لقد لعب الحظ لصالح موريسن ثلاث مرات على الأقل، الأولى عندما أطاح حزب الأحرار مالكوم تيرنبول من رئاسة الوزراء في العام 2018 حيث كان الخيار بينه وبين بيتر داتون وبأسلوبه المراوغ والمخادع كما يتهمه تيرنبول استطاع موريسن إقناع معظم زملائه بأنه الأفضل لتولي المنصب لأن بيتر داتون لا يملك المقدرة لقيادة الحكومة والفوز بالإنتخابات.
المرة الثانية عند فوزه بالإنتخابات عام 2019، هذا الفوز الذي وصفه موريسن بالمعجزة الإلهية، والسبب بالفوز كان شخصية منافسه زعيم حزب العمال غير المحبوب بيل شورتن رغم أن كل استطلاعات الرأي كانت تقول بفوز حزب العمال.
المرة الثالثة كانت جائحة كورونا والتي حافظت على قيادة موريسن علماً أن زعامته كانت قد بدأت تترنح وشعبيته بدأت تتراجع خصوصاً ان أداء الإقتصاد الأسترالي كان يعاني وبدأ يتباطئ بالإضافة إلى ذلك كانت تصريحاته أثناء أزمة الحرائق في استراليا والتي قال فيها انه لا يحمل خرطوم ماء لإطفاء الحرائق، ولم يكتف بذلك بل انه ترك البلاد تحترق وذهب وعائلته بإجازة.
إداؤه في معالجة جائحة كورونا تركت علامات استفهام عندما ترك للولايات التي دخلت في حرب اغلاق الحدود حرية التصرف وما زاد الطين بلة أن موريسن كان مرتاحاً لإدائه ولم يحرك ساكناً لتأمين اللقاح للبلاد عندما قال أنها " ليست سباقاً" او اننا في مقدمة الصف للحصول على اللقاح حتى تفشى الوباء في البلاد مما أدى إلى ارتفاع عدد المصابين خاصة في ولايتي نيو سوث ويلز وفيكتوريا التي اضطرتا للإغلاق الكلي لعدة شهود للحد من انتشار الوباء.
على المسرح الدولي لم يكن اداء موريسن بالأفصل فاستمر في سياسته المعادية للصين الشريك التجاري الأول لأستراليا وكردة فعل على ذلك اقدمت الصين على فرض عقوبات على استراليا طالت عدة قطاعات وبلغت كلفتها قرابة 20 مليار دولار. ومؤخراً وبسوء تقدير فجّر موريسن أزمة مع فرنسا بسبب اسلوبه في الغاء اتفاقية بناء الغواصات والتي كانت تعتبرها فرنسا صفقة القرن حيث أن كلفتها تقارب 90 مليار دولار، إضافة إلى أن فرنسا كانت تعوّل على الشراكة الاستراتيجية مع استراليا في جنوب شرق آسيا في عملية احتواء الصين، وقبل أيام وصف الرئيس الفرنسي ايمانوييل ماكرون وصف سكوت موريسن بالكاذب لأنه لم يبلغه بنية أستراليا إلغاء الإتفاق عندما زاره في قصر الاليزيه في حزيران الماضي. وليصب الزيت على النار سرّب موريسن رسالة نصية كان قد ارسلها ماكرون علماً انه بالسابق اي موريسن كان قد قال انه قد حادث ماكرون عبر الهاتف وهذا ما يزيد من قله مصداقية موريسن وعدم الثقة به.
في نفس السياق وحول نفس الموضوع وصف الرئيس الأميركي جو بايدن موريسن بالأحمق بتصرفه وعدم ابلاغ فرنسا عن نيته إلغاء عقد صفقة الغواصات.
أما في قضية الإحتباس الحراري والتغييرات المناخية والحد من انبعاث ثاني اوكسيد الكربون وضع موريسن نفسه في موقف حرج وهمّش أستراليا لأنه لم يقدم التزاماً صريحاً للوصول إلى صفر انبعاثات في العام 2050، وذلك من أجل ارضاء الحزب الوطني شريك موريسن في الإئتلاف الحكومي الذي وافق على توقيع الإتفاق والحد من انبعاث الكربون ولكن بشروط مكلفة مادياً للحكومة كإبتزاز لموريسن المتردد اصلاً في توقيع الإتفاق.
لا شك ان عين موريسن على الإنتخابات القادمة ويبحث عن معجزة أخرى ليستطيع الإحتفاظ بالسلطة، لكن هذه المرة قد يكون الوضع مختلفاً، فالناخب الأسترالي وإن كان يُشدّ عصبه الوطني في الأزمات خصوصاً مع دولة خارجية، لكنه هذه المرة يرى أن مقاربة موريسن تضر بمصالح استراليا الوطنية والاستراتيجية المستقبلية. هنا يتبادر إلى الذهن السؤال التالي: أين هي المعارضة وحزب العمال مما يحدث، وما هي خطتها لإطاحة موريسن الذي لن يتورّع عن استخدام أي اسلوب وتكتيك للبقاء في السلطة، واسألوا عن ذلك مالكوم تيرنبول الذي خدعه موريسن حتى آخر لحظة قبل الإطاحة به في آب عام 2018.
أخيراً، وكما يقال قد تستطيع أن تخدع كل الناس لبعض الوقت، لكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق