قِدّاحُ الأرواحِ / د. عدنان الظاهر

 


                                                  

   

( إلى مُنى الأماني .. حذارِ من الذئبِ الضاري )

الشوق الفظُّ سَحابةُ صيفٍ مُخضَّلِ الصبرِ دموعا

راحتْ تتناءى جزعى

الظلمةُ أشباحٌ تتخفّى بين ظِلالِ رموسِ الموتى

فارقني شئٌ يُبكيني

فمتى ألقاها لأردَّ جميلا

وأقولَ لها إني أهواها

ومصيرُ الصيفِ المرِّ جناحٌ يهوي بي

غِبتِ وخلّفتِ رمادَ رميمي كُحلاً في عيني

الماءُ الأسودُ يُخفي نوراً في جفني

لا يدري أيّانَ تغيبُ مداراتُ الأقمارِ

سُبحانَ الساقطِ من بُرجِ الإغواءِ طعينا

يا سابرَ أسرارِ الوهمِ تفدّمْ

غامرْ وتسلّمْ أوراقَ جيوشِ الخيبةِ والذُلِ

حسبي أنَّ المُهجةَ قَرحى والنابَ خرابُ

فيها من سرِّ سرابِ الرؤيا بقيا

وشرابٌ يتعتّقُ إكسيرا

الشاربُ لا يدري أنَّ الراحَ رَواحُ

والقلبَ النازفَ قِدّاحُ " مُنى " الأرواحِ

سَقَطتْ في الموقدِ أقوى من نارِ الأحداقِ

أقمارٌ طفّتْ نيرانَ الآمالِ

السِفرُ سِهامُ الباقي والراقي

يتسلّقُ جدرانَ الصرخةِ في تيهِ شحوبِ الأوراقِ

أهوى صوتَ صداها فيما قالتْ أو كادتْ

أهوى لونَ الشَفَقِ الماطرِ منها شوقا

وعِناقَ الريحِ إذا قدّتْ من خدِّ الوردِ سلاما

عيناها مغزاها 

خُضْرٌ إنْ غابَ الكوكبُ في عينِ الشمسِ

أهواها والضبعُ الضاري في بابي

يُحصي عُوّادي

وصُراخَ الآهةِ في حرِّ الأنفاسِ

يا ساقيَ أدواحِ ثِمارِ الأعراقِ سلاما

خفّفْ أبواقَ طواحينِ الأصداءِ 

تختارُ العَتمةَ والطقسُ فضاءٌ عِملاقُ

يكشفُ بُهتانَ الذئبِ العاري 

يكْسِرُ أحجارَ الدارِ بفأسِ الأسرارِ

 والظُلمةُ أطيافُ قِباب سماءِ حياتي

إني محكومٌ بالعجزِ الكلويِّ الكُلّي

أنحو منحى الهاربِ في حبلٍ من سجنٍ ليلي

ساعةَ أنْ يسقُطَ شئٌ من برجِ الموتِ

ظَلّي سيفاً في خيلِي

فعيونُ الليلِ تُرابُ الحافرِ والنعلِ

آهٍ أُمّي ! 

عانيتِ فصاحَ الديكُ وغاصتْ رجلي في وَحلِي !


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق