قطعنا المسافات تلوَ المسافات في الحياة..
ومررْنا على متاهاتٍ في وسطِ الطرقات..
كانت أشبه بشوك منصوب لنا، كي يعيق حركتنا..
لكنّنا اجتزنا تلك العقبات بعدما قطعنا شوطاً هائلاً
متضمّناً الوعي والإدراك والبصيرة الثاقبة في معرفة
الأمور العسيرة من خلال القراءة الحية والمثمرة النّافعة..
حققنا من خلالها ما كنّا نصبو إليه من تطلعات وتوجّهات قيمية..
لقد انتابنا اليأس في بداية المطاف لكنّنا وضعنا
أمام نصبَ أعيُننا غاياتِ النّجاح لنستلهم معاني حياة الناجحين..
وإذا بنا عند مفترق طرق في بداية الأمر والمطاف..!
مما جعلنا متحيّرين ننظر إلى أبعاد تلك المفترقات والتشعّبات..
أيها نختار؟..
ثم نسلك مسلكاً واضحاً يخرجنا من وقوف الأثر الرجعي..
إلى ديمومة السيّر التقدّمي باتّجاه الهدف المنشود والموعود في قنوات الحياة..
التي تتطلّب منّا جُهداً وعملاً فاعلا باتّجاه منطق المعقول..
ومغادرة منطقة اليأس واللامعقول الذي يقيّد من حركتنا
ويشل قدراتنا الفردية والاجتماعية ويعمل على ترسيخ مفهوم
التأّخّر والتباطؤ وكل أشكال التقهقر التي من شأنها أن تؤدّي
إلى أُفقٍ مسدود وبالتالي وضعية الجمود واللاسيرورة (اللاحركة) ..
وهنا نحتاجُ إلى إعادة تشكيل المفهوم ورسم معالم المقّوم الأساس
لمفهوم دراسة المفهوم..
على أنّ ذلك يتأتّى من القدرة الرياضية المتكوّنة عن الشيء في
كيفية تصوّره وتحوله داخل منظومة العقل الحسابي والأداتي التواصلي
الذي يعمل على فهم الخصائص والركائز الأساسية للشيء نتيجة
التحوّلات والتغيّرات أو التبدلات والتطوّرات التي تنشأ
من حدثٍ ماء وخاصّةً تلك التي تطرأ على فكرةٍ معينة
نتيجة التحولات والتغيرات الفعلية (البراجماتية) المحتملة سواءً
كانت تلك في العالم الحقيقي أو العالم الافتراضي (التّصوري)..
إن بدء الحركة تحتاج إلى تصوّر مبدئي ومن ثمّ زمني يساعدنا في الوصول
إلى مآلات ممكنة وقابلة للتحقيق والتصديق ..
فرسم خريطة ذهنية ووضعها في قالب الحدث وما قد ينتج عنه..
لهو أمرٌ مهم لمن يريد الوصول إلى الهدف المنشود وبغير
ذلك يتعثّر الإنسان في رؤيته وانطلاقته وحركته..
ولعلّ معنى الرؤية في حسابات التخطيط الاستراتيجي
هي التي تعمل على نَجاح المؤسسات والمشاريع المختلفة والمتعددة..
لنبدأ برسمِ الرؤية التي ترتكز على مبدأ حسابات التخطيط الاستراتيجي..!
*كاتب وأكاديمي فلسفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق