الخالدون من الأدباء/ عبدالقادر رالة


    الخالدون المائة الأعظم تأثيراً في التاريخ لمؤلفه الأمريكي مايكل هارت ، عالم الفلك والرياضيات  ، كتاب أثر ضجّة كبيرة حين صدوره وبعد ذلك لأنه جعل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم على رأس هؤلاء المائة وهو المسيحي ، و الأمريكي ، والذّي ا يعيش في عصر أكثر المستشرقين والباحثين المتخصصين لم يُنصفوا المسلمين وحضارتهم وعقيدتهم ...

  وأنتقد أيضا لأنه استبعد الكبيرة من الأسماء اللامعة ، الكبيرة والمؤثرة لكن للكاتب مقاييسه الخاصة!

   وسنحاول في هذا المقال أن  نستذكر ما هو التأثير الطيب للأدب في التاريخ البشري وكم أديبا ً ذُكر مايكل هارت  في كتابه ...

   وكان حظ الأدباء من الخالدين أديبين شكسبير وهوميروس ، فوليام شكسبير الذّي سبق هوميروس الذّي جاء في المرتبة الرابعة وتسعون أي في الترتيب الأخير ربما لأن المؤرخون لم يُؤكدوا وجوده كشخصية حقيقية وليس أسطورية تتضارب حولها  أراء النقاد والمتخصصين ، و هو ذو تأثير واسع لا حدود له على الأدب العالمي  ، وذلك التأثير بسبب عمليه الخالدين الأوديسة والإلياذة ،اللذّين كان لهما تأثير بالغ على الآداب الإغريقية ، الأوروبية وحتى العالمية... 

   أما وليام شكسبير وهو الكاتب المسرحي العظيم الذّي عاش في القرن السادس عشر فقد جاء ترتيبه السادس والثلاثون لكن الكاتب يردُ على تسألنا : "وقد جاء دوره متأخرا قليلا لا لأني لا أقدر عظمته وعبقريته . ولكن لأنني اعتقد أن الأدباء والفنانين ليس لهم إلا تأثير ضئيل على تاريخ الإنسانية ". 

   " إن ما أنتجوه وأبدعوه من كتب كان ذو أسلوب أدبي رفيع ولغة قوية بمقاييس العصور التي عاشوا فيها " .

   وكان الفنانون والموسيقيين مثلهم مثل الأدباء حظهم غير وافر ... 

إذ ذكر علمين من عمالقة الموسيقى بيتهوفن وباخ ...

وعلمبن من أعلام الفن مايكل أنجلو وبيكاسو ...

وذكر أيضا الفيلسوف الانجليزي جون لوك 1632ـــــ1704

والفيلسوف جان جاك روسو و الشاعر والروائي فولتير لكن أعتبر دائما عظمتهم من ناحية الفلسفة والفكر ...

   وهذا فيما يخص الأدب الأوروبي وهو بالطبع لما يلتفت الى الأداب العالمية الأخرى في الصين ، الهند وفارس وبلاد العرب ، بل أن الفلاسفة الصينيين الذّين ذكرهم كونفوشيوس ،      لا وتسي أو منشيوس كان لتأملاتهم الروحية ومؤلفاتهم الفلسفية تأثير فعال في الأدب الصينية وطالما أعتبرت من ذّخائر الأدب الصيني القديم ...

   وربما من الخطأ أن ذلك حكمه على الأديبين المذكورين أنفا فهو يرى :  " أن رجال الدين والعلماء والمكتشفين والفلاسفة والمخترعين لهم أثر كبير على تطوير وتغيير آمال الإنسانية  فمثلا نجد أن الاكتشافات العلمية لها أثر كبير في الاقتصاد والسياسة وعلى الشؤون الدينية والفلسفية والأعمال الفنية  ".

  ولعله قد نسي  أن الأدباء هم دائما الذين كانوا يحتضنون أمال الإنسانية وطموحات القادة ومغامرات المستكشفين وأمنيات المخترعين و بشائر رجال الدين والدعوات ، بل إن العلم نفسه  استفاد من الأدب فكثير من الاختراعات كانت أحلاما وأمنيات في عقول الأدباء والشعراء ... ويكفي أن نذكر كم هو مدين علم الفضاء للكاتب عبقري مثل جول فيرن مثلا!!

   وفي النهاية فمن المؤكد أن للتكوين العلمي للمؤلف دور في استبعاده للأدباء فهناك كثير من الأعمال الأدبية الخالدة التي كان لها تأثير في أحداث عالمية كبرى ...

   والكتاب تحفة أدبية ومعرفية زاده جمالاً أن مترجمه الأديب الكبير الراحل أنيس منصور !  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق