قصيدة "غجرية عربية انا"/ الأديبة والشاعرة مي الطباع



قال عنها الأستاذ النابغة كبير النقاد" عيسى فتوح " وهو عضو بارز باتحاد كتاب العرب في دمشق سورية ، لقد أعجبتني القصيدة شكلا ومضمونا، ولا أبالغ إذا قلت لك أن قصيدتك من أجمل ما قرأت في الشعر المنثور ، فهي تفيض بالمشاعر والصور الأنيقة ، والشوق إلى الوطن البعيد ، وما قلته ليس مجاملة ، بل صدى للمشاعر التي انتابتني وانا أقرأ القصيدة ، وذكرتني بقصائد مي زيادة في ديوانها " أزاهير حلم " فأنت خليفة مي التي تركت صدى سيظل يتردد على مدى التاريخ والأجيال، هذه القصيدة الرائعة هي لون جديد من إبداعك الشعري مفعمة بالرومانسية والحنين إلى الوطن.

ـ1ـ

غجرية عربية انا في بعدي عنك ياوطني 

هجرني الصقيع 

يا وطني الضائع في ضباب الحرف 

يا وطني المسجون في كهوف الأشقياء 

متى ستحطم القيود ؟!! 

متى ستعود لحظات الأنس في لياليك ؟!!

متى متى سنعود ؟!!

ـ2ـ

غجرية القلب انا في بلاد غريبة أسير 

مكسورة الخاطر مرفوعة الجبين 

مشتاقة إلى داري ، إلى أرزتي 

الى صحبي وسماري 

مشتاقة الى ربى وطني، إلى بساتين قريتي والكروم 

ـ3ـ

غجرية عربية انا 

أهيم على وجهي في بلاد غريبة 

أسير حافية القدمين 

ثوبي الريفي التي حاكته جدتي ممزق بين الأهواء 

ومازلت أعتز به وارتديه 

وأشعارها الشعبية التي تداعب مخيلتي 

ما زالت تنعش ذاكرتي بوهج الحب والحنين 

تملأ رئتي بنغمات الفرح والحرية 

تعانق الأرض والوطن 

أجلس على تلة صغيرة 

أرقب الشمس عند المغيب 

أتأمل أسرار هذا الكون العجيب 

وصوت الناي الآتي من الذكريات البعيدة 

يمر بخاطري يناغي وحدتي والشجون ...

ـ4ـ

أين أخفيت حبيبي أيها الليل السكون ؟!!

ينثر القمر زهوره، يعكس ظلاله على جدول حزين 

يتأرجح في زرقة مياهه عقدان من الياسمين 

يبادلني السلام ، يرد التحية ، يبتسم لعاشقة غجرية 

وتوشوشني النجمات بتمتماتها 

ـ5ـ

علام الدموع ، علام الدموع يا ابنتي ؟!!

الفجر لك ، والغد لك يا صبية 

أجوب البراري الواسعة والمروجً

أرقص اتمايل مع زنابق الحقول 

أطير مع الفراشات الخضراء والعصافير الملونة 

أقطف الأزهار وأغني 

أبحث عن شجرة صنوبر 

أبحث عن نبتة صعتر 

أبحث عن لمحة تشبه وجه وطني الأسمر 

طال انتظاري قرب الكوخ الصغير 

الذي بنيناه حطبة حطبة 

أطهو الحساء 

أجلس قرب المدفاة، والثلج يدنق ، والزمهرير 

أرقب قدوم حبيبي الأسمر 

قلقت عليه، إني اسمع صوت خطواته 

ـ6ـ

ها هو حبيبي يطل من بعيد 

باشراقته المعهودة ، ووجهه الطيب 

تلوح في الأفق ، تباشير المطر 

فهل من خبر ؟!! قل لي حبيبي عن الوطن الغالي ؟!!

اعانقه كعناق الندى لوريقات الزهر في وقت السحر 

أبحث في عينيه عن الدفء ، يقتلني الشوق والحنين

ـ7ـ 

قل لي حبيبي من أنت ، ياانت ؟!!

وأين انت؟!! وأين كنت؟!!

ولماذا أنت ؟!!

من أعطاك السلطان أن تأخذ روحي متى شئت ؟!!

من أعطاك السلطان أن ترد روحي متى شئت ؟!!

فأجمل قصيدة تزغرد في قلبي لست أخفيها حبيبي عنك 

هو حبك يسيجه وطن حر آمن 

هو أنت 

هو أنت 

**

   إذا أردتم أن يغزو الشعر العربي الحر قلوب القراء عليه أن يكون رائعاً، سلساً، منساباً كجدول رقراق، كهذه القصيدة. لقد أبدعت الاديبة الشاعرة مي طباع في "غحرية عربية أنا".. وهذا ليس بغريب عنها.

شربل بعيني


هناك 3 تعليقات:

  1. رائع بل أكثر ساعرتنا
    من أعطاك السلطان....

    ردحذف
  2. لله درك شاعرتنا
    من ألق إلى ألق
    شمس تسابق النجوم والقمر
    تفيض نور
    بهاء حرفك غمر الكون

    قصائدك بستان وارف الظلال يجود بالثمار
    كجنة عدن حباها الله بالخيرات
    عطر حرفك ياسمين

    تجري قصائدك كالفرات رقراقة
    تتلقاها ارواحنا عطشى...
    تغمرنا حد الارتواء

    الأديب أحمد الأمين

    ردحذف
  3. رد على قصيدة الاديبة و الشاعرة مي الطباع
    غجرية عربية انا


    لله درك شاعرتنا
    من ألق إلى ألق
    شمس تسابق النجوم والقمر
    تفيض نور
    بهاء حرفك غمر الكون

    قصائدك بستان وارف الظلال يجود بالثمار
    كجنة عدن حباها الله بالخيرات
    عطر حرفك ياسمين

    تجري قصائدك كالفرات رقراقة
    تتلقاها ارواحنا عطشى...
    تغمرنا حد الارتواء


    الأديب أحمد الأمين

    ردحذف