سباق الرئاسة الأمريكية والأزمات الترامبية/ سري القدوة


شكلت الانتخابات الأميركية حدثا ومحورا مهما على الصعيد الدولي والعربي حظي باهتمام كبير وغير مسبوق في نطاق المتابعة الدولية والعربية ويأتي ذلك نظرا للتغيرات الدولية وسياسة الإدارة الأميركية التي أحدث فيها ترامب تغيرات جوهرية على صعيد مواقف الولايات المتحدة الامريكية وتعاملها على المستوى الدولي من قضايا تتعلق في التعاون الدولي والقوانين الخاصة بحقوق الانسان وفي مقدمتها ما تم طرحه من مخططات اطلق عليها صفقة القرن ومحاولة ادارته الي فرضها من طرف واحد على الشعب العربي الفلسطيني في مخالفة لقواعد القانون وكونه ادارته طرفا غير نزيهة وعمل على دعم حكومة الاحتلال الاسرائيلي وفرض سياسة الامر الواقع في نقله للسفارة الامريكية للقدس والتي تعد اراضي محتلة ومتنازع عليها وفقا للقانون الدولي .

وتعد الهزيمة المحتملة للرئيس الامريكي ترامب المثير للجدل في الانتخابات الامريكية حدثا متوقعا ويشكل ضربة كبيرة لرئس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته التي كانت تحتفي دوما بما يقدمه ترامب وإدارته من دعم لمشاريع الاستيطان وتشجيعهم على مواصلة، في الوقت الذي يمارس فيه جيش الاحتلال ويرتكب كل يوم انتهاكات جديدة بحق الشعب العربي الفلسطيني ويصادر ويسرق اراضيه لصالح مشاريع الاستيطان الكبرى في الاراضي الفلسطينية المحتلة، ومما لا شك به ان نهاية ترامب تشكل ضربة قوية لحكومة الاحتلال وتعد نتيجة غير متوقعة بالنسبة لهم، وتشكل نتائج الانتخابات التي اظهرت عمليات الفرز المستمرة فيها تقدم المرشح الديمقراطي جون بايدن على منافسة الجمهوري ترامب، كون الادارة الأميركية قدمت الكثير من الدعم والتأييد غير المسبوقين لحكومة الاحتلال على حساب القضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني .

وشكل مواقف المعارضة التي اتسعت دائرتها في الولايات المتحدة الامريكية لسياسة ترامب وتعامله مع وباء كورونا والأزمات الداخلية حيث كانت هذه النتيجة متوقعة بعد سياسته العنصرية التي أضرت بالمجتمع الامريكي وسمعة امريكا على المستوى الدولي وتعارضت مع المصالح الامريكية في اغلب دول العالم .

وشكلت مواقف الرئيس المحتمل للولايات المتحدة الامريكية بايدن وتحركاته السياسية خلال ادارته الحملة الانتخابية العديد من المواقف الايجابية والتي عبر عنها مستعدا في حال تسلمه مقاليد الحكم اعادة النظر بكافة الاتفاقيات والمعاهدات التي انسحبت منها الادارة الأميركية في عهد ترامب، من بينها اتفاقية المناخ، والاتفاق النووي الايراني، وقانون الرعاية الاجتماعية وغيرها من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، كما سيعيد النظر بالسياسة الدولية لا سيما العلاقات الأميركية الايرانية والعلاقة الأميركية العربية وإعطاء القضايا العالقة بالشرق الاوسط اهتماما أكبر من بينها القضية الفلسطينية ليحقق تقدما ملموسا امام الرئيس ترامب الذي فقد صوابه وبات يشكك في النتائج المعلنة حتى الان .

وتشير كل المعطيات والنتائج الى تقدم وفوز بايدن، وفقا لنتائج الفرز التي ستظهر خلال الساعات المقبلة، ضمن انتخابات تاريخية تحظى باهتمام كبير ومنافسة قوية بين الجمهوريين والديمقراطيين والتى حظيت باهتمام دولي وعربي واسع النطاق .

وتابعت الجالية الفلسطينية والجاليات العربية ومؤسساتها في كافة الولايات المتحدة وكان الاجماع على دعم المرشح الديموقراطي بايدن، ضمن جملة من التفاهمات والتوصيات التي طالبت بضرورة دعم القضية الفلسطينية، والعودة لرعاية المفاوضات في اطار الامم المتحدة ومن خلال المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الاوسط، وتقديم الدعم الاقتصادي للشعب الفلسطيني، وبحث القضايا المصيرية من بينها القدس والأسرى وخاصة ان سياسة ترامب العنصرية وانحيازه لحكومة الاحتلال وسياسته الدولية الحقت الضرر الكبير في القضية الفلسطينية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق