يصادف اليوم ذكرى استشهاد المناضلة الأممية راشيل كوري، أمريكية الجنسية، الفلسطينية الانتماء، التي اغتالتها جرافة الحقد الصهيوني بطريقة وحشية، وهي تقف في وجه الطغيان تحاول منع الجيش الإسرائيلي من هدم منازل المدنيين الفلسطينيين فوق رؤوسهم في مدينة رفح بقطاع غزة، في مثل هذا اليوم 16مارس/آذار العام 2003 أثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
إن النضال من أجل المبادئ هو أسمى أنواع النضال. وأصحابه ـ في رأيي ـ يمثلون الإنسانية في سموها، هم حالة ملائكية خاصة لا يدانيها إلا الواصلون ـ كما يقول الصوفيون ـ فالمناضلون الذين يقاومون قهر أو ظلم ما واقعون تحته هم بالتأكيد أصحاب مصلحة في رفع هذا الظلم أو القهر. أما الذين يتركون أوطانهم ويهجرون طبقاتهم من أجل رفع ظلم عن مظلومين فأولئك هم الإنسان إذا ما تأنسن، والذين يستشهدون منهم فأولئك هم الملائكة.
لذلك امتلكت راشيل الجميلة، ابنة الثالثة والعشرين، الشجاعة لتواجه الموت. فهي لم يفاجئها الموت بغتة، ولم يلعب معها ألعابه المخاتلة الغادرة التي يمارسها مع البشر منذ ملايين السنين.
لم تمت برصاصة طائشة لم ترها قادمة إليها، وهي لم تقض بصاروخ دون أن تدري أنها ماتت.. بل وقفت قبالته، واجهته وواجهها. وماتت، ليس دفاعاً عن قوم ليسوا قومها، ولكن عن حلم نبيل بعالم أفضل يختفي فيه الظلم والقمع والقهر، وإن لم يختف الموت. هذا الحلم هو ما يربطنا براشيل وبكل الملائكة في العالم عندما تكون الحياة هي الجحيم.
ونحن نذكر راشيل، الأمريكية المولد، الإنسانية الجنسية، نذكر أيضاً حلمها، حلمنا، ونتشبث به، وربما نموت مثلها، بغتة أو وجهاً لوجه، لكننا مثلها، سنظل نناضل ضد الصهيونية والإمبريالية الأمريكية وكل أشكال القهر في كل مكان. فإما أن نحول الأرض إلى جنة، وإما أن نتحول مثلها إلى ملائكة
في ذكرى استشهاد راشيل نوجه التحية إلى كافة الناشطين الأمميين، وإلى كافة الأحرار والشرفاء وأصحاب الضمائر الحية في العالم أجمع، الذين وقفوا إلى جانب الشعب الفلسطيني ونضاله العادل في مواجهة الاحتلال الصهيوني، وفي مواجهة القتل والقمع والظلم الذي تمارسه إسرائيل بحق الفلسطينيين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق