تلك التصريحات والمواقف الايجابية والتي تعد كأول تصريحات رسمية تصدر عن مسؤولين كبار في ادارة الرئيس جو بايدن ومن قلب الامم المتحدة تعد بمثابة توضيح رسمي للإدارة الجديدة بشأن سياستها تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني منذ تولى بايدن السلطة في 20 من يناير الجاري والتي تؤكد على الموقف الامريكي من حل الدوليتين وتحث من خلالها جميع الاطراف على تجنب الخطوات أحادية الجانب التي تجعل حل الدولتين أكثر صعوبة مثل ضم الأراضي والأنشطة الاستيطانية وهدم المنازل ووقف العدوان الاسرائيلي .
التأكيد الايجابي للقائم بأعمال المبعوث الأميركي لدى الأمم المتحدة ريتشارد ميلز، إن سياسة الرئيس جو بايدن تدعم «حل الدولتين» الإسرائيلية والفلسطينية، «حيث تعيش إسرائيل في سلام وأمان إلى جانب دولة فلسطينية تنعم بمقومات البقاء»، هي خطوة ايجابية ومرحب بها وتعد في الاتجاه الصحيح ولا يسعنا كمتابعين لما مرت به القضية الفلسطينية من مراحل عصيبة في عهد ولاية ترام إلا وان نرحب بكلمة المندوب الأمريكي في مجلس الامن والتي تضمنت رؤية حل الدولتين وإدانة ورفض الإجراءات الأحادية كالاستيطان والضم وهدم البيوت وفتح مكتب المنظمة في واشنطن وعودة الدعم المالي وتعد تلك المؤشرات خطوات ايجابية ممكن ان يبنى عليها من قبل القيادة الفلسطينية حيث يجب عودة العلاقات مع الجانب الامريكي وان يتم العمل على تطويرها وضمان بناء الثقة بين الطرفين على طريق عودة العلاقات الى طبيعتها .
ويبدو ان تلك الخطوات الايجابية التي اتخذتها إدارة بايدن بإعادة الدعم للشعب الفلسطيني واتخاذ خطوات لإعادة فتح البعثات الدبلوماسية سوف تسهم في بلورة موقف ايجابي نحو دعم حل الدولتين الذي اهدره ترامب وإعادة التأكيد على الالتزام الدولي لدعم الحقوق الفلسطينية ومساندة الشعب الفلسطيني ووضع حد لاستمرار غول الاستيطان ووقف سرقة الاراضي الفلسطينية .
ومما لا شك فيه بان هذه الخطوات تعد مؤشرات ايجابية وبناءه من ادارة الرئيس بايدن ومؤشر ايجابي لدعم عملية السلام وإعادة التأكيد على اهمية اعتماد مبدأ حل الدولتين وإقامة المؤتمر الدولي للسلام تحت اشراف الامم المتحدة، وان اي خطوات جديدة او عودة للمفاوضات يجب ان تكون تحت رعاية وضمانة دولية بعيدة عن العلاقات الثنائية، وان تطوير العلاقات الثنائية مهم ولكن في اطار التكامل الدولي مع ضمان احترام حقوق الشعب العربي الفلسطيني وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي تعتبر فلسطين اراضي محتلة.
ان تلك الخطوات الجديدة على الاقل من شئنها وقف هذا التمدد الاستيطاني مما يحمل نوع جديد من التفاؤل الايجابي وبشكل محدود كون ان ادارة بايدن لا تحمل مبادرة سلام جديدة بشأن القضية الفلسطينية بل من الواضح ان موقفها سيدعم حل الدوليتين وهذا بكل تأكيد يعد مؤشر ايجابي وربما يتم تكريس الجهود الدولية ومن خلال مؤتمر السلام الدولي لكي يرى هذا الحل النور ونشهد قيام الدولة الفلسطينية مع الجيل الحالي وهذا العمل يتطلب ان تتخذ الادارة الامريكية والرئيس بايدن خطوات اكثر حسما من اي وقت مضى لدعم خيار الدولتين مع مراعاة حل كل اشكاليات الماضي التي خلفتها الحقبة الترامبية وبذل الجهود للحفاظ على رؤية حل الدولتين والعمل على استئناف المفاوضات المباشرة تحت رعاية دولية علي اساس منح الشعب الفلسطيني حقوقه وتقرير مصيره ووضع حد لهذا الاحتلال الغاشم ودعم قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وفقا لقرارات الشرعية الدولية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق