الورقة الخضراء إلى الزوال/ مدين غالم



صحافي من الجزائر مقيم في فيينا


يبدو أن سطوة الدولار بدأت تتهاوى، بفعل الضربات  الموجعة، التي تتلقاها عملة الدولار، والاستغناء عنه في  التعامل التجاري  ، لدى عديد من الدول الوازنة على المستوى الاقتصادي العالمي،   اتخذت العديد من الدول، قرار الاستغناء عن عملة  الدولار، كعملة تجارية بينها، والذي كان المهيمن على المستوى الدولي، كعملة فارضة سطوتها في سوق العملات الدولية، لم يتعرض الدولار الى هجمة مضادة له منذ 20 سنة بعد ظهور عملة الأورو في سنة 2001، لكن هذه المرة يبدو  أن الضربة قاضية على هيمنته،  بعد تقلص التداول به على المستوى العالمي للعملات، إذ توصلت  الصين القوة الاقتصادية المنافسة للاقتصاد الأمريكي حاليا، والبرازيل الاقتصاد الصاعد إلى  قرارا بالتخلي عن التعامل بالدولار، و اللجوء إلى اليوان العملة الصينية  في المبادلات التجارية الثنائية ، وهذا القرار يشكل ضربة للدولار، بالتوازي مع عزم مجموعة البريكس إصدار عملة موحدة للمجموعة الاقتصادية ،  مكونة من الذهب، ستكون منصة تعملاتها  في التبادل مستقبلا، وإذا برزت  هذه العملة إلى الوجود خلال سنة 2024 سوف تأثر، بشكل اكبر على قوة الورقة الخضراء، في الساحة النقدية العالمية، وعملة مجموعة البريكس وستأثر  على التجارة العالمية ، القائمة على الدولار منذ سنة 1945 بقرار من  مؤسسة بروان وودز، بعد تخلي عدة دول عن استعمال الدولار فيما بينها ، و يرتقب ان تحذو  20 دولة  تبني  النظام النقدي الجديد، وهو ما يضع حدا لهيمنة  الدولار، كما ساهمت في تدهور  قيمة الدولار فضائح إفلاس بنك سيلفرغيت المتخصص في العملات المشفرة، وكان القطاع المصرفي الامريكي   مسرحا في الآونة الأخيرة لسلسلة من الفضائح المالية،  ومنها إفلاس بنك وادي السيلكون، وبنك التكنولوجيا، وبنك التوقيع، هذه الأحداث سرعت في تعميق جراح  تلقاها الدولار، العملة التي كانت تعبر  عن القوة الاقتصادية لأمريكا.وهيمنتها على العالم كقطب أوحد . 

تكتل البريكس الذي  سوف يشهد توسعا في تركيبته، إذا هناك العديد من الدول، ذات الاقتصاد الصاعد، تقدمت  بطلبات  الإنضواء تحت سقف هذه المجموعة الاقتصادية،والتي سوف  تدرسها  في القمة التي سوف تلتئم، في جنوب أفريقيا، قبل نهاية العام الجاري ، المجموعة الاقتصادية التي بدأ  وزنها على الاقتصاد العالمي يظهر للعيان،والتأثير على مجريات السيولة  المالية، إذن الضربات تتوالى على العملة الخضراء والتي لم تشهد، هزات مثل هذه منذ اعتماد العملة الخضراء، كعملة تداول عالمي سنة 1945   

وبدأ هذا التدهور للعملية  الخضراء، بعد بروز تلاشى النفوذ الأمريكي كقطب أوحد على المستوى الدولي ، وقد ظهرت ملامح اضمحلال  هذا القطب في  النفوذ، في العديد من الأماكن، يبدو وبقوة ان القطب الأوحد، ذاهب للزوال، وأننا أمام تعدد االاقطاب،  والعملية العسكرية في أوكرانيا ماثلة للعيان، بالإضافة  إلى النفوذ المتنامي للصين كقوة اقتصادية منافسة لأمريكا، التي لم تجد الحلول لمأل  إنحسار وجودها، سوى اللجوء إلى الجزرة  من خلال سياسة فرض العقوبات  الاقتصادية، على المنافسين لها، لكن هذه السياسة لم تأتي أكلها، وإيران خير مثال، على ذلك، لأن الدول التي تتعرض لهذه العقوبات، بدأت تتكيف مع سياسة العقوبات الاقتصادية ، من خلال الالتفاف على هذه العقوبات، من خلال تضامن العديد  من الدول المتضررة  فيما بينهم، قصد تميع العقوبات الاقتصادية، ما أسهم  في اضمحلال مفعولها، على اقتصاديات الدول المعنية، بهذه العقوبات الاقتصادية، وروسيا التي تتعرض لعقوبات،، يبدو أنها نجت من تأثير هذه العقوبات، وهي تدخل عامها الثاني في حربها في أوكرانيا، وتنامي  التقارب الاستراتيجي الروسي الصيني على جميع المستويات ، إذن تاهوي  العملة الخضراء، يبدو تحصيل حاصل، للسياسة الأمريكية، التي فرضتها، منذ تلاشى الاتحاد السوفياتي، وسقوط جدار برلين، في تسعينيات القرن الماضي،و زوال الحرب الباردة، وانهيار حلف وارسو، العوامل التي تركت العم سام يفرض سطوته كقطب أوحد على المستوى العالمي ، والشرعنة ، للقضايا الدولية  حسب  سياسته، والدخول في حروب إسقاط  الأنظمة في العديد من الدول ذات السيادة ، التي تعتبرها غير ديمقراطية،  بقوة السلاح والأمثلة عديدة مثل اشتياح العراق، بحجة امتلاك سلاح محضور، ليتضح  فيما بعد ان الحجة واهية، وهذه الايام تمر ذكرى  غزو العراق


هناك تعليقان (2):

  1. مرحبا بهذا الصبح الجديد الذي ستشرق فيه شمس الحرية مرة أخرى على شعوب طالما عانت الويلات من سطوة الكوبوي الأمريكي الظالم و من ساطور الرجل الأبيض الذي تمادى بتجبره و تسلطه على رقاب الشعوب المقهورة فزادها بؤسا إلى بؤسها.
    تحياتنا خويا مدين و بوركت على النقال المنشور

    ردحذف
  2. شكرا لك اخي على مرورك الكريم، وتعليقك الجيد

    ردحذف