نايٌ صَفنْ/ وعد جرجس



برُقعةِ صَدرٍ  يُناجِي الحياةَ

بِبضعةِ  أنفاسها في    بُكاءٍ

 تلوحُ الأماني على دربِ خبزٍ

مبرقعةٍ بحقولِ   العَفَنْ


هناكَ الدّموعُ  تواسي الرّزايا

ووقعُ التّنهّدِ سردُ  الحَكايا

يهدِّي هياجَ فقيرٍ مُحنْ


على دمعتينِ وصفوةِ تَبغٍ

زَرتْهَا الرّياحُ بوجهِ   الزّمنْ


فباتَتْ شَظايا كقصديرِ حربٍ

مغربلةً  سارياتِ البدَنْ...


*****

عيونٌ   كلونِ الخريفِ

 تمدُّ البعيدَ  بظلِّ

الشّجنْ


وتُطلقُ  ناياً سجيناً 

بهالةِ  ذكرى طويلاً

 صَفَنْ !


 بأغصانِ قمحٍ فتيٍّ  سَقاها 

فصانتْ سنينَ  عجوزٍ مُسنْ


ولكنَّها اليومَ جفَّت ومالت 

بلا غيثِ أرضٍ رمتهَا المِحَنْ


أسيرةُ ريحٍ وتُصفعُ من كلِّ صَوبٍ 

كأنَّ الرِّياحَ تناست نَواقيسَ 

غيثِ  الصّفاءِ بعطرِ الإله 

و حينَ  تَرُنْ


*****

ونَصرُخُ من جبروتِ الدَّمارِ

بِشهْقاتِ بأسٍ 

بمسكٍ مع الزَّيزفونِ

انعجنْ...


وفي التُّربةِ انهضْ تصيحُ العروقُ 

هنا سَوف تَفنى جميعُ القيودِ 

وتُلقى بطُغيانِهم  للعدمْ


فبينَ المسافاتِ تسكنُ لعنةُ

 من ماتَ حبّاً فداءَ الوَطنْ


ومِن صخرةِ الحزنِ 

منحوتةٌ  لعنةُ الظّلمِ

لَمْ تسمعوها..

ألا تسمعوها؟

إليكُم جميعُ الحروفِ تَحُنْ


*****

عيونٌ وترسمُ بالنَّظراتِ

معارضَ وقتٍ تبَاهى اخضراراً

كأرضِ عدَنْ


وأصبحَ عندَ احمرارِ السَّماءِ

بقايا لأتربةٍ  من مُدنْ...


 تنهَّدَ شيخٌ فقيرٌ زفيراً 

بطعمِ الدَّمِ الهائجِ المُحتَقنْ


 ومدَّ  العصاةَ بوجهِ الزَّمنْ


وصاحَ أأشتمُ فيكَ الخيانةَ؟

أم أشتمُ البائعين الوثَنْ


كأنّا شموعٌ تذوبُ صياماً

لغفرانٍ ذنبٍ  ولم نقترفهُ

هناكَ الذي ينتشي من قِوانَا 

 فيأكلُ   خبزاً طريَّاً لنا ..

وقطراتِ كدٍ  ونورٍ رَهَنْ


أنُصلبُ دهرَ كسوفٍ طويلٍ 

على بندقيّةِ ليلٍ مريضٍ 

لنفدي رصاصاً شريداً مُبيداً 

أضاع النَّهارَ بدمعِ الرّمادِ

فذابتْ مياسمُ كانت وطنْ

*****

ينابيعُ خيرٍ  غَدتْ كالسَّبايا

تُنازعُ تصمدُ  تلعنُ مَنْ ؟!

هباءً  تناقضُ  فكراً تعيساً 

 كطفلٍ شكَت  مُقلتيهِ دُخاناً

يناجِيَ أحضانَ أمٍ قليلاً

 يعودُ ليبكيَ حالاً  لُعِنْ.


بيأسٍ تهاوتْ عصاةُ العجوزِ 

ودمعتهُ ماسحاً في  شَجَنْ

يودِّع جثمانهُ والمُدنْ


وقَد شيّعوها بأقدامِ حقدٍ 

وزغرودةِ الغَدرِ   حَمقى الفِتَن.

هناك تعليق واحد: