بعد انهيار الاقتصاد في ذلك اللبنان الذي كان يسمى "سويسرا الشرق" نسمع في كل يوم ان الحل يكمن في دعم صندوق النقد والبنك الدوليين! لذلك أقول ان من يعتقد ان حل مشاكل لبنان الاقتصادية بيد ما يسمى صندوق النقد والبنك الدوليين والدول المانحة وما يسمى بالأمم المتحدة من خلال تدخلهم في لبنان يساهم في حلّ الأزمات المستعصية وما أكثرها، فهو إما انه يتجاهل وقائع ودور صندوق النقد والبنك الدوليين في رهن الدولة إلى أخطبوط رأس المال الصهيو-امريكي أو أنه لا يعرف حقيقة هاتين المؤسستين!
أبدأ بما يسمى هيئة الأمم المتحدة وأذكرهم بأن هذه المؤسسة هي التي ساهمت في تأسيس وتكريس الكيان الغاصب كدولة على حساب شعب فلسطين وتشريده، وهي نفسها الشاهدة على مجازر قانا التي حصلت في جنوب لبنان دون ان تتدخل، وهي نفسها التي وقفت أمام أبشع حصار في تاريخ البشرية ضد العراق وشعبه ولم تحرك ساكناً، وهي نفسها التي شهدت على أكبر مجزرة ضد الإنسانية في العصر الحديث في “ملجأ العامرية” حيث الشيوخ والأطفال يحتمون من نار جهنم القوات الأمريكية الغازية، وهي التي صمتت عن غزو العراق ودول أخرى في العالم، وماذا بعد!
أما للمطالبين بتدخل صندوق النقد والبنك الدوليين ان يعيدوا قراءة تاريخ هاتين المؤسستين اللتين مع الأسف تكرس الاغتيال الاقتصادي والسيطرة الكاملة على أي بلد تدخله في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية فهل هناك من يقرأ التاريخ؟
انها مع الأسف هي شريعة غاب عصر التفاهة التي يبثها ما يسمى بمحللين سياسيين وخبراء اقتصاديين من خلال الإعلام المرتهن لمن يدفع بالدولار.
وبالمقابل ومع الأسف نجد ان المؤسسات الدينية بمختلف ألوانها في لبنان تلتقي مع المؤسسة السياسية في تبعيتها “لذبح شعب لبنان”وتفتيته وتفكيكه حتى في الشعارات ومطالب لا تخدم إلاّ مصالح المتربعين على جماجم الذين ضحوا واستشهدوا وهُجّروا من أجل البقاء في مراكزهم على حساب من رحلوا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق