لَا تَكُنْ عاديًّا/ الاب يوسف جزراوي

 



تذكّرْ دَائِمًا أنَّ لَكَ فرادةً 

خصّكَ الّلهُ بِهَا 

لَا يمتلكُها سِوَاكَ 

اكتشفْها وحافظْ عليها 

ولَكِنْ لَا تعجبْ 

إنْ قيّمكَ بعضُهم بِغيرِ موضوعيّةٍ

أو صنّفوكَ بِمَا لَا يشبهُكَ!

وَلَا تصبْكَ الدّهشةُ

إِذَا حاولَ البعضُ الآخرُ

فرضَ الوِصَايَةِ عليكَ

لِرسمِ خَارِطةِ طريقٍ لحياتِكَ 

لأنَّ مُعْظَمَهم عاديّون

 بلا رسالةٍ وبلا بوصلةٍ أو طريقٍ!

يصفّونَ الحِسابَ مع أنفسِهم مِنْ خلالِكَ

لجعلِكَ عاديًّا عَلَى شاكلتِهم

فالنّاسُ يريدونَ َمَنْ يشبهُهم!

لِهَذَا تلقى معدّلَ أسهمهِم فِي تناقصٍ مستمرٍّ

وقد يصلُ سعرُهم فِي بورصةِ التميّزِ

إِلَى الحدِّ الأدنى!

فإن كُنتَ محطَّ أنظارٍ ونموذجَ تقليدٍ أو موضعَ حسدٍ

فَهَذَا مرادُهُ 

أنَّ لَكَ عطاءًا مغايرًا

غيرَ مألوفٍ...لا يمتلكُه سِوَاكَ.

ربُّمَا الكثيرُ منهم

 يريدُ التَّمَاهِي بِكَ 

وَلَا يعرفُ كَيفَ!

وربُّمَا لَا يستطيعُ...

فالأغلبيةُ مِنَ البشرِ تميلُ فِي داخلِها 

إِلَى ثمارِكَ اليّانعةِ المُميّزةِ

أكانَ فكريًّا، رُوحيًّا، أدبيًّا وإنسانيًّا...

لكنّها لَا تتقبّلها فِي الظّاهرِ

إِلَّا يَوْمَ تغدُو شائعةً!.

أتعلم لِمَاذَا؟

لأنَّ واحدَهم لَيْسَ مُغامِرًا بِمَا يكفي 

بل يخشى أن يغدُوَ كبشَ فداءٍ!!.

لِذَا لَا تجهضْ إبداعَكَ

بِالْاِنْصَاتِ لِآرَائِهم المُتَشَابِهَةِ

فَهِيَ مستنسخةٌ ومتوارثةٌ...

تنمُّ عَنْ حسدٍ، جهلٍ، خوفٍ وعُقَدٍ لا حصرَ لَهَا!

وليتكَ تتذكّرُ جيّدًا

مَا مِنْ شيءٍ  سيدومُ 

أو يبقى مثيرًا وجميلاً للأبدِ 

سِوَى فرادتِكَ

لِذَا كَمْ أحسدُ فرادتي كما نصوصي

لأنّني سأموتُ يَوْمًا

وَهِيَ ستحيا مِنْ بعدي!!.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق