فترامب يحمل فكرًا عنصرًا وفاشيًا وعقلية شوفينية شرسة، ويشكل خطرًا كبيرًا على بلده وعلى السلم العالمي، وقد تمادى في صفاقاته وعنجهيته وارتكب الخطايا والحماقات الكثيرة خلال فترة حكمه خلال السنوات الأربعة المنصرمة. فقد ألغى اتفاقات دولية وقعتها الإدارات الامريكية السابقة، ومنها الاتفاق النووي مع إيران وما رافق ذلك من حصار ظالم وتهديد متواصل لشن حرب ضدها، والاتفاقات التجارية والاقتصادية مع الصين، ومعاهدة الحد من الصواريخ متوسطة المدى مع روسيا، ناهيك عن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إليها، ووقف المساعدات للفلسطينيين، والاعلان عن الجولان منطقة تحت السيادة الاسرائيلية، ودعمه لخطة الضم الاحتلالية، ودعمه للعصابات الارهابية في سورية والعراق ولبنان، فضلًا عن توجهه العنصري في التعامل مع السود والملونين الأمريكيين، وعدم ادراكه لخطورة جائحة كورونا التي حصدت الآلاف من أبناء الشعب الامريكي.
وتجلت حماقة ترامب بشكل واضح من خلال طعنه بنزاهة الانتخابات الأمريكية الحالية قبل اجرائها، وعدم اعترافه بنتائجها وخسارته، وتقديمه دعاوى قضائية وطعون في عدد من الولايات.
لن تتغير السياسة الخارجية في عهد بايدن، ولن يكون حمامة سلام، لكنه أقل شرًا من ترامب. فالسياسة الخارجية سواء من حَكَم أمريكا الديمقراطي أم الجمهوري هي ثابتة، وما يجري هو تغيير في الشكل ليس إلا، وليس في المضمون والجوهر. وفي عهد الجمهوريين استخدمت أمريكا القفازات الحديدية لتطويع وتركيع الدول والشعوب التي تتمرد على إرادتها وتتعارض مع مصالحها وأهدافها ومشاريعها. ومن يراهن على تغيير جوهري ومختلف في سياسة بايدن إزاء شعبنا وقضيته الوطنية فهو واهم ومصاب بعمى الألوان والغباء السياسي.
فبايدن لن يتخذ خطوات ترتقي إلى التغيير الجوهري والنوعي الملموس في السياسة الامريكية، بل سيواصل مشروع السلام الاقتصادي الإنساني، وليس السلام العادل والشامل والثابت الذي يضمن الحق الفلسطيني بإقامة دولته الوطنية المستقلة في حدود الرابع من حزيران العام 1967، وعاصمتها القدس، وسيعمل على جر المزيد من الدول العربية لحظيرة التطبيع مع دولة الاحتلال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق