هل تنزلق الأوضاع إلى التراشق بالذخيرة الحية/ مدين غالم



ارتفعت    في الآونة الأخيرة  وتيرة درجة التوتر بين الجزائر والمغرب إلى درجة تدخل المؤسسات العسكرية في كلا البلدين على خط التوتر السياسي بين البلدين الجارين والذي لم يهدأ منذ  عدة  عقود من الجفاء والتناحر السياسي والتراشق الإعلامي الذي وصل إلى درجة التنمر على رموز السلطة في كلا البلدين، ورغم محاولة البلدين إخفاء هذا الاحتقان السياسي إخفاء هذا التوتر وعدم التوافق السياسي، على جميع الأصعدة والقفز عليه من خلال التكتم لكن لم تعد تجدي محاولات  التستر ولم يفلح المسعى  في هذه الأيام لأنه طفح التنافر إلى العلن بدرجة كبيرة وبإسلوب غير  معهود  وأصبحت العلاقات مفتوحة على كل الاحتمالات وأن هناك جمر  قابع تحت الرماد يحترق،  وفي هذه الأيام برز الاختلاف على نطاق واسع، بعد الخرجة الدبلوماسية للبعثة  المغربية في الأمم المتحدة والتي أفصحت عن تأييدها انفصال منطقة القبائل عن الجزائر في محفل دول عدم الانحياز  وهي القشة التي قصمت ما تبقى من ود بين الجزائر والمغرب، وهي الخطوة التي ردت عليها الجزائر باستدعاء سفيرها في الرباط للتشاور وإبقاء الباب مفتوح على المزيد من إجراءات التصعيد في حالة عدم رد المغرب في حلحلة الأزمة وتصحيح الخطأ، ويبدو أن العلاقات تسير في اتجاه المزيد من التصعيد ومنحى مؤشر التصعيد يزداد يوما بعد يوم ولا تبدو هناك مؤشرات إخماد فتيل الأزمة التي أينعت بوادرها للعلن بكثرة بعد دخول العديد من العوامل التي تبرز بأنها تسير في اتجاه الاحتدام قلت بعد ان تدخلت المؤسسات العسكرية على خط الخلاف السياسي بين البلدين  من خلال الإحتكام إلى استعراض القوة  العسكرية والتي كانت بدايتها من المملكة المغربية التي نظمت مناورات عسكرية بمشاركة أمريكية وعدة دول  اجنبية والمتمثلة في مناورات الأسد الأفريقي بالقرب من الحدود الجزائرية المغربية وهي لأول مرة تجرى مثل هكذا مناورات على مقربة من خط التماس بين البلدين، وهي المناورة التي أستشعرت منها الجزائر على أنها استقواء بالقوى الأجنبية عن المنطقة ومثابة اعلان عن ديمومة التوتر،  وردت عليها الجزائر برمجة  بتنظيم مناورة عسكرية مع روسيا في  ميدان المناورات بروسيا ، كما اقدم المغرب على عسكرة الحدود من خلال شروع المغرب في  بناء قاعدة عسكرية على الحدود المغربية الجزائرية  الخرجة التي ردت عليها الجزأئر ببناء قاعدين  عسكرية على الحدود الفاصلة بين البلدين  ويرافق هذا التوتر انخراط وسائل الإعلام في البلدين في حملات اعلامية تذكر بالحملات  التي كانت في سبعينيات   القرن الماضي،  مجلة الجيش لسان حال المؤسسة العسكرية في الجزائر اسهبت في استحضار التاريخ من خلال الاستشهاد بمحطات مفصلية في تاريخ العلاقات التاريخية بين البلدين والوقوف عن المحطات البارزة التي تؤرخ للمراحل التي مرت عليها الحقبة التاريخية بين البلدين و المجبولة بالتوتر والدخول في حرب مثل تلك المسامات بحرب الرمال والتي اندلعت في سنة 1963 بعد استقلال الجزائر وهي النقطة السوداء في تاريخ البلدين، والتي  اعتبرتها الجزائر طعن في ظهر  الدولة  الجزائرية بعد شهور من نيل الاستقلال، واسهبت مجلة الجيش  الجزائري في استحضار المحطات التاريخية  التي مرت على الجزائر من قبل الجار الغربي.ورغم خطاب عاهل المغرب الاخير الذي حاول فيه امتصاص شحنة التوتر، إلا أن مجلة الجيش الوطني الشعبي الجزائري عاودت الرد على ذلك بتذكير المغرب  برد حاسم مجبول بالعديد من التحذيرات، ومن خلال هذه التحذيرات يستشف بأن العلاقات ليست في أحسن حال، وأنها مرشحة إلى المزيد من التشنج وعدم الثقة. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق