هم، الاوربيون، يولدون بعد تسعة اشهر من رحم أمهاتهن … هكذا يقول لنا أهل الطب ومشتقاته.
نحن، الفلسطينيون، نولد ايضاً بعد تسعة اشهر من رحم أمهاتنا … هم ليسوا افضل منا … حتى الان نحن سواسيه. هم ليسوا متفوقين علينا بشيء.
هم، الاوروبيون، يذهبون الى المدرسه يتخرجون ويدرسون بالجامعه أو يتعلموا مهنة وينخرطون بالعمل السياسي والجماهيري.
نحن، الفلسطينيون، ايضاً نذهب الى المدرسة ونتخرج او نتعلم مهنة وننخرط بالعمل السياسي … لكن لسنا مثلهم.
هم باردون في مشاعرهم ولا يحتفلون بالثانوية العامة بمفرقعات وهتافات وصياح … هم يحتفلون ببرودة بعشاء عائلي متواضع . بتخرج ابنائهم من الجامعات هم واقعيون ببروده… يحتفلون بكأس بيره وبهدوء بالتحصيل العلمي لابنهم … نحن نزغرد ونغني ونفرقع ونملىء الدنيا ضجيجا احتفالاً بالشهادة لا بالتحصيل… نحن لا نعير التفاصيل أهميه … نحن نركز على الحدث فقط.
هم، الاوروبيون، ينخرطون بالعمل السياسي والجماهيري بعد قناعة بالبرنامج السياسي وبجدوى العمل الجماهيري.
نحن، الفلسطينيون، ننخرط بالعمل السياسي بالفطره والوراثه … نحن لا نأبه لصف الكلام النظري من برامج سياسيه واستراتيجيات مستقبلية … نحن نحمل مسؤولية استدامة التاريخ والميراث بعيداً عن الانانية الفردية الغير مسؤوله. الاب شيوعي، كما كان اب الاب … والابن في الحزب الشيوعي بالفطره مثل ابيه وجده … هذه استمرارية وجود ومسؤوليه عليا لمواجهة الانقراض.
عندنا نؤسس جمعية خيرية انطلاقاً من مسؤوليتنا عن دخلنا الشهري لاعالة عائلتنا واطفالنا معتمدين ايضاً بموقع سمعتنا بالمجتمع ونتحمل مسؤوليه حياتنا اليوميه ومركزنا الاجتماعي … هم ينخرطون بالعمل الاجتماعي عن انانيه لملىء الفراغ اليومي وعن سذاجة بانهم قادرون على التغيير.
هم، الاوروبيون، ينخرطون بالعمل السياسي ويبذلون جهد كبير ويبذرون وقت ثمين على حساب عائلاتهم واطفالهم ليصبحوا يوماً ما مسؤولون.
نحن، الفلسطينيون، واقعيون. ننخرط بالعمل السياسي على امل ان نتعرف على مسؤول ليساعدنا ان نصبح مسؤولون او لان الاب او الاخ او العم مسؤول فهذا يضمن لنا، دون جهد على حساب اطفالنا، ان نصبح مسؤولين. احيانا يكفي ان نمسح جوخ لمسؤول للتسلق على سلم المسؤوليه ونصعد عالياً.
هم، لا يتحملون مسؤولية تجاه عائلاتهم واطفالهم …وتراهم يستقيلون من منصبهم المرموق بعد توجيه تهمه بسيطة لهم كاختلاس عشاء على حساب المال العام … او لاتهامهم بعدم تأديتهم لوظيفتهم كما يراها الشعب … عودهم ضعيف … ويسمونها ديمقراطية!
سياسيونا، لا تهمهم الهزات ولا الاتهامات … مع او بدون اثباتات، هم يتحملون مسؤولية شعب ومصير امة حتى ولو على حساب الديمقراطية والشفافية. هذا هو القائد المسؤول الذي لا يترك ساحة المعركة لسبب "ديمقراطي سخيف"•
مسؤولينا يركبون سيارات مصفحة فخمة ويرافقهم مرافقين مسلحين ليحموهم من الشعب المتهور … يعملون هذا لانهم يتحملون مسؤولية الوطن.
السياسي الاوروبي المسؤول يسافر بالدراجة الهوائية والمواصلات العامه ودون مرافقين … هذا عدم مسؤولية وتواضع في غير مكانه. هم لا يعون كبر المسؤولية التي تلقى على عاتقهم.
هم، الاوربيون، يجرون انتخابات داخلية باحزابهم وحركاتهم السياسية، دون مسؤولية عن استمرار الوجود والخط السياسي … تراهم يجددون قياداتهم كتجديد السيارات عند مسؤولينا … وكل هذا باسم التحديث وزيادة نفوذ الجيل الشاب ! يا لها من مغامرة وعدم مسؤوليه … شبابهم لا يتجاوز عددهم ربع السكان باحسن حال ونرى ان برلماناتهم تمتلىء بهذا الشباب المتهور المندفع … كل هذا باسم الديمقراطية. عندهم وزراء ورؤساء وزاره بالثلاثينات … هذا عدم احترام للموقع والوظيفه.
وزراءنا ورؤسائنا بالاحزاب والدوله والوزارات والجامعات عجائز بخبرة عاليه وتجربة عريقه … عليهم تلقى مسؤولية البناء الحديث والتحديث … عليهم تقع مهمة التجديد والتطوير. برلماناتنا مليئة بشيوخ وجنرالات ورجال بخبرات عشرات السنين … يعرفون من اين تؤكل الكتف … حتى لو كان كتف الشعب … لكنهم يعرفون.
هم، الاوروبيون، ينظمون انتخابات برلمانيه ومحلية بانتظام كل اربع او خمس سنوات ويبذرون المال العام على هذه الانتخابات باسم الديمقراطيه وحقوق المواطن … يا له من تبذير وهدر للمال العام … مال الشعب.
نحن، الفلسطينيون، لا نأبه لمثل هذه المسرحيات… رئيسنا يلغي الانتخابات للحفاظ على المال العام، ورؤساء احزابنا وقياداتنا تتحمل العبء وتبقى بمواقعها ومراكزها عشرات السنين للحفاظ على الاستمرارية بعيداً عن التهور وكذبة الديمقراطية… هم يدركون ان المثل الاعلى عندنا هو : اكبر منك بيوم ادرى منك بدهر … الشباب عليه ان ينتظر حتى يقوى عوده او ان يصبح اخاه او ابوه او قريبه مسؤول ليرثه … هذه هي المسؤوليه الهادئة.
هم، الاوربيون، لا دين لهم ولا ايمان عندهم ولا يشكرون ربهم… لذا لا تراهم كل يوم احد بالكنائس يصلون بعامة الشعب … ولا تراهم يلقون وعظة صلاة الاحد. هذا تَكَّبُر وتعالي على الشعب والمواطن.
عنا الرئيس والوزير والمسؤول تراهم كل يوم جمعه بالصف الاول بالصلاة … بين ابناء شعبهم … وان دعت الحاجة لا يتعال رئيس وزرائنا بان يصبح خطيب صلاة الجمعه … هذه مسؤوليه تجاه الخالق والشعب.
هم، يدعون فصل السلطات، التشريعية والتنفيذية والقضائية … كل منهم يغني على مواله وبهذا يتنصل الرئيس والوزير من مهمته امام الشعب.
عندنا لا يوجد هذا التهكم … رئيسنا مشرع ومنفذ وقاضي … ورئيس مخابراتنا يسهر على السلم العام بالقضاء على المشاغبين وتصفيتهم ليرتاح الشعب وينعم بالهدوء … ويسهر مسؤول الامن على نقاء المجتمع من عديمي الاحترام للرئيس القائد ويكتم افواههم بالسجن والاعتقال او تسليمهم للعدو الغاشم … هذا مصير هؤلاء المصابين بشعوذة الديمقراطيه وسفاهة التغيير من الاسفل.
هم، الاوروبيون، ساذجون لا يعرفون قيمة المسؤوليه امام التاريخ والمستقبل فتراهم يرسلون اولادهم الى المدارس الحكومية والجامعات الحكوميه العاديه …
عندنا، نعرف ان ابن المسؤول وابن الوزير وابن الرئيس هم اعمدة المستقبل، وهم املنا الوحيد … هم وزراء ومسؤولي ورؤساء المستقبل لذا يرسلهم ابائهم الى مدارس خاصة والى جامعات اوروبيه وامريكية مرموقة … ونحن لا نأبه ان اطفال مسؤولينا تقلهم سيارات الامن والسيارات الفخمة للمدارس للحفاظ على سلامة القادة المستقبليين حتى ولو كان هذا الى حساب المال العام … كيف اذا سنبني قاده جدد دون عبء مادي وصرف اموال طائلة على هذه النخبه التي انعمنا بها القائد والوزير بجهد ليله من وقته الثمين؟
هم، الاوروبيون، لا يعرفون الاحترام للقائد المسؤول ويطالبونه بالاستقاله لاتفه الاسباب وان لم ينجحوا باقالته يعاقبه ابناء حزبه بعدم انتخابه … يا لها من قلة احترام للكبار العظماء
نحن، الفلسطينيون، نحترم رئيسنا ونبايعه … لا حاجة للعبة ديمقراطية وانتخابات ومسرحيات غربية غريبة عن تراثنا وعاداتنا وارثنا الحضاري … ابو بكر تمت مبايعته وعمر بن الخطاب تمت مبايعته … فكيف لا نبايع قائد مثل رئيسنا حفظه الله وادام عمره.
هم، الاوروبيون يولدون بعد تسعة اشهر … هكذا يقول اهل الطب ومشتقاته، بقي ان نسأل اهل الطب ومشتقاته ان كان هذا القانون يسري علينا ايضاً ؟ انا بدأت اشك باقوالهم ونظرياتهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق