كان حُزني عظيمًا وسيظلُّ حُزنًا أبديّاً يسكن عينيّ ويتوسطهما؛ طيلة ساعاتِ النهار حاولتُ الانشغال بأشياء سخيفة وحاولت الهربَ من الحُزن دومًا وحاولتُ ان اطوي يأسي ما أن يحلُّ المساء عبثًا أراهُ يتجدد مع تزاحُمِ الأفكارِ في عقلي، و فيضِ الشّعور داخلي ؛ الأرق، الصُدّاع، المزاجية، ألم الرّوح، نبضات القلبِ، الخوف، الماضي والمستقبل.. الموت والحياة.. الانتظار، سوء الظن بالآخرين، الندم، التشتت، العجز، التَّكتُم، الخذلان، الاشتِياق، الذِّكريات، الوِحدة، الضَيّاع، الحَيرة، الفشَل، الفراق، الخَيبة، القَهر، الغُربة، الحُرّية، الوطَن، الغَضَب، غيابُ الطَّمأنينة، الحُزن. كُل شَيء في هذا العَالم الكَبير كان قد أخذَ حَيّزًا في أيّامي.
أَحِسُّ الآن بِشُعوري مُبتذلاً بصورةٍ غَريبة إنّ أسوء ما يُمكن أن يَحصُل هو أن يكونَ الشُّعور مبتذلاً كل فعل او كلامٍ يبدُر مني سيكون حادً ويمتلك القدرة على الخدش حتى أن الرغبة في الحديث مع الآخرين وتكوين علاقات معهم باتت تَتلاشى شَيئاً فشَيئاً و يَحتلّني البُرود بشكل كبير وأرى جرحًا بداخلي أثره لا يزول، وأشعر أن كل شيء لم يكن يومًا معي أو لصالحي.
كان حُزني عظيمًا.. يكبرُ معي يومًا تلو اليوم الآخر؛
و كانت محاولاتي في وضع فاصل له تبوءُ بالفشلِ الواضح ولا خلاص منه لانه كان قد استحكم مني واستقرّ داخلي.
كان حُزني عظيمًا وسيظلُّ معي إلى أن أُفنى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق