الانقسام والخطر المباشر على الدولة الفلسطينية/ سري القدوة



يشكل استمرار حالة الفوضى والانقسام والتشتت والتناحر السياسي وخاصة في ظل مرحلة بناء الدولة الفلسطينية خطرا حقيقيا ومباشرا على المشروع الوطني والمستقبل السياسي الفلسطيني حيث بات الجميع يشعر بأهمية انهاء حقبة الانقسام والعودة الي مربع الوحدة والاتحاد ووقف كل اشكال التناحر السياسي والخلافات والانطلاق نحو بناء مرحلة جديدة على قاعدة التلاحم الشعبي والمشاركة الفاعلة في بناء مؤسسات الدولة والتصدى لمشاريع الاحتلال التصفوية والسعى الي تعزيز الوحدة الوطنية والشراكة السياسية بين مختلف الفصائل الفلسطينية .

ان الدعم المباشر وتغذية الانقسام من اجل مصالح شخصية وفئوية وتكريس الفصائلية والحزبية لا يخدم المشروع الوطني الفلسطيني واستمرار حالة الفوضى والعمل الآثم يعبر عن مصالح خاصة وشخصية لهؤلاء المستفدين من استمرار حالة الفوضى بالمجتمع الفلسطيني ويعكس تمسكهم بعدم عودة قطاع غزة للشرعية الفلسطينية ووضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني التي استمرت خلال الاعوام السابقة ومحاولة الدائمة لتسميم الأجواء هروبا من استحقاق الانتخابات الفلسطينية التي اطلقتها القيادة الفلسطينية، وإعادة الانقسام إلى سابق عهده لأن فيه انتعاش لمآربهم الضيقة وامتيازاتهم الشخصية .

التاريخ لن يرحم أصحاب تلك التوجهات السوداء ولن يغفر لهم أبناء شعبنا لأنهم يعتبرون مصالحهم الفئوية أهم من قضية شعبنا العادلة والتي تتعرض لتشويه بسبب تلك الممارسات البشعة، وتحمل تلك الممارسات والتصريحات التي يطلقها البعض اهدافا سلبية وتعد تطوراً خطيراً يمكن أن يقود إلى انزلاق الوضع الداخلي في صراع بعيد عن الصراع الرئيسي مع الاحتلال الإسرائيلي وفي ظل ذلك لا بد من استمرار الجهود المشتركة والعقلانية الداعية إلى إخماد هذه الفتنة التي يحاول البعض الي إشعالها وأصررهم على حرف البوصلة الوطنية عن أهدافها، وتحويل الأنظار عن قضية الشعب الفلسطيني العادلة، وضرورة تعزيز الوحدة من اجل العمل على إعادة أعمار قطاع غزة وتوفير السبل للنهوض بالتنمية المجتمعية والاقتصادية وتوفير مستلزمات بناء مؤسسات وطنية قادرة على تحقيق التكامل الوطني والاجتماعي والسياسي الفلسطيني وضرورة انجاح الانتخابات الفلسطينية .

استمرار حالة الانقسام من الجرائم المشينة والتي يجب انهاءها فورا والتوقف عن اشاعة حالة الفرقة ودعم كل اشكال التناقضات ووقف حالة التحريض الإعلامي المتصاعد والعمل على دعم جهود المصالحة الوطنية الشاملة وتوفير المناخ المناسب لإجراء الانتخابات الفلسطينية والعودة للشعب ليقول كلمته وأهمية وضرورة تكاتف الجميع خلف المشروع الوطني الفلسطيني ودعم الجهودها المتواصلة في تجسيد المصالحة وخاصة في ظل استمرار الهجمة الشرسة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك ومواصلة مخططات سرقة الارض الفلسطينية وتصعيد الاستيطان في مختلف الاراضي الفلسطينية.

وبات المطلوب من جميع القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية وفصائل العمل الوطني تحمل مسئولياتها في التصدي لهذه الأعمال والمواقف التي تكرس الانقسام وتشتت وحدة الموقف وقطع الطريق على الأهداف الكامنة من ورائها ومنها إفشال جهود إنهاء الانقسام، وإشغال الساحة الفلسطينية عن مقاومة مشاريع الاحتلال التي تتسارع في القدس والأراضي الفلسطينية كافة وتحمل مسؤولياتها في وضع حد لأي مجموعات أو تيارات تعتمد الفوضى والتحريض وممارسة الكراهية وتعزز وتكرس الانقسام خدمة لمصالح وحسابات حزبية وفئوية ضيقة وخدمة لأجندات خارجية لا تمت لشعبنا وقضيته الوطنية بصلة وتهدف لحرف المعركة الحقيقية عن المشروع الوطني الفلسطيني وأهمية قيام الجميع بسرعة التحرك دعما للمصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني وتوفير المناخ المناسب والوطني لإجراء الانتخابات وإنقاذ السفينة الى بر الامان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق