم االسلامة

يغسلون أياديهم الملوّثة

بالعماالة، بالسفالة، بالحقارة...

بيروت، تحت الرماد تشقى،

ويبقى دمها شعلة الحضارة...


شهر... لبنانيّ، لبنانيًّة، أولادنا

في الشارع للعناية والرعاية،

رداءهم طقم النظافة،

أدواتهم: رفوش، مكانس، عزيمة

وإضاءة ... عمل ونزاهة...

أما طقم السلطة فمسجّل،

مستورد، ملطّخ بالدناءة...

لا يعيرون أنين المقهورين اعتبارا...

يستبعدون جور الدهر عن مصالحهم

ويبدعون بالإساءة...


في حين الغرق...

في حين الموت وعلى التابوت الابيض العلم قماشة،

في حين فقدان لأشلاء وضحايا،

في حين التشرّد والعراء،

في حين البؤس والمجاعة،

يهاجمون المظلوم، شعبا

يصرخ نجدة وحماية...!


حكّام زمن الحجر والمغارة

على منافعهم،

على أموالهم. يخشون الضرر،

رزق الناس في جيوبهم...

يهرًبون إلى مصارف الخارج

بغفلة عن علي بابا، كنوز سرقاتهم،

يتقاسمون لباس الفقراء ولقمتهم،

وينعمون، داخل ما بنوه من حساب الحصانة

فيما زجاج بيروت مكسّر،

حيطانها مدمّرة... وبيروت جاثية

على ركبتين ممزّقتين متضرّعة،

تناجي، تطلب لأبنائها العدالة...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق