نكبة ابن رشد/ عبدالقادر رالة



   كان بين يدّي كتاب ابن رشد من سلسلة فلاسفة العرب لمؤلفه يوحنا قمير ، الأديب والكاتب اللبناني ...

   وأنا أتابع أسطر الكتاب خطر على بالي هذا السؤال فجأة ...

رغم أن المؤرخين ذكروا أكثر من سبب للمحنة القاسية والنكبة المفاجئة التي تعرض لها الفيلسوف والطبيب ابن رشد من طرف الخليفة الموحدي المنصور  ، وقد ذكر الكاتب اعتمادا على كتب التاريخ ستة أو سبعة أسباب ، فلماذا يختار دائما ويركز بعض كتاب الحداثة المعاصرون على تهمة المروق من الدين والزندقة؟!...

   لماذا يصرون على ذلك رغم أن ابن رشد كان فقيها مالكيا  كبيرا وطبيبا بارعا ، وهم ما يفعلون ذلك إلا لإعطاء انطباع على أن الإسلام كان ولا يزال ضد العقل والحكمة ، وهذه التهمة الإسلام منها بريء لأن القرآن الكريم مليء بالآيات التي تدعو الى التدبر والتأمل والبرهان والدليل .

  ولم يكن في تاريخ الحضارة العربية الإسلامية ابن رشد  وإنما أيضا  الكندي وابن باجة وابن طفيل وابن سينا والرازي والفارابي والجاحظ وابن خلدون وإقبال وغيرهم من عمالقة الفكر والفلسفة ..

  وكبار المستشرقين والباحثين من الغرب يعترفون وينوهون ويطرون جهود العرب في الحفاظ على التراث اليوناني ، رغم أنه تراث وثني لكنه حبهم للعلم والمعارف ، فاهتموا به ترجمة ودراسة ونقداً  ، فانتقل بفضلهم الى أوروبا التنوير والنهضة عن طريق الأندلس والمشرق ..

 وإنما كان ابن رشد مثل باقي فلاسفة الغرب أو الشرق ، المحدثين أو القدامى ، رجل يدرس ، يفكر ، يبحث ويُبدع أفكارا ونظريات فيها الصواب والخطأ....

    


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق