توحيد الجهود لمكافحة كورونا والإنصاف في توزيع اللقاحات/ سري القدوة



ما من شك ان وباء كورونا كان له العديد من النتائج على المستوى الدولي وكان له اثار مختلفة على جوانب الحياة سواء الاجتماعية او الاقتصادية وعانت دول العالم من هذا الوباء، وان استخلاص التجارب يمنحنا اهمية قصوى بضرورة تقدير عمل الجيش الابيض الذي تحمل المعاناة في مختلف بلدان العالم، ولا يسعنا إلا وان نقدر جهود الطواقم الطبية الذين يعملون على الخطوط الأولى في مواجهة وباء كورونا والذين بذلوا الوقت والجهد والعرق لكي يساعدوا المجتمع على تجاوز هذا الخطر الداهم .

وما يترتب على مواجهة هذا الوباء يتطلب الكشف عن خطط مكافحة فيروس كورونا وأهمية وضع جدول زمني من قبل منظمة الصحة العالمية لسياسة التوزيع والخروج من الاحتكار واستغلال الحاجة للقاحات من اجل الاستثمار، وتقتضي الضرورة توحيد الجهود الدولية والإقليمية والإنصاف في توزيع اللقاحات حول العالم فلا يمكن ان يهزم فيروس كورونا في أي مكان من دون أن يهزم في كل مكان .

العالم يعبر في هذه الآونة إلى المرحلة الثانية في التعامل مع الوباء باحتوائه وتطويقه من خلال الأمصال واللقاحات وهي مرحلة دقيقة وحاسمة حتى بالنسبة للمجتمعات التي لا تشهد نسبا عالية من الإصابة أو الوفاة، لأن اللقاحات تمثل السبيل الأقصر إلى إعادة النشاط الاقتصادي وفتح الحدود ويقتضي ذلك من الحكومات العربية والقطاعات الصحية العمل بصورة حثيثة ومتواصلة من أجل تأمين وصول اللقاحات إلى أكبر عدد من السكان في أقصر مدى زمني ممكن وهو تحدي كبير قائم يقتضي العمل على تحقيقه .

لقد مر ما يزيد على عام على قيام منظمة الصحة العالمية بإعلان كورونا جائحةً أو وباء عالميا وقد تجاوزت أعداد الوفيات عتبة 2.5 مليون إنسان والآثار المتشعبة لهذه الجائحة تكاد لا تستثني بلدا أو حتى إنسانا، وهنا لا بد من قيام الجميع بإعادة تقيم المرحلة ووضع أولويات من مختلف دول العالم على صعيد مواجهة هذا الوباء ووضع حلول دائمة لمكافحته .

لا بد من المجتمع الدولي ومؤسساته ابداء التعاون وضرورة توفير اللقاح لجميع السكان وخاصة في الدول الفقيرة واعادة التفكير فيما يتم من اجراءات ودراسة الموقف في ضوء التجربة القائمة لوباء كورونا والسعى لتنسيق المواقف وتعزيز قدرات الحكومات على الصمود في مواجهة مثل هذا النوع من الازمات والعمل على ان يكون دور للأمم المتحدة اكثر فاعلية في هذا المجال والتدخل للكشف عن سياسة عادلة لتوزيع اللقاحات عبر العالم وضمان وصولها للدول الاكثر فقرا لحمايتها .

جائحة الكورونا كشفت عن الكلفة الإنسانية والاقتصادية العالية لمثل هذه الأزمات الخطيرة وما ترتب عليها من خسائر مالية فادحة وتضرر عدد كبير من الشركات العالمية وخاصة قطاع الطيران الدولي مما يتطلب ضرورة التنسيق بين مختلف الدول ومشاركة الجميع في اتخاذ القرار وعدم احتكار المواقف وتنفيذها فقط وفقا لمصالح الدول الكبرى والمستفيدة من هذا الاحتكار ولا بد من حشد الموارد والإمكانيات في المستقبل لوقف الاحتكار الدولي لمثل هذا النوع من الازمات .

لا بد من قيام المجتمع الدولي بتوحيد الجهود ايضا من اجل تنسيق المواقف واتخاذ الخطوات المهمة لمواجهة الأعباء الصحية التي فرضتها جائحة كورونا على مختلف دول العالم وتحديدا على أنظمتها الصحية بالإضافة إلى تداعياتها على كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والإنسانية غير المسبوقة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق