منذ تنفيذ وعود ترامب وقيامه بنقل السفارة الامريكية للقدس المحتلة وفي الذكرى الثالثة لإعلان إدارة ترامب القدس عاصمة لدولة الاحتلال، تتصاعد وتيرة الاعتداءات الاسرائيلية اليومية على المؤسسات الفلسطينية وتتواصل جرائم الحرب التي ترتكبها حكومة الاحتلال بحق ابناء الشعب الفلسطيني والتي كان اخرها الاعتداء السافر على كنيسة الجثمانية في القدس والذي هو بحد ذاته ليس بالحدث العابر أو الجريمة العادية، بل هو هو حدث إجرامي خطير مخطط له مسبقا ويستدعي الاستنفار والرد من المؤسسات الدولية الاسلامية والمسحية وأدانه هذا العمل وضرورة دعم اهل القدس الذين تصدوا للمجرم وأنقذوا الكنيسة القديمة من الحريق والدمار.
أن هذا الاعتداء الإثم على المؤسسات الاسلامية والمسحية في القدس وتواصل العدوان على الحرم الإبراهيمي، والمسجد الأقصى، وكنيسة القيامة، ليس عملا فرديا، بل هو عمل متصاعد ومستمر وقد استفردت سلطات الاحتلال بالقدس لتنشر فيها الفساد وتمارس عدوانها في ظل الدعم الامريكي الكامل من حكومة ترامب التي تشجع على ممارسة هذه الجرائم وتأتي هذه الجرائم ضمن مخطط الاستيلاء الكامل على المدينة ومحاولة طمس الوقائع والحقائق الاسلامية معتقدين انهم في هذا العمل يهودون المدينة ويسرقون ويزورون التاريخ، وإن تلك الممارسات لم تكن يوما هي ممارسات فردية او شخصية بل هي اعتداء مبرمج يأتي في سياق خطة صهيونية متكاملة ومدعومة امريكيا لتهويد القدس عاصمة فلسطين التاريخية وإقامة الدولة اليهودية الخالصة على أرضها المباركة بدعم متصاعد من تيار اليمين المتطرف الامريكي وأتباعه في العالم .
إن اعلان ترامب ودعمه للاحتلال لن ينشئ حقا أو يرتب التزاما أيا كان شكله ومضمونه وتقادمه، ولكن الغريب في الأمر هنا استمرار صمت المجتمع الدولي وعدم ادانه هذا العدوان وصمت حكومة الاحتلال على هذه الجرائم وعدم اتخاذ مواقف تجاه من يرتكبها حيث يشجع مرتكبيها مستقبلا على الاستمرار في مثل هذا النوع من الجرائم، وهذا يدلل انه لا فرق بين حكومة الاحتلال والمستوطنين فهم يمثلون نفس النهج ونفس اليات العدوان والقمع ويرتكبون نفس الجرائم، وهم يعتبرون انفسهم فوق البشر والقوانين وفوق الاعتبارات الاخلاقية والمعايير الدولية، وانه في ظل ذلك لا بد من المجتمع الدولي عدم تجاهله لهذه الجرائم الخطيرة او الاستهانة بها او برمزية القدس وما تعنيه لشعوب كثيرة في العالم الاسلامي والعربي والمسيحي والذين يتطلعون اليها من اجل المساهمة في احلال السلام والسلم الدولي ورقع الظلم التاريخي عنها وإنهاء وضع الاحتلال القائم بالقوة العسكرية لمدينة السلام التي ترزح تحت وطأة الاحتلال الصهيوني وسياسته القهرية القائمة على تزوير التاريخ وتزييف الهوية الوطنية الفلسطينية وطرد شعب فلسطين وتهجيره دون وجه حق من أرضه وأرض أجداده .
ان الشعب الفلسطيني الذي تمارس ضده ابشع انواع المؤامرات من قبل الحكم العسكري الاسرائيلي وهو مطارد في مقدساته وأرضه وبيته ومدرسته ولقمة عيشه يقف في وجه هذا العدوان بكل صمود وبطولة وإصرار على رفع الظلم عنه وتحقيق السلام ضمن مبدأ السلم الدولي ومنحه الحرية والانعتاق من الاحتلال الغاصب للأراضي الفلسطينية، وحان الوقت لدعم صمود الشعب الفلسطيني والعمل على انهاء هذا الوضع والتضامن الدولي من مختلف شعوب العالم ومناصرة الحقوق الفلسطينية من اجل دعم العدالة والحرية للشعب العربي الفلسطيني وإنهاء ابشع احتلال وإسقاط بقايا التسلط الصهيوني والاستعمار في العالم هو خيار اساسي وهدف موحد لكل شعوب العالم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق