خمــــــــــــــــــــــرة
عاشق
تناهى إليه صوت
المدرّس خافتا متقّطعا، في الوقت الذي كان فيه خياله ينقله من منطقة ورديّة إلى
أخرى: هو وهي يتبادلان الهمسات...
فجأة يشتعل
خدّه بصفعة مدوّية. ينتبه فإذا المدرّس واقف عند رأسه، والضّحكات المكتومة تتصاعد
من حوله...
"صبّ على رأسك الماء ثمّ عد!"
"عضمةحارمة"*
وتعالت من حولها الزّغاريد كعشرات البلابل تغرّد في وقت
واحد...
"مبارك وليّ العهد."
تتذكّر الوجوه الكظيمة ونظرات الازدراء حين
ولدت أخواته التّسع فاختلط عليها الفرح بحزنها الدّفين...
ويكرّ الزّمان...ويتعالى النّواح من كلّ ركن...
"قُبض عليه متلبّسا بجريمته!"
"ليتكنّ لم تزغردن يوم ولِد !"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*من اللّهجة التّونسيّة وتعني: بيضة فاسدة.
مولود الظّلام
خرج مسرعا
والسّماء إذّاك ترشح ببطء..
"أسرع يا دكتور. أرجوك."
على برك الماء تنعكس ظلال الأشياء سوداء غامضة بلا
معالم...
"حياتها في خطر. لن أسامح نفسي."
"كان الأولى أن تتّصلوا بالمشفى."
"إلّا المشفى..."
"فهمت. لكن هذا سيكلّفك نفقة أكبر."
أصلي وفصلي
كنت أحسبني
على صورة باهرة. وها أنا ذا أمام هذه المرآة اللّعينة أراني أتصاغر وأتصاغر ويختفي
كلّ ما يدلّ على آدميّتي، ليحلّ محلّها سيقانا رقيقة مدبّبة وقشرة أسود من الفحم.
في زاوية من
المرآة تاريخي القديم صوتا وصورة... أراني أكوّر غائطا مقزّزا وأكرُّه في أرض
جدباء. ظاهر أنّ ريحه عندي أطيب من المسك!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق