" خلال فترة حكم السلطان أو الخليفة الفلاني تعرّض العالم، المفكر أو الأديب الفلاني للنفي أو السجن أو القتل بسبب وشاية مغرضة من أحد الحاسدين"
لا تكاد أي سيرة نقرأها تخلو من هذه الأسطر القليلة وتتكرر كأنها لازمة ضرورية في سيرة أي عبقري أو عظيم من عظمائنا!
ابن خلدون ، ابن رشد ، ابن حنبل ، ابن سينا ، المتنبي ،ابن تيمية، ابن عربي ، مالك بن أنس ،ابن المقفع ، الجاحظ وغيرهم كثير ... في المشرق والمغرب ، في عصور الدول الكبرى الأموية ، العباسية والفاطمية والعثمانيون ، أو فترات حكم الدويلات والإمارات الصغيرة ...
وما يُحيرنا اليوم ولا يزال أن أولئك الحاسدين الذّين تذكرهم كتب التاريخ والسير لم يكونوا من الجهالة أو الأميين ، ولا من الناس العاديين وإنما كانوا من أهل العلم أو الأدب ، فلماذا لم تمنعهم ثقافتهم وعلمهم من الحسد والضغينة والكيد لفئة من الطبيعي أن يساندوها ويُؤيدوها ويأخذوا بيدها لا أن يُشوا بها الى السلطان...
والعجيب أن المملكة أو الإمارة كانت تتسع للجميع ، فلو تفاهم العلماء ولم يتباغضوا ويتحاسدوا لانتفعوا جميعا ونفعوا ...
لكنها الوشاية المغرضة !...
غير أنه في أحايين كثيرة وأن لم نقل في غالبها يكون لتلك الوشايات دور في تطور فكر ذلك الأديب المُبغض، أو علم ذلك العالم المحسود ، فابتلاء السجن يساعد في نشر علمهم ورواج كتبهم ، وإن قُتلوا فهم الشهداء ، وان نفوا وهُجروا فتلك مرحلة جديدة من مراحل التحصيل والإبداع !
والتاريخ دائما ما يكون عادلاً فيُنصفُ أولئك العلماء والأدباء المحسودين ويُسجل مآثرهم وتُخلد سيرهم ...
أما أولئك الحساد الوشاة فمجهولون...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق