(Toma Audo, ܬܐܘܡܐ ܐܘܕܘ, 1855- 1918) توما هرمز أودو / حسيب شحادة

 


جامعة هلسنكي

إنّه من البيوت العريقة، محلّة أودو، في مركز قرية القوش القديمة. يعود أصل جدّ هذه الأُسرة إلى ديار دين في تركيا في مستهل القرن الثامن عشر، وكان ذا علم واسع في الطبّ الشعبي، وانتقلت هذه المهنة إلى الأولاد فالأحفاد فأطلق عليهم الاسم ”حكيم“، كلفظة مرادفة لأودو. وثمّة فرع من هذه العائلة حمل الاسم ”مرخو“ نسبة لميخائيل، مرخاي، مرخو، شقيق البطريرك مار يوسف أودو.


وُلد توما هرمز أودو، المطران على أُورميا في إيران، واللغويّ السريانيّ المعروف في بلدة القوش (ايل قاش أي الإله الكبير) بشمال العراق، وتلقّى التعليم الابتدائيّ في مدرسة بلدته العريقة التي أسّسها الراهب ميخائيل النوهدري في مستهلّ القرن الخامس للميلاد. لمّا سافر مع عمّه البطريرك مار يوسف السادس أودو (1792-1878) إلى روما كتم ابنَ أربعةَ عشرَ ربيعًا، وأمضى فيها  أكثر من عقد من السنين في دراسة اللاهوت واللغات، في كليّة انتسار الإيمان. نال درجتي الكهنوت والملفان في العام 1880، وعاد إلى مسقط رأسه، ثم أصبح بعد مدّة مطرانًا في أبرشيّة أورميا. 

أتقن أودو السريانيّة والعربيّة والإيطاليّة واللاتينيّة والتركيّة والفارسيّة. ومن المعروف أنّ عائلة أودو تسنّمت مهامًّا دينية رفيعة، ومنها مثلًا عمّه البطريرك يوسف المذكور وأخوه المطران إسرائيل هرمز أودو الذي خدم  في البصرة  وفي ماردين (1941 -1858). ويحتلّ المطران الشهيد توما هرمز ميخائيل هرمز مرخو إسحاق الطبيب أودو خلال المجازر العثمانيّة في العام 1918، مكانة مرموقة في قائمة أعلام السريان في اللغة السريانيّة. الجدير بالتنويه وجود كتاب موسوم بـ: تاريخ اضطهادات المسيحيين الأرمن والآرامين (هكذا في الأصل!) في ماردين وآمد وسعرت والجزيرة ونصيبين التي حصلت عام 1915، والمؤلِّف هو المطران إسرائيل أودو، والكتاب بالسريانيّة الفصيحة (ܟܬܒܢܝܐ) ولم يترجم، ومخطوط الكتاب محفوظ في  خِزانة الرهبانيّة الكلدانيّة في بغداد.


أهم مؤلِّفاته في اللغة: كنز اللغة الآراميّة (ܣܝܡܬܐ ܕܠܶܫܳܢܐ ܣܽܘܪܝܝܝܐ)، مجلّدان، فيه شرح باليونانيّة والعربيّة، طبع في الموصل: مطبعة الآباء الدومينيكان عام 1897؛ متاح على الشبكة العنكبوتيّة. والطبعة الشهيرة لهذا المعجم الشامل هي طبعة هولندا عام 1985. والجدير بالذكر ممّا ورد في مقدّمة هذا المعجم  التي ترجمها إلى العربيّة الأستاذ جوزيف أسمر ونشرت في:

https://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,861569.0.html

 ”ومعروف أن اللغة السريانيّة هي من اللغات المعروفة بالساميّة التي كان يتكلمها أبناء سام، والأشهر في تلك اللغات التي تكلمها أبناء سام هي: العبرية والسريانية والعربية والحبشية وفروعها، لكن العربية من بين هذه اللغات هي الأغنى والأفضل والأكثر استعمالًا، وقواعدها جيدة دون وجود اختلافات فيها، ومعرفة هذه اللغة ضرورية لكل من يريد أن يتعلم اللغات الأخرى بالتمام والكمال “. وورد في المقدّمة أيضا: لم يحفظ السريان شيئًا من الكتب القديمة .

تسم المعجم بالفرنسيّة: 

Dictionaire de la langue chaldéenne par monseigneur Thomas Audo, archevèque chaldéen D’Ourmia. Mossoul imprimerie des pères dominicains, 1897. 

نحو اللغة السواديّة (السريانيّة الشرقيّة) اورميا 1905

لقد ترجم أودو كُتبًا لاهوتيّة كاثوليكيّة وأخرى من اللاتينيّة والإيطالية إلى السريانيّة أو العربيّة. منها مثلًا: كتاب اللاهوت الأدبيّ من الإيطاليّة بقلم الفونس ليغوري للعربيّة عام 1899؛ وترجم من اللاتينيّة إلى السريانيّة كتاب مرشد خدمة الكنيسة في العام 1889 في الموصل؛ وترجم من العربيّة إلى السريانيّة مائة مثل في العام 1909 في أورميا. وترجم كتاب كليلة ودمنة من العربيّة إلى السريانيّة. الموصل، 1889 وكذلك من  من العربيّة إلى السريانيّة: ميزان الأزمنة بقلم القسّ يوحنا اوسابيوس، العام 1884.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق